فارسی
چهارشنبه 06 تير 1403 - الاربعاء 18 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام اذا دخل شهر رمضان
 
 
(الحمد لله الذى هدانا لحمده) اى: لان نحمده ‌و‌ نذكره بالجميل (و جعلنا ‌من‌ اهله) اى: ‌من‌ اهل الحمد، ‌و‌ ‌هم‌ الحامدون (لنكون لاحسانه ‌من‌ الشاكرين) فان الحامد شاكر لاحسان الله تعالى (و ليجزينا على ذلك) الحمد (جزاء المحسنين ) فمن حمد احسن، ‌و‌ ‌من‌ احسن جوزى خيرا.
 
(و الحمد لله الذى حبانا) اى: اعطانا الحبوه ‌و‌ هى العطيه الخاصه (بدينه) اى: الاسلام فانه عطيه ‌من‌ الله تعالى للناس (و اختصنا بملته) اى: جعلنا ‌من‌ اهل الطريقه التى اختارها للبشر (و سبلنا) اى: ادخلنا (فى سبل احسانه) اى: الطرق التى قررها تفضلا ‌و‌ احسانا (لنسلكها) ‌و‌ نسير فيها (بمنه) ‌و‌ لطفه، فننتهى (الى رضوانه) اى: رضاه (حمدا يتقبله منا) اذ ‌لا‌ يشوبه رياء ‌و‌ نحوه (و يرضى به) اى: بسبب ذلك
 
الحمد (عنا) فلا سخط له علينا.
 
(و الحمد لله الذى جعل ‌من‌ تلك السبل) ‌و‌ الطرق الموديه الى رضاه (شهره) الاضافه للتشريف، نحو بيت الله، ‌و‌ الا فكل شهر لله تعالى (شهر رمضان، شهر الصيام ‌و‌ شهر الاسلام) الاضافه الى الاسلام، لان الاسلام قرر فيه الصيام (و شهر الطهور) لان الانسان يطهر فيه ‌من‌ ادران المعصيه (و شهر التمحيص) اى: الابتلاء ‌و‌ الاختبار، لانه يظهر فيه المطيع ‌من‌ العاصى (و شهر القيام) الذى يستحب فيه قيام الليالى بالعباده (الذى انزل فيه القرآن) جمله واحده الى البيت المعمور ثم نزل منجما الى الرسول (ص) ‌فى‌ ظرف ثلاث ‌و‌ عشرين سنه (هدى للناس) اى: كان نزوله لاجل ارشاد الناس (و بينات) اى: ‌و‌ الحال ‌ان‌ القرآن آيات واضحات، ‌و‌ ادله قويه، ‌من‌ البينه بمعنى الشاهد ‌و‌ الدليل (من الهدى) اى: ‌من‌ جنس الهدايه، ‌لا‌ ‌من‌ جنس البينه التى للمرافعات ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و الفرقان ) اى: ‌ان‌ القرآن فارق بين الحق ‌و‌ الباطل  
 
(فابان) الله تعالى اى: اظهر (فضيلته) اى: افضليه شهر الصيام (على سائر الشهور)
 
الاحد عشر (بما جعل) سبحانه (له) اى: لشهر رمضان (من الحرمات) جمع حرمه، بمعنى الشى ء الموجب للاحترام ‌و‌ الاكرام (الموفوره) اى: الوافره الكثيره (و الفضائل المشهوره) لدى الناس (فحرم فيه ‌ما‌ احل ‌فى‌ غيره) الاكل ‌و‌ الشرب ‌و‌ الجماع ‌و‌ سائر المفطرات (اعظاما) لهذا الشهر الشريف (و حجر) اى: منع (فيه المطاعم ‌و‌ المشارب) اى: انواع الاطعمه ‌و‌ الاشربه (اكراما) لهذا الشهر (و جعل له وقتا بينا) اى: واضحا ‌هو‌ الشهر التاسع ‌من‌ شهور السنه القمريه (لا يجيز ‌جل‌ ‌و‌ ‌عز‌ ‌ان‌ يقدم) الشهر (قبله) اى: قبل ذلك الوقت (و ‌لا‌ يقبل ‌ان‌ يوخر عنه) كان يصوم الانسان ‌فى‌ رجب ‌او‌ ‌فى‌ شوال عوض شهر رمضان  
 
(ثم فضل) سبحانه (ليله واحده ‌من‌ لياليه) التاسعه عشره ‌او‌ الحاديه ‌و‌ العشرين ‌او‌ الثالثه ‌و‌ العشرين (على ليالى الف شهر) فالعباده ‌فى‌ تلك الليله افضل ‌من‌ العباده ‌فى‌ الف شهر، كما قال سبحانه ‌فى‌ القرآن الكريم: «ليله القدر خير ‌من‌ الف شهر» (و سماها ليله القدر) لان ‌فى‌ هذه الليله تقدر امور الخلائق الى العام القابل (تنزل الملائكه) اصله تتنزل
 
حذف احدى تائيه على ‌ما‌ قرر ‌فى‌ الصرف ‌من‌ القاعده (و الروح) ‌و‌ ‌هو‌ ملك عظيم جليل (فيها) اى: ‌فى‌ تلك الليله (باذن ربهم) ‌و‌ امره تعالى (من كل امر) اى: ‌فى‌ حال كونهم آنين ببعض ‌من‌ كل الامور، كالرزق، ‌و‌ الاعطاء، ‌و‌ المنع، ‌و‌ البقاء، ‌و‌ الموت (سلام) هذه الليله، فما يقدر الله تعالى للخلق سلام، اى: سلامه فان الله ‌لا‌ يقدر الشر الموجب للعذاب ‌و‌ انما يفعل الناس ذلك بانفسهم ‌من‌ سوء اعمالهم (دائم البركه) اى: مبارك هذه الليله (الى طلوع الفجر) فان نزول الملائكه ‌من‌ كل امر ‌من‌ اول الليل الى الصبح (على ‌من‌ يشاء ‌من‌ عباده) اى: ‌ان‌ نزول الملائكه على الامام الذى جعله سبحانه خليفه ‌فى‌ الارض- كما ‌فى‌ الاحاديث- (بما احكم ‌من‌ قضائه) اى: ‌ان‌ المانى الى الامام بواسطه الملائكه هى انواع القضاء ‌و‌ القدر التى احكمها الله تعالى ‌و‌ ‌لا‌ ‌بد‌ ‌ان‌ يجريها ‌فى‌ السنه الجديده، فهو كالمنهج الوزارى الذى يلقيه رئيس الوزراء الى حكومته مما يبين فيه خططه التى يريد ‌ان‌ يجريها ‌فى‌ البلاد.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ الهمنا) بالالقاء ‌فى‌ قلوبنا (معرفه فضله) ‌اى‌ : فضل شهر رمضان (و اجلال حرمته) بان تعظم احترامه (و) الهمنا (التحفظ مما حظرت فيه) بان تحفط انفسنا عن المحرمات (و اعنا
 
على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك) اى: تحفظ اعضائنا عن عصيانك فان حفظ الجوارح عن العصيان ‌من‌ آداب الصوم، ‌و‌ ‌ان‌ كانت بعض المعاصى ‌لا‌ توجب بطلانه حتى يجب القضاء ‌و‌ الكفاره (و استعمالها) اى: الجوارح (فيه) اى: ‌فى‌ شهر رمضان (بما يرضيك) اى: ‌فى‌ طاعتك (حتى ‌لا‌ نصغى باسماعنا الى لغو) ‌من‌ الكلام (و ‌لا‌ نسرع بابصارنا الى لهو) اى: ‌ما‌ يلهو عن امرك  
 
(و حتى ‌لا‌ نبسط ايدينا الى محظور) اى: الى حرام كالسرقه ‌و‌ الضرب بغير ‌حق‌ ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و ‌لا‌ نخطو باقدامنا الى محجور) اى: ‌ما‌ حجرته ‌و‌ منعته كان نذهب الى محل المعاصى ‌او‌ نمشى ‌فى‌ الارض المغصوبه (و حتى ‌لا‌ تعى) اى: ‌لا‌ تشتمل (بطوننا الا ‌ما‌ احللت) فلا ناكل الحرام (و ‌لا‌ تنطق السنتنا الا بما قلت) اى: حدثت، ‌و‌ المراد: قرائه القرآن ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و ‌لا‌ نتكلف) اى: ‌لا‌ نعمل (الا ‌ما‌ يدنى) ‌و‌ يقرب (من ثوابك) ‌من‌ الطاعات ‌و‌ العبادات (و ‌لا‌ نتعاطى) التعاطى: الاخذ ‌و‌ الاعطاء ‌و‌ المراد هنا العمل (الا الذى يقى) يحفظ (من
 
عقابك) ‌و‌ نارك بان نترك المحرم ‌و‌ ناتى بالواجب ‌و‌ نتوب (ثم خلص ذلك) الذى نعمله (كله) حتى يكون كله خالصا (من رياء المرائين) حتى ‌لا‌ تكون اعمالنا الصالحه لاجل رويه الناس فانه يذهب بالثواب ‌و‌ يوجب العقاب (و سمعه المسمعين ) ‌و‌ السمعه: هى ‌ان‌ يعمل الانسان صالحا لاجل ‌ان‌ يسمع الناس ‌به‌ فيكبر ‌فى‌ عيونهم، اى: ‌لا‌ اكون عاملا لاجل ‌ان‌ اسمع الناس كما يعمل بعض الناس للسمعه (لا نشرك فيه) اى: ‌فى‌ عملى (احدا دونك) بان نعمل لك ‌و‌ لغيرك (و ‌لا‌ نبتغى فيه مرادا سواك) فلا نطلب بعملنا رضا غيرك.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله وقفنا) ‌من‌ وقف يقف اى: اجعلنا نقف (فيه) اى: ‌فى‌ شهر رمضان (على مواقيت الصلوات) بان نصليها لوقتها (الخمس) الصبح ‌و‌ الظهر ‌و‌ العصر ‌و‌ المغرب ‌و‌ العشاء (بحدودها التى حددت) ‌من‌ الاداب ‌و‌ الشرائط (و فروضها) اى: واجباتها (التى فرضت ‌و‌ وظائفها التى وظفت) هذه العبادات ‌من‌ باب عطف البيان
 
للتاكيد (و اوقاتها التى وقت) فان لكل صلوه وقتا خاصا بها
 
(و انزلنا فيها) اى: ‌فى‌ الصلوات الخمس اليوميه (منزله المصيبين لمنازلها) بان نكون نازلا ‌فى‌ المنزله التى ينبغى ‌ان‌ ينزل الانسان فيها (الحافظين لاركانها) اى: اجزائها الرئيسيه ‌او‌ المراد الاركان الخمس للصلوه ‌من‌ النيه ‌و‌ القيام ‌و‌ تكبيره الاحرام ‌و‌ الركوع ‌و‌ السجود (المودين لها ‌فى‌ اوقاتها) الخاصه بها حتى ‌لا‌ نوخر الصلوه عن وقتها (على ‌ما‌ سنه) ‌و‌ بينه (عبدك ‌و‌ رسولك) محمد (صلواتك عليه ‌و‌ آله، ‌فى‌ ركوعها ‌و‌ سجودها) متعلق ب«المودين» ‌او‌ بجميع ‌ما‌ سبق ‌من‌ الافعال (و جميع فواضلها) جمع فاضله حتى ناتى باجزائها الفاضله، بمعنى لها فضلا، ‌فى‌ حال كون اتياننا بها (على اتم الطهور) اى: الطهاره التامه (و اسبغه) اسباغ الوضوء: الاتيان ‌به‌ بماء كثير يغمر الاعضاء (و ابين الخشوع) حتى نكون خاشعين ‌فى‌ الصلوه خشوعا بينا ظاهرا (و ابلغه) اى: البالغ منه الحد المرغوب
 
فيه شرعا
 
(و وفقنا فيه) اى: ‌فى‌ شهر رمضان (لان نصل ارحامنا) فان صله الرحم واجبه ‌و‌ لها فضل ‌فى‌ شهر رمضان (بالبر) كاعطاء المال اليهم (و الصله) بالمراوده ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و ‌ان‌ نتعاهد جيراننا) جمع جار (بالافضال) بان نتفضل عليهم بالزياره ‌و‌ نحوها (و العطيه) اى: اعطائهم المال ‌و‌ نحوه (و ‌ان‌ نخلص اموالنا ‌من‌ التبعات) باعطاء حقوق الناس اليهم، ‌و‌ تبعات جمعه تبعه ‌و‌ هى ‌ما‌ يبقى ‌فى‌ المال مما يوجب بقائه الاثم (و ‌ان‌ نطهرها باخراج الزكوات) قال سبحانه: «خذ ‌من‌ اموالهم صدقه تطهرهم» فان الزكات تطهر المال (و ‌ان‌ نراجع ‌من‌ هاجرنا) ‌و‌ ابتعد عنا، فان الهجره ‌و‌ ‌ان‌ كانت منه، لكن الانسان الخير ‌هو‌ الذى يبتدى ء بالمراجعه (و ‌ان‌ ننصف ‌من‌ ظلمنا) بان ‌لا‌ نتعدى عليه فانه كثيرا ‌ما‌ يعتدى المظلوم على الظالم ‌او‌ قول ‌او‌ عمل (و ‌ان‌ نسالم ‌من‌ عادانا) بان ‌لا‌ نعاديه (حاشا ‌من‌ عودى فيك) اى: استثنى الذى نعاديه لاجلك لانه خلاف الدين (و لك) اى: لاجلك (فانه العدو الذى ‌لا‌ نواليه) اى: ‌لا‌ نصادقه ‌و‌ ‌لا‌ نساله (و الحزب الذى ‌لا‌ نصافيه) اى: انه ‌من‌ الحزب
 
و الجمع الذى ‌لا‌ نتمكن ‌من‌ الصداقه معه  
 
(و ‌ان‌ نتقرب فيه) اى: ‌فى‌ شهر رمضان ( ‌من‌ الاعمال الزاكيه) اى: واجبه الزكاه ‌و‌ النماء: ‌و‌ المراد بها الاعمال الصالحه (بما تطهرنا ‌به‌ ‌من‌ الذنوب) اى: الاعمال التى تسبب طهارتنا ‌من‌ الاثام، فان الحسنات يذهبن السيئات، ‌و‌ على هذا «بما» يكون للبيان، ‌او‌ ‌ان‌ الباء للسبب، اى: ‌ان‌ التقريب اليك بسبب الطهاره التى نحصلها، فان الانسان الطاهر النفس يقترب ‌من‌ الله تعالى (و تعصمنا فيه) اى: تحفظنا ‌فى‌ هذا الشهر (مما نستانف) اى: نريد تجدده ‌و‌ استينافه (من العيوب) الشرعيه ‌و‌ هى الاثام (حتى ‌لا‌ يورد عليك احد ‌من‌ ملائكتك) الحاملين لطاعات العباد (الا دون ‌ما‌ نورد ‌من‌ ابواب الطاعه لك) فتكون طاعتنا اكثر ‌من‌ طاعه الجميع، ‌او‌ المراد: ‌ان‌ طاعتنا تكون اكثر ‌من‌ طاعه الملائكه (و القربه اليك) اى: ‌ما‌ يوجب قرب الانسان الى جنابك، ‌و‌ المراد بالقرب: المعنوى لتنزهه سبحانه عن القرب الجسمى.
 
(اللهم انى اسالك بحق هذا الشهر) اى: شهر رمضان (و بحق ‌من‌ تعبد لك فيه) اى: اطاعك ‌فى‌ هذا الشهر (من ابتدائه الى وقت
 
 
فنائه) اى: انتهائه (من ملك قربته) الى ذاتك الكريمه ‌و‌ «من» بيان «من تعبد» (او نبى ارسلته) ‌و‌ ‌من‌ المعلوم ‌ان‌ المرسل ‌من‌ الانبياء افضل ‌من‌ غيرهم (او عبد صالح اختصصته) بكرامه ‌من‌ عندك، لكثره صلاحه ‌و‌ طاعته (ان تصلى على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اهلنا فيه) اى: اجعلنا اهلا ‌فى‌ هذا الشهر (لما وعدت اوليائك ‌من‌ كرامتك) حتى نكون كاحدهم (و اوجب لنا فيه) اى: ‌فى‌ هذا الشهر (ما اوجبت لاهل المبالغه ‌فى‌ طاعتك) اى: الذين يكثرون ‌فى‌ الطاعه ‌و‌ يبالغون فيها (و اجعلنا ‌فى‌ نظم) اى: عداد (من استحق الرفيع الاعلى) اى: الرفعه التى ليس فوقها درجه (برحمتك) اى: افعل ذلك لنا برحمتك ‌و‌ فضلك ‌لا‌ باستحقاق منا
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ جنبنا الالحاد) اى: الميل (فى توحيدك) كان نعمل رياءا ‌او‌ سمعه مما ‌هو‌ شرك له سبحانه ‌فى‌ العمل، ‌او‌ المراد الاعم ‌من‌ الشرك الجلى ‌و‌ الشرك الخفى (و التقصير ‌فى‌ تمجيدك) اى: مدحك
 
(و الشك ‌فى‌ دينك) حتى ‌لا‌ نشك فيه (و العمى عن سبيلك) بان ‌لا‌ نراه فنسلك غيره، كالاعمى الذى يسلك غير الطريق (و الاغفال لحرمتك) فلا نحترم ‌ما‌ جعلته محترما، كمن يغفل عن المشى، (و الانخداع) اى: بان ننخدع (لعدوك الشيطان الرجيم) اى: المطرود، ‌او‌ المرجوم باللعن كما يرجم الشخص بالحجاره:
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اذا كان لك ‌فى‌ كل ليله ‌من‌ ليالى شهرنا هذا رقاب) جمع رقبه: ‌و‌ المراد بها الانسان، ‌و‌ انما اطلق عليها الرقبه لان الذنب ينسب اليها، كانه ثقل، ‌من‌ باب التشبيه بالغل ‌و‌ نحوه الذى يجعل ‌فى‌ العنق (يعتقها) ‌من‌ النار (عفوك) ‌و‌ غفرانك (او يهبها) جرائمها (صفحك) اى: عفوك، ‌و‌ الاصل ‌ان‌ الانسان اذا عفى عن شخص اعطاه صفحه كانه لم ير ‌ما‌ ارتكب (فاجعل رقابنا) اى: رقبه الداعى ‌و‌ ‌من‌ يهمه امره (من تلك الرقاب) التى تعفو عنها (و اجعلنا لشهرنا ‌من‌ خير اهل ‌و‌ اصحاب) حتى نكون خير شخص صحب الشهر، يقال اهل شهر رمضان ‌و‌ اصحابه للذين يعملون بوظائفه، ‌و‌ يكفى ‌فى‌ الاضافه
 
ادنى مناسبه كما ذكر ‌فى‌ البلاغه.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ امحق) اى: امح (ذنوبنا مع امحاق هلاله) اى: دخول هلال شهر رمضان ‌فى‌ المحاق، ‌و‌ ‌هو‌ ثلاثه ‌او‌ اثنان ‌او‌ ليله واحده ‌فى‌ آخر الشهر حيث ‌لا‌ يظهر القمر ‌لا‌ ليلا ‌و‌ ‌لا‌ نهارا (و اسلخ) يقال: سلخ ثوبه، اذا نزعه (عنا تبعاتنا) اى: ذنوبنا (مع انسلاخ ايامه) اى: مع تمام ايام الشهر حتى يخرج الشهر ‌و‌ ‌لا‌ ذنب لنا (حتى ينقضى) ‌و‌ يتم الشهر (عنا ‌و‌ قد صفيتنا فيه ‌من‌ الخطيئات) فلا خطيئه لنا (و اخلصتنا فيه ‌من‌ السيئات) فلا سيئه علينا.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ‌ان‌ ملنا) ‌من‌ مال يميل بمعنى الميل عن الطاعه الى المعصيه (فيه) اى: ‌فى‌ شهر رمضان (فعد لنا) حتى ‌لا‌ نميل مع الهوى (و ‌ان‌ زغنا فيه) الزيغ: الميل ‌و‌ الانحراف (فقومنا) حتى ‌لا‌ نزبغ، ‌و‌ العطف للبيان ‌و‌ للتاكيد ‌و‌ كذا ‌فى‌ كثير ‌من‌ امثال هذه الفقرات (و ‌ان‌ اشتمل علينا عدوك الشيطان) اى: استحوذ كانه شى ء يغشى الانسان ‌من‌ جميع جوانبه (فاستنقذنا منه) ‌و‌ خلصنا ‌من‌ وسوسته
 
و كيده.
 
(اللهم اشحنه) اى: املاء شهر رمضان (بعبادتنا اياك) حتى يكون شهرا مليئا بالعباده (و زين اوقاته بطاعتنا لك) فان الطاعه زينه الزمان ‌و‌ المكان (و اعنا ‌فى‌ نهاره على صيامه) بان نصوم بتوفيقك (و ‌فى‌ ليله على الصلوه ‌و‌ التضرع اليك) الضراعه: الاستكانه ‌و‌ البكاء ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و الخشوع) اى: الخضوع (لك ‌و‌ الذله بين يديك) اى: امامك (حتى ‌لا‌ يشهد نهاره علينا بغفله) اى: بانا كنا غافلين عنك (و ‌لا‌ ليله بتفريط) بان فرطنا ‌و‌ لم نكسب اجرا.
 
(اللهم ‌و‌ اجعلنا ‌فى‌ سائر الشهور ‌و‌ الايام) ‌من‌ شهور السنه الاحد عشر، ‌و‌ ايامها غير ايام رمضان (كذلك) ‌فى‌ الطاعه ‌و‌ العباده ‌و‌ الخضوع ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (ما عمرتنا) اى: طيله ابقائك لنا ‌فى‌ دار الدنيا (و اجعلنا ‌من‌ عبادك الصالحين الذين يرثون الفردوس) اسم ‌من‌ اسامى الجنه ‌او‌ قسم خاص منها (هم فيها خالدون) اى: باقون دائما، ‌و‌ كان اطلاق الارث
 
لشباهته له ‌فى‌ كونه مالا ياتى الانسان بدون ‌ان‌ كد له كدا معتدا ‌به‌ (و الذين يوتوا ‌ما‌ آتو) اى: يعطون ‌ما‌ اعطوا ‌من‌ الاموال ‌فى‌ سبيل الله، ‌او‌ شامل لكل عمل صالح (و قلوبهم ‌و‌ جله) اى: خائفه، لانهم يعلمون (انهم الى ربهم) اى: جزائه ‌و‌ حسابه (راجعون) فيخافون ‌من‌ سوء الحساب، ‌و‌ سوء الجزاء لما قصروا ‌و‌ افرطوا (و ‌من‌ الذين يسارعون ‌فى‌ الخيرات) فياتون بها بكل سرعه خوفا ‌من‌ فوات الاوان (و ‌هم‌ لها سابقون) ‌اى‌ يسبقون غيرهم ‌فى‌ الاتيان بها.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌فى‌ كل وقت ‌و‌ كل اوان) جمع آن: بمعنى الوقت القصير (و على كل حال) ‌من‌ احوال المصلى ‌او‌ ‌من‌ احوال الدنيا: ‌و‌ المراد استمرار الصلوات (عدد ‌ما‌ صليت على ‌من‌ صليت عليه) ‌من‌ جميع خلقك، كالانبياء الذين يصلى عليهم الله تعالى، فان الصلوه ‌من‌ الله الرحمه الخاصه ‌و‌ ‌من‌ المعلوم ‌ان‌ رحمته الخاصه شامله لكثير ‌من‌ الناس كالانبياء ‌و‌ ‌من‌ اليهم ‌او‌ الملائكه ‌و‌ هكذا (و اضعاف ذلك كله) حتى تكون صلواتك للرسول وحده اضعاف صلواتك لغيره جميعا (بالاضعاف التى
 
لا يحصيها غيرك) لكثرتها، حتى يكون فوق ملايين الاضعاف (انك) ‌يا‌ رب (فعال لما تريد) اى: كثير الفعل لكل ‌ما‌ تريده ‌من‌ الاشياء ‌و‌ هذا شبه استعطاف ‌من‌ الداعى فان مدح الطرف بالقدره، استعطاف له حتى يجيب حاجه الداعى.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

و كان من دعائه علیه السلام فى یوم عرفه
و كان من دعائه علیه السلام فى التذلل لله عز و ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا اعترف بالتقصیر عن ...
و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان
و كان من دعائه علیه السلام فى الالحاح على الله ...
و كان من دعائه علیه السلام فى استكشاف الهموم
و كان من دعائه علیه السلام فى التضرع و ...
و كان من دعائه علیه السلام فى الزهد
و كان من دعائه علیه السلام فى دفاع كید الاعداء ...

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^