و كان من دعائه عليه السلام اذا مرض او نزل به كرب او بليه:
(اللهم لك الحمد على ما لم ازل اتصرف فيه من سلامه بدنى) «من» بيان «ما» اى: لك الحمد على سلامه بدنى التى اتصرف بهذه السلامه بجميع انحاء التصرفات: من الحركه و السكون و الاقامه و السفر و غيرها (و لك الحمد على ما احدثت بى من عله فى جسدى) فان المرض ايضا يوجب الحمد لانه موجب لتطهير الذنوب و رفع الدرجات
(فما ادرى يا الهى اى الحالين احق بالشكر لك) حاله الصحه ام حاله المرض (و اى الوقتين اولى بالحمد لك) هذا اذا لم تكن الصحه استدراجا و المرض ايصالا لعقاب الدنيا بعقاب الاخره كما هو واضح فيما ياتى من كلام الامام
عليه السلام
(اوقت) الهمزه للاستفهام، اى: هل الاولى بالحمد وقت (الصحه التى هناتنى فيها طيبات رزقك) بان صارت لى هنيئه موجبه للالتذاذ (و نشطتنى بها) اى: بسبب الصحه (لابتغاء مرضاتك) اى: لطلبها فان الانسان فى حاله الصحه يعبد الله و يقيم باوامره (و فضلك) فان الاكتساب و الاتجار انما يكون فى حاله الصحه (و قويتنى معها) اى: مع الصحه (على ما وفقتنى له من طاعتك) فان الطاعه تحتاج الى الصحه و التوفيق معا
(ام وقت العله التى محصتنى بها) اى: خلصتنى و امتحنتنى بسبب تلك العله (و النعم التى اتحفتنى بها) فان المرض مقارن لنعم شتى من انقطاع الانسان الى الله تعالى، و ترضيته لارحامه الذين قطعهم، و اصلاحه لامره، و ما اشبه ذلك (تخفيفا لما ثقل به على ظهرى) «ظهرى» بدل من «على» بدل الاشتمال، او باعتبار ان الذنوب اثقلت الظهر صار الظهر ثقيلا على الانسان (من الخطيئات) اى: ان الثقل من جهتها (و تطهيرا لما انغمست) الانغماس فى الماء الارتماس فيه الى الراس (فيه من السيئات) فان المرض يطهر الانسان منها (و تنبيها) لى (لتناول
التوبه) اى: تعاطيها بان اتوب (و تذكيرا لمحو الحوبه) الحوبه الاثم اى: اتذكر فى حاله مرضى، فامحو اثامى (بقديم النعمه) اى: الاثم بكفرانى نعمك القديمه على
(و فى خلال ذلك) اى: حين المرض، و الجار متعلق ب(ما) فيما بعد، و هو عطف على «كتب» (ما كتب لى الكاتبان) اى: ام وقت العله و ما كتبه كاتباى خلال ذلك (من زكى الاعمال) اى: الاعمال الزكيه الطاهره، فان من نعم الله على الانسان المريض، انه يامن كاتبيه ان يكتبا له اعماله الصالحه التى كان يعملها حال صحته من (ما لا قلب فكر فيه و لا لسان نطق به و لا جارحه) اى: عضو (تكلفته) اى انت به مع المشقه، و انما كتبت تلك الاعمال الصالحه لى (افضالا منك على) اى تفضلت بها تفضلا (و احسانا من صنيعك الى) الصنيعه: الصنع الجميل، اى: من جمله صنيعك الى هو ذلك.
(اللهم فصل على محمد و آله و حبب الى ما رضيت لى) بان ارضى بالقضاء و القدر (و يسر لى ما احللت بى) من المرض و نحوه حتى لا يشق على تحمله (و طهرنى من دنس) اى: قذاره (ما اسلفت) اى:
ما سبق منى من الذنوب (و امح عنى شر ما قدمت) اى: عملته سابقا من العصيان (و اوجدنى حلاوه العافيه) اى: اصح جسمى حتى اجد حلاوه الصحه (و اذقنى برد السلامه) فان المرض يوجد فى الانسان الحراره (و اجعل مخرجى عن علتى الى عفوك) بان اخرج من المرض و من الاثم فاكون داخلا فى عفوك (و متحولى) اى: محل تحولى و انتقالى (عن صرعتى) اى: وقوعى، و المراد اما الوقوع فى المرض او الوقوع فى الاثم (الى تجاوزك) و صفحك عن آثامى (و خلاصى من كربى) اى: كرب المرض (الى روحك) اى سعه رحمتك الموجبه لانطلاق النفس (و سلامتى من هذه الشده) المرضيه (الى فرجك) من الضيق و الشده
(انك) يا رب (المتفضل بالاحسان) اى: تحسن تفضلا لا باستحقاق منى (المتطول): المتفضل (بالامتنان) اى: بما يوجب المنه، اذ ليس جزاءا حتى يكون بعوض، بل مجانا (الوهاب الكريم ذو الجلال) فانك اجل و ارفع من النقائص (و الاكرام) فانك تكرم الناس، او ان الناس يكر مونك.