فارسی
چهارشنبه 27 تير 1403 - الاربعاء 9 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

و كان من دعائه علیه السلام فى ذكر التوبه و طلبها

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام ‌فى‌ ذكر التوبه ‌و‌ طلبها
 
 
(اللهم ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يصفه نعت الواصفين) اى: ‌لا‌ يحيط بوصفه ‌ما‌ يذكره الواصفون ‌من‌ الصفات له تعالى، اذ كنه صفته سبحانه مجهول للناس فلا يقدرون على وصفه كما ‌هو‌ حقه  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يجاوزه رجاء الراجين) اذ ‌لا‌ مرجو فوقه سبحانه حتى يمكن لراج ‌ان‌ يرجو ‌من‌ فوقه تعالى  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يضيع لديه اجر المحسنين) فمن احسن كان له اجر لديه تعالى ‌لا‌ يضيع  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌هو‌ منتهى خوف العابدين) انه ‌لا‌ شى ء اعظم منه سبحانه يخشى منه  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌هو‌ غايه خشيه المتقين) فالمتقى انما يخشى ‌من‌ الله سبحانه  
 
(هذا مقام ‌من‌ تداولته) اى: تناقلته ‌و‌ تناوبته (ايدى الذنوب) فهو ‌من‌ ذنب الى ذنب، ‌و‌ هذا اعتراف موجب للغفران فان المذنب اذا ضخم الذنب كان اقرب الى المغفره (و قادته ازمه الخطايا) جمع زمام
 
كان الخطيئه دابه لها زمام ‌و‌ المذنب راكب عليها، فيقاد الى حيث الغضب ‌و‌ النار (و استحوذ) اى: تسلط (عليه الشيطان) فوجهه الى حيث اراد (فقصر عما اردت به) بان لم يات بالاوامر (تفريطا) ‌فى‌ العصيان (و تعاطى) اى: ارتكب (ما نهيت عنه تغريرا) اى: انه مغرور مخدوع ‌فى‌ الارتكاب، لجهله بعاقبه المعصيه السيئه  
 
(كالجاهل بقدرتك عليه) فان عمله عمل الجهال، اذ لو كان عالما لما فعل (او كالمنكر فضل احسانك اليه) اذ المعترف بالاحسان ‌لا‌ يخالف المحسن (حتى اذ انفتح له بصر الهدى) اى: البصر الذى يهتدى ‌به‌ الى طريق الحق ‌و‌ الرشاد (و تقشعت) اى: زالت (عنه سحائب العمى) كان للعمى سحائب اذا زالت راى الانسان ‌ما‌ كان السحاب حائلا بينه ‌من‌ الحق ‌و‌ بين الانسان (احصى ‌ما‌ ظلم ‌به‌ نفسه) اى: عدد ذنوبه التى كانت تلك الذنوب ظلما لنفسه (و فكر فيما خالف ‌به‌ ربه) ‌من‌ المعاصى (فراى كبير عصيانه كبيرا) كما ‌هو‌ عليه ‌لا‌ انه يراه صغيرا كما كان سابقا كذلك اذ يرى العصيان الكبير صغيرا (جليل مخالفته جليلا) اى:
 
راى مخالفته العظيمه عظيمه كما هى عليه  
 
(فاقبل نحوك موملا لك) اى: له امل ‌فى‌ ‌ان‌ تعفو عنه (مستحييا منك) حيث قد خالفك فيما سبق (و وجه رغبته اليك) بان رغب ‌فى‌ رضاك ‌و‌ عفوك (ثقه بك) ‌و‌ انك ‌لا‌ تخيبه (فامك) اى: قصدك (بطمعه) فيك (يقينا) اى: قصدا يقينا ‌لا‌ ينوبه احجام ‌و‌ ‌شك‌ (و قصدك بخوفه اخلاصا) اى: عن اخلاص ‌و‌ حقيقه (قد خلا طمعه ‌من‌ كل مطموع فيه غيرك) فهو ‌لا‌ يطمع ‌فى‌ غيرك ‌و‌ انما يطمع فيما لديك، ‌و‌ ‌من‌ المعلوم ‌ان‌ التوجه الكامل اقرب الى القبول لانه اعتراف بوحده المعظم له المطموع فيه (و افرخ) اى: ذهب (روعه) اى: خوفه (من كل محذور منه سواك) فخوفه منك وحدك، كما ‌ان‌ رجائه فيك فقط
 
(فمثل) اى: صير نفسه شخصا ممثلا (بين يديك) اى: امامك (متضرعا) اى: ‌فى‌ حال كونه ضارعا مستكينا (و غمض بصره) اى: القى عينه (الى الارض متخشعا) ‌و‌ ‌فى‌ هذا اعتراف بالذله ‌و‌ عظمه الرب تعالى (و طاءطاء راسه) اى: اخفضها (لعزتك متذللا)
 
التذلل: اظهار الذله ‌و‌ العجز (و ابثك) اى: كشف لك (من سره ‌ما‌ انت اعلم ‌به‌ منه خضوعا) ‌و‌ المراد بسره ‌ما‌ يعلم ‌من‌ معاصيه ‌و‌ ضعفه ‌و‌ عجزه (و عدد ‌من‌ ذنوبه ‌ما‌ انت احصر لها) اى: احسن احصاءا لتلك الذنوب ‌من‌ نفس المذنب (خشوعا) ‌و‌ خضوعا لك (و استغاث بك ‌من‌ عظيم ‌ما‌ وقع به) اى: الذنب العظيم الذى وقع بسببه ‌فى‌ الهلكه (فى علمك) اى: ‌فى‌ حال كونه مشمولا لعلمك (و قبيح ‌ما‌ فضحه) اى: قبيح الذنب الذى فضحه، ‌و‌ كان ذلك (فى حكمك) اذ حكمت بشى ء ‌و‌ ‌هو‌ عمل خلاف ذلك (من ذنوب ادبرت لذاتها) «من» بيان «ما» ‌و‌ اذا عمل الانسان بالذنب للذته، تدبر اللذه بعد قليل (فذهبت) ‌و‌ مضت (و اقامت) عليه (تبعاتها) تبعه الذنب عقابه (فلزمت) عليه ‌و‌ ثبتت على عنقه  
 
(لا ينكر ‌يا‌ الهى عدلك ‌ان‌ عاقبته) فعقابك له عدل ‌فى‌ مقابل عصيانه (و ‌لا‌ يستعظم عفوك) اى: ‌لا‌ يعده عظيما (ان عفوت عنه ‌و‌ رحمته) بعدم الزامه بسيئاته (لانك الرب الكريم الذى ‌لا‌ يتعاظمه) اى: ‌لا‌ يعظم عليه (غفران الذنب العظيم) ‌و‌ حيث انك عظيم ‌لا‌ موقع
 
لان يعظم الانسان عفوك مهما كان الذنب عظيما فان ذلك مثل ‌ان‌ يعظم الانسان رطل ماء ‌من‌ مياه البحر.
 
(اللهم فها) الفاء للتفريع، ‌و‌ «ها» للتنبيه (انا ذا قد جئتك مطيعا لامرك فيما امرت ‌به‌ ‌من‌ الدعاء) ‌فى‌ القرآن الحكيم كما ياتى ‌فى‌ الايه الكريمه (متنجزا وعدك) اى: طالبا لان تفى بوعدك (فيما وعدت ‌به‌ ‌من‌ الاجابه) لمن دعاك (اذ تقول: ادعونى استجب لكم) فانى قد دعوتك فاستجب لى ‌و‌ قد قيل ‌ان‌ الامر كان مقدرا فما فائده الدعاء؟ ‌و‌ الجواب ‌ان‌ المقدر ‌ان‌ يدعو زيد فيعطى الشى ء الفلانى كما ‌ان‌ المقدر ‌ان‌ يكتسب زيد فيربح الربح الكذائى.
 
(اللهم فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ القنى بمغفرتك) بان تغفرلى (كما لقيتك باقرارى) بالذنوب (و ارفعنى عن مصارع الذنوب) اى: محلات صرعه الانسان ‌و‌ وقوعه بواسطه الذنوب (كما وضعت) ‌و‌ تذللت (لك نفسى) خضوعا ‌و‌ اعترافا لك (و استرنى بسترك) فلا تفضح ‌ما‌ اطلعت عليه ‌من‌
 
الذنوب (كما تانيتنى) اى: ابطات (عن الانتقام منى) فلم تعاجلنى بالعقوبه.
 
(اللهم ‌و‌ ثبت ‌فى‌ طاعتك نيتى) حتى انوى طاعتك طول عمرى (و احكم ‌فى‌ عبادتك بصيرتى) حتى اكون بصيرا بفوائد العباده محكم البعميره (و وفقنى ‌من‌ الاعمال) الصالحه (لما تغسل ‌به‌ دنس الخطايا عنى) دنس الخطايا قذاراتها ‌و‌ المراد انواعها ‌و‌ تبعاتها (و توفنى على ملتك) اى: طريقتك التى قررتها للناس، ‌و‌ المراد بها الاسلام (و مله نبيك محمد عليه السلام) هذا للتاكيد. نحو اطيعوا الله ‌و‌ الرسول، ‌و‌ الا فملته «ص» نفس مله الله تعالى (اذا توفيتنى) حتى تكون وفاتى على الاسلام ‌و‌ الهدى.
 
(اللهم انى اتوب اليك ‌فى‌ مقامى هذا) اى: ‌فى‌ الحال الحاضر الذى اتكلم فيه (من كبائر ذنوبى ‌و‌ صغائرها) ‌و‌ للعلماء ‌فى‌ ميزان الكبيره ‌و‌ الصغيره اقوال ‌و‌ ‌من‌ الواضح ‌ان‌ مثل القتل ‌و‌ الزنا ‌و‌ الشرك ‌من‌ الكبائر كما ‌ان‌ بعض الذنوب كالظهار ‌و‌ الايلاء ‌من‌ الصغائر ‌و‌ التفصيل موكول الى محله (و بواطن سيئاتى) اى: المعاصى التى لم اظهرها (و ظواهرها) التى اظهرتها للناس
 
(و سوالف زلاتى) جمع سالفه، ‌و‌ الزله المعصيه، اى: ‌ما‌ تقدم ‌من‌ معاصى (و حوادثها) التى احدثتها جديدا (توبه ‌من‌ ‌لا‌ يحدث نفسه بمعصيه) بان يعزم على ترك العصيان (و ‌لا‌ يضمر) اى: ‌لا‌ ينوى (ان يعود ‌فى‌ خطيئه) اى: ‌فى‌ ذنب  
 
(و قد قلت ‌يا‌ الهى ‌فى‌ محكم كتابك) اى: كتابك المحكم الذى ‌لا‌ يجد الباطل ‌و‌ النقص ‌و‌ الفسخ اليه سبيلا (انك تقبل التوبه عن عبادك ‌و‌ تعفو عن السيئات) قال سبحانه: «و ‌هو‌ الذى يقبل التوبه عن عباده ‌و‌ يعفو عن السيئات» (و تحب التوابين) قال سبحانه: «و ‌ان‌ الله يحب التوابين» (فاقبل توبتى كما وعدت) ‌يا‌ الهى (و اعف عن سيئاتى كما ضمنت) ‌فى‌ الايه السابقه، فاوعد الكريم ضمانه (و اوجب لى محبتك) بان تحبنى (كما شرطت) حيث قلت ‌و‌ يحب المتطهرين، ‌و‌ الشرط ‌ما‌ يلتزمه الانسان ‌و‌ خصوصا اذا كان ‌فى‌ ضمن عقد ‌او‌ نحوه  
 
(و لك ‌يا‌ رب شرطى) اى: اشترط ‌و‌ التزم ‌ان‌ عفوت عنى، ‌او‌ التزم
 
مطلقا (الا اعود ‌فى‌ مكروهك) اى: ‌فى‌ عمل انت تكرهه (و ضمانى) اى: اضمن (الا ارجع ‌فى‌ مذمومك) اى: ‌فى‌ عمل تذمه (و عهدى) اى: اتعهد (ان اهجر) ‌و‌ افارق (جميع معاصيك) جمع معصيه ‌و‌ هى المخالفه.
 
(اللهم انك اعلم بما عملت) ‌من‌ السيئات (فاغفر لى ‌ما‌ علمت) ‌من‌ سيئاتى (و اصرفنى بقدرتك الى ‌ما‌ احببت) ‌من‌ انواع الطاعه.
 
(اللهم ‌و‌ على تبعات) هى الاثام التابعه للمعاصى (قد حفظتهن) انا ‌و‌ اعلم بها (و تبعات قد نسيتهن) ‌و‌ ‌لا‌ اذكرهن (و كلهن بعينك التى ‌لا‌ تنام) اى: انت تعلم بها (و علمك الذى ‌لا‌ ينسى) نسبه النسيان الى العلم ‌من‌ باب المجاز (فعوض منها اهلها) الذين لهم هذه التبعات علينا كالذين يغتا بهم الانسان ‌او‌ يوذيهم ‌او‌ ‌ما‌ اشبه (و احطط عنى وزرها) اى: ذنبها (و خفف عنى ثقلها) فان للذنب ثقلا معنويا على الانسان
 
لانه ماخوذ به، ‌و‌ الثقل انما ‌هو‌ على النفس، ‌و‌ المراد بالتخفيف اذهاب الثقل تماما ‌لا‌ تقليله (و اعصمنى) اى: احفظنى (من ‌ان‌ اقارف) ‌و‌ ارتكب (مثلها) ‌من‌ الذنوب،
 
(اللهم انه ‌لا‌ وفاء لى بالتوبه) اى: ‌لا‌ اتمكن ‌ان‌ افى (الا بعصمتك) بان تحفظنى انت (و ‌لا‌ استمساك ‌بى‌ عن الخطايا) ‌اى‌ ‌لا‌ اتمكن ‌ان‌ اتحفظ نفسى عن الذنوب (الا عن قوتك) بان تقوينى حتى ‌لا‌ اعصى (فقونى بقوه كافيه) تكفينى ‌فى‌ قبال اغراء النفس ‌و‌ الشيطان (و تولنى بعصمه مانعه) اى: اعطنى العصمه التى تمنعنى عن اقتراف الاثام.
 
(اللهم ايما عبد تاب اليك ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ علم الغيب عندك فاسخ لتوبته) اى: مبطل لها بعدم الاستمرار فيها (و عائد ‌فى‌ ذنبه ‌و‌ خطيئته) اى: الجنس ‌من‌ الذنب الذى سبق بعض افراده ‌و‌ الا فالعود ‌فى‌ شخص الذنب غير معقول (فانى اعوذ بك ‌ان‌ اكون كذلك) ممن يفسخ توبته (فاجعل
 
توبتى هذه) التى اتوب بها اليك ‌فى‌ هذا الحال (توبه ‌لا‌ احتاج بعدها الى توبه) لعدم فسخها طيله عمرى (توبه موجبه لمحو ‌ما‌ سلف) ‌و‌ مضى ‌من‌ الاثام (و السلامه فيما بقى) بان اسلم عن الخطاء فان التوبه لو كانت قويه عن الاعماق لم يرتكب الانسان الذنب بعدها.
 
(اللهم انى اعتذر اليك ‌من‌ جهلى) الذى سبب وقوعى ‌فى‌ العصيان فانه لو ‌لا‌ جهل الانسان بوخامه المعصيه ‌و‌ عاقبتها السيئه لم يكن يذنب ابدا (و استوهبك) اى: اطلب منك ‌ان‌ تهب لى (سوء فعلى) حتى ‌لا‌ يكون عندك مثيوتا فاعاقب عليه (فاضممنى الى كنف رحمتك) الكنف الجانب اى: اجعلنى ‌فى‌ جانب الرحمه مقابل جانب العذاب (تطولا) اى: تفضلا منك ‌لا‌ باستحقاق منى (و استرنى بستر عافيتك تفضلا) فلا تفضحنى على ذنوبى بفضلك ‌و‌ احسانك.
 
(اللهم ‌و‌ انى اتوب اليك ‌من‌ كل ‌ما‌ خالف ارادتك) اى: امرك ‌من‌ السيئات التى ارتكبتها (او زال عن محبتك) اى: عن حبك فان المعاصى
 
توجب زوال الانسان عن حب الله تعالى (من خطرات قلبى) فان القلب اذا سنح له خاطر سيى ء ‌و‌ مر ‌به‌ فكر باطل كان ذلك خلاف ارادته سبحانه ‌و‌ ‌ان‌ لم يصل الى ‌حد‌ الحرمه (و لحظات عينى) اللحظه النظر بالمعنى (و حكايات لسانى) ‌اى‌ اقواله ‌و‌ كلماته (توبه تسلم بها كل جارحه على حيالها) اى: على انفرادها، بان توجب تلك التوبه ‌ان‌ ‌لا‌ اعصى بعدها باى عضو ‌من‌ اعضائى (من تبعاتك) اى: العقاب الذى يتبع العصيان (و تامن) كل جارحه (مما يخاف المعتدون) الذى عصى ‌و‌ اعتدى (من اليم سطواتك) جمع سطوه بمعنى الاخذ ‌و‌ القبض بشده، ‌و‌ الاضافه ‌من‌ اضافه الصفه الى الموصوف اى: سطوتك الاليمه.
 
(اللهم فارحم وحدتى بين يديك) فان الانسان المتفرد اقرب الى الترحم لانه ‌لا‌ شوكه له بخلاف الذى معه اشخاص آخرون يوجبون شوكته ‌و‌ عزه (و وجيب قلبى ‌من‌ خشيتك) اى: خفقانه فان الخائف يخفق قلبه خفقانا شديدا (و اضطراب اركانى ‌من‌ هيبتك) اى: ارتعاد مفاصلى ‌و‌ اعضائى
 
من خوفك.
 (فقد اقامتنى- ‌يا‌ رب- ذنوبى مقام الخزى) ‌و‌ الذله (بفنائك) فناء الدار: ساحتها الخارجيه (فان سكت) عن الاعتذار ‌و‌ طلب التوبه (لم ينطق عنى احد) غيرى ‌فى‌ طلب التوبه (و ‌ان‌ شفعت) اى: طلبت الشفاعه (فلست باهل الشفاعه) بان يشفع لى احد.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ شفع ‌فى‌ خطاياى كرمك) اى: اجعل كرمك وسيله ‌و‌ شفيعا لمحو خطاياى (وعد على سيئاتى بعفوك) فان العفو يتوجه الى الانسان المعفو عنه، ‌و‌ هذا ‌هو‌ العود، ‌و‌ كانه كان العفو مقبلا ثم ادبر لما راى السيئه فيطلب الداعى اقباله ثانيا (و ‌لا‌ تجزنى جزائى) اى: ‌لا‌ تعطنى جزاء سيئاتى (من عقوبتك ‌و‌ ابسط على طولك) اى: احسانك ‌و‌ انعامك (و جللنى بسترك) ‌اى‌ البسنى بسترك حتى ‌لا‌ افتضح امام الناس (و افعل ‌بى‌ فعل عزيز تضرع اليه عبد ذليل فرحمه) فان العزيز اذا راى ذله المتضرع يعطف عليه ‌و‌ يرحمه (او غنى تعرض له)
 
طالبا معروفه (عبد فقير فنعشه) باعطائه لوازمه.
 
(اللهم ‌لا‌ خفير لى منك) اى: ‌لا‌ مجير يجيرنى ‌من‌ عذابك (فليخفرنى عزك) اى: تجيرنى انت بعزك، ‌و‌ اسناد الخفاره الى العز مجاز ‌من‌ الاسناد الى السبب (و ‌لا‌ شفيع لى اليك فاليشفع لى فضلك) فانى اجعل فضلك شفيعا، ‌و‌ النفى اضافى، ‌و‌ المراد به: الشفعاء العاديون، فلا ينافى ذلك الاستشفاع بمحمد (ص) ‌و‌ آله (ع) ‌او‌ ‌ان‌ الشفيع اولا ‌و‌ بالذات الفضل اذ شفاعتهم منوطه برضاه سبحانه (و قد ‌او‌ جلتنى) اى: اخافتنى (خطاياى) ‌و‌ آثامى (فليومنى عفوك) حتى ‌لا‌ اخاف  
 
(فما كل ‌ما‌ نطقت به) ‌من‌ الطلبات التى طلبتها منك (عن جهل منى بسوء اثرى) فان الذنب يبقى للانسان (و ‌لا‌ نسيان لما سبق ‌من‌ ذميم فعلى) اى: فعلى المذموم فان العصيان مذموم (و لكن لتسمع سماوك ‌و‌ ‌من‌ فيها) فان للكون اذانا سميعه ‌و‌ السنه ناطقه «و لكن ‌لا‌ تفقهون تسبيحهم» (و ارضك ‌و‌ ‌من‌ عليها) ممن يسمع كلامى (ما اظهرت لك ‌من‌ الندم) على خطاياى
 
(و لجات اليك فيه) الضمير عائد الى «ما» (من التوبه) اى: ليسمع كل شى ء التوبه التى لجات فيها اليك ‌و‌ حيث ‌ان‌ علم الانسان بسوء اثره يقتضى ‌ان‌ يسكت ‌لا‌ ‌ان‌ يتكلم، كان التكلم خلاف القاعده ‌و‌ يحتاج الى مبرر. ‌و‌ لذا ذكره ثم بلفظه «لكن» استثناءا
 
(فلعل بعضهم) اى: السماء ‌و‌ الارض ‌و‌ ‌من‌ فيهما (برحمتك) التى وهبتها لهم (يرحمنى) بان يدعو لى فتستجيب ‌و‌ تعفو عنى (لسوء موقفى) حيث يرى ‌ان‌ موقفى عندك موقفا سيئا مثل موقف سائر المجرمين امام عدل القضاء (او تدركه الرقه) ‌و‌ الرحمه (على لسوء حالى) حيث اذنبت الى ربى (فينالنى منه بدعوه) اليك للعفو عنى (هى اسمع لديك ‌من‌ دعائى) ‌و‌ المراد بكونه اسمع: انه اقرب الى الاجابه (او شفاعه) بان يشفع لى (او كد عندك ‌من‌ شفاعتى) الشفاعه: التوصل الى المطلب بسبب ‌و‌ قد يكون السبب خارجيا ‌و‌ قد يكون ‌من‌ نفس الانسان كالتوبه ‌و‌ الانابه (تكون بها) اى: بشفاعه ذلك الشى ء لى (نجاتى ‌من‌ غضبك ‌و‌ فوزتى) اى: فوزى ‌و‌ ظفرى (برضاك) بعد ‌ان‌ كنت غاضبا على بسبب عصيانى.
 
(اللهم ‌ان‌ يكن الندم توبه اليك فانا اندم النادمين) اى: فانا اكثر
 
من جميع النادمين ندما عما اذنبت (و ‌ان‌ يكن الترك لمعصيتك انابه) الانابه: بمعنى الترك ‌و‌ الرجوع، فان التائب يرجع الى الله سبحانه. بعد ‌ان‌ ابتعد عنه بالعصيان (فانا اول المنيبين) ‌او‌ لهم رتبه ‌لا‌ زمانا، كما ‌لا‌ يخفى (و ‌ان‌ يكن الاستغفار) بمعنى طلب الغفران (حطه للذنوب) اى: موجبا لحط الذنوب عن عاتق الانسان (فانى لك ‌من‌ المستغفرين) فاعف عنى ‌و‌ تجاوز عنى.
 
(اللهم فكما امرت بالتوبه ‌و‌ ضمنت القبول) حيث قلت: «توبوا الى الله جميعا ايها المومنون» ‌و‌ قلت: «و انى لغفار لمن تاب» (و حثثت) الحث: التريض (على الدعاء ‌و‌ وعدت الاجابه) حيث قلت: «ادعونى استجب لكم».
 (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اقبل توبتى) بالعفو عنى (و ‌لا‌ ترجعنى مرجع الخيبه) اى: مثل رجوع الانسان الذى خاب ‌و‌ لم يحصل على مراده (من رحمتك) ‌و‌ فضلك (انك انت التواب على المذنبين ‌و‌ الرحيم للخاطئين)
 
لعل الفرق: ‌ان‌ التواب ‌من‌ يستر الذنب ‌و‌ الرحيم ‌من‌ يعطى الفضل، ‌و‌ تواب مبالغه ‌فى‌ تائب، ‌و‌ تاب بمعنى رجع، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ العبد رجوعه الى الله بعد ابتعاده عنه بالذنوب، ‌و‌ ‌من‌ الله رجوعه الى العبد بالغفران بعد اعراضه عنه لما ارتكب ‌من‌ الاثم (المنيبين) ‌من‌ اناب بمعنى تاب.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله كما هديتنا به) اى: مثل ‌ان‌ تفضلت علينا بالهدايه تفضل على محمد (ص) بالصلاه.
 (و صل على محمد ‌و‌ آله كما استنقذتنا) اى: انقذتنا ‌و‌ خلصتنا ‌من‌ الشرك ‌و‌ الشقاء (به) اى: بالرسول (ص).
 (و صل على محمد ‌و‌ آله صلوه تشفع) تلك الصلوه (لنا يوم القيامه ‌و‌ يوم الفاقه) اى: الاحتياج (اليك) فان الانسان اذا اهدى الى الكريم هديه استحق عليه حقا ‌و‌ هكذا لوصلى الانسان على الرسول استحق ‌ان‌ تكون تلك الصلوه شفيعه له ‌و‌ مخلصه اياه عن العقاب (انك) ‌يا‌ رب (على كل شى ء قدير ‌و‌ هو) اى: ‌ما‌ طلبنا منك (عليك يسير) فانه سبحانه ‌لا‌ يصعب عليه شى ء مهما كان عظيما ثقيلا ‌فى‌ نظرنا.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

و كان من دعائه علیه السلام فى یوم عرفه
و كان من دعائه علیه السلام فى التذلل لله عز و ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا اعترف بالتقصیر عن ...
و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان
و كان من دعائه علیه السلام فى الالحاح على الله ...
و كان من دعائه علیه السلام فى استكشاف الهموم
و كان من دعائه علیه السلام فى التضرع و ...
و كان من دعائه علیه السلام فى الزهد
و كان من دعائه علیه السلام فى دفاع كید الاعداء ...

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^