فارسی
چهارشنبه 27 تير 1403 - الاربعاء 9 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

و كان من دعائه علیه السلام فى الاعتراف و طلب التوبه الى الله تعالى

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام ‌فى‌ الاعتراف ‌و‌ طلب التوبه الى الله تعالى:
 
 
(اللهم انه يحجبنى عن مسالتك) اى: يمنعنى عن ‌ان‌ اسالك ‌و‌ اطلب منك حاجتى (خلال ثلاث) خلال جمع خله بمعنى: الصفه (و تحدونى) اى: تحثنى ‌و‌ تحرضنى (عليها) اى: على المساله (خله) اى: صفه (واحده) اماما
 
(يحجبنى) فهو (امر امرت ‌به‌ فابطات عنه) ‌اى‌ لم اسرع ‌فى‌ اطاعه امرك، ‌و‌ ذلك مما يورث الخجل ‌فى‌ ‌ان‌ يسال الانسان ‌من‌ لم يطعه (و نهى نهيتنى عنه فاسرعت اليه) بالعصيان ‌و‌ المخالفه، ‌و‌ قد تقدم ‌ان‌ مثل هذه المجمل اما انها باعتبار المجموع ‌لا‌ ‌ان‌ الامام (ع) يقصد نفسه، ‌او‌ باعتبار ضروريات الجسد مما كان الائمه (ع) يرون انفسهم فوق ذلك بالنسبه الى مقام الربوبيه، ‌و‌ قد ذكرنا تفصيل ذلك ‌فى‌ كتاب (تقريب القرآن) حول عصمه الانبياء عليهم
 
السلام (و نعمه انعمت بها على فقصرت ‌فى‌ شكرها) بان لم اشكرها ‌حق‌ الشكر
 
(و يحدونى) اى: يحرضنى (على مسالتك) شى ء واحد هو: (تفضلك) ‌و‌ احسانك بلا عوض (على ‌من‌ اقبل بوجهه اليك) بان اتاك طالبا مهما كان عمله سيئا (اذ جميع احسانك تفضل) بلا عوض، ‌و‌ بدون ‌ان‌ تمنع عن العاصى (و اذ كل نعمك ابتداء) منك ‌لا‌ انها ‌فى‌ مقابل شى ء قام ‌به‌ العبد فاستحق بذلك النعمه ‌و‌ الجزاء ‌و‌ انما سمى الجزاء جزاءا مجازا ‌و‌ ‌من‌ باب المشابهه ‌و‌ الا فالانسان ملك لله يجب ‌ان‌ يعمل باوامره بمقتضى العبوديه، ‌و‌ ‌لا‌ جزاء للعبد الا تفضلا
 
(فها) الفاء للعطف ‌و‌ التفريع ‌و‌ الهاء للتنبيه (انا ذا) اشاره الى النفس ‌لا‌ يهامه كون الشفيع المتكلم غير المذنب المشفع له (يا الهى واقف بباب عزك) كما يقف المذنب بباب السلطان (وقوف المستسلم) الذى اسلم نفسه للسلطان (الذليل ‌و‌ سائلك على الحياء منى) ‌اى‌ مع استحيائى منك (سئوال البائس) ‌اى‌ الفقير (المعيل) ‌اى‌ الكثير العيال فان سئوال مثله اولى بالاجابه لاضطراره ‌من‌ جهه عياله علاوه على اضطراره ‌من‌ جهه نفسه  
 
(مقر لك بانى لم استسلم) ‌و‌ لم انقد
 
(وقت احسانك) الى (الا بالاقلاع عن عصيانك) اى: الا بان تقلعنى انت عن العصيان فلم يكن منى استسلام مع انك قد احسنت الى. ‌و‌ قيل ‌فى‌ العباره احتمالات اخر، كما ربما يقال ‌ان‌ النسخه غير صحيحه (و لم اخل ‌فى‌ الحالات كلها ‌من‌ امتنانك) بل كانت مننك ‌و‌ احسانك الى دائما، ‌و‌ منن جمع منه، ‌و‌ المراد بها النعمه  
 
(فهل ينفعنى ‌يا‌ الهى اقرارى عندك بسوء ‌ما‌ اكتسبت) بان تعفو عنى ‌و‌ تعطى حاجتى ‌و‌ هذا استفهام استرحامى معناه تفضل على بقبول توبتى ‌لا‌ قرارى لك بالعصيان (و هل ينجينى منك) ‌اى‌ ‌من‌ سخطك ‌و‌ عقابك (اعترافى لك بقبيح ‌ما‌ ارتكبت) ‌من‌ الاثام ‌و‌ الاخطاء (ام اوجبت لى ‌فى‌ مقامى هذا) الذى اسئل منك طلبتى (سخطك) ‌و‌ غضبك مما تكون نتيجته العقاب ‌و‌ عدم اسعافى بحاجتى (ام لزمنى ‌فى‌ وقت دعائى) ‌و‌ طلب سئوالى منك (مقتك) المقت بمعنى الغضب  
 
(سبحانك) انت منزه عن ذلك فانى (لا ايئس منك ‌و‌ قد فتحت لى باب التوبه اليك) فان الاعلان بقبول التوبه يوجب عدم الياس قال سبحانه (يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم ‌لا‌ تقنطوا ‌من‌ رحمه الله) ‌و‌ قال (و ‌لا‌ يياس ‌من‌ روح
 
الله الا القوم الكافرون) (بل اقول مقال العبد الذليل) اى: مثل قول العبد الذليل (الظالم لنفسه) بالمعصيه فان العصيان ظلم للنفس لتعريضها ‌فى‌ معرض العقاب (المستخف بحرمه ربه) فان ‌فى‌ العصيان استخفاف ‌و‌ ‌ان‌ لم يقصد العاصى ذلك  
 
(الذى عظمت ذنوبه فجلت) ‌اى‌ صارت الذنوب جليله كبيره، ‌و‌ المراد بها شى ء فوق العظمه (و ادبرت ايامه فولت) ‌اى‌ انقضت ‌و‌ خلصت، بان ذهب العمر ‌و‌ بقى الاثم (حتى اذا راى مده العمر قد انقضت) ‌و‌ تمت (و غايه العمر قد انتهت) للغايه اطلاقان: اطلاق بمعنى الاخير، ‌و‌ اطلاق بمعنى الامتداد، ‌و‌ المراد هنا الثانى (و ايقن انه ‌لا‌ محيص له) اى: ‌لا‌ مفر له (منك) ‌و‌ ‌من‌ عقابك (و ‌لا‌ مهرب له عنك) مصدر ميمى ‌او‌ اسم مكان، اى: ‌لا‌ هروب، ‌او‌ ‌لا‌ محل للهروب (تلقاك بالانابه) اى: جاء اليك تائبا، فان الانابه بمعنى الرجوع (و اخلص لك التوبه) بان كانت توبته توبه مخلص ‌لا‌ توبه منافق (فقام اليك بقلب طاهر نقى) ليس فيه ‌من‌ ادران النفاق ‌و‌ الكذب (ثم دعاك بصوت حائل) ‌اى‌ ضعيف (خفى) يخفيه خجلا
 
(قد تطاءطاء لك) اى:
 
خضع (فانحنى) فان المتواضع ينحنى اجلالا لمن تواضع له (و نكس راسه) بان القاها على صدره (فانثنى) فان الرقبه ‌فى‌ حاله النكس تنثنى (قد ارعشت خشيته رجليه) فان الخائف ترتعش رجلاه (و غرقت دموعه خديه) بان سالت الدموع الكثيره حتى اختفت خداه تحت الماء.
 (يدعوك ب)لفظه (يا ارحم الراحمين) ارحمنى ‌و‌ تقبل عذرى (و ‌يا‌ ارحم ‌من‌ انتابه) اى: قصدوه على التناوب ‌و‌ النوبه بان يذهب هذا فياتى الثانى ‌و‌ هكذا (المسترحمون) الذين يطلبون الرحمه (و ‌يا‌ اعطف) العطف: «الميل» ‌و‌ ميله سبحانه نحو عبده انما ‌هو‌ برحمته ‌و‌ غفرانه (من اطاف ‌به‌ المستغفرون) ‌و‌ التائه يطوف حول البيت ‌او‌ الشخص، عله يجد محلا للتمسك ‌و‌ الالتجاء (و ‌يا‌ ‌من‌ عفوه اكثر ‌من‌ نقمته) ‌و‌ غضبه (و ‌يا‌ ‌من‌ رضاه اوفر) اى: ازيد، ‌من‌ الوافر بمعنى الكثير (من سخطه) اى: غضبه  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ تحمد الى خلقه) اى: اظهر حمده لهم بمعنى اظهار الفعل الذى يوجب الحمد (بحسن التجاوز) فان التجاوز الحسن عن المذنب يوجب حمده لمن تجاوز ‌و‌ عفى (و ‌يا‌ ‌من‌ عود عباده قبول الانابه)
 
و التوبه، فكلما عصوا ‌و‌ انابوا قبل توبتهم (و ‌يا‌ ‌من‌ استصلح فاسدهم) اى: طلب اصلاحه (بالتوبه) بان قال لهم: اصلحوا انفسكم بالتوبه، فان التائب ‌من‌ الذنب كمن ‌لا‌ ذنب له (و ‌يا‌ ‌من‌ رضى ‌من‌ فعلهم باليسير) اى: باعمال صالحه يسيره عليهم كما قال سبحانه (يريد الله بكم اليسر) (و ‌يا‌ ‌من‌ كافى اى: قابل (قليلهم) اى: عملهم القليل (بالكثير) فقرر لهم جزاءا كثيرا ‌فى‌ مقابل طاعه قليله منهم (و ‌يا‌ ‌من‌ ضمن لهم اجابه الدعاء) فقد قال سبحانه: (ادعونى استجب لكم) (و ‌يا‌ ‌من‌ وعدهم على نفسه بتفضله) اى: باعطائه اياهم فضلا ‌و‌ احسانا ‌لا‌ بالاستحقاق (حسن الجزاء) اى: الجزاء الحسن  
 
(ما انا باعصى ‌من‌ عصاك) اى: باكثر العاصين معصيته (فغفرت له) بل هناك اعصى منى ‌و‌ قد غفرت له (و ‌ما‌ انا بالوم ‌من‌ اعتذر اليك) ‌اى‌ باكثر المعتذرين لئامه ‌و‌ دنائه (فقبلت منه) مع لئامته (و ‌ما‌ انا باظلم ‌من‌ تاب اليك) اى: باكثر التائبين ظلما (فعدت) ‌من‌ عاد يعود (عليه) بقبول التوبه  
 
(اتوب اليك ‌فى‌ مقامى
 
هذا توبه نادم على ‌ما‌ فرط منه) اى: سبق منه العصيان (مشفق) اى: خائف (مما اجتمع عليه) ‌من‌ الذنوب ‌و‌ الاثام (خالص الحياء) اى: له حياء خالص ‌لا‌ يشوبه التظاهر ‌و‌ النفاق ‌و‌ مخالفه الباطن للظاهر (مما وقع فيه) ‌من‌ المعاصى  
 
(عالم بان العفو عن العظيم ‌لا‌ يتعاظمك اى: ‌لا‌ يعظم عليك (و ‌ان‌ التجاوز عن الاثم الجليل) اى: الكبير (لا يستصعبك) اى: ‌لا‌ يصعب عليك (و ‌ان‌ احتمال الجنايات الفاحشه) اى: احتمالك لمعاصى العباد التى تجاوزت عن الحد، فان فحش بمعنى: تجاوز (لا يتكادك) اى: ‌لا‌ يثقل عليك (و ‌ان‌ احب عبادك اليك) ‌يا‌ رب (من ترك الاستكبار عليك) بان لم يتكبر عليك فيرى نفسه فوق ‌ان‌ يطيعك (و جانب الاصرار) اى: ابتعد عن الاصرار على المعاصى (و لزم الاستغفار) بان كان دائم الاستغفار
 
(و انا ابراء اليك ‌من‌ ‌ان‌ استكبر) اى: اظهر لك عدم تكبرى عليك (و اعوذ بك) اى: التجاء اليك ‌فى‌ ‌ان‌ تعاوننى (من ‌ان‌ اصر) على المعصيه بان آتى بها مستمرا ‌من‌ غير ندم ‌و‌ توبه
 
(و استغفرك لما قصرت فيه) ‌من‌ طاعتك ‌و‌ عبادتك (و استعيذ بك لما عجزت عنه) اى: اطلب منك ‌ان‌ تعيننى لان اودى حقك مالا اقدر على ادائه بدون عونك الخاص.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله وهب لى ‌ما‌ يجب على لك) اى: اعطنى الشى ء الذى اتمكن ‌به‌ ‌من‌ الاتيان بفرائضك (و عافنى مما استوجبه منك) اى: اعفنى ‌من‌ العقاب الذى استوجبه منك بسبب اخطائى (و اجرنى) اى: احفظنى (مما يخافه اهل الاساثه) ‌من‌ عقابك (فانك ملى ء بالعفو) (ملى ء) ‌من‌ باب تشبيه المعقول بالمحسوس، كما يقال فلان ملى ء غضبا، ‌او‌ علما، ‌او‌ ‌ما‌ اشبه، ‌من‌ باب التشبيه بالاناء المملوء بالماء ‌و‌ شبهه (مرجو للمغفره) يرجاه الانسان للغفران (معروف بالتجاوز) عن المسى ء ‌و‌ عدم تاديبه ‌و‌ عقابه (ليس لحاجتى مطلب) اى: على طلب (سواك) فانك الذى تتمكن ‌من‌ اعطاء حاجتى (و ‌لا‌ لذنبى غافر غيرك) فان المغفره كلها بيدك (حاشاك) اى: حاشا ‌ان‌ يكون هناك غافر غيرك  
 
(و ‌لا‌ اخاف على نفسى الا اياك) فان الذى ينبغى ‌ان‌ يخاف منه ‌هو‌ الله سبحانه (انك
 
اهل التقوى) اى: اهل لان يتقى منك ‌و‌ يخشى ‌من‌ عقابك (و اهل المغفره) اى: اهل لان تغفر الذنوب.
 (صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ اقض حاجتى) التى طلبتها منك، ‌و‌ المراد جنس الحاجه (و انجح طلبتى) اى: اعط ‌ما‌ طلبته منك (و اغفر ذنبى) الذى اذنبته (و آمن خوف نفسى) بان اوجب على الجنه حتى آمن ‌و‌ ‌لا‌ اخاف (انك على كل شى ء قدير ‌و‌ ذلك) الذى طلبته (عليك يسير) ‌لا‌ يشق عليك (آمين) اى: استجب فانه اسم فعل امر بمعنى الاستجابه، ‌يا‌ (رب العالمين).
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

و كان من دعائه علیه السلام فى یوم عرفه
و كان من دعائه علیه السلام فى التذلل لله عز و ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا اعترف بالتقصیر عن ...
و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان
و كان من دعائه علیه السلام فى الالحاح على الله ...
و كان من دعائه علیه السلام فى استكشاف الهموم
و كان من دعائه علیه السلام فى التضرع و ...
و كان من دعائه علیه السلام فى الزهد
و كان من دعائه علیه السلام فى دفاع كید الاعداء ...

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^