و كان من دعائه علیه السلام اذا ذكر الشیطان فاستعاذ منه و من عداوته و كیده

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام اذا ذكر الشيطان فاستعاذ منه ‌و‌ ‌من‌ عداوته ‌و‌ كيده:
 
 
(اللهم انا نعوذ بك ‌من‌ نزغات الشيطان الرجيم) «نعوذ» اى: نلتجى ء اليك حتى ‌لا‌ يتمكن ‌من‌ اذانا، ‌و‌ النزغات: جمع نزغه بمعنى: «الوسوسه ‌و‌ الافساد» اى: ‌من‌ مفاسده ‌و‌ وساوسه، ‌و‌ الرجيم بمعنى: المرجوم، لانه يرجم باللعن (و مكائده) جمع مكيده بمعنى: الكيد (و ‌من‌ الثقه بامانيه) جمع امنيه، ‌و‌ هى ‌ما‌ يتمناه الانسان مما يوجب ‌ان‌ يطول امله، ‌و‌ المعنى: وفقنى لان ‌لا‌ اثق بامانى الشيطان، بل اعمل حسب رضاك (و مواعيده) اى: وعوده الموجبه لمماطله الانسان ‌فى‌ الطاعه (و غروره) اى: ‌ما‌ يغر الانسان ‌به‌ (و مصائده) جمع مصيده، ‌و‌ هى: الشرك الذى
 
يصيد الانسان بسببه  
 
(و ‌ان‌ يطمع) اى: الشيطان (نفسه ‌فى‌ اضلالنا عن طاعتك) فاصرف الشيطان عن الطمع فينا (و امتهاننا) اى: استخدامه ايانا، يقال: امتهنه بمعنى استخدمه (بمعصيتك) حتى نعصيك بتغرير الشيطان لنا (او ‌ان‌ يحسن عندنا ‌ما‌ حسن) الشيطان (لنا) بان نرى العصيان الذى يزينه الشيطان حسنا جميلا فنرتكبه (او ‌ان‌ يثقل علينا ‌ما‌ كره الينا) فان الشيطان يكره الى الانسان الطاعه، فنسالك ‌ان‌ ‌لا‌ يثقل علينا حتى نتركه باغراء الشيطان.
 
(اللهم اخساه عنا) ‌اى‌ اطرده (بعبادتك) اى: بتوفيقك ايانا لعبادتك فان العباده تطرد الشيطان (و اكبته) الكبت: التذليل (بدووبنا) ‌اى‌ استمرارنا (فى محبتك) بان نحبك دائما (و اجعل بيننا ‌و‌ بينه سترا ‌لا‌ يهتكه) اى: ‌لا‌ يتمكن الشيطان ‌من‌ كشفه حتى يصل الينا (وردما) اى: سدا (مصمتا) ‌لا‌ جوف له (لا يفتقه) اى: ‌لا‌ يتمكن ‌من‌ الثلمه فيه.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اشغله عنا ببعض اعدائك) بان يذهب لزياده اضلالهم فلا يتمكن ‌من‌ اضلالنا (و اعصمنا منه بحسن رعايتك)
 
بان ترعانا رعايه حسنه حتى ‌لا‌ نقع فريسه له (و اكفنا ختره) اى: عذره، بان يانينا على حين غفله ‌و‌ غيره (و ولنا ظهره) بان ينصرف عنا فيكون ظهره الينا (و اقطع عنا اثره) عندنا.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ امتعنا ‌من‌ الهدى بمثل ضلالته) التى هياها لنا، ‌و‌ معنى الامتاع: اعطاء ‌ما‌ يتمتع ‌به‌ الانسان طول الحياه ‌و‌ بعد الممات لانه يوجب سعاده النشاتين (و زودنا ‌من‌ التقوى ‌ضد‌ غوايته) اى: ‌ضد‌ اغواء الشيطان لنا، حتى نتمكن ‌ان‌ نكافح بسبب التقوى غوايه الشيطان (و اسلك بنا ‌من‌ التقى خلاف سبيله) اى: اسلك بنا ‌فى‌ سبيل التقوى خلاف سبيل الشيطان (من الردى) ‌و‌ الهلاك  
 
(اللهم ‌لا‌ تجعل له ‌فى‌ قلوبنا مدخلا) اى: منفذا ‌و‌ محلا للدخول (و ‌لا‌ توطن له) اى: للشيطان (فيما لدينا منزلا) بان يتخذنا وطنا له.
 
(اللهم ‌و‌ ‌ما‌ سول لنا ‌من‌ باطل فعرفناه) تسويل الشيطان: تزيينه للباطل ‌فى‌ نفس الانسان حتى يرتكبه، ‌و‌ المعنى: عرفنا باطله حتى نتجنبه (و اذا عرفتناه فقناه) اى: احفظنا ‌من‌ الوقوع ‌فى‌ ‌ما‌ يريد، اذ كثيرا
 
ما يعرف الانسان الضرر ‌و‌ مع ذلك يرتكبه (و بصرنا ‌ما‌ نكايده به) اى: عرفنا كيف نكيد الشيطان لندفع شره عن انفسنا (و الهمنا ‌ما‌ نعده له) ‌من‌ العده التى بها ندفعه، كما يعد الخصم لخصمه السلاح ‌و‌ العتاد (و ايقظنا عن سنه الغفله) السنه: اول النوم (بالركون اليه) بان ‌لا‌ نغفل فنركن الى الشيطان (و احسن بتوفيقك عوننا عليه) اى: اعنا عونا حسنا حتى نتمكن ‌من‌ القيام ضده.
 
(اللهم ‌و‌ اشرب قلوبنا انكار عمله) حتى ننكر عمله بقلوبنا، كانها ارتوت ‌من‌ بغضه ‌و‌ مضادته (و الطف لنا ‌فى‌ نقض حيله) حتى ننقض ‌و‌ نهدم حيل الشيطان ‌و‌ مكره التى يفعلها لصيد الانسان ‌و‌ القائه ‌فى‌ الحرام.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ حول سلطانه عنا) اى: انقل سلطته علينا الى مكان آخر، حتى ‌لا‌ يكون سلطه علينا (و اقطع رجائه منا) حتى ‌لا‌ يطمع فينا (وادرئه) اى: امنعه (عن الولوع بنا) الولوع: الرغبه الملحه.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعل آبائنا ‌و‌ اولادنا ‌و‌ اهالينا ‌و‌ ذوى
 
ارحامنا ‌و‌ قراباتنا) لعل الفرق ‌ان‌ ذا الرحم اعم ‌من‌ القريب انصرافا، ‌و‌ ‌ان‌ كانا متسلويين لغه (و جيراننا ‌من‌ المومنين ‌و‌ المومنات) بيان لابائنا ‌و‌ ‌ما‌ بعده (منه) اى: ‌من‌ الشيطان (فى حرز) الحرز: الشى ء الذى يحفظ فيه المتاع ‌و‌ نحوه كالصندوق (حارز) اى: حافظ، حتى ‌لا‌ يصل الشيطان اليهم (و حصن حافظ) الحصن: القلعه (و كهف مانع) الكهف: الفجوه ‌فى‌ الجبل يحفظ الانسان نفسه ‌به‌ ‌من‌ البرد ‌و‌ الحر ‌و‌ الحيوانات ‌و‌ اللصوص ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و البسهم منه) اى: ‌من‌ الشيطان (جننا) جمع (جنه): ‌و‌ هى الدرع ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (واقيه) اى: حافظه (و اعطهم عليه اسلحه ماضيه) تمضى ‌و‌ تقطع حتى يتمكنوا ‌من‌ محاربه الشيطان.
 
(اللهم ‌و‌ اعمم بذلك) اى: اجعل ذلك الذى طلبته منك لاقربائى ‌و‌ جيرانى ‌فى‌ ‌ضد‌ الشيطان (من شهد لك بالربوبيه) بان شهد انك رب العالمين (و اخلص لك بالوحدانيه) بان وحدك مخلصا بدون ‌ان‌ يشرك معك شيئا (و عاداه) اى: عادى الشيطان (لك) اى: لاجلك (بحقيقه العبوديه) اى: بسبب انه عبدك حقيقه (و استظهر بك عليه) اى: جعلك ظهرا، ‌ضد‌ الشيطان (فى معرفه العلوم الربانيه) اى:
 
انه يريد ‌ان‌ يعرف العلوم ‌و‌ الشيطان يمنعه، فاتخذك ظهرا لنفسه، حتى ‌لا‌ يتمكن الشيطان ‌ان‌ يمنعه ‌من‌ المعرفه.
 
(اللهم احلل ‌ما‌ عقد) الشيطان ‌من‌ المكائد (و افتق ‌ما‌ رتق) الرتق الخياطه، ‌و‌ الفتق الشق (و افسخ) اى: ابطل (ما دبر) الشيطان ‌من‌ الحيل (و ثبطه اذا عزم) التثبيط: فل العزم حتى ‌لا‌ يفعل ‌ما‌ عزم عليه (و انقض ‌ما‌ ابرم) الابرام: جمع طاقات الخيط ‌و‌ فتله فتلا قويا، ‌و‌ النقض خلاف ذلك.
 
(اللهم ‌و‌ اهزم جنده) جند الشيطان: سائر الابالسه ‌و‌ الجن ‌و‌ الانس العصاه التابعون له (و ابطل كيده) حتى ‌لا‌ يتمكن ‌من‌ تنفيذه (و اهدم كهفه) الذى ياوى اليه (و ارغم انفه) لعدم تمكنه ‌من‌ الاضلال ‌و‌ الافساد.
 
(اللهم اجعلنا ‌فى‌ نظم اعدائه) اى: ‌فى‌ جملتهم المنظمين معهم (و اعزلنا) اى: ابعدنا (من عداد اوليائه) حتى ‌لا‌ نكون وليا محبا للشيطان (لا نطيع له اذا استهوانا) اى: اطلب ‌ان‌ يميلنا الى جانبه (و ‌لا‌ نستجيب له اذا دعانا) الى طاعته ‌و‌ مخالفه الله سبحانه، ‌و‌ اجعلنا
 
بحيث (نامر بمناواته) اى: معاداته (من اطاع امرنا) ‌و‌ قبل كلامنا (و نعظ عن متابعته) اى: ننهى الناس عن اتباع الشيطان (من اتبع زجرنا) اى: اصدقائنا الذين يسمعون كلامنا.
 
(اللهم صل على محمد خاتم النبيين) اى: آخرهم (و سيد المرسلين) اشرفهم ‌و‌ افضلهم (و على اهل بيته الطيبين) الطيب مقابل الخبيث (الطاهرين) الطاهر مقابل القذر (و اعذنا ‌و‌ اهالينا ‌و‌ اخواننا ‌و‌ جميع المومنين ‌و‌ المومنات مما استعذنا منه) اى: ‌من‌ الشيطان الذى طلبنا حفظنا منه (و اجرنا) الاجاره: الحفظ عن الاعداء (مما) اى: ‌من‌ الشى ء الذى (استجرنا بك ‌من‌ خوفه) ‌و‌ ‌هو‌ الشيطان  
 
(و اسمع لنا) اى: استجب (ما دعونا به) الضمير عائد الى (ما) (و اعطنا ‌ما‌ اغفلناه) اى: ‌ما‌ غفلنا عنه ‌و‌ لم نطلب (و احفظ لنا ‌ما‌ نسيناه) اى: تركناه بدون حفظ مما يحتاج الى الحفظ كما لو نسى الانسان ‌ما‌ له فتركه بلا حرز ‌و‌ هكذا (و صيرنا بذلك) الذى طلبناه منك ‌من‌ الاجاره ‌من‌ الشيطان (فى درجات
 
الصالحين) الذين يصلحون ‌و‌ الصلاح مقابل الفساد (و مراتب المومنين) مراتب جمع مرتبه بمعنى الرتبه ‌و‌ المقام (آمين) بمعنى استجب، ‌يا‌ (رب العالمين) فانه تعالى رب عالم الانس ‌و‌ الملك ‌و‌ الجن ‌و‌ غيرها.