و كان من دعائه علیه السلام اذا عرضت له مهمه او نزلت به ملمه و عند الكرب

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام اذا عرضت له مهمه ‌او‌ نزلت ‌به‌ ملمه ‌و‌ عند الكرب:
 
 
(يا ‌من‌ تحل ‌به‌ عقد المكاره) «المكاره» جمع مكروه، «و العقد» جمع عقده، تشبيه للمكروه الشديد بالعقده التى يصعب حلها، ‌و‌ بالله سبحانه تحل كل عقده (يا ‌من‌ يفثاء) ‌اى‌ يسكن (به ‌حد‌ الشدائد) ‌اى‌ حدتها (و ‌يا‌ ‌من‌ يلتمس منه المخرج) ‌اى‌ يطلب بسببه الخروج ‌من‌ المشكله (الى روح الفرج) فان للفرج روحا وسعه للنفس  
 
(ذلت لقدرتك الصعاب) جمع صعب ‌و‌ ‌هو‌ الامر المشكل، ‌و‌ معنى ذلت سهلت (و تسببت بلطفك الاسباب) ‌اى‌ صارت اسباب الغايات اسبابا بلطفك، فانك تجعل الشى ء سببا للوصول الى نتيجه مطلوبه (و جرى بقدرتك القضاء) فان قدرتك
 
هى التى تجرى الاحكام على الاشياء (و مضت على ارادتك الاشياء) ‌اى‌ ‌ان‌ الاشياء تتكون ‌و‌ تجرى حسب ارادتك، فالحكم ‌و‌ الخلق ‌و‌ التربيه كلها له سبحانه.
 
(فهى) ‌اى‌ الاشياء (بمشيتك) ‌اى‌ حسب ارادتك (دون قولك) ‌اى‌ بدون حاجه الى ‌ان‌ تتكلم بشى ء (موتمره) ‌اى‌ مطيعه فارادته سبحانه كافيه ‌فى‌ تكوين الاشياء ‌و‌ جريها (و بارادتك) لان ‌لا‌ تفعل شيئا (دون نهيك) لها (منزجره) فلا تفعل ‌ما‌ ‌لا‌ يريده سبحانه بمجرد ارادته تعالى للعدم.
 
(انت) ‌يا‌ رب (المدعو للمهمات) فالناس يدعونك لامورهم المهمه (و انت المفزع) ‌اى‌ الملتجاء (فى الملمات) «الملمه»: المصيبه النازله ‌لا‌ يندفع منها) ‌اى‌ ‌من‌ الملمات (الا ‌ما‌ دفعت) انت ‌يا‌ رب (و ‌لا‌ ينكشف منها) كان الملمه شى ء يغشى على الانسان (الا ‌ما‌ كشفت) ‌و‌ ازلت  
 
(و قد نزل ‌بى‌ ‌يا‌ رب ‌ما‌ قد تكادنى) ‌اى‌ ‌ما‌ اورث المشقه (ثقله) فان الملمه نثقل على قلب الانسان (و الم بى) ‌اى‌ ورد على (ما قد بهظنى) ‌اى‌ شق على (حمله) ‌اى‌ تحمله ‌و‌ احتماله.
 
(و بقدرتك) ‌يا‌ رب (اوردته على) اذ لو اراد سبحانه عدم وروده صرفه (و بسلطانك وجهته الى) فان كل شى ء ‌فى‌ سلطان الله سبحانه، فاذا وجه شى ء الى الانسان كان بسبب سلطان الله سبحانه  
 
(فلا مصدر) ‌اى‌ مزيل، ‌من‌ «اصدره» بمعنى صرفه ‌و‌ ازاله (لما اوردت) على ‌من‌ المشكله (و ‌لا‌ صارف لما وجهت) الى ‌من‌ النازله (و ‌لا‌ فاتح لما اغلقت) كان الانسان الذى وقع ‌فى‌ مشكله امامه باب موصد ‌لا‌ يتمكن ‌من‌ النفوذ الى حيث يرغب (و ‌لا‌ مغلق لما فتحت) فان الله سبحانه اذا فتح للانسان باب الرحمه لم يكن هناك ‌من‌ يتمكن ‌من‌ غلقه (و ‌لا‌ ميسر لما عسرت) فاذا اراد سبحانه عسره شى ء لم يكن ‌من‌ يتمكن ‌من‌ تيسيره (و ‌لا‌ ناصر لمن خذلت) خذلان الله سبحانه تركه الانسان ‌و‌ الشياطين ‌و‌ الشهوات، ‌و‌ عدم اعطائه التوفيق للطاعه ‌و‌ العباده ‌و‌ مثل هذا الانسان ‌لا‌ يجد ناصرا ينقذه ‌من‌ ايدى الشياطين ‌و‌ الشهوات.
 
(فصل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ افتح لى ‌يا‌ رب باب الفرج بطولك) ‌اى‌ باحسانك ‌و‌ فضلك (و اكسر عن سلطان الهم) ‌اى‌ الهم الذى له سلطه على (بحولك) ‌و‌ قوتك، ‌و‌ الحول القدره ‌و‌ القوه (و انلنى حسن النظر فيما
 
شكوت) ‌اى‌ تفضل على بان تنظر الى نظره حسنه بالنسبه الى شكايتى اليك ‌من‌ توارد الهموم ‌و‌ الملمات، ‌و‌ حسن النظر عباره عن ازاله الهموم ‌و‌ كشف الغموم (و اذقنى حلاوه الصنع) ‌اى‌ ‌ان‌ تصنع ‌بى‌ صنيعا حلوا (فيما سالت) ‌و‌ طلبت منك (وهب لى ‌من‌ لدنك) ‌اى‌ ‌من‌ عندك (رحمه ‌و‌ فرجا) عن الملمه التى نزلت ‌بى‌ (هنيئا) مما ‌لا‌ يعقب صعوبه. (و اجعل لى ‌من‌ عندك) كلمه «عند» ‌و‌ «لدن» ‌و‌ ‌ما‌ اشبه لزياده بيان كون المعطى ‌من‌ خواص رحمته ‌و‌ خزائن فضله (مخرجا) ‌اى‌ خروجا- مصدر ميمى- (و حيا) ‌اى‌ قريبا سريعا
 
(و ‌لا‌ تشغلنى بالاهتمام) بامور الدنيا (عن تعاهد فروضك) ‌اى‌ رعايتها، بان ‌لا‌ انمكن ‌من‌ المواظبه على الفرائض لاشتغالى بامور الدنيا (و استعمال سنتك) ‌اى‌ طريقتك، ‌و‌ المراد بها اما السنه ‌فى‌ مقابل الفرض ‌او‌ مطلق شريعه الله تعالى.
 
(فقد ضقت لما نزل بى) ‌من‌ النازله (يا رب ذرعا) الذرع بسط اليد ‌و‌ الاصل ‌ان‌ الانسان اذا مد يده فلم يصل الى مطلوبه يقول ضاق ذرعى، ثم استعمل ‌فى‌ مطلق الهم ‌و‌ الحزن (و امتلات بحمل ‌ما‌ حدث
 
على) ‌من‌ الهمه (هما) فقد اشغل كل فكرى حتى صرت كالاناء الذى يمتلى ء ماءا (و انت القادر على كشف ‌ما‌ منيت به) ‌اى‌ ابتليت ‌به‌ (و دفع ‌ما‌ وقعت فيه) ‌من‌ المشكله (فافعل ‌بى‌ ذلك) الكشف ‌و‌ الدفع (و ‌ان‌ لم استوجبه منك) اذ الانسان ‌لا‌ يملك على الله شيئا (يا ذا العرش العظيم) ‌و‌ المراد «بالعرش» ‌هو‌ المكان الذى شرفه الله باضافته لنفسه ليكون قبله للملائكه ‌فى‌ السماء.