و كان من دعائه علیه السلام اذا سال الله العافیه و شكرها

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام اذا سال الله العافيه ‌و‌ شكرها:
 
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ البسنى عافيتك) كان العافيه حيث تشمل الجسد كله، لباس يلبسه الانسان (و جللنى عافيتك) اى: غطنى بها كما يغطى الانسان بالعبائه فيكون مشمولا لها ‌من‌ راسه الى سائر جسده (و حصنى) اى: احفظنى عن البلايا (بعافيتك) حتى ‌لا‌ ابتلى بما اكره (و اكرمنى) ‌و‌ تفضل على (بعافيتك ‌و‌ اغننى بعافيتك) حتى ‌لا‌ اكون مفتقرا الى صحه ‌او‌ مال ‌او‌ امن ‌او‌ ‌ما‌ اشبه (و تصدق على بعافيتك) اى: ترحم على بها (وهب لى عافيتك) هبه بلا عوض ‌و‌ ثمن (و افرشنى عافيتك) حتى تكون لى كالفرش (و اصلح لى عافيتك) حتى تكون العافيه لى صلاحا (و ‌لا‌ تفرق بينى ‌و‌ بين عافيتك) بان تكون بعيده عنى (فى الدنيا ‌و‌ الاخره) ‌و‌ عافيه الاخره خلاصها ‌من‌ العقاب.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله) (و عافنى عافيه كافيه) تكفينى ‌ما‌ اهمنى (شافيه) تشفينى ‌من‌ الاسقام (عاليه) اعلى درجات العافيه (ناميه) تنمو ‌و‌ تزداد (عافيه تولد ‌فى‌ بدنى العافيه) اى: عافيه مطلقه تكون عافيه بدنى ‌من‌ فروعها (عافيه الدنيا ‌و‌ الاخره) ‌و‌ تقدم معنى عافيه الاخره  
 
(و امنن على بالصحه ‌و‌ الامن) ‌من‌ المخاوف (و السلامه) ‌من‌ البلايا، ‌و‌ هى اعم ‌من‌ الصحه (فى دينى ‌و‌ بدنى) متعلق بالجميع ‌او‌ بالسلامه (و البصيره ‌فى‌ قلبى) حتى تكون اعمالى الدينيه عن بصيره ‌و‌ معرفه (و النفاذ ‌فى‌ امورى) بان تنفذ ‌و‌ تكون ‌فى‌ الخارج (و الخشيه لك) لعل المراد بها اشد الخوف (و الخوف منك) اى: اكون خائفا ‌من‌ عقابك فاعمل بالطاعات (و القوه على ‌ما‌ امرتنى ‌به‌ ‌من‌ طاعتك) بان اقوى على الطاعه ‌و‌ ‌لا‌ تكون الطاعه مقدوره لى (و الاجتناب لما نهيتنى عنه ‌من‌ معصيتك) عطف على «ما».
 
(اللهم ‌و‌ امنن على بالحج ‌و‌ العمره) بان اوفق لهما (و زياره قبر رسولك صلواتك عليه ‌و‌ رحمتك ‌و‌ بركاتك عليه ‌و‌ على آله) الصلوات: التعطف، ‌و‌ الرحمه نتيجتها، ‌و‌ البركه الاستمرار ‌و‌ الدوام ‌فى‌ الخير (و) زياره قبر (آل رسولك عليهم السلام) كالامام المرتضى ‌و‌ الصديقه الطاهره ‌و‌ الحسين عليهم السلام (ابدا) اى: دائما (ما ابقيتنى ‌فى‌ عامى هذا ‌و‌ ‌فى‌ كل عام ‌و‌ اجعل ذلك) التوفيق بالزياره (مقبولا مشكورا) قد شكرته (مذكورا لديك) بان يكون قابلا للذكر (اللهم ‌و‌ امنن على بالحج ‌و‌ العمره) بان اوفق لهما (و زياره قبر رسولك صلواتك عليه ‌و‌ رحمتك ‌و‌ بركاتك عليه ‌و‌ على آله) الصلوات: التعطف، ‌و‌ الرحمه نتيجتها، ‌و‌ البركه الاستمرار ‌و‌ الدوام ‌فى‌ الخير (و) زياره قبر (آل رسولك عليهم السلام) كالامام المرتضى ‌و‌ الصديقه الطاهره ‌و‌ الحسين عليهم السلام (ابدا) اى: دائما (ما ابقيتنى ‌فى‌ عامى هذا ‌و‌ ‌فى‌ كل عام ‌و‌ اجعل ذلك) التوفيق بالزياره (مقبولا مشكورا) قد شكرته (مذكورا لديك) بان يكون قابلا للذكر الحسن، ‌لا‌ غير قابل لذلك (مدخورا عندك) قد حفظته لتثيبنى عليه  
 
(و انطق بحمدك ‌و‌ شكرك ‌و‌ ذكرك) هذا اعم ‌من‌ الحمد ‌و‌ الشكر (و حسن الثناء عليك) اى: المدح الحسن (لسانى) حتى اكون دائم الذكر لك (و اشرح لمراشد دينك) جمع مرشد بمعنى المقصد (قلبى) بان افهم المقاصد ‌من‌ الدين، ‌و‌ ‌ان‌ كل حكم فيه مصلحه ملزمه  
 
(و اعذنى) اى: احفظنى (و) احفظ (ذريتى ‌من‌ الشيطان الرجيم) اى: المرجوم: ‌و‌ ‌هو‌ المرمى بالحجاره، ‌و‌ المراد هنا
 
باللعن (و ‌من‌ ‌شر‌ السامه) هى: الدويبه التى تسم ‌و‌ ‌لا‌ تقتل الانسان كما قيل (و الهامه) ‌و‌ هى: الدويبه ذات السم القتال، ‌او‌ المراد بالسامه كل ذات سم، ‌و‌ بالهامه كل حيوان موذ ‌و‌ لو مثل القمل (و العامه) اى: عامه الناس (و اللامه) ‌و‌ هى كل نازله شديده تلم بالانسان (و ‌من‌ ‌شر‌ كل شيطان مريد) اى: ‌ما‌ ‌رد‌ عاص (و ‌من‌ ‌شر‌ كل سلطان عنيد) يعاند ‌فى‌ ايذائه ‌و‌ يصر على غلوائه (و ‌من‌ ‌شر‌ كل مترف) ‌من‌ الترف بمعنى ذى المال المنهمك ‌فى‌ اللذائذ ‌و‌ الشهوات (حفيد) الذى له اصحاب ‌و‌ حفده يخدمونه فانه ليسى ء الى الانسان بترفه ‌و‌ اصحابه (و ‌من‌ ‌شر‌ كل ضعيف ‌و‌ شديد) هذا للعموم اى: ‌من‌ ‌شر‌ كل ذى ‌شر‌ ضعيفا كان ‌او‌ شديدا قويا (و ‌من‌ ‌شر‌ كل شريف ‌و‌ وضيع ‌و‌ ‌من‌ ‌شر‌ كل صغير ‌و‌ كبير) اما ‌فى‌ السن ‌او‌ ‌فى‌ المكانه الاجتماعيه (و ‌من‌ ‌شر‌ كل قريب ‌و‌ بعيد) ‌من‌ اقرباء الانسان ‌او‌ الابعدين، ‌او‌ المراد: القرب ‌و‌ البعد المكانيان (و ‌من‌ ‌شر‌ كل ‌من‌ نصب العداوه) بمعنى عادى (لرسولك ‌و‌ لاهل بيته حربا) مفعول نصب ‌و‌ المراد بالمحاربه مطلق العداوه (من الجن ‌و‌ الانس ‌و‌ ‌من‌ ‌شر‌ كل دابه) هى الحيوان الذى يدب ‌و‌ يتحرك (انت) ‌يا‌ رب (آخذ بناصيتها) كنايه عن
 
الاستيلاء عليها، كما يستولى الشخص على ‌من‌ اخذ بمقدم راسه (انك) ‌يا‌ رب (على صراط مستقيم) كنايه عن ‌ان‌ طريقه سبحانه الذى جعله لعباده مستقيم يوصل الى المطلوب الذى ‌هو‌ سعاده الدارين، ‌و‌ ليس منحرفا موجبا للهلاك.
 
اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ‌من‌ ارادنى بسوء فاصرفه عنى) حتى ‌لا‌ ياتى الى بالسوء (و ادحر) اى: اطرد (عنى مكره) حتى ‌لا‌ يصل الى مكره ‌و‌ حيلته التى اراد بها ايذائى (و ادراء) اى: امنع (عنى شره) حتى ‌لا‌ ياخذ ‌فى‌ بشره (ورد كيده ‌فى‌ نحره) كما قال سبحانه: «و ‌لا‌ يحيق المكر السى ء الا باهله»
 
(و اجعل بين يديه سدا) اى: اجعل حاجزا امامه حتى ‌لا‌ يتمكن ‌من‌ الوصول الى (حتى تعمى عنى بصره) فلا يرانى (و تصم عن ذكرى سمعه) فلا يسمع بذكرى (و تقفل دون اخطارى قلبه) بان يكون قلبه مقفولا ‌لا‌ اخطر انا بباله، فلا يهتاج باخطارى ‌او‌ رويتى ‌او‌ السماع باسمى (و تخرس عنى لسانه) فلا يذكرنى بشى ء، كالاخرس الذى ‌لا‌ يتمكن ‌ان‌ يتكلم (و تقمع راسه) بان تضرب راسه بالمقمعه ‌و‌ هى: عمود ‌من‌ حديد، حتى يذل فلا يبطش على بعزه ‌و‌ سلطانه
 
(و تذل عزه ‌و‌ تكسر جبروته) الجبروت: الكبر، ‌و‌ كسرها اضعافها ‌و‌ اعدامها (و تذل رقبته) فان الكبر يظهر ‌فى‌ تعديل الرقبه (و تفسخ) اى: تبطل (كبره) حتى ‌لا‌ يتكبر على (و تومننى ‌من‌ جميع ضره ‌و‌ شره) اى: اضراره ‌و‌ شرارته (و غمزه) اصل الغمز: الضغط، ‌و‌ المراد ضغطه الروحى على باعماله (و همزه) اى: طعنه تشبيه لطعن الكلام بطعن الرمح (و لمزه) اى: كسره لى (و حسده ‌و‌ عداوته ‌و‌ حبائله) جمع حباله هى: شرك الصائد (و مصائده) جمع مصيده بمعنى آله الصيد (و رجله) اى: المشات ‌من‌ جيشه (و خيله) اى: الراكبون الفرسان ‌من‌ جيشه (انك) ‌يا‌ رب (عزيز) ‌فى‌ سلطانك (قدير) فيما تريد.