و كان من دعائه علیه السلام لجیرانه و اولیائه اذا ذكرهم

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام لجيرانه ‌و‌ اوليائه اذا ذكرهم
 
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ تولنى ‌فى‌ جيرانى) اى: اقض حاجتى ‌فى‌ باب جيرانى التى اطلبها منك بالاحسان اليهم (و موالى) جمع مولى بمعنى الصديق ‌و‌ العبد ‌و‌ ‌ما‌ اشبه- هنا- ‌و‌ ‌ان‌ كان المنصرف منه اذا لم تكن ثمه قرينه، الاولى بالتصرف كقوله: «الله مولاكم» (العارفين بحقنا) اهل البيت ‌من‌ الوصايه ‌و‌ الخلافه ‌من‌ الامامه (و المنابذين) اى: المعاندين (لاعدائنا بافضل ولايتك) اى: بافضل ‌ما‌ تتولى ‌به‌ احدا ‌و‌ تقضى حوائجه  
 
(و وفقهم لاقامه سنتك) اى: دينك ‌و‌ اصل السنه الطريقه (و الاخذ بمحاسن ادبك) اى: ادبك الحسن (فى ارفاق ضعيفهم) هذا بيان محاسن الادب، اى: يرفقوا بضعفائهم (و ‌سد‌ خلتهم) اى: اصلاح حاجتهم (و عياده مريضهم) بان يعودوا مرضاهم (و هدايه مسترشدهم)
 
اى: ‌ان‌ يهدوا الذين يريدون الهدايه ‌و‌ الرشاد (و مناصحه مستشيرهم) بان ينصحوا ‌من‌ يستشيرهم ‌و‌ يطلب منهم ‌ان‌ يشيروا عليه بالراى الصواب (و تعهد قادمهم) بان يزوروا ‌من‌ قدم اليهم ‌من‌ الخارج (و كتمان اسرارهم) فلا ينشر بعضهم ‌سر‌ بعض (و ستر عوراتهم) العوره: هى الصفه القبيحه التى تظهر ‌من‌ الانسان، ‌و‌ ذلك بان يستر بعضهم عوره بعض (و نصره مظلومهم) اى: ينصر بعضهم بعضا اذا ظلم (و حسن مواساتهم بالماعون) ‌و‌ الماعون ‌من‌ العون بمعنى العمل الخيرى كالقرض ‌و‌ المساعده ‌و‌ ‌ما‌ اشبه، بان يواسى بعضهم بعضا بالمساعده (و العود عليهم بالجده) اى: ‌ان‌ يعطف بعضهم على بعض بالثروه، فيساعده ماليا، ‌و‌ الجده ‌من‌ «وجد» نحو عده ‌من‌ «وعد» (و الافضال) عطف بيان لجده (و اعطاء ‌ما‌ يجب لهم قبل السئوال) بان يعطى الواجب عليه، لصديقه قبل ‌ان‌ يسال الصديق
 
(و اجعلنى اللهم اجزى بالاحسان مسيئهم) فمن اساء منهم الى اقابله بالاحسان (و اعرض بالتجاوز عن ظالمهم) اى: اعرض ‌من‌ ظالمهم بان اتجاوز عنه ‌و‌ ‌لا‌ اقابله بالمثل (و استعمل حسن الظن ‌فى‌ كافتهم) اى:
 
جميعهم بان احسن بهم الظن (و اتولى بالبر عامتهم) اى: ابر الى جميعهم (و اغض بصرى عنهم عفه) بان ‌لا‌ انظر اليهم نظر الخيانه ‌فى‌ ‌اى‌ شان ‌من‌ شئوونهم (و الين جانبى لهم تواضعا) فاكون مسايسا رفيقا شفيقا لهم (و ارق) ‌من‌ الرقه ‌فى‌ القلب الموجبه للاحسان اليهم ‌و‌ الدعاء لهم (على اهل البلاء منهم) الذى ابتلى بمرض ‌او‌ فقر ‌او‌ خوف ‌او‌ ‌ما‌ اشبه (رحمه) بهم (و اسر لهم بالغيب) بان اكتم لهم الخير ‌فى‌ غيبى اى: قلبى، ‌او‌ اعلن لهم بمدائحهم ‌فى‌ حال غيابهم، فان اسر ‌من‌ الفاظ الضد يستعمل بمعنى الكتمان ‌و‌ الاعلان (موده) ‌و‌ حبا لهم (و احب بقاء النعمه عندهم نصحا) ‌فى‌ مقابل الحسد الذى ‌هو‌ رجاء زوال نعمه الناس (و اوجب لهم ‌ما‌ اوجب) ‌من‌ الاحسان ‌و‌ الخير ‌و‌ العطف (لحامتى) اى: اقاربى، بان اعاملهم كما اعامل الاقارب (و ارعى لهم ‌ما‌ ارعى لخاصتى) بان انظر اليهم كما انظر الى خواصى.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ ارزقنى مثل ذلك) الذى طلبت منك بالنسبه الى الجيران ‌و‌ الموالى (منهم) بان يكونون لى كما اكون لهم (و اجعل لى
 
اوفى الحظوظ فيما عندهم) بان يكون حظى ‌من‌ خيرهم ‌و‌ برهم احسن ‌من‌ حظ سواى منهم مثلا يكرمونى اكثر ‌من‌ اكرامهم لغيرى (و زدهم بصيره ‌فى‌ حقى) جتى يعرفونى ‌حق‌ المعرفه (و معرفه بفضلى) حتى يقوموا بالواجب ‌من‌ اكرامى، افعل ذلك كله ‌يا‌ رب ‌بى‌ معهم (حتى يسعدوا بى) اى: بسببى (و اسعد بهم) اذ المتبادلون العطف ‌و‌ الاحسان ‌و‌ الحنان يسعد احدهم بالاخر (آمين) اى: استجب (يا رب العالمين) ‌ما‌ طلبت منك ‌و‌ دعوتك.