و كان من دعائه عليه السلام بخواتم الخير:
(يا من ذكره شرف للذاكرين) اذ الانسان يرتفع بذكر الله سبحانه عند الناس و عند الله تعالى، و الشرف هو: ما يوجب الرفعه (و يا من شكره فوز) و غنيمه (للشاكرين) لانهم يحصلون بذلك: الزياده فى الدنيا، و الثواب فى الاخره (و يا من طاعته نجات للمطيعين) فان الطاعه تنجى الانسان من العذاب (صل على محمد و آله و اشغل قلوبنا بذكرك عن كل ذكر) حتى لا نذكر الا اياك (و) اشغل (السنتنا بشكرك عن كل شكر) حتى لا نشكر شيئا سواك، اذ كل نعمه فانما هى منك (و) اشغل (جوارحنا) جمع جارحه بمعنى: العضو (بطاعتك عن كل طاعه) اذ لا مستحق للطاعه حقيقه الا الله سبحانه
(فان قدرت لنا فراغا من
شغل) بان تبقى لنا وقتا غير مشغول بالطاعه و العباده (فاجعله فراغ سلامه) نسلم فى تلك الفتره و لا نعصى حتى يوجب علينا العقاب (لا تدركنا فيه) اى: فى ذلك الفراغ (تبعه) اى: عقاب يتبع ذنبا (و لا نلحقنا فيه) اى: فى ذلك الفراغ (سئمه) اى: ملاله، توجب تركنا لما يقربنا اليك (حتى ينصرف عنا) اى: يرجع (كتاب السيئات) جمع كاتب و هم: الملائكه الذين يكتبون سيئه الناس (بصحيفه خاليه عن ذكر سيئاتنا) لعدم عملنا فى وقت الفراغ بالسيئه (و يتولى) اى: يرجع (كتاب الحسنات عنا) اى: الملائكه الكاتبون لها (مسرورين) فرحين (بما كتبوا من حسناتنا) لانا عملنا بالحسنات بتوفيقك لنا
(و اذا انقضت) و ذهبت (ايام حياتنا و تصرمت) اى: تقطعت و خلصت (مدد) جمع مده (اعمارنا) جمع عمر (و استحضرتنا) اى: حضرت عندنا (دعوتك التى لابد منها) و هى الدعوه الى الموت التى لابد من ان تدعو انت (و) لابد لنا (من اجابتها) اذ لا ترد دعوه الموت.
(فصل على محمد و آله و اجعل ختام ما تحصى علينا كتبه اعمالنا) اى:
آخر اعمالنا فى دار الدنيا (توبه مقبوله) تقبلها انت بحيث تمحى سيئاتنا (لا وقفنا) اى: تعصمنا حتى لا نقف و نرتكب (بعدها) اى: بعد تلك التوبه (على ذنب اجترحناه) اى: ارتكبناه (و لا معصيه اقترفناها) الاقتراف بمعنى الاتيان و العمل
(و لا تكشف عنا سترا) على معاصينا (سترته) اى: جعلت ذلك الستر (على رووس الاشهاد) جمع شاهد، و الجار متعلق ب(لا تكشف) (يوم تبلو اخبار عبادك) اى: تظهرها للجزاء، و هو فى يوم القيامه
(انك رحيم بمن دعاك) تتفضل عليه بالرحمه (و مستجيب لمن ناداك) تجيب ندائه و تقضى حاجته.