فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

اتباع الرسل

اتباع الرسل

 

 «1» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ ‌و‌ مُصَدِّقُوهُمْ ‌من‌ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالْغَيْبِ عِنْدَ مُعَارَضَةِ الْمُعَانِدِينَ لَهُمْ بِالتَّكْذِيبِ ‌و‌ الِاشْتِيَاقِ إِلَى الْمُرْسَلِينَ بِحَقَائِقِ الْايمَانِ «2» فِي كُلِّ دَهْرٍ ‌و‌ زَمَانٍ أَرْسَلْتَ فِيهِ رَسُولًا ‌و‌ أَقَمْتَ لِأَهْلِهِ دَلِيلًا ‌من‌ لَدُنْ آدَمَ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ‌و‌ آلِهِ ‌من‌ أَئِمَّةِ الْهُدَى ، ‌و‌ قَادَةِ أَهْلِ التُّقَى ، عَلَى جَمِيعِهِمُ السَّلَامُ ، فَاذْكُرْهُمْ مِنْکَ بِمَغْفِرَةٍ ‌و‌ رِضْوَانٍ . «3» أَللَّهُمَّ ‌و‌ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً الَّذِينَ احسنوا الصَّحَابَةَ ‌و‌ الَّذِينَ أَبْلَوُا الْبَلَاءَ الْحَسَنَ فِي نَصْرِهِ ، ‌و‌ كَانَفُوهُ ، ‌و‌ أَسْرَعُوا إِلَى وِفَادَتِهِ ، ‌و‌ سَابَقُوا إِلَى دَعْوَتِهِ ، ‌و‌ اسْتَجَابُوا لَهُ حَيْثُ أَسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالَاتِهِ . «4» ‌و‌ فَارَقُوا الْأَزْوَاجَ ‌و‌ الْأَوْلَادَ فِي إِظْهَارِ كَلِمَتِهِ ، ‌و‌ قَاتَلُوا الآْبَاءَ ‌و‌ الْأَبْنَاءَ فِي تَثْبِيتِ نُبُوَّتِهِ ، ‌و‌ انْتَصَرُوا ‌به‌ . «5» ‌و‌ ‌من‌ كَانُوا مُنْطَوِينَ عَلَى مَحَبَّتِهِ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ فِي مَوَدَّتِهِ . «6» ‌و‌ الَّذِينَ هَجَرَتْهُمْ الْعَشَائِرُ إِذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ ، ‌و‌ انْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَرَابَاتُ إِذْ سَكَنُوا فِي ظِلِّ قَرَابَتِهِ . «7» فَلَا تَنْسَ لَهُمُ اللَّهُمَّ ‌ما‌ تَرَكُوا لَكَ ‌و‌ فِيكَ ، ‌و‌ أَرْضِهِمْ ‌من‌ رِضْوَانِكَ ، ‌و‌ بِمَا حَاشُوا الْخَلْقَ عَلَيْكَ ، ‌و‌ كَانُوا مَعَ رَسُولِكَ دُعَاةً لَكَ إِلَيْكَ . «8» ‌و‌ اشْكُرْهُمْ عَلَى هَجْرِهِمْ فِيكَ دِيَارَ قَوْمِهِمْ ، ‌و‌ خُرُوجِهِمْ ‌من‌ سَعَةِ الْمَعَاشِ إِلَى ضِيقِهِ ، ‌و‌ ‌من‌ كَثَّرْتَ فِي إِعْزَازِ دِينِكَ ‌من‌ مَظْلُومِهِمْ . «9» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَوْصِلْ إِلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ، الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ‌و‌ لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ خَيْرَ جَزَائِکَ . «10» الَّذِينَ قَصَدُوا سَمْتَهُمْ ، ‌و‌ تَحَرَّوْا وِجْهَتَهُمْ ، ‌و‌ مَضَوْا عَلَى شَاكِلَتِهِمْ . «11» لَمْ يَثْنِهِمْ رَيْبٌ فِي بَصِيرَتِهِمْ ، ‌و‌ لَمْ يَخْتَلِجْهُمْ ‌شك‌ فِي قَفْوِ آثَارِهِمْ، ، ‌و‌ الْاِئْتَِمامِ بِهِدَايَةِ مَنَارِهِمْ . «12» مُكَانِفِينَ ‌و‌ مُوَازِرِينَ لَهُمْ ، يَدِينُونَ بِدِينِهِمْ ، ‌و‌ يَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِمْ ، يَتَّفِقُونَ عَلَيْهِمْ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَتَّهِمُونَهُمْ فِيما أَدَّوْا إِلَيْهِمْ . «13» اللَّهُمَّ ‌و‌ صَلِّ عَلَى التَّابِعِينَ ‌من‌ يَوْمِنَا هَذَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ‌و‌ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ‌و‌ عَلَى ذُرِّيَّاتِهِمْ ‌و‌ عَلَى ‌من‌ أَطَاعَکَ مِنْهُمْ . «14» صَلَاةً تَعْصِمُهُمْ بِهَا ‌من‌ مَعْصِيَتِكَ ، ‌و‌ تَفْسَحُ لَهُمْ فِي رِيَاضِ جَنَّتِكَ ، ‌و‌ تَمْنَعُهُمْ بِهَا ‌من‌ كَيْدِ الشَّيْطَانِ ، ‌و‌ تُعِينُهُمْ بِهَا عَلَى ‌ما‌ اسْتَعَانُوكَ عَلَيْهِ ‌من‌ ‌بر‌ ، ‌و‌ تَقِيهِمْ طَوَارِقَ اللَّيْلِ ‌و‌ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ . «15» ‌و‌ تَبْعَثُهُمْ بِهَا عَلَى اعْتِقَادِ حُسْنِ الرَّجَاءِ لَكَ ، ‌و‌ الطَّمَعِ فِيما عِنْدَكَ ‌و‌ تَرْكِ التُّهَمَةِ فِيما تَحْوِيهِ أَيْدِي الْعِبَادِ «16» لِتَرُدَّهُمْ إِلَى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ ‌و‌ الرَّهْبَةِ مِنْكَ ، ‌و‌ تُزَهِّدَهُمْ فِي سَعَةِ الْعَاجِلِ ، ‌و‌ تُحَبِّبَ إِلَيْهِمُ الْعَمَلَ لِلآْجِلِ ، ‌و‌ الِاسْتِعْدَادَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ «17» ‌و‌ تُهَوِّنَ عَلَيْهِمْ كُلَّ كَرْبٍ يَحُلُّ بِهِمْ يَوْمَ خُرُوجِ الْأَنْفُسِ ‌من‌ أَبْدَانِهَا «18» ‌و‌ تُعَافِيَهُمْ مِمَّا تَقَعُ ‌به‌ الْفِتْنَةُ ‌من‌ مَحْذُورَاتِهَا ، ‌و‌ كَبَّةِ النَّارِ ‌و‌ طُولِ الْخُلُودِ فِيهَا «19» ‌و‌ تُصَيِّرَهُمْ إِلَى أَمْنٍ ‌من‌ مَقِيلِ الْمُتَّقِينَ
 
(اللهم ‌و‌ اتباع الرسل ‌و‌ مصدقوهم ‌من‌ اهل الارض بالغيب عند معارضه المعاندين لهم بالتكذيب) كل ‌من‌ اقتدى باخر ‌فى‌ قول ‌او‌ فعل فهو تابع له سواء اكان المتبوع محقا ‌ام‌ مبطلا، ‌و‌ مصدقوهم عطف تفسير على الاتباع، ‌و‌ بالغيب متعلق بالمصدقين ‌اى‌ ‌ان‌ كثيرا ‌من‌ الاتباع صدقوا ‌و‌ آمنوا بمن سبق ‌من‌ الانبياء ‌لا‌ لشى ء الا لان النبى اللاحق اخبر عنهم تماما كايماننا نحن المسلمين بلوط ‌و‌ يعقوب ‌و‌ يونس ‌و‌ ايوب ‌و‌ غيرهم، لان نبينا (ص) اخبرنا- فيما انزل اليه- انهم انبياء.
 لقد اعتبر القرآن الكريم جميع الانبياء ‌من‌ لدن آدم الى محمد- امه واحده، ‌و‌ اوجب الاعتراف بهم مع الاحترام ‌و‌ التقديس: «آمن الرسول بما انزل اليه ‌من‌ ربه ‌و‌ المومنون كل آمن بالله ‌و‌ ملائكته ‌و‌ كتبه ‌و‌ رسله ‌لا‌ نفرق بين احد ‌من‌ رسله- 285 البقره» لانهم بالكامل يتلقون الوحى ‌من‌ مصدر واحد، ‌و‌ اصول الدين ‌و‌ الشريعه واحده، ‌و‌ الاختلاف انما ‌هو‌ ‌فى‌ التفريع ‌و‌ التطبيق تبعا للظروف الاجتماعيه ‌و‌ غيرها، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث الشريف: «الانبياء اخوه ابناء علات، امهاتهم شتى ‌و‌ دينهم واحد» ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ تكريم الانبياء ‌و‌ كل ‌من‌ اصلح ‌و‌ افاد الناس بجهه ‌من‌ الجهات- يحمل معنى عرفان الجميل لكل جهد كريم، كما ‌ان‌ سيرتهم ‌و‌ حياتهم عبره ‌و‌ عظه ‌و‌ درس ‌و‌ قدوه حسنه للاجيال ‌فى‌ البذل ‌و‌ التضحيه ‌و‌ الصدق ‌و‌ الاخلاص.
 ‌و‌ لكن الفرد مهما سما ‌فى‌ مواهبه، ‌و‌ اخلص ‌فى‌ مقاصده فانه لايستطيع ‌ان‌ يقوم باى دور ‌فى‌ التاريخ الا اذا اتيح له انصار ‌و‌ اعوان يثقون به، ‌و‌ يسارعون الى طاعته، ‌و‌ يخوضون معه كل المعارك، ‌و‌ يفتدونه بالنفس ‌و‌ النفيس لانه الحصن الحصين لدينهم ‌و‌ عقيدتهم ‌و‌ القوى الامين على اهدافهم ‌و‌ مصالحهم، ‌و‌ لكن هذه الجماعه الفاضله ‌و‌ القوه العامله قد استبعدهم التاريخ ‌و‌ اهمل ذكرهم، ‌و‌ وجه الانظار الى القاده وحدهم، اما القرآن الكريم فقد اثنى على الاعوان ‌و‌ الانصار، ‌و‌ رفع ‌من‌ شانهم، ‌و‌ قرنهم بالانبياء ‌و‌ المرسلين ‌فى‌ العديد ‌من‌ آياته، منها: «و السابقون الاولون ‌من‌ المهاجرين ‌و‌ الانصار ‌و‌ الذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ‌و‌ رضوا عنه ‌و‌ اعد لهم جنات تجرى ‌من‌ تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم- 100 التوبه... ‌و‌ لكن الرسول ‌و‌ الذين آمنوا معه جاهدوا باموالهم ‌و‌ انفسهم اولئك لهم الخيرات ‌و‌ اولئك ‌هم‌ المفلحون- 88 التوبه.
 ‌و‌ اخذ الامام السجاد (ع) العبره ‌من‌ هذا الدرس القرآنى، فاعترف بجميل الذين سارعوا الى نصره المصلحين المخلصين، ‌و‌ دعا لهم بالخير، ‌و‌ ساله تعالى ‌ان‌ يشمل ‌و‌ يعم بفضله ‌و‌ رحمته كل ‌من‌ ناصر دعوه الحق ‌و‌ كل ‌من‌ عمل بها، ‌و‌ رضى عن الذين جاهدوا اعداء الحق ‌و‌ العدل، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: ‌من‌ غاب عن امر فرضى به، كان كمن شهده ‌و‌ اتاه! ‌و‌ عن دائره المعارف الفرنسيه ‌ان‌ فرنسا خسرت ‌فى‌ الحرب العالميه الاولى سنه 1914 مليونا ‌و‌ 4 الف قتيل، ‌و‌ ‌ان‌ حاميه ‌من‌ البقيه الباقيه ‌من‌ جنودها حملت قتيلا مجهول الهويه، ‌و‌ دفنته ‌فى‌ مكان خاص، ‌و‌ اقامت على قبره نصبا تذكاريا كرمز لتكريم كل مجهول ضحى بنفسه ‌فى‌ سبيل وطنه، ‌و‌ دعاء الامام الذى نحن بصدده ‌هو‌ تكريم ‌و‌ تعظيم لكل ‌من‌ خدم الحياه ‌و‌ نفعها بجهه ‌من‌ الجهات، بل ‌و‌ لكل ‌من‌ احب ‌و‌ رضى بعمل عامل ‌فى‌ هذه السبيل معلوما كان ‌او‌ مجهولا.
 (و الاشتياق الى المرسلين) عطف على «عند معارضه المعاندين» ‌و‌ المعنى ‌ان‌ اتباع الرسل ‌هم‌ على ايمانهم الراسخ لايحيدون عنه بالرغم مما يعانون ‌من‌ عتاه المعاندين (بحقائق الايمان) ‌و‌ هى اصوله كالتصديق بوجود الله ‌و‌ نبوه محمد ‌و‌ اليوم الاخر
 
(الى محمد ‌و‌ آله ‌من‌ ائمه الهدى ‌و‌ اهل التقوى) الذين ‌هم‌ حجه الله على خلقه تماما كالقرآن الكريم بحديث الثقلين الذى رواه مسلم ‌فى‌ صحيحه ، ‌و‌ الترمذى ‌فى‌ سننه، ‌و‌ احمد ‌فى‌ مسنده، ‌و‌ النسائى ‌فى‌ خصائصه، ‌و‌ سجله اكثر ‌من‌ اربعين عالما ‌من‌ السنه فيما الفوا ‌و‌ كتبوا. انظر كتاب حديث الثقلين للشيخ قوام الدين القمى.
 
قال المفسرون ‌فى‌ معنى قوله تعالى: «النبى اولى بالمومنين ‌من‌ انفسهم- 6 الاحزاب»: ‌ان‌ الله سبحانه جعل للنبى على المومنين ‌حق‌ التصرف ‌فى‌ اموالهم ‌و‌ انفسهم، ‌و‌ ‌من‌ ابى ‌او‌ اعترض فقد خرج عن مله الاسلام، ‌و‌ ليس ‌من‌ ‌شك‌ ‌فى‌ وجوب السمع ‌و‌ الطاعه له، لان كلمه النبى ‌من‌ حيث هى تستدعى ذلك، اضافه الى قوله تعالى: «من يطع الرسول فقد اطاع الله- 80 النساء» ‌و‌ مع هذا يسوغ لنا القول بان آيه الاحزاب تنطوى على معنى آخر، ‌و‌ هى انها تحدد مفهوم المومن الواقعى ‌لا‌ الظاهرى، ‌و‌ تعرف ‌به‌ كما ‌هو‌ عند الله ‌لا‌ عند الناس، ‌و‌ انه: ‌من‌ آمن ‌و‌ ايقن ‌من‌ الاعماق بان النبى (ص) اولى منه بنفسه ‌و‌ اهله ‌و‌ ماله، يتصرف بذلك كيف يشاء، ‌و‌ ‌لا‌ مشيئه له مع النبى على الاطلاق.
 ‌و‌ ‌فى‌ سفينه البحار: ‌ان‌ النبى قال: «و الذى نفسى بيده لايومن عبد حتى اكون احب اليه ‌من‌ نفسه ‌و‌ ابويه ‌و‌ اهله ‌و‌ ولده ‌و‌ الناس اجمعين» ‌و‌ ساله رجل: متى تقوم الساعه؟ فقال: ‌و‌ ماذا اعددت لها؟ قال الرجل: ‌ما‌ اعددت لها كثير صوم ‌و‌ صلاه الا انى احب الله ‌و‌ رسوله. فقال النبى (ص): «المرء مع ‌من‌ احب» قال انس: فما رايت المسلمين فرحوا بعد الاسلام بشى ء اشد ‌من‌ فرحهم بهذه البشاره.
 ‌و‌ ‌لا‌ تفسير لفرحهم هذا الا بحبهم ‌و‌ اخلاصهم لرسول الله (ص) ‌و‌ ايمانهم بانه املك منهم بانفسهم... كانوا يفتدونه بالارواح ‌و‌ المهج، ‌و‌ يبارز الاباء- بقيادته- الابناء، ‌و‌ الابناء يتربصون بالاباء، ‌و‌ كانت المراه المسلمه تفتقد زوجها ‌و‌ ولدها ‌و‌ اباها، ‌و‌ تحمد الله مبتهجه بنجاه الرسول... ‌و‌ السيره النبويه متخمه بالشواهد على هذه الحقيقه- ‌و‌ على سبيل المثال- اسر مشركو مكه ‌من‌ الصحابه زيد ‌بن‌ الدثنه، ‌و‌ لما قدموه للقتل قال له ابوسفيان: انشدك بالله اتحب ‌ان‌ محمدا مكانك تضرب عنقه ‌و‌ انت سالم؟ فقال: ‌و‌ الله ‌ما‌ احب ‌ان‌ تصيب محمدا شوكه توذيه ‌و‌ انا سالم ‌من‌ القتل. فقال ابوسفيان: ‌ما‌ رايت ‌من‌ الناس احدا يحب احدا كحب اصحاب محمد محمدا. ثم قتل زيد.
 ‌و‌ على اساس هذا الحب لرسول الله (ص) ‌و‌ الصله بينه ‌و‌ بين امته قامت دعوه الاسلام ‌و‌ دولته التى غيرت وجه الارض بشريعتها، ‌و‌ اذلت الجبابره الطغاه بقوتها، ‌و‌ اعز الله بسلطانها كل ‌من‌ قال: ‌لا‌ اله الا الله محمد رسول الله على قله العده ‌و‌ العدد... ‌و‌ المسلمون اليوم اكثر مالا ‌و‌ نفرا ‌من‌ ‌اى‌ وقت مضى، ‌و‌ لكنهم فريسه لكل آكل، ‌و‌ غنيمه لكل طامع حتى لاسرائيل... ‌و‌ لو كنا نحب الله ‌و‌ رسوله حقا ‌و‌ صدقا لجمعنا هذا الحب على احساس واحد، ‌و‌ كلمه واحده، ‌و‌ تعاونا على العمل لاعلاء كلمه الاسلام ‌و‌ الذود عن حقوق المسلمين ‌و‌ كرامتهم.
 
(و اوصل الى التابعين لهم باحسان) يسال الامام (ع) الله سبحانه ‌ان‌ يجزى الذين لحقوا الصحابه، ‌و‌ تابعوهم بالايمان ‌و‌ الطاعه- احسن الجزاء ‌و‌ افضله (الذين يقولون...) صفه للتابعين، ‌و‌ ‌هو‌ اقتباس ‌من‌ قوله تعالى: «و الذين جاءوا ‌من‌ بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ‌و‌ لاخواننا الذين سبقونا بالايمان ‌و‌ لاتجعل ‌فى‌ قلوبنا غلا للذين آمنوا- 10 الحشر» ‌و‌ تومى ء هذه الايه الكريمه الى ‌ان‌ ‌من‌ يغل ‌و‌ يحسد ‌او‌ يحقد على ‌اى‌ مومن، فما ‌هو‌ ‌من‌ الايمان ‌فى‌ شى ء... فهل يتعظ ‌و‌ يعتبر الحاقدون الحاسدون لمن ‌هو‌ اخبر ‌و‌ اشهر؟ (خير جزائك) مفعول لاوصل  
 
(الذين قصدوا سمتهم) السمت: الطريق الواضح (و تحروا وجهتهم): الوجهه: الناحيه (و مضوا على شاكلتهم) على طريقتهم  
 
(لم يثنهم ريب) لم يرتدوا عن دينهم للشبهات (لم يختلجهم شك) لم يعترض الشك ‌فى‌ قلوبهم
 
(فى قفو آثارهم...) اتبعوا صراط المتقين الذين انعم الله عليهم، ‌و‌ لم يحيدوا عنه (يدينون...) عطف تفسير على ‌ما‌ تقدم (و ‌لا‌ يتهمونهم فيما ادوا اليهم المراد بادوا هنا نقلوا، ‌و‌ المعنى ‌ان‌ الصحابه نقلوا سنه رسول الله (ص) الى التابعين، ‌و‌ هولاء لايتهمون الصحابه بالكذب على الرسول، ‌و‌ ‌لا‌ بالخيانه ‌فى‌ اداء هذه الامانه.
 
(اللهم ‌و‌ صل على التابعين ‌من‌ يومنا هذا الى يوم الدين) المشهور عند المحدثين ‌فى‌ تعريف الصحابى، انه ‌من‌ لقى النبى (ص) مسلما ‌و‌ مات على الاسلام، ‌و‌ عند الاصوليين: ‌من‌ لازم النبى مده يسوغ معها هذا الوصف عرفا، اما التابعى ‌فى‌ الاسلام فهو ‌من‌ لقى احد الصحابه مسلما ‌و‌ مات على الاسلام، ‌و‌ التابع على وجه العموم: كل ‌من‌ اقتدى باخر، ‌و‌ ‌ان‌ كان بينهما آلاف السنين كما سبقت الاشاره، ‌و‌ هذا مراد الامام بقوله: ‌من‌ اليوم الى قيام الساعه.
 (و على ازواجهم ‌و‌ على ذرياتهم ‌و‌ على ‌من‌ اطاعك منهم) ‌ان‌ كان للمتقين ذريه مومنه- دونهم ‌فى‌ الدرجه ‌و‌ المرتبه- فان الله سبحانه يجمع شملهم ‌فى‌ مقام واحد ‌من‌ نعيمه ‌و‌ رضوانه كرامه للمتقين، ‌و‌ لاينقص ‌من‌ ثواب هولاء شيئا كما ‌فى‌ الايه 21 ‌من‌ الطور: «و الذين آمنوا ‌و‌ اتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم ‌و‌ ‌ما‌ التناهم ‌من‌ عملهم ‌من‌ شى ء»
 
(صلوه تعصمهم بها ‌من‌ معصيتك) المراد بالصلاه هنا التوفيق ‌و‌ الهدايه الى الطاعه بقرينه العصمه ‌من‌ المعصيه (و تقيهم طوارق الليل ‌و‌ النهار) المراد بالطوارق هنا المخبات ‌و‌ المفاجات ‌من‌ الحوادث.
 
(و تبعثهم بها على حسن الرجاء لك) ‌اى‌ يكون مصيرهم خيرا ‌لا‌ شرا (و الطمع فيما عندك) يطمعون ‌فى‌ الحلال ‌لا‌ ‌فى‌ الحرام، ‌و‌ ‌فى‌ الاخره ‌لا‌ ‌فى‌ الدنيا (و ترك التهمه فيما تحويه ايدى العباد) ‌من‌ اتهم الله سبحانه ‌فى‌ عدله بقسمه الجاه ‌و‌ المال ‌او‌ الصحه ‌و‌ الاعمار ‌او‌ باى شى ء فهو كافر، ‌و‌ الامام يطلب ‌من‌ الله ‌ان‌ يمد المومن بالرعايه ‌و‌ الهدايه ‌كى‌ ‌لا‌ يظن ‌به‌ الظنون  
 
(لتردهم الى الرغبه اليك ‌و‌ الرهبه منك) المومن الحق يرجو الله دون سواه، ‌و‌ ‌لا‌ يخشى الخلق، ‌و‌ ‌ان‌ جمعوا له كل القوى ‌و‌ الطاقات عده ‌و‌ عددا مادام على يقين ‌من‌ دينه ‌و‌ ثقه ‌من‌ ربه، ‌و‌ قد امتدح سبحانه الصحابه بهذا الاعتقاد ‌فى‌ قوله: «الذين قال لهم الناس ‌ان‌ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا ‌و‌ قالوا حسبنا الله ‌و‌ نعم الوكيل- 173 ‌آل‌ عمران» خوفوهم ‌من‌ قوه الخلق فازدادوا ايمانا بقدره الخالق، ‌و‌ بان الرزق ‌و‌ الاجل ‌و‌ النصر بيده تعالى وحده ‌لا‌ شريك له، ‌و‌ بهذا الاعتقاد يكلا الله عبده، ‌و‌ يحرسه بحراسته.
 ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: «لو ‌ان‌ السموات ‌و‌ الارضين كانتا على عبد رتقا، ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجا».
 (تزهدهم ‌فى‌ سعه العاجل، ‌و‌ تحبب اليهم العمل الاجل) يوثرون الطاعه على المعصيه، ‌و‌ الثواب الاجل على الحطام العاجل (و الاستعداد لما بعد الموت) ‌و‌ ‌لا‌ عده له الا الاعمال الصالحه ‌فى‌ الدنيا حيث ‌لا‌ عمل ‌فى‌ الاخره الا الحسرات ‌و‌ الاهات  
 
(و تهون عليهم كل كرب يحل بهم يوم خروج الانفس ‌من‌ الابدان) يعانى الانسان الوانا ‌من‌ الشدائد ايام حياته، ‌و‌ لكنها مجتمعه ليست بشى ء ‌ان‌ قيست بسكرات النزع ‌و‌ اهواله. ‌و‌ قال قائل: لو نشر ميت ‌من‌ قبره، ‌و‌ اخبر الناس بما حدث له، ‌ما‌ انتفعوا بعيش. ‌و‌ ‌فى‌ الجزء الرابع ‌من‌ كتاب احياء العلوم: «ان النبى (ص) ظهر عند النزع انينه، ‌و‌ ارتفع حنينه، ‌و‌ تغير لونه، ‌و‌ عرق جبينه، ‌و‌ اضطرت شماله ‌و‌ يمينه» ‌و‌ سواء اصح هذا الخبر ‌ام‌ لم يصح فان كلمه النزع ‌و‌ خروج الروح تدل على نفسها بنفسها
 
(و تعافيهم مما تقع ‌به‌ الفتنه) ‌اى‌ الشدائد
 
(مقيل المتقين) ‌و‌ ‌هو‌ النعيم القائم ‌و‌ الملك الدائم.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^