فى الحذر
«1» اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى حُسْنِ قَضَائِكَ ، و بِمَا صَرَفْتَ عَنِّي من بَلَائِكَ ، فَلَا تَجْعَلْ حَظِّي من رَحْمَتِكَ ما عَجَّلْتَ لِي من عَافِيَتِكَ فَأَكُونَ قَدْ شَقِيتُ بِمَا أَحْبَبْتُ و سَعِدَ غَيْرِي بِمَا کَرِهْتُ . «2» و إِنْ يَكُنْ ما ظَلِلْتُ فِيهِ أَوْ بِتُّ فِيهِ من هَذِهِ الْعَافِيَةِ بَيْنَ يَدَيْ بَلَاءٍ لا يَنْقَطِعُ و وِزْرٍ لا يَرْتَفِعُ فَقَدِّمْ لِي ما أَخَّرْتَ ، و أَخِّرْ عَنّي ما قَدَّمْتَ . «3» فَغَيْرُ كَثِيرٍ ما عَاقِبَتُهُ الْفَنَاءُ ، و غَيْرُ قَلِيلٍ ما عَاقِبَتُهُ الْبَقَاءُ ، و صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ
(اللهم لك الحمد على حسن قضائك بما صرفت عنى من بلائك) كل انسان عرضه لانواع النوائب و المصائب فى نفسه و دينه و اهله و ماله.
و الامام (ع) يحمد الله تعالى على السلامه من كل فتنه و مصيبه عافاه الله منها و ابعده عنها (فلا تجعل حظى من رحمتك ما عجلت لى من عافيتك) منحتنى العافيه يا الهى، و غمرتنى بفضلك فى الدنيا العاجله، و كل ما ارجوه ان لا يكون هذا الفضل منك هو كل ما اعددت لى عندك من فضل و استوجبه من خير، و ما لى فى الاخره من نصيب فى عطائك و رحمتك (فاكون قد شقيت بما احببت) اى تكون العافيه التى احببتها سببا لحرمانى من ثواب الاخره، و يقول الامام على (ع): «اعلموا ان ما نقص من الدنيا و زاد فى الاخره خير مما نقص من الاخره و زاد فى الدنيا... كم من اكله منعت اكلات». (و سعد غيرى بما كرهت) المراد بهذا الغير كل من كانت دنياه جحيما و آخرته نعيما.
(و ان يكن ما ظللت فيه او بت فيه من هذه العافيه) العاجله التى فرحت بها هى (بين يدى بلاء...) اى السبب الموجب لعذاب السعير فى الاخره (فقدم لى ما اخرت) من البلاء و العذاب اى اجعله فى الدنيا لا فى الاخره (و اخر عنى ما قدمت...) من السلامه و العافيه اى اجعلها فى الاخره لا فى الدنيا، قال الامام اميرالمومنين (ع): «ما خير بخير بعده النار، و ما شر بشر بعده الجنه، و كل نعيم دون الجنه فهو محقور، و كل بلاء دون النار عافيه».