فارسی
چهارشنبه 27 تير 1403 - الاربعاء 9 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

و كان من دعائه علیه السلام فى طلب الحوائج الى الله تعالى

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام ‌فى‌ طلب الحوائج الى الله تعالى:
 
 
(اللهم ‌يا‌ منتهى مطلب الحاجات) اى: انك المنتهى ‌فى‌ الحاجات التى يطلبها العباد، اذ الحوائج كلها ‌من‌ عند الله سبحانه، فاذا طلب احد ‌من‌ غيره شيئا كان المعطى لتلك الحاجه اولا ‌و‌ قبل كل احد ‌هو‌ الله تعالى  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ عنده نيل الطلبات) فان الانسان ينال طلبه ‌من‌ الله تعالى  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يبيع نعمه بالاثمان) فانه تعالى لاياخذ الثمن على النعمه  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يكدر عطاياه بالامتنان) تكدير العطاء تنغيصه ‌و‌ تنقيصه فان الله ‌لا‌ يمن ‌فى‌ عطاه للناس  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ يستغنى به) اى: يستغنى الانسان بسبب عطاياه تعالى (و ‌لا‌ يستغنى عنه) فان الانسان ‌لا‌ يستغنى عن الله بحيث ‌لا‌ يكون محتاجا اليه  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ يرغب اليه) فالناس راغبون الى فضله ‌و‌ احسانه (و ‌لا‌ يرغب
 
عنه) اى: ‌لا‌ موضع لان ينفر الانسان منه تعالى اذ ‌لا‌ احد سواه بيده الخلق ‌و‌ الرزق  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ تفنى خزائنه) فان خزائن الله سبحانه ارادته لخلق الاشياء، ‌و‌ هى باقيه ابد الابدين، ‌و‌ قد مر لهذا معنى آخر ايضا (المسائل) فاعل «لا تفنى» فان اسئله الناس ‌لا‌ توجب فناء خزائنه سبحانه  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ تبدل حكمته الوسائل) فان حكمته نافذه مهما توسل الناس بالوسائل لتغييرها
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ تنقطع عنه حوائج المحتاجين) فان احتياج البشر مادام حيا باق ‌لا‌ ينقطع  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يعنيه) اى: ‌لا‌ يوجب عناه ‌و‌ تعبه (دعاء الداعين) ‌و‌ طلبهم اذ ‌هو‌ سبحانه منزه عن التعب  
 
(تمدحت بالغناء) اى: مدحت نفسك بانك غنى، كما قال سبحانه: «و الله ‌هو‌ الغنى» (عن خلقك) اذ ‌لا‌ يحتاج الى شى ء (و انت اهل الغنى عنهم) اى: اهل لان تكون غنيا اذ الا له ‌لا‌ يحتاج، ‌و‌ لو كان محتاجا لم يكن اله  
 
(و نسبتهم الى الفقر) ‌فى‌ قوله سبحانه: «يا ايها الناس انتم الفقراء» (و ‌هم‌ اهل الفقر) اذ الممكن فقير بذاته مهما اثرى (اليك) اذ فقر الممكن الى الاله
 
(فمن حاول) ‌و‌ قصد (سد خلته) ‌اى‌ حاجته (من عندك ورام) اى: قصد (صرف الفقر عن نفسه بك) ‌اى‌
 
بسببك. ‌و‌ ذلك بان يطلب حاجاته منك (فقد طلب حاجته ‌فى‌ مظانها) اى: ‌فى‌ المحل الذى يظن بوجود الحاجه فيه، ‌و‌ انما قال ‌فى‌ المظان، لانها لفظه تستعمل بمعنى المحل، ‌و‌ ‌ان‌ كانت ‌فى‌ الاصل بمعنى تحمل وجود الشى ء (و اتى طلبته) اى: طلب مطلوبه (من وجهها) الذى فيه  
 
(و ‌من‌ توجه بحاجه الى احد ‌من‌ خلقك) بان طلب الحاجه ‌من‌ الناس (او جعله) اى: جعل احدا ‌من‌ الخلق (سبب نجحها) اى: نجاح الحاجه (دونك): ‌اى‌ دون ‌ان‌ يكون الطلب منتهيا اليك (فقد تعرض للحرمان) اى: عرض نفسه لان يحرم (و استحق ‌من‌ عندك فوت الاحسان) اى: يفوت احسانك منه لانه طلب الشى ء ‌من‌ غير اهله.
 
(اللهم ولى اليك حاجه قد قصر عنها جهدى) الظاهر ‌ان‌ المعنى: انه ربما كانت لى اليك حاجه لم تقض، فتفكرت ‌فى‌ طلبها ‌من‌ غيرك ثم ندمت على هذا التفكر، ‌و‌ قد بين الامام (ع) ‌ما‌ يعتاده الناس ‌فى‌ هذا الغالب ‌من‌ الدعاء، فانهم يطلبون شدائدهم ‌من‌ الله تعالى فاذا راوا عدم الاجابه يفكرون ‌فى‌ طلبها ‌من‌ غيره، ‌و‌ هذا مما ‌لا‌ ينبغى، ‌و‌ معنى: قصر عنها جهدى ‌ان‌ جهدى ‌فى‌ طلبها منك قد قصر اذ لم ار اجابه (و تقطعت دونها حيلى)
 
اى: ‌ان‌ الحيل التى اعملتها ‌لا‌ نال الحاجه منك تقطعت ‌و‌ انتهت ‌و‌ لم تعد (و سولت لى نفسى) اى: زينت نفسى عملا ‌لا‌ ينبغى، لاجل قضاء الحاجه (رفعها) ‌اى‌ طلب تلك الحاجه (الى ‌من‌ يرفع حوائجه اليك) اى: الى الناس، فان الناس يطلبون حاجاتهم ‌من‌ الله سبحانه (و ‌لا‌ يستغنى ‌فى‌ طلباته عنك) فانهم محتاجون ‌فى‌ طلباتهم اليه سبحانه (و هى) اى: ‌ما‌ سولت لى نفسى بان اطلب الحاجه ‌من‌ غيرك (زله ‌من‌ زلل الخاطئين) الزله: العثره ‌و‌ الوقعه على الارض ثم استعملت ‌فى‌ مطلق الخطاء (و عثره ‌من‌ عثرات المذنبين) فان المذنب كالانسان الذى يعثر ‌فى‌ مشيه فيسقط على الارض  
 
(ثم انتبهت) ‌اى‌ تذكرت ‌ان‌ رفع الحاجه الى المخلوق غير صحيح (بتذكيرك لى ‌من‌ غفلتى) فان الله سبحانه ‌هو‌ المذكر للانسان بعد الغفله (و نهضت) اى: قمت ‌من‌ العثره، كما يقوم المتعثر على الارض (بتوفيقك ‌من‌ زلتى) فانت وفقتنى للنهوض (و رجعت) عن العزم الذى عزمت (و نكصت) النكوص: الرجوع (بتسديدك) ‌و‌ ارشادك (عن عثرتى) ‌و‌ هى تلك الفكره  
 
(و قلت) متعجبا مما عزمت (سبحان ربى) هذه الكلمه تستعمل للتعجب ‌و‌ الاصل فيها ‌ان‌ المنزه ‌هو‌
 
الله تعالى ‌لا‌ غيره، ‌و‌ لعدم نزاهى وقعت ‌فى‌ هذا الاشتباه (كيف يسال محتاج محتاجا) فان سئوالى ‌من‌ غيرك ‌من‌ قبيل سئوال الفقير ‌من‌ الفقير، ‌و‌ هذا اشتباه، لان المسوول ‌لا‌ يملك قضاء حاجه السائل (و انى يرغب معدم الى معدم) فقير مثله؟
 
(فقصدتك ‌يا‌ الهى بالرغبه) ‌فى‌ حاجتى اليك (و اوفدت) اى: ارسلت (عليك رجائى) ‌فى‌ قضاء حاجتى (بالثقه بك) لانى واثق بفضلك  
 
(و علمت ‌ان‌ كثير ‌ما‌ اسئلك يسير ‌فى‌ وجدك) الوجد الغنى، اصله وجد يجد (و ‌ان‌ خطير ‌ما‌ استرهبك) اى: الشى ء العظيم الذى اطلبه منك، بان تهبنى اياه (حقير ‌فى‌ وسعك) اى: سعه ملكك (و ‌ان‌ كرمك ‌لا‌ يضيق عن سئوال احد) فانه ‌لا‌ منتهى لكرمه تعالى (و ‌ان‌ يدك بالعطايا اعلى ‌من‌ كل يد) معطيه اذ سائر الايدى لها اموال محدوده بخلاف يدك، ‌و‌ سائر الايادى تستمل منك فهى دون يدك، بخلاف يدك فانها فوق الجميع ‌و‌ ‌لا‌ تنقص ابدا.
 
(اللهم فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ احملنى بكرمك على التفضل) اى:
 
تفضل على بالعطاء (و ‌لا‌ تحملنى بعدلك على الاستحقاق) بان تعطينى مقدار استحقاقى، عدلا منك ‌فى‌ الاعطاء ‌و‌ الاثابه، فان اعمال الانسان ضئيله حتى انه لو اريد اعطائه بقدر استحقاقه لم يكن الجزاء شيئا (فما انا باول راغب رغب اليك) اى: طلب منك العطاء (فاعطيته) ‌ما‌ رغب (و ‌هو‌ يستحق المنع) فكما اعطيت اولئك تفضلا كذلك اعطنى تفضلا ‌و‌ ‌ان‌ كنت استحققت المنع (و ‌لا‌ باول سائل سالك فافضلت عليه ‌و‌ ‌هو‌ يستوجب الحرمان) لقبيح اعماله، فكما افضلت على ‌من‌ يستحق الحرمان افضل على.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ‌كن‌ لدعائى مجيبا) باعطاء طلبتى (و ‌من‌ ندائى قريبا) هذا كنايه عن اجابه النداء، اذ الانسان المدعو اذا كان بعيدا ‌لا‌ يسمع ليجيب (و لتضرعى) ‌و‌ استكانتى (راحما) بان ترحم ضراعتى فتقضى حاجتى (و لصوتى سامعا) كنايه عن الاجابه، ‌و‌ الا فهو سبحانه يسمع كل صوت، كما ‌هو‌ قريب الى كل احد قربا بالعلم ‌و‌ القدره، ‌لا‌ بالمكان، لتنزههه عن الجسم ‌و‌ عوارضه  
 
(و ‌لا‌ تقطع رجائى عنك) بان ‌لا‌ تعطى طلبتى (و ‌لا‌ تبت) ‌من‌ البت بمعنى القطع (سببى منك) فانه
 
سبحانه اذا لم يستجب كان كالذى قطع الصله، فان الصله انما تكون بين الطرفين (و ‌لا‌ توجهنى ‌فى‌ حاجتى هذه ‌و‌ غيرها الى سواك) بان ‌لا‌ تقضى حاجتى حتى اضطر لسئوال غيرك  
 
(و تولنى بنجح طلبتى) اى: اقض الطلب الذى اطلبه منك (و قضاء حاجتى) اى: اعطائها (و نيل سولى) النيل الاعطاء، ‌و‌ السول المسئله (قبل زوالى ‌من‌ موقفى هذا) اى: قبل ‌ان‌ انتقل ‌من‌ مكانى (بتيسيرك لى العسير) بان تسهل لى الامر العسير المشكل (و حسن تقديرك لى ‌فى‌ جميع الامور) بان تقدر امورى تقديرا حسنا
 
(و صل على محمد ‌و‌ آله صلوه دائمه) باستمرار الصلوه (ناميه) تزداد وقتا بعد وقت، ‌و‌ المراد: دوام انزال الرحمه ‌و‌ زيادتها (لا انقطاع لابدها) اى: لاخيرها، ‌و‌ المراد ‌ان‌ ‌لا‌ يكون له آخر (و ‌لا‌ منتهى لامدها) اى: لمدتها، بل مدتها مستمره (و اجعل ذلك) الذى طلبته منك ‌من‌ دوام الصلوه عليهم (عونا لى) فان ‌من‌ يتوسط للصلوه على الرسول يكون مرضيا لله تعالى، فيعينه على حوائجه (و سببا لنجاح طلبتى) بان تعطينى طلباتى لاجل صلوتى عليهم (انك واسع) الفضل
 
(كريم) ‌فى‌ العطاء
 
(و ‌من‌ حاجتى ‌يا‌ رب كذا ‌و‌ كذا) لفظان مبهمان يوضعان مكان الحاجه (و تذكر حاجتك).
 ثم تسجد ‌و‌ تقول ‌فى‌ (سجودك) (فضلك) ‌يا‌ رب (آنسنى) اى: صار سبب انسى، فان الانسان يانس بمن يتفضل عليه ‌و‌ ‌لا‌ يستوحش منه، اذ الفضل يدل على العلاقه (و احسانك دلنى) ‌و‌ ارشدنى اليك، فان الانسان يعرف المحسن اليه (فاسئلك بك) ‌اى‌ بذاتك (و بمحمد ‌و‌ آله صلواتك عليهم ‌ان‌ ‌لا‌ تردنى خائبا) بدون اجابه دعائى.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

و كان من دعائه علیه السلام فى یوم عرفه
و كان من دعائه علیه السلام فى التذلل لله عز و ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا اعترف بالتقصیر عن ...
و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان
و كان من دعائه علیه السلام فى الالحاح على الله ...
و كان من دعائه علیه السلام فى استكشاف الهموم
و كان من دعائه علیه السلام فى التضرع و ...
و كان من دعائه علیه السلام فى الزهد
و كان من دعائه علیه السلام فى دفاع كید الاعداء ...

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^