فارسی
چهارشنبه 27 تير 1403 - الاربعاء 9 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه اللیل لنفسه فى الاعتراف بالذنب

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام بعد الفراغ ‌من‌ صلوه الليل لنفسه ‌فى‌ الاعتراف بالذنب
 
 
(اللهم ‌يا‌ ذا الملك المستابد بالخلود) اى: ‌ان‌ ملكك ابدى خالد، ‌لا‌ كملك اهل الدنيا الذى ‌هو‌ زائل فان
 
(و السلطان) اى: السلطه ‌و‌ السيطره (الممتنع بغير جنود) فان ملك الله يمتنع ‌من‌ ‌ان‌ يصل اليه احد، ‌و‌ ‌لا‌ يحتاج ‌فى‌ ذلك الى الجند ‌و‌ الجيش (و ‌لا‌ اعوان) كما للمملوك اعوان مع قطع النظر ‌من‌ الجيش  
 
(و) ‌يا‌ ذا (العز الباقى على مر الدهور) الدهر قطعه ‌من‌ الزمان، اى: على مر الازمان (و خوالى الاعوام) خوالى جمع خاليه، بمعنى: الماضيه، اى: على مر الاعوام الماضيه (و مواضى الازمان ‌و‌ الايام) اى: الازمان الماضيه، فهو ملك منذ الازل، ‌و‌ الى الابد
 
(عز سلطانك) العزيز: ‌هو‌ النادر وجوده الكثير الاحتياج اليه، فلو كثر وجوده ‌و‌ ‌ان‌ كان محتاجا اليه كالهواء لم يحتج اليه، ‌و‌ ‌ان‌ ندر وجوده
 
كنبت فريد ‌فى‌ صحراء لم يسم عزيزا، ‌و‌ الله سبحانه اعز ‌من‌ كل عزيز لو حده وجوده ‌و‌ الاحتياج التام اليه (عزا ‌لا‌ ‌حد‌ له باوليه) بان كان ذليلا ثم صار عزيزا (و ‌لا‌ منتهى له باخريه) بان ينقلب عزه ذلا بعد مده كما ‌هو‌ كذلك ‌فى‌ سائر الاعزاء
 
(و استعلى ملكك) اى: تعالى ‌و‌ ارتفع (علوا سقطت الاشياء دون بلوغ امده) اى: لم تصل الاشياء الى ذلك العلو، كما يسقط الطائر اذا اراد ‌ان‌ يصل الى قمه جبل شاهق فتعب ‌و‌ لم يتمكن  
 
(و ‌لا‌ يبلغ) اى: ‌لا‌ يصل (ادنى ‌ما‌ استاثرت ‌به‌ ‌من‌ ذلك) اى: الذى جعلته لنفسك ‌من‌ العز ‌و‌ العلو فان الانسان انما يتمكن ‌ان‌ يصف العز الذى قرره الله للبشر ‌لا‌ الذى لنفسه تعالى (اقصى نعت الناعتين) اى: غايه مدحهم اذ ‌هو‌ سبحانه مجهول الذات ‌و‌ الصفات للبشر ‌و‌ ‌هو‌ فوق حدهم ‌و‌ قدرتهم فلا يتمكنون ‌ان‌ يصلوا الى نعته  
 
(ضلت فيك الصفات) اى: لم تصل الى صفتك ‌و‌ انما تذهب هدرا (و تفسخت) اى: بطلت (دونك النعوت) اى: نعت الانسان لك (و حارت) اى: تحيرت (فى كبريائك لطائف الاوهام) اى: الظنون ‌و‌ الافكار اللطيفه الرقيقه ‌لا‌
 
تصل الى معرفه مالك ‌من‌ الكبر ‌و‌ العظمه  
 
(كذلك) الذى ذكرنا ‌فى‌ وصفك
 (انت الله الاول ‌فى‌ اوليتك) اى: انت اول اذا لو حظت جهه الاوليه كما نقول ‌من‌ جهه العلم زيد عالم ‌و‌ ‌من‌ جهه التقوى ‌هو‌ متقى ‌و‌ هكذا
 (و على ذلك) الذى ذكرت ‌فى‌ اول الدعاء. (انت دائم ‌لا‌ تزول) ‌و‌ ‌لا‌ تنقلب عن حالك  
 
(و انا العبد الضعيف عملا) اى: انى قليل العمل (الجسيم) اى: الكبير (املا) فان آمال الانسان كثيره (خرجت ‌من‌ يدى اسباب الوصلات) جمع وصله ‌و‌ هى ‌ما‌ يتوصل الانسان ‌به‌ الى مطلوبه، ‌و‌ اضافه الاسباب اليه ‌من‌ اضافه المثل الى الامثل نحو فاطمه الزهراء، ‌او‌ بمعنى الاسباب الموصله الى السعاده (الا ‌ما‌ وصله رحمتك) فان رحمتك هى التى تسعدنى اما عملى فهو سبب شقائى (و تقطعت عنى عصم الامال) عصم جمع عصمه، ‌و‌ هى الوقايه ‌و‌ الحفظ اى: ‌ما‌ احفظ ‌به‌ آمالى ‌و‌ اصل اليها بسببه، اذ العصيان يوجب قطع الطاعه التى هى موصله الى الامال (الا ‌ما‌ انا معتصم ‌به‌ ‌من‌ عفوك) فعفوك عن ذنبى ‌هو‌ الذى يوصلنى الى املى  
 
(قل عندى ‌ما‌ اعتد به) يقال: اعتد ‌به‌ اذا ادخله ‌فى‌ العد ‌و‌ الحساب (من طاعتك ‌و‌ كثر على ‌ما‌ ابوء)
 
اى: ارجع (به ‌من‌ معصيتك) ‌و‌ كان الانسان جاء ‌من‌ قبله سبحانه فاذا عصى ‌و‌ مات رجع اليه بالمعصيه (و لن يضيق عليك عفو عن عبدك ‌و‌ ‌ان‌ اساء) فانى اعفو عن المسى ء ‌من‌ عبادك، ‌و‌ الحال انا بشر (فاعف عنى) فان الاله اولى بعدم ضيق العفو عليه.
 
(اللهم ‌و‌ قد اشرف على خفايا الاعمال) اى: الاعمال الخفيه التى عملتها، ‌او‌ المراد عام بالنسبه الى كل عامل (علمك) اى: علمك واصل اليها نافذ فيها (و انكشف) اى: ظهر (كل مستور دون خبرك) اى: علمك ‌من‌ الخبر ‌و‌ الاختبار (و ‌لا‌ تنطوى) اى: ‌لا‌ تخفى (عنك دقائق الامور) اى: الامور الدقيقه اللطيفه (و ‌لا‌ تعزب) اى: ‌لا‌ تغيب (عنك غيبات السرائر) اى: الضمائر الغائبه ‌و‌ المخفيه عن وصول الحواس اليها، ‌و‌ غيبات جمع غائبه.
 
(و قد استحوذ) اى: استولى (على عدوك) ‌و‌ ‌هو‌ الشيطان (الذى استنظرك) اى: يطلب منك المهله، حيث قال: «انظرنى الى يوم
 
يبعثون» (لغوايتى) اى: انما اراد الشيطان المهله حتى يغوى ‌و‌ يضل البشر حيث قال: «لاغوينهم اجمعين» (فانظرته) اى: امهلته، ‌و‌ ذلك ليتميز المطيع ‌من‌ العاصى، ‌و‌ الضال ‌من‌ المهتدى (و استمهلك الى يوم الدين) اى: طلب منك المهله- بعدم اماتته- الى يوم القيامه، ‌و‌ الدين بمعنى الجزاء (لا ضلالى فامهلته) اختبارا للبشر
 
(فاوقعنى) ‌فى‌ الهلكه (و قد هربت اليك) ‌يا‌ رب (من صغائر ذنوب موبقه) اى: مهلكه (و كبائر اعمال مرديه) ارداه بمعنى اهلكه (حتى اذا قارفت) اى: ارتكبت (معصيتك) كما اراد الشيطان (و استوجبت بسوء سعيى) ‌و‌ عملى (سخطتك) اى: غضبك (فتل) الشيطان اى: صرف (عنى عذار غدره) العذار: لجام الفرس، اى: صرف الشيطان عنى عنان فرسه (و تلقانى بكلمه كفره) اشاره الى قوله سبحانه: «كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال انى برى ء منك» (و تولى البرائه منى) ‌اى‌ قال: «انى برى ء منك» كما تقدم ‌فى‌ الايه الكريمه (و ادبر) اى: ذهب (موليا عنى) قد ولى ‌و‌ اعطى دبره نحو الانسان (فاصحرنى) اى: اظهرنى، ‌و‌ الاصل فيه
 
الخروج الى الصحراء (لغضبك) ‌فى‌ حال كونى (فريدا) وحيدا ‌لا‌ ناصر ‌و‌ ‌لا‌ دافع لى (و اخرجنى الى فناء نقمتك) اى: الى ناحيه غضبك ‌و‌ عقابك (طريدا) اى: ‌فى‌ حال كونى مطرودا عن الخير
 
(و ‌لا‌ شفيع يشفع لى اليك) لخلاصى ‌من‌ ذنبى (و ‌لا‌ خفير) اى: ‌لا‌ مجير (يومننى عليك) اى: يعطينى الامن على خلاف ‌ما‌ تريد ‌من‌ عقابى (و ‌لا‌ حصن يحجبنى) اى: يحفظنى (عنك) حتى ‌لا‌ تتمكن ‌ان‌ تعذبنى (و ‌لا‌ ملاذ الجاء اليه منك) الملاذ ‌من‌ لاذ، بمعنى الملجاء
 
(فهذا) المقام الذى وقفت فيه متضرعا (مقام العائذ) اللاجى ء (بك) عن ذنوبه (و محل المعترف لك) باثامه ‌و‌ خطاياه (فلا يضيقن عنى فضلك) حتى ‌لا‌ يشملنى (و ‌لا‌ يقصرن دونى عفوك) فلا يصل الى (و ‌لا‌ اكن اخيب عبادك التائبين) اى: اكثرهم خيبه ‌و‌ هى عدم الوصول الى الفعل (و ‌لا‌ اقنط وفودك الاملين) اى: اكثرهم قنوطا ‌و‌ ياسا، ‌و‌ وفود، جمع وفد: ‌و‌ هى الجماعه التى
 
تذهب الى الشخص لتطلب حاجه، ‌و‌ الامل ‌هو‌ الراجى (و اغفر لى انك خير الغافرين) يقال: غفر ذنبه اذا ستره، ثم ‌ان‌ الستر قد يكون بعدم الفضيحه، ‌و‌ قد يكون بالعفو.
 
(اللهم انك امرتنى) باوامرك (فتركت) ‌و‌ خالفت (و نهيتنى) ‌من‌ المحرمات (فركبت) اى: عملتها (وسول لى الخطاء خاطر السوء) سول بمعنى زين، اى: ‌ان‌ الفكر السى ء زين ‌فى‌ نظرى الاثم (ففرطت) اى: عملت ذلك الخطاء، ‌و‌ التفريط العمل بخلاف الحق  
 
(و ‌لا‌ استشهد على صيامى نهارا) يعنى ‌لا‌ اقول انى صمت نهارا ‌و‌ النهار شاهد لى بذلك اريد التبجح بعملى (و ‌لا‌ استجير) ‌و‌ الوذ (بتهجدى) ‌من‌ الهجود بمعنى الابتعاد عن الفراش للعباده (ليلا) اى: ‌فى‌ الليل (و ‌لا‌ تثنى على باحيائها سنه) ‌اى‌ الكتاب ‌و‌ السنه، ‌لا‌ تمدحنى لانى احييتها، فسنه فاعل تثنى، ‌و‌ هذا ‌من‌ باب هضم النفس، ‌و‌ المقصود انى لم اعمل عملا استحق الثناء، ‌و‌ الاسناد الى السنه مجاز (حاشى فروضك التى ‌من‌ ضيعها هلك) فان الفرض يلزم ‌ان‌ يوتى ‌و‌ ‌ما‌ شانه كذلك ‌لا‌ يمدح احدا اذا اداه، ‌و‌ هذا ‌من‌ قبل قولهم ‌لا‌ شكر على الواجب  
 
(و لست اتوسل اليك بفضل نافله)
 
اى: بنافله ذات فضل اديتها (مع كثير ‌ما‌ اغفلت) ‌و‌ لم آت (من وظائف فروضك) اى: كيف اجعل النوافل شفيعى مع انى تركت كثيرا ‌من‌ الواجبات، ‌و‌ هل يتمكن العاصى ‌ان‌ يجعل اتيانه لبعض النوافل جهه مدح لنفسه؟ (و تعديت عن مقامات حدودك) اى: محلات يجب الاقامه عليها ‌من‌ حدودك، ‌و‌ حدود الله احكامه (الى حرمات) متعلق بتعديت فان التجاوز يكون ‌من‌ الحد الى الموضع المحرم (انتهكتها) اى: خرقتها ‌و‌ ارتكبتها (و كبائر ذنوب اجترحتها) اجتراح السيئه الاشاده بها (كانت عافيتك لى ‌من‌ فضائحها) اى: انك لم تفضحنى ‌و‌ لم تشهر ذنوبى بان عافيتنى عن ذلك (سترا) منك على.
 
(و هذا مقام ‌من‌ استحيى لنفسه) اى: ‌ان‌ الاستحياء لاجل ارتكابه القبيح ‌فى‌ قبال استحياء الانسان لاجل ارتكاب احد اقربائه القبيح (منك) ‌يا‌ رب (و سخط عليها) لاجل ارتكابها الاثم (و رضى منك) لانك تفضلت حتى عند ارتكابها القبيح (فتلقاك) اى: جاء اليك (بنفس خاشعه ‌و‌ رقبه
 
خاضعه ‌و‌ ظهر مثقل ‌من‌ الخطايا) ‌و‌ الاثام (واقفا بين الرغبه اليك ‌و‌ الرهبه منك) اى: يرجوك ‌من‌ ناحيه كرمك ‌و‌ يخافك ‌من‌ ناحيه ذنب نفسه ‌و‌ افضل احوال الانسان ‌ان‌ يكون خائفا راجيا
 
(و انت اولى ‌من‌ رجاه) احد اذ سائر ‌من‌ يرجو ‌هم‌ الناس عبيد ‌و‌ ليس بيدهم شى ء الا انت (و احق ‌من‌ خشيه) فان نكالك ‌و‌ عقابك اعظم ‌من‌ كل نكال ‌و‌ عقاب (و اتقاه) اى: تحفظ الانسان عن ‌ان‌ يقع ‌فى‌ غضبه ‌و‌ سخطه.
 (فاعطنى ‌يا‌ رب ‌ما‌ رجوت) ‌و‌ طلبت منك (و آمنى مما حذرت) ‌و‌ خشيت منه ‌من‌ النار ‌و‌ العقاب (وعد على) ‌يا‌ رب كما ابتدات (بعائده رحمتك) اى: برحمتك التى تعود على الناس (انك اكرم المسئوولين) فان كل ‌من‌ يسال دونك ‌فى‌ الكرم.
 
(اللهم ‌و‌ اذ سترتنى بعفوك) فلم تفضحنى بذنوبى (و تغمدتنى) اى: شملتنى (بفضلك) ‌و‌ احسانك (فى دار الفناء) اى: الدنيا (بحضره الاكفاء) اى: عند الناس الذين ‌هم‌ كفوى ‌و‌ مثلى، مع ‌ان‌ الفضيحه
 
لديهم ليست بذات اهميه (فاجرنى) اى: احفظنى (من فضيحات دار البقاء) باظهارك ‌لا‌ ثامى ‌و‌ ذنوبى (عند مواقف الاشهاد) اى: محل وقوف الشهود، فان اشهاد جمع شاهد (من الملائكه المقربين) بيان- الاشهاد- (و الرسل المكرمين) الذين اكرمتهم (و الشهداء ‌و‌ الصالحين ‌من‌ جار) بيان الشهداء ‌و‌ الصالحين، ‌او‌ الثانى فقط (كنت اكاتمه) اى: اكتم ‌و‌ اخفى عليه (سيئاتى) ‌فى‌ دار الدنيا (و ‌من‌ ذى رحم كنت احتشم منه) اى: استحى منه (فى سريراتى) اى: ‌فى‌ الاعمال التى ارتكبها سرا
 
(لم اثق بهم) ‌يا‌ (رب ‌فى‌ الستر على) ‌و‌ لذا خف ‌ان‌ عرفوا سريرتى فضحونى (و وثقت بك) ‌يا‌ (رب ‌فى‌ المغفره لى) فان المومن انما يعصى ثقه بمغفره الله تعالى (و انت) ‌يا‌ رب (اولى ‌من‌ وثقت بك) فان الله تعالى محل الثقه حقيقه بخلاف ‌من‌ سواه، ‌يا‌ (رب ‌فى‌ المغفره لى ‌و‌ انت اولى ‌من‌ وثق به) الاول كان ثقه ‌فى‌ المغفره ‌و‌ هذا عام بالنسبه الى الثقه ‌فى‌ كل شى ء (و اعطى ‌من‌ رغب اليه) اى: اكثر الناس اعطاءا فان الانسان اذا طلب شيئا ‌من‌ ‌اى‌
 
شخص عظيم، ‌لا‌ يكون اعطائه كاعطاء الله تعالى (و اراف ‌من‌ استرحم) فان استرحام الانسان لغيره تعالى، يمكن ‌ان‌ يخيب بخلافه تعالى لانه تعالى اراف ‌من‌ جميع الناس (فارحمنى) بفضلك.
 
(اللهم ‌و‌ انت حدرتنى) اى: انزلتنى (ماءا مهينا) اى: ذليلا حقيرا، ‌و‌ المراد ‌به‌ المنى (من صلب) الاب: ‌و‌ هى العظام التى ‌فى‌ ظهره ال(متضايق العظام) فان عظام الصلب متداخله متضايقه (حرج المسالك) اى: ضيق الطرق حتى يصل الى الاله التى يفرغه (الى رحم) الام ال(ضيقه) الرحم مونث سماعى (سترتها) اى: تلك الرحم (بالحجب) جمع حجاب المانع ‌من‌ الرويه (تصرفنى حالا عن حال) اى: بعد حال (حتى انتهيت ‌بى‌ الى تمام الصوره) بان كملت صورتى الانسانيه (و اثبت) اى: جعلت (فى الجوارح) جمع جارحه: بمعنى الاعضاء (كما نعت) ‌و‌ ذكرت (فى كتابك القرآن الحكيم قال سبحانه: «لقد
 
خلقنا الانسان ‌من‌ سلاله ‌من‌ طين ثم جعلناه نطفه ‌فى‌ قرار مكين ثم خلقنا النطفه علقه فخلقنا العلقه مضغه فخلقنا المضغه عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشاناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين» (نطفه) بيان للتصرف حالا عن حال، ‌و‌ النطفه هى المنى (ثم علقه) كالدم المتجمد (ثم مضغه) كاللحم الذى يمضغ بالاسنان (ثم عظما ثم كسوت) ‌و‌ البست (العظام لحما ثم انشاتنى خلقا آخر) اذ اعطيتنى الروح الانسانيه  
 
(كما شئت حتى اذا احتجت الى رزقك ‌و‌ لم استغن عن غياث فضلك) اى: فضلك الذى يغيثنى ‌و‌ يجيرنى (جعلت لى قوتا) ‌و‌ رزقا (من فضل طعام ‌و‌ شراب) اى: زيادتهما (اجريته) اى: كل واحد منهما (لامتك) ‌و‌ هى والده الانسان (التى اسكنتنى جوفها) ‌فى‌ بطنها (و اودعتنى قرار رحمها) اى: ‌فى‌ مستقر الرحم، فان الطفل ‌فى‌ البطن يرزق بواسطه سرته ‌من‌ رزق امه  
 
(و لو تكلنى ‌يا‌ رب ‌فى‌ تلك الحالات الى حولى) ‌و‌ قوتى، ارتزق نفسى بنفسى، ‌و‌ احول شخصى ‌من‌ حال الى
 
حال (او تضطرنى الى قوتى) حتى اكون انا الذى اتصرف ‌فى‌ شئوونى بقوتى (لكان الحول عنى معتزلا) اى: بعيدا اذ ‌لا‌ حول لى (و لكانت القوه عنى بعيده) ‌و‌ الحول ‌هو‌ القدره على الانتقال ‌من‌ حال الى حال، ‌و‌ القوه مطلق شامل لجميع اقسام القدره  
 
(فغذوتنى بفضلك غذاء البر) البر ‌هو‌ الذى يبر ‌و‌ يحسن بالانسان (اللطيف) ذى اللطف ‌و‌ الافضال (تفعل ذلك بى، تطولا على) اى: تفضلا ‌و‌ احسانا (الى غايتى هذه) اى: الى هذا الوقت (لا اعدم برك) ‌فى‌ حال ‌من‌ الحالات (و ‌لا‌ يبطى ء ‌بى‌ حسن صنيعك) اى: صنعك الحسن (و ‌لا‌ تتاكد مع ذلك) الذى رايته منك ‌من‌ الجميل المستمر (ثقتى) بك، حتى اعلم انك المومل الوحيد ‌و‌ المحسن الفرد (فاتفرغ لما ‌هو‌ احظى لى عندك) ‌اى‌ اجعل اوقاتى كلها مصروفه ‌فى‌ طاعتك، الموجبه لكثره حظوتى ‌و‌ حظى ‌و‌ ‌لا‌ اشتغل بامور الدنيا، كما ‌هو‌ عاده الذين يسيئون الظن بك  
 
(قد ملك الشيطان عنانى ‌فى‌ سوء الظن) بك (و ضعف اليقين) بامرك (فانا اشكو) اليك
 
(سوء مجاورته) اى: مجاوره الشيطان (لى) فانه جارسى ء (و طاعه نفسى له) اى: للشيطان (و استعصمك) اى: اطلب ‌ان‌ تحفظنى ‌و‌ تعصمنى (عن ملكيته) اى: مالكيته  
 
(و اتضرع اليك ‌فى‌ ‌ان‌ تسهل الى رزقى سبيلا) حتى تقطع دابر الشيطان ‌و‌ وسوسته الى (فلك الحمد) ‌يا‌ رب (على ابتدائك بالنعم الجسام) جمع جسيم: بمعنى العظيم اى: انك ابتديت باعطائى نعما عظيمه (و الهامك الشكر على الاحسان ‌و‌ الانعام) اى: اوقعت ‌فى‌ قلبى ‌ان‌ اشكرك على ‌ما‌ اعطيتنى ‌من‌ النعم.
 (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ سهل على رزقى) حتى ياتنى سهلا بدون تعب ‌و‌ نصب (و ‌ان‌ تقنعنى بتقديرك لى) حتى اكون قانعا بتقديرك ‌و‌ قسمتك (و ‌ان‌ ترضينى بحصتى) ‌و‌ قسمتى (فيما قسمت لى) ‌من‌ الرزق (و ‌ان‌ تجعل ‌ما‌ ذهب ‌من‌ جسمى ‌و‌ عمرى ‌فى‌ سبيل طاعتك) بان تكتبنى مطيعا
 
فيما سلف ‌من‌ عمرى، ‌و‌ ‌ان‌ لم اكن حقيقه مطيعا (انك خير الرازقين) ترزق كثيرا بلا منه.
 
(اللهم انى اعوذ بك ‌من‌ نار تغلظت بها عن ‌من‌ عصاك) ‌اى‌ اخذتهم بالشده بسبب تلك النار (و توعدت بها) ‌من‌ الوعيد بمعنى الوعد بالشر (من صدف) ‌و‌ اعرض (عن رضاك) ‌فى‌ اوامرك ‌و‌ نواهيك (و) اعوذ بك (من نار نورها ظلمه) فان الدخان اذا كان شديدا كان النور كالظلمه (و هينها) اى: السهل منها (اليم) مولم لشدتها (و بعيدها قريب) اى: كالقريب ‌فى‌ ايصال حرارتها الى الانسان ‌و‌ هكذا تكون الحراره الشديده (و ‌من‌ نار ياكل بعضها بعض) قال النار الشديده هكذا تاكل الاقوى منها الاضعف بمعنى انها تسيطر عليها (و يصول) اى: يهجم بعضها (على بعض) فان الامواج الناريه ‌لا‌ ندفاعها الشديد تهاجم سائر النار
 
(و ‌من‌ نار تذر العظام رميما) اى: مفتوتا كالتراب (و تسقى اهلها حميما) اى: نارا شديده الحراره (و ‌من‌ نار ‌لا‌ تبقى ‌من‌ تضرع اليها) يعنى ‌لا‌ يفيد التضرع لديها ‌فى‌ تخفيفها (و ‌لا‌ ترحم ‌من‌ استعطفها
 
اى: طلب منها العطف ‌و‌ الرحمه (و ‌لا‌ يقدر على التخفيف عمن خشع) ‌و‌ خضع (لها) اذ ليس اختيارها بيد نفسها (و استسلم اليها) اى: انقاد ‌و‌ خضع (تلقى سكانها) جمع ساكن (باحر ‌ما‌ لديها ‌من‌ اليم النكال) اى: النكال المولم (و شديد الوبال) بمعنى عاقبه العمل السيئه ‌و‌ النكال بمعنى العقاب  
 
(و اعوذ بك ‌من‌ عقاربها) جمع عقرب (الفاغره) اى: الفاتحه (افواهها) جمع فم، ‌و‌ ذلك ‌لا‌ لتهام العصاه (و حياتها الصالقه) صلق كضرب ‌و‌ زنا ‌و‌ معنى (بانيابها) جمع ناب: بمعنى السن ‌و‌ المعنى: تلدغ الانسان باسنانها (و شرابها الذى يقطع امعاء ‌و‌ افئده سكانها) افئده جمع فواد: بمعنى القلب، فان ماء النار لكثره حرارته يقطع امعاء الانسان ‌و‌ ‌ما‌ ‌فى‌ جوفه اذا شربه (و ينزع قلوبهم) عن مكانها (و استهديك) اى: اطلب منك الهدايه (لما باعد منها) بان تهدينى للاعمال التى توجب بعد الانسان عن النار (و اخر عنها) اى: يوجب تاخير النار عن الانسان.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجرنى) اى: اعذنى ‌و‌ احفظنى (منها بفضل رحمتك ‌و‌ اقلنى عثراتى) العثره: بمعنى الزله ‌و‌ الاقاله: بمعنى الاغماض عن العثره (بحسن اقالتك) اى: اقالتك الحسنه (و ‌لا‌ تخذلنى) الخذلان: ترك العبد ليصنع ‌ما‌ يشاء مما يستوجب له العقاب (يا خير المجيرين) ‌من‌ اجار: بمعنى اعطاه الملجاء
 
(انك تقى الكريهه) الكريهه: الخله ‌و‌ الصفه التى يكرهها الانسان، فانه سبحانه يحفظ الانسان منها، فان «تقى» ‌من‌ وقى يقى: بمعنى حفظ (و تعطى الحسنه) فقنى ‌من‌ العذاب ‌و‌ اعطنى الجنه ‌و‌ الثواب (و تفعل ‌ما‌ تريد ‌و‌ انت على كل شى ء قدير) تتمكن ‌من‌ ‌ان‌ تفعل كل ‌ما‌ تريده.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله اذا ذكر الابرار) جمع بر: ‌و‌ ‌هو‌ الذى يفعل الافعال الحسنه، ‌و‌ هذا كنايه عن كونهم ابرارا حتى اذا ذكر الابرار كان المستحق للعطف هم، لانهم اظهر مصاديق البارين كما نقول: احترم زيدا اذا جاء العلماء.
 
(و صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌ما‌ اختلف الليل ‌و‌ النهار) اى: تعاقبا بان جاء احدهما بعقب الاخر (صلاه ‌لا‌ ينقطع مددها) ‌و‌ انما تاتى صلوه وراء صلوه، فتكون الثانيه مددا للاولى ‌و‌ هكذا (و ‌لا‌ يحصى عددها) اى: عدد تلك الصلوات كثره (صلوه تشحن) ‌اى‌ تملاء تلك الصلوه (الهواء) ‌من‌ باب تشبيه العقول بالمحسوس (و تملاء الارض ‌و‌ السماء) كثره ‌و‌ زياده حتى انها لو كانت جسما لملات جميع الكون.
 
(صلى الله عليه) جمله خبريه بمعنى الانشاء اى: اللهم صل عليه (حتى ترضى) كما قال سبحانه «و لسوف يعطيك ربك فترضى».
 (و صلى الله عليه ‌و‌ آله بعد الرضا) اى: اضف عليه العطف ‌و‌ الرحمه زياده على ‌ما‌ رضى منه (صلوه لاحد لها) وسعه (و ‌لا‌ منتهى) ذاتا، بل صلوه وسيعه ممتده ‌و‌ عدم الحد ‌و‌ المنتهى كنايه عن الكثره الزائده ‌و‌ الا فكل حادث لابد ‌و‌ ‌ان‌ يكون له ‌حد‌ ‌و‌ منتهى كما ثبت ‌فى‌ ادله بطلان التسلسل.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

و كان من دعائه علیه السلام فى یوم عرفه
و كان من دعائه علیه السلام فى التذلل لله عز و ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا اعترف بالتقصیر عن ...
و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان
و كان من دعائه علیه السلام فى الالحاح على الله ...
و كان من دعائه علیه السلام فى استكشاف الهموم
و كان من دعائه علیه السلام فى التضرع و ...
و كان من دعائه علیه السلام فى الزهد
و كان من دعائه علیه السلام فى دفاع كید الاعداء ...

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^