و كان من دعائه عليه السلام فى الاستخاره
(اللهم انى استخيزك) اى: اطلب منك ان تجعل الخير فى امرى (بعلمك) اى: بسبب علمك اى:، فان العالم يعلم اين الخير فيتمكن من جعله فى الامر و السير عليه فيما اراد.
(فصل على محمد و آله، و اقض لى بالخيره) اى: اجعل قضائك لى قضاءا حسنا
(و الهمنا معرفه الاختيار) اى: الق فى قلوبنا ان نعرف كيف تختارو ما نريد (و اجعل ذلك) الالهام (ذريعه) اى: وسيله (الى الرضا بما قضيت لنا) فان الله سبحانه اذا قدر للانسان الخير و اعلمه كيفيه الاختيار، رضى بما قدر الله له (و التسليم لما حكمت) بان نسلم بحكمك، اذ العارف بان ما قدر الله له خير، يخضع و يسلم لما قدر له (فازح) اى: اذل يا رب (عنا ريب الارتياب) اى: تهمه الشك فى تقديرك، بان لا نشك فيه هل هو خير ام لا؟ (و ايدنا) اى: قونا
(و ايدنا بيقين المخلصين) فان الذين اخلصوا لله تعالى يكون يقينهم اشدوا قوى فان الاخلاص فرع اليقين
(و لا تسمنا) من وسم: بمعنى جعل العلامه (عجز المعرفه) اى: لا تجعل العجز فى المعرفه علامه لنا نعرف بها عند الناس او عند الملائكه كما يعرف اهل الرساتيق بانهم جاهلون (عما تخيرت) اى: نعجز فى ان نعرف وجه الصلاح فيما اخترت لنا (فنغمط) اى: نستحقر (قدرتك) فان الانسان اذا لم يعرف وجه الصلاح فى عمل حقر العامل لذلك العمل (و نكره موضع رضاك) اى: نكره الشى ء الذى جعلت فيه رضاك من التقديرات (و نجنح) اى: نميل (الى) الصفه (التى هى ابعد من حسن العاقبه) مثلا اذا جهلنا وجه الصلاح فى جعلنا فقراء نميل الى الغنى الذى هو غير حسن العاقبه (و اقرب الى ضد العافيه) فان الغنى فيمن لا يصلحه الا الفقر موجب لعذابه لا لعافيته
(حبب) يا رب (الينا ما نكره من قضائك) القضاء هو الشى ء الذى يجرى على الانسان بدون اختياره (و سهل علينا ما نستصعب من حكمك) اى: ما نراه صعبا، كحكم الجهاد او الانفاق الذى نراه صعبا سهل ذلك علينا حتى نراه سهلا فنقوم بامرك
(و الهمنا الانقياد لما اوردت
علينا من مشيتك) اى: ارادتك، بان ننقاد و نخضع لما قدرت لنا و اجريته علينا، اذ الخضوع للقدر من افضل انواع الطاعه و العباده (حتى لا نحب تاخير ما عجلت) مثلا: عجلت لنا موت زيد، فنحب انه لو اخر (و لا نكره ما احببت) من الامور التى جرت علينا، قال سبحانه: «و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم» (و لا نتخير) اى: لا نختار (ما كرهت) كما قال سبحانه: «و عسى ان تحبوا شيئا و هو شر لكم»
(و اختم لنا) آخر عمرنا (بالتى) اى: بالصفه التى (هى احمد عاقبه) اى: عاقبتها احسن، من غنى او فقر، صحه او مرض، الفه او فرقه و هكذا (و اكرم مصيرا) اى: ان مصير تلك الصفه احسن و اكثر تكريما للانسان (انك) يا رب (تفيد الكريمه) اى: الصفه الكريمه (و تعطى) النعمه (الجسيمه) العظيمه (و تفعل ما تريد و انت على كل شى ء قدير) فافعل بى يا رب ما طلبت منك،