و كان من دعائه عليه السلام فى المعونه على قضاء الدين
(اللهم صل على محمد و آله وهب لى العافيه) اى: عدم الابتلاء (من دين تخلق به وجهى) اى: تصيره كالخلق البالى (و يحار فيه ذهنى) فلا يدرى كيف يقضيه (و يتشعب له فكرى) اى: يتفرق هنا و هناك (و يطول بممارسته شغلى) الممارسه: العمل المستمر، فان الانسان المديون يشتغل شغلا مستمرا طويلا حتى يقضى دينه
(و اعوذ بك يا رب من هم الدين) اى: حزنه و غمه (و فكره) اى: التفكير حوله (و شغل الدين) اى: العمل لاجل الخلاص من الدين (و سهره) فان المديون لا ينام الليل تفكرا فى كيفيه الخلاص (فصل على محمد و آله و اعذنى) اى: احفظنى (منه) اى: من الدين (و استجير بك يا رب من ذلته) اى:
الذله التى تركب الانسان المديون (فى الحياه) الدنيا (و من تبعته بعد الوفاه) فان المديون لو كان قادرا على اداء دينه و لم يرده كان آثما عليه العقاب.
(فصل على محمد و آله و اجرنى) اى: احفظنى (منه بوسع فاضل) اى: بسعه فى مالى زائده على ما احتاج (و كفاف و اصل) اى: قدر كاف يكفينى و يوصلنى الى حوائجى.
(اللهم صل على محمد و آله و احجبنى) اى: امنعنى (عن السرف) هى الزياده فى الصرف (و الازدياد) عن قدر الحاجه (و قومنى) اى: قوم امورى (بالبذل) بان ابذل قدر اللازم فلا ابخل (و الاقتصاد) بان اتوسط فى الانفاق فلا اسرف (و علمنى حسن التقدير) بان اقدر امورى تقديرا حسنا حتى اعرف كيف احصل و كيف انفق (و اقبضنى) اى: اقبض على يدى و امنعنى (بلطفك عن التبذير) و الاسراف (و اجر من اسباب الحلال ارزاقى) حتى لا احتاج الى اسباب الحرام كالربا و ما اشبه
(و وجه من ابواب البر) اى: سبل الخير كاعانه الضعفاء و بناء المساجد و ما اشبه (انفاقى) حتى انفق فى هذه الامور لا فى امور محرمه او موارد هدرا (و ازو) من «زوى» يزوى بمعنى ابتعد (عنى من المال ما يحدث لى مخيله) اى: تكبرا و عجبا، فان الانسان اذا زاد ماله اخذه العجب و الكبر (او تاديا الى بغى و ظلم) اى: بعد عنى المال الذى يوجب الظلم (او ما اتعقب منه طغيانا) او اطغى فى عقبه كما قال سبحانه: «ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى».
(اللهم حبب الى صحبه الفقراء) حتى احب ان اصاحبهم (و اعنى على صحبتهم بحسن الصبر) بان تتفضل على بصبر حسن اتمكن به من تحمل الاذى و الحزن الموجود فى كثير من الفقراء
(و ما زويت عنى) اى: بعدت (من متاع الدنيا الفانيه) اى: اسبابها و زينتها التى يتمتع و يتلذذ الانسان بها (فاذخره لى فى خزائنك الباقيه) تعطيها لى فى الاخره
(و اجعل ما خولتنى) اى: اعطيتنى (من حطامها) اى: من متاعها سمى حطاما: تشبيها بعود الزرع الذى يتحطم و يتكسر لدى الجفاف مما
لا قيمه له (و عجلت لى من متاعها بلغه الى جوارك) اى: وفقنى لان اصرفها حتى تسبب لى بلوغ جوارك فى الاخره، و المراد جوار رحمته و فضله فى الجنه (و وصله) اى: آله للايصال (الى قربك) قرب الشرف بان اصرفها فى الخير حتى انال بذلك رضاك (و ذريعه) اى: وسيله (الى جنتك) فان المال المصروف فى الوجوه المشروعه يوجب الجنه (انك ذو الفضل العظيم و انت الجواد الكريم) الذى تتفضل و تجود بما طلب منك، فاعطنى طلبتى بتوفيقى لما ذكرت فى الدعاء.