فارسی
يكشنبه 10 تير 1403 - الاحد 22 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

حول التوبه

حول التوبه


 «1» اللَّهُمَّ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يَصِفُهُ نَعْتُ الْوَاصِفِينَ «2» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يُجَاوِزُهُ رَجَاءُ الرَّاجِينَ «3» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يَضِيعُ لَدَيْهِ أَجْرُ الُْمحْسِنِينَ «4» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌هو‌ مُنْتَهَى خَوْفِ الْعَابِدِينَ . «5» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌هو‌ غَايَةُ خَشْيَةِ الْمُتَّقِينَ «6» هَذَا مَقَامُ ‌من‌ تَدَاوَلَتْهُ أَيْدِي الذُّنُوبِ ، ‌و‌ قَادَتْهُ أَزِمَّةُ الْخَطَايَا ، ‌و‌ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ ، فَقَصَّرَ عَمَّا أَمَرْتَ ‌به‌ تَفْرِيطاً ، ‌و‌ تَعَاطَى ‌ما‌ نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً . «7» كَالْجَاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ ، أَوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ إِحْسَانِكَ إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الْهُدَى ، ‌و‌ تَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحَائِبُ الْعَمَى ، أَحْصَى ‌ما‌ ظَلَمَ ‌به‌ نَفْسَهُ ، ‌و‌ فَكَّرَ فِيما خَالَفَ ‌به‌ رَبَّهُ ، فَرَأَى كَبِيرَ عِصْيَانِهِ كَبِيراً ‌و‌ جَلِيلَ مُخَالَفَتِهِ جَلِيلًا . «8» فَأَقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلًا لَكَ مُسْتَحْيِياً مِنْكَ ، ‌و‌ وَجَّهَ رَغْبَتَهُ إِلَيْكَ ثِقَةً بِكَ ، فَأَمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقِيناً ، ‌و‌ قَصَدَكَ بِخَوْفِهِ إِخْلَاصاً ، قَدْ خَلَا طَمَعُهُ ‌من‌ كُلِّ مَطْمُوعٍ فِيهِ غَيْرِكَ ، ‌و‌ أَفْرَخَ رَوْعُهُ ‌من‌ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِوَاكَ . «9» فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً ، ‌و‌ غَمَّضَ بَصَرَهُ إِلَى الْأَرْضِ مُتَخَشِّعاً ، ‌و‌ طَأْطَأَ رَأْسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلا ، ‌و‌ أَبَثَّكَ ‌من‌ سِرِّهِ ‌ما‌ أَنْتَ أَعْلَمُ ‌به‌ مِنْهُ خُضُوعاً ، ‌و‌ عَدَّدَ ‌من‌ ذُنُوبِهِ ‌ما‌ أَنْتَ أَحْصَى لَهَا خُشُوعاً ، ‌و‌ اسْتَغَاثَ بِكَ ‌من‌ عَظِيمِ ‌ما‌ وَقَعَ ‌به‌ فِي عِلْمِكَ ‌و‌ قَبِيحِ ‌ما‌ فَضَحَهُ فِي حُكْمِكَ ‌من‌ ذُنُوبٍ أَدْبَرَتْ لَذَّاتُهَا فََذَهَبَتْ ، ‌و‌ أَقَامَتْ تَبِعَاتُهَا فَلَزِمَتْ . «10» ‌لا‌ يُنْكِرُ ‌يا‌ إِلَهِي عَدْلَكَ إِنْ عَاقَبْتَهُ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ إِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ ‌و‌ رَحِمْتَهُ ، لِأَنَّكَ الرَّبُّ الْكَرِيمُ الَّذِي ‌لا‌ يَتَعَاظَمُهُ غُفْرَانُ الذَّنْبِ الْعَظِيمِ «11» اللَّهُمَّ فَهَا أَنَا ذَا قَدْ جِئْتُكَ مُطِيعاً لِأَمْرِكَ فِيما أَمَرْتَ ‌به‌ ‌من‌ الدُّعَاءِ ، مُتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فِيما وَعَدْتَ ‌به‌ ‌من‌ الْإِجَابَةِ ، إِذْ تَقُولُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَکُمْ . «12» اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ الْقَنِي بِمَغْفِرَتِكَ كَمَا لَقِيتُكَ بِإِقْرَارِي ، ‌و‌ ارْفَعْنِي عَنْ مَصَارِعِ الذُّنُوبِ كَمَا وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي ، ‌و‌ اسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَمَا تَأَنَّيْتَنِي عَنِ الِانْتِقَامِ مِنِّي . «13» اللَّهُمَّ ‌و‌ ثَبِّتْ فِي طَاعَتِكَ نِيَّتِي ، ‌و‌ أَحْكِمْ فِي عِبَادَتِكَ بَصِيرَتِي ، ‌و‌ وَفِّقْنِي ‌من‌ الْأَعْمَالِ لِمَا تَغْسِلُ ‌به‌ دَنَسَ الْخَطَايَا عَنِّي ، ‌و‌ تَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِكَ ‌و‌ مِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا تَوَفَّيْتَنِي . «14» اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ فِي مَقَامِي هَذَا ‌من‌ كَبَائِرِ ذُنُوبِي ‌و‌ صَغَائِرِهَا ، ‌و‌ بَوَاطِنِ سَيِّئَاتِي ‌و‌ ظَوَاهِرِهَا ، ‌و‌ سَوَالِفِ زَلَّاتِي ‌و‌ حَوَادِثِهَا ، تَوْبَةَ ‌من‌ ‌لا‌ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُضْمِرُ أَنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ «15» ‌و‌ قَدْ قُلْتَ ‌يا‌ إِلَهِي فِي مُحْكَمِ كِتَابِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِكَ ، ‌و‌ تَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ، ‌و‌ تُحِبُّ التَّوَّابِينَ ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَمَا وَعَدْتَ ، ‌و‌ اعْفُ عَنْ سَيِّئَاتِي كَمَا ضَمِنْتَ ، ‌و‌ أَوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَمَا شَرَطْتَ «16» ‌و‌ لَكَ ‌يا‌ رَبِّ شَرْطِي أَلَّا أَعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ ، ‌و‌ ضَمَانِي أَنْ ‌لا‌ أَرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ ، ‌و‌ عَهْدِي أَنْ أَهْجُرَ جَمِيعَ مَعَاصِيكَ . «17» اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِمَا عَمِلْتُ فَاغْفِرْ لِي ‌ما‌ عَلِمْتَ ، ‌و‌ اصْرِفْنِي بِقُدْرَتِكَ إِلَى ‌ما‌ أَحْبَبْتَ . «18» اللَّهُمَّ ‌و‌ عَلَيَّ تَبِعَاتٌ قَدْ حَفِظْتُهُنَّ ، ‌و‌ تَبِعَاتٌ قَدْ نَسِيتُهُنَّ ، ‌و‌ كُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتِي ‌لا‌ تَنَامُ ، ‌و‌ عِلْمِكَ الَّذِي ‌لا‌ يَنْسَى ، فَعَوِّضْ مِنْهَا أَهْلَهَا ، ‌و‌ احْطُطْ عَنِّي وِزْرَهَا ، ‌و‌ خَفِّفْ عَنِّي ثِقْلَهَا ، ‌و‌ اعْصِمْنِي ‌من‌ أَنْ أُقَارِفَ مِثْلَهَا . «19» اللَّهُمَّ ‌و‌ إِنَّهُ ‌لا‌ وَفَاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ اسْتِمْسَاكَ بِي عَنِ الْخَطَايَا إِلَّا عَنْ قُوَّتِكَ ، فَقَوِّنِي بِقُوَّةٍ كَافِيَةٍ ، ‌و‌ تَوَلَّنِي بِعِصْمَةٍ مَانِعَةٍ . «20» اللَّهُمَّ أَيُّمَا عَبْدٍ تَابَ إِلَيْكَ ‌و‌ ‌هو‌ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فَاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ ، ‌و‌ عَائِدٌ فِي ذَنْبِهِ ‌و‌ خَطِيئَتِهِ ، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَكُونَ كَذَلِكَ ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هَذِهِ تَوْبَةً ‌لا‌ أَحْتَاجُ بَعْدَهَا إِلَى تَوْبَةٍ . تَوْبَةً مُوجِبَةً لَِمحْوِ ‌ما‌ سَلَفَ ، ‌و‌ السَّلَامَةِ فِيمَا بَقِيَ . «21» اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ ‌من‌ جَهْلِي ، ‌و‌ أَسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلِي ، فَاضْمُمْنِي إِلَى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلًا ، ‌و‌ اسْتُرْنِي بِسِتْرِ عَافِيَتِكَ تَفَضُّلًا . «22» اللَّهُمَّ ‌و‌ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ ‌من‌ كُلِّ ‌ما‌ خَالَفَ إِرَادَتَكَ ، أَوْ زَالَ عَنْ مَحَبَّتِكَ ‌من‌ خَطَرَاتِ قَلْبِي ، ‌و‌ لَحَظَاتِ عَيْنِي ، ‌و‌ حِكَايَاتِ لِسَانِي ، تَوْبَةً تَسْلَمُ بِهَا كُلُّ جَارِحَةٍ عَلَى حِيَالِهَا ‌من‌ تَبِعَاتِكَ ، ‌و‌ تَأْمَنُ مِمَا يَخَافُ الْمُعْتَدُونَ ‌من‌ أَلِيمِ سَطَوَاتِكَ . «23» اللَّهُمَّ فَارْحَمْ وَحْدَتِي بَيْنَ يَدَيْكَ ، ‌و‌ وَجِيبَ قَلْبِي ‌من‌ خَشْيَتِكَ ، ‌و‌ اضْطِرَابَ أَرْكَانِي ‌من‌ هَيْبَتِكَ ، فَقَدْ أَقَامَتْنِي ‌يا‌ رَبِّ ذُنُوبِي مَقَامَ الْخِزْيِ بِفِنَائِكَ ، فَإِنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنِّي أَحَدٌ ، ‌و‌ إِنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِأَهْلِ الشَّفَاعَةِ . «24» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ شَفِّعْ فِي خَطَايَايَ كَرَمَكَ ، ‌و‌ عُدْ عَلَى سَيِّئَاتِي بِعَفْوِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْزِنِي جَزَائِي ‌من‌ عُقُوبَتِكَ ، ‌و‌ ابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ ، ‌و‌ جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ ، ‌و‌ افْعَلْ بِي فِعْلَ عَزِيزٍ تَضَرَّعَ اليه عَبْدٌ ذَلِيلٌ فَرَحِمَهُ ، ‌او‌ غني تعرض له عبد فقير فنعشه . «25» اللَّهُمَّ ‌لا‌ خَفِيرَ لِي مِنْكَ فَلْيَخْفُرْنِي عِزُّكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ شَفِيعَ لِي إِلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لِي فَضْلُكَ ، ‌و‌ قَدْ أَوْجَلَتْنِي خَطَايَايَ فَلْيُؤْمِنِّي عَفْوُكَ . «26» فَمَا كُلُّ ‌ما‌ نَطَقْتُ ‌به‌ عَنْ جَهْلٍ مِنِّي بِسُوءِ أَثَرِي ، ‌و‌ ‌لا‌ نِسْيَانٍ لِمَا سَبَقَ ‌من‌ ذَمِيمِ فِعْلِي ، لَكِنْ لِتَسْمَعَ سَمَاؤُكَ ‌و‌ ‌من‌ فِيهَا ‌و‌ أَرْضُكَ ‌و‌ ‌من‌ عَلَيْهَا ‌ما‌ أَظْهَرْتُ لَكَ ‌من‌ النَّدَمِ ، ‌و‌ لَجَأْتُ إِلَيْكَ فِيهِ ‌من‌ التَّوْبَةِ . «27» فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي ، أَوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَيَّ لِسُوءِ حَالِي فَيَنَالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَةٍ هِيَ أَسْمَعُ لَدَيْكَ ‌من‌ دُعَائِي ، أَوْ شَفَاعَةٍ أَوْكَدُ عِنْدَكَ ‌من‌ شَفَاعَتِي تَكُونُ بِهَا نَجَاتِي ‌من‌ غَضَبِكَ ‌و‌ فَوْزَتِي بِرِضَاكَ . «28» اللَّهُمَّ إِنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إِلَيْكَ فَأَنَا أَنْدَمُ النَّادِمِينَ ، ‌و‌ إِنْ يَكُنِ التَّرْک لِمَعْصِيَتِکَ إِنَابَةً فَأَنَا أَوَّلُ الْمُنِيبِينَ ، ‌و‌ إِنْ يَكُنِ الِاسْتِغْفَارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ فَإِنِّي لک ‌من‌ المستغفرين . «29» اللَّهُمَّ فَكَمَا أَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ ، ‌و‌ ضَمِنْتَ الْقَبُولَ ، ‌و‌ حَثَثْتَ عَلَى الدُّعَاءِ ، ‌و‌ وَعَدْتَ الْإِجَابَةَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اقْبَلْ تَوْبَتِي ، ‌و‌ ‌لا‌ تَرْجِعْنِي مَرْجِعَ الْخَيْبَةِ ‌من‌ رَحْمَتِكَ ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ ، ‌و‌ الرَّحِيمُ لِلْخَاطِئِينَ الْمُنِيبِينَ . «30» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، كَمَا هَدَيْتَنَا ‌به‌ ، ‌و‌ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا ‌به‌ ، ‌و‌ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، صَلَاةً تَشْفَعُ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‌و‌ يَوْمَ الْفَاقَةِ إِلَيْكَ ، إِنَّكَ عَلَى کُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، ‌و‌ ‌هو‌ عَلَيْکَ يَسيِرٌ
 
(اللهم ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يصفه نعت الواصفين) الا بانه الواحد الذى ليس كمثله شى ء ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «تكلموا ‌فى‌ خلق الله، ‌و‌ لاتتكلموا ‌فى‌ ذات الله»
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ لايجاوره رجاء الراجين) اذا منعك ‌اى‌ انسان حاجه طلبتها منه تجاوزته، ‌و‌ قصدت بها سواه، اما اذا كان سبحانه ‌هو‌ الذى منعك ‌و‌ حرمك فالى ‌من‌ تشكو ‌و‌ تسال ‌و‌ ترجو؟
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ لايضيع لديه اجر المحسنين) لانه تعالى امرنا بالاحسان ‌و‌ قال: «و احسنوا ‌ان‌ الله يحب المحسنين- 195 البقره» ‌و‌ محال ‌فى‌ حقه تعالى ‌ان‌ يحب منا ‌ما‌ يكرهه ‌من‌ نفسه، لقد امرنا بالعفو ‌و‌ عفا ‌و‌ بالجود ‌و‌ جاد...
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌هو‌ منتهى خوف العابدين) كل عارف بالله حقا يخاف حسابه ‌و‌ عقابه ‌و‌ ‌ان‌ كان مطيعا، ‌و‌ يرجو رحمته ‌و‌ مغفرته ‌و‌ ‌ان‌ ‌يك‌ عاصيا
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ ‌هو‌ غايه خشيه المتقين) ‌و‌ قد حدد سبحانه المتقين بقوله: «و ذكرى للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب- 49 الانبياء» ‌اى‌ يتركون ‌ما‌ حرم الله خوفا منه، ‌و‌ ‌ان‌ كانوا ‌فى‌ امن ‌و‌ امان ‌من‌ لوم اللائمين ‌و‌ اعين الناس اجمعين.
 
(هذا مقام ‌من‌ تداولته ايدى الذنوب...) ليس هذا اعتذارا ‌و‌ اقلاعا عما فعل- كيف ‌و‌ ‌هو‌ الامام المعصوم- بل استغفارا ‌و‌ خضوعا لذات الجلال ‌و‌ الكمال. ‌و‌ تقدم مثله ‌فى‌ الفصل السادس عشر ‌و‌ غيره  
 
(حتى اذا انفتح له بصر الهدى...) انكشف له الواقع، ‌و‌ اتضح كضوء النهار، ‌و‌ عرف انه لا سبيل الى النجاه الابطاعه الله، فاقلع عن هواه ‌و‌ خطاياه، ‌و‌ اسلم وجهه الى الله عن توبه خالصه ‌و‌ رغبه صادقه (فراى كبير عصيانه كبيرا...) قال النبى الكريم (ص): «من راى انه مسى ء فهو محسن» ‌و‌ الامام يرى الهفوه الصغيره ‌من‌ اكبر الكبائر، لانه ادرى الناس بعقبى الهفوات ‌و‌ الزلات.
 ‌و‌ بعد، فكلما ازداد الانسان علما ‌و‌ تقى اتهم نفسه بالتقصير، ‌و‌ توقع منها الخطا، ‌و‌ كلما ‌قل‌ علمه ‌و‌ دينه ‌و‌ ضاق تفكيره ‌و‌ قصر نظره- نزه نفسه ‌من‌ العيوب ‌و‌ براها ‌من‌ الذنوب، ‌و‌ قال: ‌من‌ مثلى!.
 
(فاقبل نحوك موملا لك) ‌من‌ اقبل على الله اقبل الله عليه «فاذكرونى اذكركم- 152 البقره» ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: ‌من‌ تقرب الى الله شبرا تقرب الله اليه ذراعا.
 
 الحياء ‌من‌ الله
 (مستحيا منك) الحياء ‌من‌ العائبه سنه الصالحين، ‌و‌ ارفع درجاته ‌ما‌ كان ‌من‌ الله سبحانه. فاذا لم تكن تراه فانه يراك. ‌و‌ قال الرسول الهادى (ص): «الحياء ‌من‌ الله ‌ان‌ تحفظ الراس ‌و‌ ‌ما‌ وعى، ‌و‌ البطن ‌و‌ ‌ما‌ حوى، ‌و‌ ‌ان‌ تذكر الموت ‌و‌ البلى» ‌و‌ المراد بالتحفظ عما وعى الراس النهى عن اللصوصيه ‌و‌ الشيطنه التى تدبر المومرات ‌و‌ الانقلابات الاستعماريه، ‌و‌ تثير الحروب ‌و‌ الفتن الاهليه ‌و‌ تنفث السموم ‌فى‌ النشرات ‌و‌ الدعايات، ‌و‌ ترفع الشعارات الكاذبه المضلله، ‌و‌ تصنع الاسلحه الجهنميه ‌و‌ آلات التجسس ‌و‌ المواد السامه التى تاتى على اليابس ‌و‌ الاخضر... الى كل مكر ‌و‌ ‌شر‌ ‌و‌ سلب ‌و‌ نهب، ‌و‌ المراد بالتحفظ عما حوى البطن النهى عن الشهوات ‌و‌ المحرمات، اما ذكر الموت فهو عظه لمن اتعظ.
 
 معنى الثقه بالله
(و وجه رغبته اليك ثقه بك) ‌و‌ معنى الثقه ‌و‌ حسن الظن بالله ‌ان‌ تسلم الامر كله اليه، ‌و‌ تقبل ظاهرا ‌و‌ باطنا جميع اقواله ‌و‌ افعاله على انها عين الحق ‌و‌ العدل ‌و‌ الخير ‌و‌ الحكمه بلا ‌شك‌ ‌و‌ اعتراض ‌و‌ ‌لا‌ طلب للمبررات ‌و‌ التعليلات بارائك ‌او‌ آراء سواك، لان حكمته تعالى تماما كذاته لايدركها ‌و‌ ‌هم‌ ‌او‌ يحيط بها فهم، ‌و‌ بهذا نجد تفسير قوله تعالى: «لايسال عما يفعل ‌و‌ ‌هم‌ يسالون- 23 الانبياء».
 ‌و‌ ‌فى‌ حديث قدسى: «انا عند حسن ظن العبد بى، ‌ان‌ خيرا فخير، ‌و‌ ‌ان‌ شرا فشر» ‌و‌ ‌فى‌ حديث نبوى: «ما اعطى عبد خير الدنيا ‌و‌ الاخره الا بحسن ظنه بالله تعالى ‌و‌ رجائه له ‌و‌ ‌كف‌ الاذى عن الناس» ‌و‌ معنى هذا ‌ان‌ بين الله ‌و‌ عباده ارتباطا ‌و‌ ثيقا، اشبه- ‌و‌ ‌ان‌ بعد القياس ‌و‌ الشبه- بارتباط الاب الرحيم باولاده، ‌هم‌ يثقون بلطفه ‌و‌ عطفه، ‌و‌ ‌هو‌ يعمل لخيرهم ‌و‌ سعادتهم، ‌و‌ كان النبى (ص) ينهى عن سوء الظن باى كان، ‌و‌ يقول: اياكم ‌و‌ الظن، فانه اكذب الحديث. ‌و‌ كره ‌ان‌ ينقل اليه ظن السوء ‌و‌ حديثه، ‌و‌ قال: لاتحدثونى عن اصحابى شيئا، فانى احب ‌ان‌ اخرج اليكم منشرح الصدر. ‌و‌ قد حرم الاسلام الصدق ‌فى‌ ارشاد اللص الى اموال الناس، ‌و‌ الظالم الى المظلوم الهارب ‌من‌ الظلم، ‌و‌ ‌فى‌ النميمه.
 (فامك بطمعه يقينا) قصدك واثقا بفضلك، ‌و‌ ‌فى‌ دعاء آخر: انى برحمتك اوثق منى بعملى (و قصدك بخوفه اخلاصا) خاف ‌من‌ عذابك ففر منه الى رحمتك مخلصا ‌فى‌ رجائه ‌و‌ ندائه (قد خلا طمعه ‌من‌ كل مطموع فيه غيرك) قطع الرجاء الا منك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الفصل 21 ‌و‌ غيره (و افرخ روعه ‌من‌ كل محذور منه سواك...) افرخ: انكشف ‌و‌ ذهب، ‌و‌ الروع: الخوف ‌و‌ الفزع، ‌و‌ المعنى ‌لا‌ خوف ‌من‌ شى ء اطلاقا الا ‌من‌ لقاء الله غدا ‌و‌ الوقوف بين يديه لنقاش الحساب.
 
(و غمض بصره الى الارض...) وقف على بابك خاشعا مستجيرا ‌و‌ معترفا بكل ‌ما‌ تعلمه منه، ‌و‌ تنكره عليه، ‌و‌ لايملك ‌من‌ شى ء الا التوسل بجودك ‌و‌ رحمتك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 12
 
(لاينكر ‌يا‌ الهى عدلك ‌ان‌ عاقبته...) ‌ان‌ تعذب فبعدلك، ‌و‌ ‌ان‌ تغفر فبفضلك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 10 ‌و‌ بكلمه الامام اميرالمومنين (ع): اللهم انا عبدك، فان كنت مطيعا فاكرمنى ‌و‌ ‌ان‌ كنت عاصيا فارحمنى.
 
(فها انا ذا قد جئتك...) فتحت باب الدعاء لكل ‌من‌ دعاك، ‌و‌ ضمنت له الاجابه، ‌و‌ قد دعوتك ‌و‌ سمعت دعائى، فانجز لى ‌ما‌ وعدت، ‌يا‌ ‌من‌ وعده اصدق الوعد
 
(القنى بمغفرتك كما لقيتك باقرارى) اتيتك مقرا بالذنب، فاستقلبنى بعفوك، ‌و‌ لاتحرمنى ‌من‌ رحمتك (و ارفعنى عن مصارع الذنوب) نجنى ‌من‌ عذاب الامكنه التى تعاقب بها المجرمين (كما وضعت لك نفسى) ذللتها لعظمتك (و استرنى بسترك) ‌و‌ ‌لا‌ تفضحنى بسوء فعلى بين يديك ‌و‌ امام عبادك يوم القاك (كما تانيتنى عن الانتقام) امهلتنى بحلمك، ‌و‌ لم تعاجلنى بالعقوبه حين اذنبت فاتمم لى انعامك بالستر ‌و‌ العفو، انك خير المنعمين. ‌و‌ ‌فى‌ الامثال: خير الانعام بالاكمال،
 
(و ثبت ‌فى‌ طاعتك نيتى) ادم طاعتى لك حتى تقبضنى اليك على هداك ‌و‌ رضاك (و احكم ‌فى‌ عبادتك بصيرتى) اجعل عبادتى عن معرفه ‌و‌ اخلاص لتكون مقبوله لديك ‌و‌ مرضيه.
 
 الموازنه بين الحسنات ‌و‌ السيئات
 (و وفقنى ‌من‌ الاعمال لما تغسل ‌به‌ دنس الخطايا عنى) قال سبحانه: «فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ‌و‌ ‌من‌ يعمل مثقال ذره شرا يره- 8 الزلزال». ‌و‌ على هذا الاساس فمن اساء ‌و‌ احسن ‌و‌ ‌هو‌ مومن بالله يوازن بين حسناته ‌و‌ سيئاته، فان كانت الاساءه اكثر كان كمن لم يحسن، ‌و‌ ‌ان‌ ‌يك‌ الاحسان اكثر كان كمن لم يسى ء، اذ الاكثر يغلب الاقل، ‌و‌ ‌ان‌ تساويا كان كمن لم يصدر عنه شى ء، ‌و‌ الامام (ع) يسال الله ‌ان‌ يجعله ‌من‌ النوع الثانى.
(و توفنى...) «مسلما ‌و‌ الحقنى بالصالحين- 101 يوسف» ‌و‌ ‌فى‌ دعاء آخر لاتميتنى على غضبك.
 
(اللهم انى اتوب اليك ‌فى‌ مقامى هذا ‌من‌ كبار الذنوب ‌و‌ صغارها) معصيه الله هفوه ‌و‌ خله ذميمه ‌من‌ حيث هى، لايرتضيها مومن ‌من‌ نفسه، ‌و‌ لكن بعض الشر اهون ‌من‌ بعض... ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ الانسان- غير المعصوم- يصعب عليه الاجتناب عن كل المحقرات خفيفها ‌و‌ ثقيلها، ‌و‌ الى هذا اشار الهادى الشفيع بقوله:
 ‌ان‌ تغفر اللهم تغفر جما
 ‌و‌ ‌اى‌ عبد لك ‌ما‌ الما
 
و ‌من‌ هنا جاء تقسيم الذنوب الى كبار ‌و‌ صغار كتابا ‌و‌ سنه ‌و‌ اجماعا ‌و‌ عقلا، فمن الكتاب: «الذين يجتنبون كبائر الاثم ‌و‌ الفواحش الا اللمم- 32 النجم» ‌و‌ المراد باللمم هنا الصغائر ‌من‌ الذنوب. ‌و‌ ‌من‌ السنه: «لا صغيره مع اصرار، ‌و‌ ‌لا‌ كبيره مع استغفار» ‌و‌ عليه الاجماع قديما ‌و‌ حديثا، ‌و‌ نعرف حكم العقل ‌فى‌ ذلك ‌من‌ تقسيم الجريمه ‌فى‌ الشرائع الوضعيه الى جنحه ‌و‌ جنايه. ‌و‌ اختلفت الاقوال ‌و‌ الاراء ‌و‌ تضاربت ‌فى‌ تحديد الجريمه الكبيره ‌و‌ الصغيره. ‌و‌ بالاجمال فان الذنوب ‌و‌ الاثام تتفاوت قوه ‌و‌ ضعفا تبعا لما لها ‌من‌ آثار سيئه ‌فى‌ حياه الفرد ‌او‌ المجتمع، فمن حرب الاباده بالملايين ‌و‌ استعمار الشعوب ‌و‌ نهب اقواتها الى كلمه قارصه ‌و‌ الاكل ‌و‌ الشرب ‌فى‌ آنيه الذهب ‌و‌ الفضه. ‌و‌ التفصيل ‌فى‌ كتب الفقه ‌و‌ الشرائع.
 (توبه ‌من‌ لايحدث نفسه بمعصيه) علما بان حديث النفس بالمعصيه ليس بمعصيه توجب الحساب ‌و‌ العقاب الا اذا تجاوز النفس الى قول ‌او‌ فعل (و ‌لا‌ يضمر ‌ان‌ يعود ‌فى‌ خطيئه) معنى التوبه ‌من‌ الذنب الرجوع الى طاعه الله بعد الانصراف عنها، ‌و‌ لايتم هذا الرجوع حقا ‌و‌ واقعا الا ‌ان‌ يعزم التائب على البقاء مع الله ‌و‌ طاعته، ‌و‌ يضمر عدم الرجوع الى معصيته. ‌و‌ ياتى المزيد ‌من‌ التوضيح بعد لحظه  
 
(و قد قلت ‌يا‌ الهى ‌فى‌ محكم كتابك...): «و ‌هو‌ الذى يقبل التوبه ‌من‌ عباده ‌و‌ يعفو عن السيئات- 25 الشورى... ‌ان‌ الله يحب التوابين ‌و‌ يحب المتطهرين- 222 البقره» (فاقبل توبتى كما وعدت...) واضح، ‌و‌ تقدم قبل قليل ‌فى‌ قوله: «متنجزا وعدك فيما وعدت ‌به‌ ‌من‌ الاجابه»
 
(و لك ‌يا‌ ربى شرطى الا اعود...) هذا الشرط اصل اصيل ‌فى‌ كل تائب، لان التوبه اقلاع عن الذنب، ‌و‌ ‌لا‌ اقلاع مع الرجوع ‌و‌ العوده، ‌و‌ ‌فى‌ بعض الروايات: المقيم على الذنب ‌و‌ ‌هو‌ مستغفر منه كالمسهتزى ء.
 
(اللهم انك اعلم بما عملت...) انت اعلم منى بنفسى، فاغفر لى كل تقصير علمته انت منى، جهلته انا ‌او‌ عرفته، ذكرته ‌او‌ نسيته (و اصرفنى بقدرتك الى ‌ما‌ احببت) سهل على الطريق الى ‌ما‌ يرضيك  
 
(و على تبعات): واجبات للناس ‌و‌ مسووليات، قصرت ‌فى‌ تاديتها ‌و‌ تهاونت (و كلهن بعينك): بعلمك (فعوض منها اهلها) ‌من‌ تاب ‌من‌ الذنب كمن ‌لا‌ ذنب له الا فيما يعود الى ‌حق‌ الناس، فانه ‌لا‌ يسقط الا بالوفاء ‌او‌ العفو ممن له الحق. ‌و‌ الامام يسال الله بفضله ‌ان‌ يقضى عنه يوم الحساب كل ‌ما‌ عليه للناس ‌من‌ حق. ‌و‌ تقدم مع الشرح المفصل ‌فى‌ الدعاء رقم 22 (و اعصمنى ‌من‌ ‌ان‌ اقارف مثلها) اقترف الذنب: فعله، ‌و‌ المعنى وفقنى بعد التوبه الى عدم العوده لمثل ‌ما‌ فعلت قبلها.
 
(و انه ‌لا‌ وفاء لى بالتوبه الا بعصمتك...) كل شى ء ببيد الله ‌و‌ قبضته، لانه خالق الاشياء كلها مباشره ‌او‌ بالواسطه حتى التوبه ‌و‌ العزم على الطاعه ‌و‌ غيره ‌من‌ الاسباب الموجبه للقرب منه ‌او‌ البعد عنه، ‌و‌ الامام (ع) يطلب ‌من‌ الله سبحانه ‌ان‌ يمده بعونه ‌و‌ يهى ء له اسباب الطاعه ‌و‌ اجوائها كالتربيه المومنه الصالحه ‌و‌ الاستاذ العالم الناصح ‌و‌ الغنى عن الناس ‌و‌ نحو ذلك، ‌و‌ مثل هذا الدعاء دعاء فتيه الكهف) ‌و‌ مثله ايضا ‌ما‌ جاء ‌فى‌ دعاء يوم عرفه لسيد الشهداء» والد السجاد (ع): «الهى كيف اعزم ‌و‌ انت القاهر، ‌و‌ كيف ‌لا‌ اعزم ‌و‌ انت الامر... فاجمعنى عليك بخدمه توصلنى اليك» ‌اى‌ هيى ء لى اسباب العزم على طاعتك ‌و‌ العمل بخدمتك ‌كى‌ اكون قريبا منك ‌لا‌ بعيدا عنك، ‌و‌ قال سبحانه لنبيه الاكرم: «و لاتقولن لشى ء انى فاعل ذلك غدا الا ‌ان‌ يشاء الله... ‌و‌ ‌قل‌ عسى ‌ان‌ يهدن ربى ‌لا‌ قرب ‌من‌ هذا رشدا- 24 الكهف» ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء السابع: «و تسببت بلطفك الاسباب».
 
(اللهم ايما عبد تاب...) ابرا اليك ممن فسخ التوبه، ‌و‌ عاد الى الحوبه (و اعوذ بك ‌ان‌ اكون كذلك...) اخلصت لك ‌يا‌ الهى ‌فى‌ توبه راسخه دائمه، ‌و‌ خالصه مخلصه لوجهك الكريم، تمحو كل ذنب مضى، ‌و‌ توجب السلامه ‌من‌ كل خطيئه فيما بقى ‌من‌ العمر
 
(اللهم انى اعتذر اليك ‌من‌ جهلى) كل ‌من‌ اساء الى نفسه بمعصيه الله فهو سفيه ‌او‌ جاحد بالله ‌او‌ جاهل بعظمته، ‌و‌ كل ‌من‌ لم يعمل بعلمه فهو اسوا حالا ‌و‌ عاقبه ‌من‌ السفيه ‌و‌ الجاهل ‌و‌ اضل سبيلا، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: ‌ان‌ اهل النار ليتاذون ‌من‌ ريح العالم التارك لعلمه (و استوهبك سوء فعلى) استغفرك مما قصرت ‌و‌ فرطت (فاضممنى الى كنف رحمتك تطولا) الكنف: الحمى ‌و‌ الظل، ‌و‌ التطول: التفضل، ‌و‌ المعنى اجعلنى برحمتك ‌و‌ فضلك ‌فى‌ حرز حارز ‌و‌ حصن حافظ ‌من‌ كل سوء (و استرنى بستر عافيتك تفضلا) ‌لا‌ تشكف عيوبى على رووس الاشهاد يوم تبلو اخبار العباد. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 11 ‌و‌ غيره.
 
(اللهم انى اتوب اليك ‌من‌ كل ‌ما‌ خالف ارادتك) تكرار لقوله آنفا ‌فى‌ هذا الدعاء بالذات: اتوب اليك ‌من‌ كبار ذنوبى ‌و‌ صغارها... (او زال عن محبتك ‌من‌ خطرات قلبى) ‌لا‌ حساب ‌و‌ ‌لا‌ عقاب على خطرات السوء ‌و‌ وسوسه الا اذا تجاوزت القلب الى قول ‌او‌ فعل حيث ‌لا‌ حول ‌و‌ ‌لا‌ قوه للانسان ‌فى‌ دفعها ‌و‌ مقاومتها، ‌و‌ عليه تكون التوبه منها مجرد سوال ‌و‌ دعاء ‌فى‌ ‌ان‌ ‌لا‌ توثر اثرها، ‌و‌ تعمل عملها (و لحظات عينى) المحرمه كالاشاره بالطرف الى شخص بقصد الهزء به، قال سبحانه: «ان الذين اجرموا كانوا ‌من‌ الذين آمنوا يضحكون ‌و‌ اذا مروا بهم يتغامزون- 30 المطففين» ‌و‌ كالنظره الخبيثه المريبه الى امراه اجنبيه (و حكايات اللسان) كالثرثره ‌فى‌ الكفر ‌و‌ الفجور ‌و‌ الشتم ‌و‌ البذاءه ‌و‌ الغيبه ‌و‌ النميمه.
 
(كل جارحه على حيالها ‌من‌ تبعاتك) الجارحه: العضو، ‌و‌ على حيالها: على انفرادها، ‌و‌ تبعاته تعالى: اعمالنا ‌و‌ اقوالنا التى تستوجب العقاب، ‌و‌ المعنى نزه اللهم كل عضو منى عما يقبح ‌و‌ يشين (و تامن...) كل جوارحى ‌من‌ العذاب  
 
(فارحم وحدتى بين يديك) ارحم ضعفى ‌و‌ قله حيلتى يوم القاك (و وجيب قلبى...) خفقانه خوفا ‌من‌ غضبك (و اضطراب اركانى): اعضائى (فقد اقامتنى ‌يا‌ رب ذنوبى...) بباب عزك مقام الذليل المستسلم (فان سكت...) فلا دافع ‌و‌ ‌لا‌ شافع الا فضلك ‌و‌ كرمك، ‌و‌ معنى قوله: (فلست باهل الشفاعه) ‌لا‌ شى ء ‌من‌ افعالى يشفع بى.
 
(وعد على سيئاتى بعفوك) تفضل بالعفو ‌و‌ المغفره عما اقترفت ‌و‌ اجترحت (و لاتجزنى جزائى ‌من‌ عقوبتك) انا استحق العقاب ‌و‌ النقمه، ‌و‌ انت اهل الصفح ‌و‌ الرحمه، فعاملنى بما انت اهله، ‌و‌ لاتعاملنى بما انا اهله (و ابسط على طولك): فضلك (وجللنى) يقال: جلل المطر الارض ‌اى‌ عمها ‌و‌ طمها.
 
لو خلقتموه لرحمتموه
(و افعل ‌بى‌ فعل عزيز...) الله سبحانه لايرحم ‌من‌ لايرحم، ‌و‌ لايجود على ‌من‌ لايجود. ‌و‌ معنى هذا ببديهه العقل ‌و‌ منطق الواقع انه تعالى كريم رحيم، لايخيب رجاء ‌من‌ لاذ ‌به‌ ‌و‌ لجاء اليه. وجاء ‌فى‌ الحديث ‌ما‌ معناه ‌ان‌ كل الكائنات تقول لله ‌فى‌ كل لحظه: ائذن لنا بهلاك ابن آدم، فانه اكل خيرك، ‌و‌ عبد غيرك. فيقول لها، عظمت كلمته: «لو خلقتموه، لرحمتموه، دعونى ‌و‌ عبادى، ‌ان‌ تابوا الى فانا حبيبهم، ‌و‌ ‌ان‌ لم يتوبوا فانا طبيبهم».
 
(اللهم ‌لا‌ خفير لى منك...) الخفير: المجير، ‌و‌ المعنى لايجيرنى ‌من‌ غضبك مجير، ‌و‌ لايمنع عذابك عنى ‌اى‌ مانع، فاجرنى بعزك الذى لايضام، ‌و‌ امنع عنى بانعامك ‌و‌ غفرانك كل سوء (و ‌لا‌ شفيع لى فليشفع لى فضلك) ‌لا‌ شفيع غدا الا العمل الصالح، ‌و‌ مهمه النبى ‌او‌ الولى الشفيع لديه تعالى اعلان هذا العمل ‌و‌ الشهاده به، ‌و‌ طلب العفو ‌من‌ الله على اساسه، لان الشفاعه بلا سبب جهل، ‌و‌ لذا قال سبحانه: «و لايشفعون الا لمن ارتضى ‌و‌ ‌هم‌ ‌من‌ خشيته مشفقون- 28 الانبياء». ‌و‌ الامام (ع) يعترف بانه لايملك ‌اى‌ شى ء ‌من‌ اسباب الشفاعه الا الايمان بكرم الله ‌و‌ فضله. ‌و‌ مثله قول ابيه سيدالشهداء (ع): «الهى انك تعلم ‌و‌ ‌ان‌ لم تدم الطاعه منى فعلا جزما فقد دامت محبه ‌و‌ عزما». ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء العاشر (و قد اوجلتنى خطاياى فليومنى عفوك) اوجلتنى: روعتنى، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ دعاء 16 ‌و‌ غيره.
 
(فما كل ‌ما‌ نطقت به) ‌من‌ كثره الذنوب ‌و‌ عدم المجير ‌و‌ الشفيع ‌و‌ التوبه ‌و‌ الندم (عن جهل منى بسوء اثرى، ‌و‌ ‌لا‌ نسيان لما سبق ‌من‌ ذميم فعلى) سوء الاثر: سوء الفعل ‌و‌ مثله ذميم الفعل، ‌و‌ المعنى انا عالم ‌و‌ ذاكر ‌ان‌ اعمالى غير صالحه، ‌و‌ ‌ما‌ اعلنتها تصنعا ‌او‌ تواضعا، بل (لتسمع سماوك ‌و‌ ‌من‌ فيها ‌و‌ ارضك ‌و‌ ‌من‌ عليها ‌ما‌ اظهرت لك ‌من‌ الندم...) اعلنت على الدنيا توبتى ‌و‌ انقطاعى الى الله ليسمعنى عبد ‌من‌ عباد الله الصالحين مستجاب الدعوه لديه تعالى، فيتاثر، ‌و‌ تاخذه الرافه ‌و‌ الرحمه، فيدعو ذا الجلال ‌و‌ الاكرام بفضله ‌و‌ منه ‌ان‌ يرفق بى، ‌و‌ عندها يستجيب له سبحانه، ‌و‌ افوز بالغفران ‌و‌ الرضوان.
 
هل التوبه ندم على ‌ما‌ كان، ‌او‌ ترك المعصيه الى غير رجعه، ‌او‌ مجرد الاستغفار، ‌او‌ كل ذلك مطلوب حتما ‌و‌ جزما؟ ‌و‌ ايا كان معنى التوبه فانى تارك ‌و‌ نادم ‌و‌ مستغفر ‌و‌ عازم، ‌و‌ انت ‌يا‌ الهى قلت: ‌و‌ قولك الحق ‌و‌ وعدك الصدق: «افلا يتوبون الى الله ‌و‌ يستغفرونه ‌و‌ الله غفور رحيم- 74 المائده» ‌و‌ قد تبنا بكل معنى تنصرف كلمه التوبه اليه ‌و‌ تدل عليه، فتقبلها ‌و‌ لاتردنا خائبين بمحمد ‌و‌ آله الطاهرين، صلواتك عليهم اجمعين. ‌و‌ تقدم كل ذلك مفصلا ‌و‌ مطولا ‌فى‌ الدعاء رقم 12 ‌و‌ 16.
 ‌و‌ بعد، فهذا ‌هو‌ النهر ‌و‌ المنهل العذب ارشدنا اليه الامام السجاد ‌و‌ زين العباد (ع) فهل ‌من‌ وارد؟. اللهم ‌لا‌ شى ء الا منك. ‌و‌ ‌لا‌ قوه لنا الا بك، فايدنا بتوفيقك، ‌و‌ سددنا بعونك على طاعتك بمحمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد عليه ‌و‌ عليهم ازكى التحيات ‌و‌ افضل الصلوات.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه
فى الشكر

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^