فارسی
چهارشنبه 27 تير 1403 - الاربعاء 9 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

و كان من دعائه علیه السلام فى مكارم الاخلاق و مرضى الافعال

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام ‌فى‌ مكارم الاخلاق ‌و‌ مرضى الافعال:
 
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ بلغ بايمانى اكمل الايمان) اى: اوصل ايمانى الى الدرجه الاخيره ‌من‌ الايمان (و اجعل يقينى) بالاصول (افضل اليقين) حتى يكون يقينا كاملا (و انته بنيتى الى احسن النيات) بان انوى ‌و‌ اقصد احسن الاشياء: كالطاعه ‌و‌ الاخلاص ‌و‌ عمل الخير ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و) انته (بعملى الى احسن الاعمال) بان يكون عملى ‌فى‌ غايه الحسن حتى ‌لا‌ يكون فوقه حسن.
 
(اللهم وفر بلطفك نيتى) التوفير: التكثير، ‌و‌ المراد تكثير النيه الحسنه بان اكثر ‌من‌ نيه الخير ‌و‌ الطاعه، فان النيه الحسنه يجزى عليها (و صحح بما عندك) اى: بالاخره (يقينى) حتى يكون يقينا صحيحا بالجنه ‌و‌ النار
 
و سائر الامور (و استصلح) اى: اصلح (بقدرتك ‌ما‌ فسد منى) فسادا ‌فى‌ العقيده ‌او‌ فسادا ‌فى‌ العمل ‌او‌ ‌ما‌ اشبه.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اكفنى ‌ما‌ يشغلنى الاهتمام به) كامور المعاش ‌و‌ ‌ما‌ اشبه، ‌و‌ ذلك حتى ‌لا‌ اشتغل بهذه الامور فلا اتمكن ‌من‌ اداء حقك ‌و‌ القيام بامرك (و استعملنى بما تسئلنى غدا عنه) اى: وفقنى لان اعمل بالطاعه التى تسئل ‌فى‌ يوم القيامه عن هل اديتها ‌ام‌ لا؟ (و استفرغ ايامى) اى: اجعلها فارغه عن الامور غير النافعه (فيما خلقتنى له) بان انصرف الى العباده التى امرت بها قال سبحانه: «و ‌ما‌ خلقت الجن ‌و‌ الانس الا ليعبدون» (و اغننى) حتى ‌لا‌ احتاج الى الناس (و اوسع على ‌فى‌ رزقك) حتى اتمكن ‌من‌ تناول الرزق، اذ قد يكون الانسان غنيا لكنه ضيق الرزق (و ‌لا‌ تفتنى بالنظر) الى ‌ما‌ ‌فى‌ ايدى الناس فان الانسان يفتتن بعدم الرضا بما قسم الله له اذا نظر الى ‌ما‌ ‌فى‌ ايدى الناس، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يكون المراد ‌ان‌ يكون رزقه سبحانه نظرا ‌و‌ استدراجا ‌و‌ ‌ان‌ كانت النسخه (بالبطر) كان المعنى الطغيان بالنعمه ‌و‌ صرفها ‌فى‌ غير وجهها (و اعزنى) اى: اجعلنى عزيزا (و ‌لا‌ تبتلينى بالكبر) اى: بالتكبر فان ‌من‌ صار عزيزا يتكبر غالبا (و عبدنى لك) اى: وفقنى لعبادتك (و ‌لا‌ تفسد عبادتى بالعجب)
 
و العجب: ‌ان‌ يفرح الانسان بعمله ‌و‌ يظن انه اتى بما طلب منه، ‌و‌ هذا موجب لفساد العباده ‌و‌ عدم قبولها لديه سبحانه (و اجر للناس على يدى الخير ‌و‌ ‌لا‌ تمحقه) اى: تبطله (بالمن) بان امن عليهم فان المنه تفسد عمل الخير كما قال سبحانه: «لا تبطلوا صدقاتكم بالمن ‌و‌ الاذى» (وهب لى معالى الاخلاق) اى: الاخلاق الفاضله الرفيعه (و اعصمنى ‌من‌ الفخر) حتى ‌لا‌ افتخر على الناس بانى صاحب اخلاق حسنه.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ‌لا‌ ترفعنى ‌فى‌ الناس درجه) بان اكون رفيعا عندهم ‌و‌ ‌فى‌ نظرهم (الا حططتنى عند نفسى مثلها) بان ازداد تواضعا بقدر الرفعه، حتى ‌لا‌ اترفع ‌و‌ اتكبر (و ‌لا‌ تحدث لى عزا ظاهرا) عند الناس (الا احدثت لى ذله باطنه عند نفسى) حتى ارى نفسى ذليلا امام عظمتك ‌لا‌ املك شيئا (بقدرها) اى: بقدر تلك العزه التى احدثتها لى عند الناس.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ متعنى بهدى صالح ‌لا‌ استبدل به)
 
اى: ‌لا‌ اتخذ بدلا دونه (و طريقه ‌حق‌ ‌لا‌ ازيغ) اى: ‌لا‌ انحرف (عنها) الى طرق الباطل (و نيه رشد ‌لا‌ اشك فيها) اى: ‌فى‌ تلك النيه (و عمرنى ‌ما‌ كان عمرى) اى: ‌ما‌ دام عمرى (بذله) اى: مبذولا (فى طاعتك) ‌و‌ عبادتك (فاذا كان عمرى مرتعا للشيطان) المرتع: محل رعى البهائم، شبه ‌به‌ العمر الذى ينقضى بالعصيان كانه مرتع للشيطان ياخذ منه ‌ما‌ يشاء كما تلتهم البهيمه ‌من‌ المرتع ‌ما‌ تشاء ‌من‌ الاعشاب (فاقبضنى اليك) ‌با‌ ماتتى (قبل ‌ان‌ يسبق مقتك) اى: غضبك (الى) بان يتقدم المقت على الموت (او يستحكم غضبك على) فلا اكون قابلا للعفو ‌و‌ المغفره لاستحكام الغضب.
 
(اللهم ‌لا‌ تدع خصله تعاب منى) اى: صفه تكون موجبه لعيبى (الا اصلحتها) بان وفقتنى ‌لا‌ صلاحها (و ‌لا‌ عائبه) اى: صفه توجب عيبى (اونب بها) اى: اوبخ بسبب تلك العائبه (الا حسنتها) بازاله تلك العائبه (و ‌لا‌ اكرومه ‌فى‌ ناقصه)، الا كرومه ‌من‌ الكرم كاعجوبه ‌من‌ العجب، ‌و‌ المراد بها: كرائم الاخلاق (الا اتممتها) بتوفيقى ‌ان‌ اتصف بها.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ ابدلنى ‌من‌ بغضه اهل الشنان) الشنان: البغض، اى: الذين يبغضوننى ‌و‌ ‌لا‌ يحبوننى، اجل ‌يا‌ رب بدل بغضهم (المحبه) حتى يحبونى (و ‌من‌ حسد اهل البغى) اى: الظلم (الموده) بان يحبونى عوض حسدهم (و ‌من‌ ظنه اهل الصلاح) اى: سوء ظنهم ‌بى‌ فان اهل الصلاح يسيوون الظن بالانسان (الثقه) بان اكون موثوقا لديهم يحسنون ‌بى‌ الظن (و ‌من‌ عداوه الادنين) جمع ادنى ‌و‌ ‌هم‌ السفله ‌من‌ الدون (الولايه) اى: يتولوننى ‌و‌ يحبوننى (و ‌من‌ عقوق ذوى الارحام) ‌و‌ عقوقهم قطعهم معى ‌و‌ كرههم لى (المبره) اى: البر، بان يبروننى ‌و‌ ‌لا‌ يقاطعوننى (و ‌من‌ خذلان الاقربين) جمع اقرب، ‌و‌ الظاهر ‌ان‌ المراد به: كل ‌من‌ قرب الى الانسان بالصداقه سواء كان رحما ‌ام‌ لا، ‌و‌ خذلانهم تركهم للانسان ‌و‌ عدم نصرتهم له (النصره) بان ينصروننى (و ‌من‌ حب المدارين) ‌من‌ المدارات بمعنى الملاطفه ‌و‌ الملاينه بدون ‌ان‌ يكون ذلك منبعثا عن صميم القلب (تصحيح المقه) اى: المحبه، بان يحبونى حبا صحيحا (و ‌من‌ ‌رد‌ الملابسين) اى: المخالطين للانسان (كرم العشره) اى:
 
حسن المعاشره، ‌و‌ المراد بردهم اهانتهم لى (و ‌من‌ مراره خوف الظالمين) فان للخوف مراره على النفس (حلاوه الامنه) هى: بمعنى الامن.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعل لى يدا على ‌من‌ ظلمنى) اى: قوه اتمكن بها ‌من‌ دفع ظلمه (و لسانا على ‌من‌ خاصمنى) حتى اتمكن ‌من‌ ‌رد‌ اعتداءاته اللسانيه (و ظفرا بمن عاندنى) المعانده: المعادات، اى: اجعل لى الظفر على عدوى (وهب لى مكرا) اى: معرفه بكيفيه العلاج (على ‌من‌ كايدنى) اى: يكيدنى، ‌و‌ الكيد: المكر (و قدره على ‌من‌ اضطهدنى) الاضطهاد: الظلم، اى: اجعل لى قدره اتمكن بها ‌من‌ ‌رد‌ الظلم (و تكذيبا لمن قصبنى) اى: عابنى بان اقدر على تكذيبه (و سلامه ممن توعدنى) اى: وعدنى بالسوء، حتى اسلم منه (و وفقنى لطاعه ‌من‌ سددنى) اى: هدانى ‌و‌ ارشدنى (و متابعه ‌من‌ ارشدنى) اى: دلنى على طريق الرشاد ‌و‌ الصلاح.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ سددنى) اى: وفقنى (لان اعارض
 
من غشنى بالنصح) بان انصحه عوض ‌ان‌ غشنى، ‌و‌ ‌لا‌ يخفى ‌ان‌ هذه الخصله ‌و‌ ‌ما‌ تليها ‌من‌ افضل مكارم الاخلاق ‌و‌ اصعبها (و اجزى ‌من‌ هجرنى) ‌و‌ قطعنى (بالبر) بان ابره ‌و‌ ‌لا‌ اقطع عنه برى (و اثيب ‌من‌ حرمنى بالبذل) بان اعطى ثواب الحرمان ‌و‌ جزائه، بان ابذل لذاك الانسان (و اكافى ‌من‌ قطعنى) ‌و‌ ابتعد عنى (بالصله) اى: بان اصله ‌و‌ اقترب اليه (و اخالف ‌من‌ اغتابنى الى حسن الذكر) بان اذكره بالذكر الحسن ‌فى‌ مقابل اغتيابه لى (و ‌ان‌ اشكر الحسنه) التى يحسن بها الى احد (و اغضى عن السيئه) الاغضاء: الاغماض، ‌و‌ السيئه الشى ء السى ء الذى ياتى الناس ‌به‌ تجاه الانسان.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ حلنى بحليه الصالحين) اى: زينى بزينتهم (و البسنى زينه المتقين) اى: اهل التقوى ‌و‌ الخوف ‌من‌ الله تعالى (فى بسط العدل) هذا تفسير للحليه ‌و‌ الزينه، ‌و‌ المراد: ‌ان‌ اعدل بين الناس جميعا (و كظم الغيظ) فاذا غضبت اكضم غضبى ‌و‌ اخفيه (و اطفاء النائره) النائره: العداوه الواقعه بين الناس، ‌و‌ اطفائها اخمادها حتى تذهب ‌و‌ تصفو القلوب
 
(و ضم اهل الفرقه) الذين تفرق بعضهم عن بعض، بان اجمعهم ‌و‌ اضم بعضهم الى بعض (و اصلاح ذات البين) بان اصلح بين الناس، ‌و‌ ذات بمعنى الصفه، كان بينهم صفه سيئه فاصلحها (و افشاء العارفه) اى: اكثار المعروف، ‌و‌ عارفه بمعنى الصفه المعروفه، مقابل المنكر (و ستر العائبه) بان استر الصفه الموجبه للعيب، ‌و‌ ‌لا‌ اظهرها، كما هى عاده العيابين للناس (و لين العريكه) بمعنى الطبيعه مقابل الطبيعه الخشنه ‌و‌ الاخلاق السيئه (و خفض الجناح) كما يخفض الطائر جناحه لامه، ‌و‌ ‌هو‌ كنايه عن التواضع (و حسن السيره) السيره: الطريقه التى يسير عليها الانسان (و سكون الريح) كان الانسان ذا الخلق السى ء ‌و‌ الحيره تهب ارياحه الشديده، اما حسن الخلق اللين فهو ساكن الريح ‌لا‌ يوذى الناس (و طيب المخالقه) اى: التخلق ‌فى‌ المعاشره (و السبق الى الفضيله) بان اسبق سائر الناس الى اقتناء الفضائل (و ايثار التفضل) اى: الذى تفضل الله على، اوثر غيرى به، بان اقدم الناس على نفسى (و ترك التعيير) بان ‌لا‌ اعير الناس بما ‌هم‌ فيه ‌من‌ مذام الصفات ‌او‌ ‌ما‌ اشبه (و الافضال على غير المستحق) الذى ‌لا‌ يستحق الفضل، ‌و‌ قد ورد اصنع الخير فان كان الاخذ ‌من‌ اهله فهو ‌من‌ اهله ‌و‌ ‌ان‌ لم يكن ‌من‌ اهله فانت لذلك اهل، ‌و‌ قيل ‌ان‌ الجمله
 
عطف على «التعيير» اى: ترك الافضال على غير المستحق، لما ورد ‌من‌ ‌ان‌ المعروف يجب ‌ان‌ يكون ‌فى‌ موضعه (و القول بالحق) اى: ‌ان‌ اقول الحق (و ‌ان‌ عز) ‌و‌ ‌قل‌ الحق، ‌و‌ القائل ‌به‌ (و استقلال الخير) اى: ارى الخير الذى صدر منى قليلا (و ‌ان‌ كثر ‌من‌ قولى ‌و‌ فعلى) فان ‌من‌ العجب ‌ان‌ يرى الانسان قوله ‌و‌ فعله الذين صدرا منه جهه الخير، كثيرا (و اكمل ذلك) الذى ذكرت ‌و‌ طلبت ‌من‌ الصفات الفاضله (لى بدوام الطاعه) بان اطيعك اطاعه دائمه (و لزوم الجماعه) اى: جماعه اهل الايمان، بان ‌لا‌ اشذ عنهم (و رفض اهل البدع) جمع بدعه، بان اتركهم ‌و‌ ‌لا‌ اكون معهم (و مستعملى الراى المخترع) بان ارفض ‌من‌ له آراء مخترعه جديده ‌لا‌ تمت الى الدين بصله.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعل اوسع رزقك على اذا كبرت) فان الانسان اذا كبر يعجز عن طلب الرزق ‌و‌ يحتاج الى الزياده فيه ليقوم بجميع شوونه (و اقوى قوتك ‌فى‌ اذا نصبت) اى: تعبت ‌و‌ معنى ذلك النشاط النفسى، حتى يكون التعب البدنى زائلا بسببه ‌و‌ ‌لا‌ اتوقف عن العمل
 
(و ‌لا‌ تبتلينى بالكسل عن عبادتك) بان ‌لا‌ اكسل عن العباده ‌و‌ الطاعه، كما ‌هو‌ الغالب ‌فى‌ الناس (و ‌لا‌ العمى عن سبيلك) بان ارى الطريق الموصل الى رضوانك، ‌لا‌ كاهل الضلال الذين ‌لا‌ يرون طريق الحق (و ‌لا‌ بالتعرض لخلاف محبتك) بان اتعرض بالاتيان ‌ما‌ يخالف امرك، ‌من‌ المناهى (و ‌لا‌ مجامعه ‌من‌ تفرق عنك) بان اصادق الذين يخالفونك (و ‌لا‌ مفارقه ‌من‌ اجتمع اليك) بان افارق الذين يوافقون امرك.
 
(اللهم اجعلنى اصول بك) اى: اهاجم الاعداء بسبب نصرك لى ‌و‌ عونك (عند الضروره) ‌اى‌ حين ‌ما‌ اضطر الى المصاوله (و اسئلك عند الحاجه) بان ‌لا‌ احتاج الى ‌من‌ سواك (و اتضرع اليك) الضراعه: التذلل ‌و‌ الطلب (عند المسكنه) اى: الفقر، ‌و‌ يسمى المسكين مسكينا: لان الفقر قد اسكنه عن حركات الاغنياء (و ‌لا‌ تفتنى) اى: ‌لا‌ تبتلينى (بالاستعانه بغيرك اذا اضطررت) بان استعين بسواك، ‌و‌ ذلك بان ‌لا‌ يتلطف سبحانه بقضاء الحاجه حتى يحتاج الانسان الى سئوال سوى الله تعالى ‌و‌ ‌لا‌ بالخضوع لسئوال غيرك) بان اخضع لسئوال انسان، دونك (اذا
 
افتقرت) ‌و‌ احتجت (و ‌لا‌ بالتضرع الى ‌من‌ دونك اذا رهبت) اى: بان اطلب ‌من‌ غيرك رفع خوفى، ‌و‌ ذلك فيما اذا لم يعجل سبحانه رفع ‌ما‌ يخاف منه الانسان (فاستحق بذلك) الالتجاء الى ‌من‌ سواك (خذلانك) بان تخذلنى ‌و‌ تتركنى ‌و‌ شانى ‌لا‌ تهتم بامرى (و منك) قضاء حاجتى (و اعراضك) عنى (يا ارحم الراحمين).
 
(اللهم اجعل ‌ما‌ يلقى الشيطان ‌فى‌ روعى) الروع: القلب (من التمنى) للاشياء التى ‌لا‌ يليق التمنى اياها (و التظنى) اى: ‌ان‌ اعمال الظن فيما ‌لا‌ ينبغى، ‌و‌ اصله التظنن ‌من‌ الظن، ثم ابدل احد النونين ياءا (و الحسد) للناس (ذكرا لعظمتك) بان اذكرك دائما (و تفكرا ‌فى‌ قدرتك) فان الفكر ‌فى‌ قدرته سبحانه ‌من‌ افضل الطاعات (و تدبيرا على عدوك) بان افكر ‌و‌ ادبر ‌فى‌ كيفيه قمع اعداء الدين (و) اجعل ‌يا‌ رب (ما اجرى) الشيطان، اى: يريد اجرائه (على لسانى ‌من‌ لفظه فحش) ‌هو‌ ‌ما‌ ينفر الطبع عنه سواء كان سبا ‌ام‌ ‌لا‌ (او هجر) ‌هو‌ السب الذى يوجب الهجران (او شتم عرض) العرض: ‌ما‌ يكون مورد اعتزاز الانسان ‌من‌
 
اهل ‌او‌ زوجه ‌او‌ شرف ‌او‌ ‌ما‌ اشبه (او شهاده باطل) مخالف للحق (او اغتياب مومن) ‌و‌ الغيبه: ذكرك اخاك ‌ما‌ يكره (او سب) مومن (حاضر ‌او‌ ‌ما‌ اشبه) ذلك ‌من‌ نقائص الاقوال (نطقا بالحمد لك) بان احمدك (و اغراقا ‌فى‌ الثناء عليك) الاغراق: المبالغه، اى: مبالغه ‌و‌ تكثرا ‌فى‌ مدحك (و ذهابا) اى: ذهابا قوليا، كقوله تعالى: «و انطلق الملاء منهم ‌ان‌ امشوا» (فى تمجيدك) ‌من‌ المجد: بمعنى الرفعه (و شكرا لنعمتك) بان اشكر نعمك التى تفضلت بها على (و اعترافا باحسانك) الى (و احصاءا لمنتك) جمع منه: بمعنى النعمه الموجبه للانسان.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ‌لا‌ اظلمن) اى: ‌لا‌ يظلمنى الناس (و انت مطيق للدفع عنى) اى: لك قدره بان تدفع الظلم عنى (و ‌لا‌ اظلمن) احدا (و انت القادر على القبض منى) بان تاخذ بيدى حتى ‌لا‌ اتمكن ‌من‌ ظلم احد (و ‌لا‌ اظلن) عن طريق الهدايه (و قد امكنتك هدايتى) فانت قادر على ‌ان‌ تهدينى (و ‌لا‌ افتقرن ‌و‌ ‌من‌ عندك وسعى)
 
اى: غناى، ‌و‌ ثروتى (و ‌لا‌ اطغين) الطغيان على الناس بظلمهم (و ‌من‌ عندك وجدى) ‌و‌ قدرتى، فلا تمكننى ‌من‌ الطغيان بعدم تهيئه اسبابه لى.
 
(اللهم الى مغفرتك وفدت) اى: جئت طالبا غفرانك، فان الوفود الى الشخص الذهاب اليه (و الى عفوك قصدت) اى: قصدت مريدا عفوك (و الى تجاوزك اشتقت) فانى مشتاق ‌ان‌ تتجاوز عنى (و بفضلك ‌و‌ ثقت) اى: انا مطمئن بانك تتفضل على (و ليس عندى ‌ما‌ يوجب لى مغفرتك) فانى لم اعمل عملا استحق بذلك غفرانك (و ‌لا‌ ‌فى‌ عملى ‌ما‌ استحق ‌به‌ عفوك) عن ذنوبى (و مالى) اى: ليس لى شى ء (بعد ‌ان‌ حكمت على نفسى) بالاساءه ‌و‌ الظلم (الا فضلك) بان تتفضل على بالغفران ‌و‌ العفو.
 (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ تفضل على اللهم) بالمغفره مجانا بدون ‌ان‌ اكون استحق ذلك  
 
(و انطقنى بالهدى): بان يكون كلامى هدايه للناس، ‌او‌ يكون نطقى نطق الهادين، ‌لا‌ نطق الضالين (و الهمنى التقوى) اى: اوقع ‌فى‌ قلبى خوفك ‌و‌ تقواك (و وفقنى للتى هى ازكى) اى: للطريقه
 
التى هى اطهر الطرق ‌و‌ انماها (و استعلمنى بما ‌هو‌ ارضى) اى: وفقنى لان اعمل بالامر الذى ‌هو‌ اكثر رضى لك  
 
(اللهم اسلك ‌بى‌ الطريقه المثلى) مونث امثل: بمعنى الاحسن ‌و‌ الاعدل، اى: وفقنى لان اسئلك احسن الطرق (و اجعلنى على ملتك) اى: طريقتك (اموت ‌و‌ احيى) حتى تكون حياتى ‌و‌ موتى كما تحب ‌و‌ ترضى.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ متعنى بالاقتصاد) الاقتصاد: ‌هو‌ التوسط بين الافراط ‌و‌ التفريط، ‌من‌ القصد بمعنى الوسط ‌و‌ معنى متعنى وفقنى لان اتوسط ‌فى‌ امورى كلها (و اجعلنى ‌من‌ اهل السداد) اى: الاستحكام ‌فى‌ الامور (و ‌من‌ ادله الرشاد) اى: الذين يدلون الناس على ‌ما‌ يرشدهم (و ‌من‌ صالحى العباد) غير الفاسدين منهم (و ارزقنى فوز المعاد) بان افوز بالجنان ‌و‌ الثواب ‌فى‌ القيامه (و سلامه المرصاد) المرصاد: المحل الذى يجلس المراقب ليرصد الانسان، قال سبحانه: «ان ربك لبالمرصاد» ‌و‌ معنى سلامته ‌ان‌ اكون سالما بالنسبه اليه.
 
(اللهم خذ لنفسك ‌من‌ نفسى ‌ما‌ يخلصها) بالاستيلاء بالبلايا الموجبه لمحو ذنوب الانسان، ‌او‌ الاشتغال بالطاعه، فانه اخذ الله تعالى ‌من‌ نفس
 
الانسان، اذ تعرف النفس ‌فى‌ الطاعه (و ابق لنفسى ‌من‌ نفسى ‌ما‌ يصلحها) ‌من‌ العافيه ‌و‌ الاسباب التى توجب صلاحها ‌من‌ النشاط ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (فان نفسى هالكه ‌او‌ تعصمها) اى: الا ‌ان‌ تحفظها عن الاثام ‌و‌ المعاصى.
 
(اللهم انت عدتى ‌ان‌ حزنت) اى: احزننى امر فانى قد اعددت فضلك ‌و‌ دفاعك عنى (و انت منتجعى) اى: محل املى (ان حرمت) اى: حرمنى الناس عن الخيرات ‌و‌ العطايا (و بك استغاثتى ‌ان‌ كرثت) اى: اشتدت ‌بى‌ الهموم ‌و‌ ثقلت على المكاره (و عندك مما فات خلف) بان تعطينى عوض كل خير كان منى (و لما فسد صلاح) بان تصلح ‌ما‌ فسد منى (و فيما انكرت تغيير) بان تنكره منى، ‌و‌ ذلك بهدايتى حتى ‌لا‌ اعمل بذلك المنكر (فامنن على قبل البلاء بالعافيه) بان تعافينى ‌من‌ موجبات البلاء، حتى ‌لا‌ ينزل على البلاء (و قبل الطلب) ‌اى‌ قبل ‌ان‌ تطلب منى الشى ء (بالجده) بان اجده حتى اذا طلبت اعطيتك اياه، مثلا قبل ‌ان‌ تطلب منى الصلاه ‌فى‌ الاخره، وفقنى لان اصلى ‌و‌ اكون واجدا للصلاه، ‌و‌ هكذا (و قبل الضلال بالرشاد) اى: ارشدنى قبل ‌ان‌ يخطفنى الباطل فاضل (و اكفنى مونه معره العباد) اى: اكفنى التى ترد على ‌من‌ مكروهات الناس، اى:
 
الاعمال المكروهه التى يفعلونها بالنسبه الى ‌من‌ السب ‌و‌ الايذاء ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (وهب لى امن يوم المعاد) حتى اكون آمنا هناك ‌لا‌ خائفا (و امنحنى) اى: اعطنى (حسن الارشاد) اى: الارشاد الحسن.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ادراء) اى: ادفع المكاره (عنى بلطفك) ‌و‌ احسانك (و اغذنى بنعمتك) اى: اعطنى الغذاء (و اصلحنى بكرمك) حتى ‌لا‌ اكون فاسدا (و داونى بصنعك) اى: داونى عن امراض الروحيه بحسن صنيعك ‌بى‌ (و اظلنى ‌فى‌ ذراك) اى: اجعل ظلك على، ‌و‌ المراد بالظل العطف ‌و‌ الرحمه، ‌و‌ ذرى بمعنى الارتفاع (و جللنى) اى: اشملنى (رضاك) حتى يشملنى رضاك شمولا كاملا (و وفقنى اذا اشتكلت على الامور) فلم اعرف خيرها ‌من‌ شرها (لاهداها) اى: احسنها ‌فى‌ هدايتى (و اذا تشابهت الاعمال) فلم يعرف حسنها ‌من‌ قبيحها (لا زكاها) اى: احسنها زكاه ‌و‌ طهاره (و اذا تناقضت الملل) جمع مله، بان كانت هناك ملل مختلفه متناقضه (لارضاها) لك حتى اتبعها
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ توجنى بالكفايه) بان تكفينى امورى،
 
و تكون الكفايه كتاج على راسى توجب عزى ‌و‌ رفعه راسى (و سمنى) ‌من‌ وسم يسم بمعنى: علمه بالعلامه (حسن الولايه) اى: اجعل سيمائى ‌و‌ على متى انى حسن الولايه لك، ‌او‌ حسن ولايتك ‌و‌ نصرتك لى (وهب لى صدق الهدايه) اى: هدايه صادقه ظاهرى ‌و‌ باطنى كلاهما عليها (و ‌لا‌ تفتنى) اى: ‌لا‌ تمتحنى (بالسعه) فان الانسان ليطغى ‌ان‌ رآه استغنى (و امنحنى حسن الدعه) الدعه: الخفض ‌و‌ السعه ‌فى‌ العيش، اى: هب لى دعه حسنه (و ‌لا‌ تجعل عيشى كدا كدا) اى: شديدا شديدا (و ‌لا‌ ترد دعائى على ردا) بان ‌لا‌ تستجيبه (فانى ‌لا‌ اجعل لك ضدا) اى: مضادا ‌فى‌ ربوبيتك (و ‌لا‌ ادعو معك ندا) اى: مثلا لك، ‌و‌ جزاءا لهذا، فاستجب دعواتى السابقه، ‌و‌ يفهم ذلك من- الفاء-.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ امنعنى ‌من‌ السرف) اى: الاسراف، بان تهدينى حتى ‌لا‌ اسرف بل اقتصد (و حصن) اى: احفظ (رزقى ‌من‌ التلف) حتى ‌لا‌ يتلف ‌و‌ احتاج الى الناس (و وفر ملكتى) اى: ‌ما‌ املكه (بالبركه فيه) بان تجعله مباركا، ‌و‌ ‌هو‌ الدائم النامى، ‌من‌ برك الابل: اذا نام ‌و‌ بقى، ‌و‌ ضمير فيه عائد الى الرزق (و اصب ‌بى‌ سبيل
 
الهدايه) اى: ارشدنى اليها (للبر) اى: لاعمال البر (فيما انفق منه) حتى يكون انفاقى ‌من‌ رزقى ‌فى‌ الامور البريه ‌لا‌ ‌فى‌ الحهات المحرمه.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اكفنى موونه الاكتساب) حتى ‌لا‌ اشتغل بالكسب عن الامور التى هى افضل منه: كتعليم العلم ‌و‌ العباده ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و ارزقنى ‌من‌ غير احتساب) بان ‌لا‌ تحاسبنى على ‌ما‌ رزقتنى حتى ابتلى يوم القيامه بالجواب ‌و‌ يطول وقوفى ‌فى‌ المحشر، ‌او‌ المراد: الرزق الكثير كانه بلا حساب (فلا اشتغل عن عبادتك بالطلب) هذا تفريع على (و اكفنى) (و ‌لا‌ احتمل امر تبعات المكسب) الامر ‌هو‌ الحمل الثقيل، ‌و‌ تبعات المكسب آثامه المترتبه عليه.
 
(اللهم فاطلبنى) اى: اعط طلبتى (بقدرتك ‌ما‌ اطلب) منك ‌و‌ ادعوك لاجله (و اجرنى) اى: احفظنى (بعزتك مما ارهب) ‌و‌ اخاف.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله وصن) اى: احفظ (وجهى باليسار) اى: الغناء الموجب لصيانه الوجه، ‌و‌ عدم اراقه ماء الوجه ‌فى‌ الطلب ‌من‌ هذا ‌و‌ ذاك (و ‌لا‌ تبتذل جاهى) اى: ‌و‌ جاهتى (بالاقتار) اى:
 
بان تقتر ‌و‌ تضيق على الرزق (فاسترزق اهل رزقك) بان اطلب الرزق ممن ‌هم‌ يتعاطون الرزق منك (و استعطى) اى: اطلب العطاء (شرار خلقك) ‌و‌ لعل الاتيان ب«شرار» لان كثيرا ‌من‌ الاثرياء ‌من‌ مصاديق «يطغى» (فافتتن) اى: ابتلى ‌و‌ امتحن (بحمد ‌من‌ اعطانى) ‌و‌ مدحه ‌و‌ ‌لا‌ يليق مدح الشرور (و ابتلى بذم ‌من‌ منعنى) بدون حاجه الى ذات (و) ذلك لانك (انت) ‌يا‌ رب (و ‌من‌ دونهم ولى الاعطاء ‌و‌ المنع) لان الله ‌هو‌ المقدر للاشياء.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ارزقنى صحه ‌فى‌ عباده) بان اكون صحيح الجسم ‌و‌ اصرف جسمى ‌فى‌ عبادتك (و فراغا ‌فى‌ زهاده) اى: اصرف فراغى ‌فى‌ الزهد ‌و‌ النفره عن الدنيا (و علما ‌فى‌ استعمال) بان يكون لى علم ‌و‌ استعمال ذلك العلم، ‌لا‌ ‌ان‌ اكون عالما بلا عمل (و ورعا ‌فى‌ اجمال) بان اكون متورعا عن الشبهات بدون ‌ان‌ اكون مسرفا ‌فى‌ الورع كما يفعله اهل الوسوسه ‌و‌ ‌من‌ اليهم.
 
(اللهم اختم بعفوك اجلى) بان تعفو عنى آخر عمرى (و حقق ‌فى‌ رجاء رحمتك) ‌اى‌ ‌فى‌ رجائى لرحمتك (املى) فانى آمل ‌و‌ راج ‌ان‌
 
تتفضل على بالرحمه، فحقق هذا الامل ‌يا‌ الهى (و سهل الى بلوغ رضاك سبلى) حتى اتمكن ‌من‌ بلوغ رضاك ‌و‌ ‌لا‌ يشق على ذلك (و حسن ‌فى‌ جميع احوالى عملى) حتى يكون كل عمل منى حسنا.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ نبهنى لذكرك ‌فى‌ اوقات الغفله) فاذا غفلت عن ذكرك نبهتنى حتى اتذكرك ‌و‌ اخرج عن الغفله، ‌او‌ المراد اوقات غفله الناس (و استعملنى بطاعتك) بان وفقنى لان اطيعك (فى ايام المهله) التى تفضلت بها على ‌فى‌ دار الدنيا (و انهج لى الى محبتك سبيلا سهله) بان تعين لى سبيلا سهلا حتى اتمكن ‌من‌ السير فيه، ‌و‌ معنى نهج له ‌خط‌ له طريق السير ‌و‌ ارشده اليه (اكمل لى بها) ‌اى‌ بتلك السبيل (خير الدنيا ‌و‌ الاخره) بسبب سلوكى لها.
 
(اللهم ‌و‌ صل على محمد ‌و‌ آله كافضل ‌ما‌ صليت على احد ‌من‌ خلقك قبله) ‌و‌ صلاته سبحانه ترفيعه للدرجات (و انت مصل على احد بعده) حتى يكون النبى «ص» ‌و‌ آله ‌فى‌ ارقى الدرجات (و آتنا ‌فى‌ الدنيا
 
حسنه) ‌اى‌ اعطنا، ‌و‌ المراد بالحسنه جنسها، فلا يقال كيف جى ء بها نكره تدل على الوحده (و ‌فى‌ الاخره حسنه ‌و‌ قنى) ‌اى‌ احفظنى (برحمتك عذاب النار) ‌فى‌ الاخره.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

و كان من دعائه علیه السلام فى یوم عرفه
و كان من دعائه علیه السلام فى التذلل لله عز و ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا اعترف بالتقصیر عن ...
و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان
و كان من دعائه علیه السلام فى الالحاح على الله ...
و كان من دعائه علیه السلام فى استكشاف الهموم
و كان من دعائه علیه السلام فى التضرع و ...
و كان من دعائه علیه السلام فى الزهد
و كان من دعائه علیه السلام فى دفاع كید الاعداء ...

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^