فارسی
يكشنبه 10 تير 1403 - الاحد 22 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

خواتم الخیر

خواتم الخير


 «1» ‌يا‌ ‌من‌ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ ، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشَّاكِرِينَ ، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ طَاعَتُهُ نَجَاةٌ لِلْمُطِيعِينَ . صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اشْغَلْ قُلُوبَنَا بِذِكْرِكَ عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ ، ‌و‌ أَلْسِنَتَنَا بِشُكْرِكَ عَنْ كُلِّ شُكْرٍ ، ‌و‌ جَوَارِحَنَا بِطَاعَتِكَ عَنْ كُلِّ طَاعَةٍ . «2» فَإِنْ قَدَّرْتَ لَنَا فَرَاغاً ‌من‌ شُغْلٍ فَاجْعَلْهُ فَرَاغَ سَلَامَةٍ ‌لا‌ تُدْرِكُنَا فِيهِ تَبِعَةٌ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَلْحَقُنَا فِيهِ سَأْمَةٌ ، حَتَّى يَنْصَرِفَ عَنَّا كُتَّابُ السَّيِّئَاتِ بِصَحِيفَةٍ خَالِيَةٍ ‌من‌ ذِكْرِ سَيِّئَاتِنَا ، ‌و‌ يَتَوَلَّى كُتَّابُ الْحَسَنَاتِ عَنَّا مُسْرُوريِنَ بِمَا کَتَبُوا ‌من‌ حَسَنَاتِنَا «3» ‌و‌ إِذَا انْقَضَتْ أَيَّامُ حَيَاتِنَا ، ‌و‌ تَصَرَّمَتْ مُدَدُ أَعْمَارِنَا ، ‌و‌ اسْتَحْضَرَتْنَا دَعْوَتُكَ الَّتِي ‌لا‌ ‌بد‌ مِنْهَا ‌و‌ ‌من‌ إِجَابَتِهَا ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْ خِتَامَ ‌ما‌ تُحْصِي عَلَيْنَا كَتَبَةُ أَعْمَالِنَا تَوْبَةً مَقْبُولَةً ‌لا‌ تُوقِفُنَا بَعْدَهَا عَلَى ذَنْبٍ اجْتَرَحْنَاهُ ، ‌و‌ ‌لا‌ مَعْصِيَةٍ اقْتَرَفْنَاهَا . «4» ‌و‌ ‌لا‌ تَكْشِفْ عَنَّا سِتْراً سَتَرْتَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ ، يَوْمَ تَبْلُو أَخْبَارَ عِبَادِکَ . «5» إِنَّكَ رَحِيمٌ بِمَنْ دَعَاكَ ، ‌و‌ مُسْتَجِيبٌ لِمَنْ نَادَاكَ
 
(يا ‌من‌ ذكره شرف للذاكرين) ذكر الله تعالى احسن الذكر، ‌ما‌ ‌فى‌ ذلك ريب، ‌و‌ لكن ‌ما‌ ‌هو‌ المراد منه؟ ‌و‌ هل المطلوب ‌و‌ المندوب مجرد التسبيح باللسان ‌و‌ على حبات المسابح ‌من‌ غير تفكير؟
 
الجواب: ‌ان‌ اللسان الذى ينطق بالكذب ‌و‌ الباطل ‌و‌ الغيبه ‌و‌ عيوب الناس، قد يتفوه باسم الله ‌و‌ يسبح لسانه بحمده، ‌و‌ لكن هذا ‌فى‌ واقعه ليس ‌من‌ الذكر الصحيح ‌فى‌ شى ء، لانه مجرد كلام دار على اللسان بحكم العاده ‌و‌ المحاكاه، ‌و‌ الذكر الصحيح المقبول عند الله ‌هو‌ الذى ينبع ‌من‌ قلب تقى خاشع منقطع الى الله وحده، لايعرف الحسد ‌و‌ الاضغان على عبد ‌من‌ عباد الله، ‌و‌ ‌لا‌ الطمع ‌و‌ التنافس على المناصب ‌و‌ المكاسب. قال رسول الله (ص): «ليس ذكر الله ‌هو‌ سبحان الله ‌و‌ الحمد لله ‌و‌ ‌لا‌ اله الا الله ‌و‌ الله اكبر، ‌و‌ لكن اذا ورد على حرام خاف الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌و‌ تركه عند ذكره ‌و‌ تذكره». ‌و‌ قال الامام الصادق (ع): ‌من‌ قال ‌لا‌ اله الا الله مخلصا دخل الجنه، ‌و‌ اخلاصه ‌ان‌ يحجزه قول ‌لا‌ اله الا الله عما حرم الله.
 ‌و‌ ‌ان‌ قال قائل: ‌ان‌ الايه 41 ‌من‌ الاحزاب: «اذكروا الله ذكرا كثيرا» مطلقه ‌و‌ غير مقيده. قلنا ‌فى‌ جوابه: اجل، ‌و‌ لكن الذكر درجات متفاوتات ‌و‌ اعلاها ‌ما‌ ذكره الرسول الاعظم (ص) ‌و‌ الامام الصادق (ع).
 (و ‌يا‌ ‌من‌ شكره فوز للشاكرين) المراد بالشاكرين المطيعون لله بقرينه الفوز، قال سبحانه: «فمن زحزح عن النار فقد فاز- 185 ‌آل‌ عمران» (و ‌يا‌ ‌من‌ طاعته نجاه للمطيعين) عطف تفسير (و اشغل قلوبنا بذكرك) عن ذكر الدنيا ‌و‌ زينتها ‌و‌ الناس ‌و‌ عيوبهم، ‌و‌ ‌لا‌ اعرف مجلسا خلا ‌من‌ نغمه الهمز ‌و‌ اللمز الا ‌ما‌ ندر! ‌و‌ هل ‌من‌ احد اشد فسقا ‌و‌ نفاقا ممن يلغ ‌و‌ يرتع ‌فى‌ اعراض الناس، ‌و‌ ‌هو‌ يدعى الايمان بالله ‌و‌ كتابه، ‌و‌ اليوم الاخر ‌و‌ حسابه؟ (و السنتنا بشكرك عن كل شكر) ‌و‌ شكر الالسنه ‌و‌ الاقلام لله سبحانه ‌ان‌ تنشر العلم ‌و‌ الوعى، ‌و‌ تعلن الحق بامانه بلا تزييف ‌و‌ تحريف، ‌و‌ ‌ان‌ تقاوم البغى ‌و‌ الفساد ‌فى‌ الارض، ‌و‌ تفضح كل انتهازى ‌و‌ منافق يتستر وراء الشعارات الزائفه. اما قول الامام (ع): «عن كل شكر» فهو اشاره الى عباده اهل الجهاله ‌و‌ الضلاله الذين يدينون بالكتب المنسوبه الى وحى السماء كذبا ‌و‌ افتراء ‌و‌ غيرها ‌من‌ كتب الضلال التى تفلسف الالحاد ‌و‌ التحرر ‌من‌ كل قيمه ‌و‌ فضيله.
 (و جوارحنا بطاعتك عن كل طاعه) الجوارح: الاعضاء، ‌و‌ ‌من‌ استعمل كل عضو منه فيما خلق له فقد اطاع الله، ‌و‌ ادى امانته بالكامل. ‌و‌ سبق مثله ‌فى‌ الدعاء رقم 8
 
(فان قدرت لنا فراغا ‌فى‌ شغل...) كل شى ء يقاس ‌و‌ يقدر بما له ‌من‌ اثر شغلا ‌ام‌ فراغا، فالفراغ ‌من‌ العمل خير ‌من‌ صفقه خاسره، ‌و‌ فعل يستحى منه فاعله. ‌و‌ اثبت عالم ‌من‌ علماء الاجتماع بالحس ‌و‌ التجربه ‌ان‌ مواد القراءه ‌و‌ الدراسه التى توجه الانسان الى العمل ‌و‌ الكفاح لمنفعته ‌و‌ منفعه الاخرين هى وحدها السبيل الى حياه افضل ‌و‌ اكمل. ‌و‌ تقدم الكلام عن الفراغ ‌فى‌ شرح الدعاء رقم 5 (كتاب السيئات...) ‌و‌ الحسنات، ‌و‌ ‌هم‌ الملائكه الذين يسجلون على ابن آدم اقواله ‌و‌ افعاله، ‌و‌ سبق الحديث عنهم ‌فى‌ الدعاء رقم 3 ‌و‌ 6.
 
(و اذا انقضت ايام حياتنا...) ‌لا‌ شى ء اقرب الى الانسان ‌من‌ الموت بل ‌هو‌ ‌فى‌ الطريق اليه منذ ولد، ‌و‌ ايضا ‌لا‌ شى ء يدفعه ‌او‌ يرجئه ‌و‌ يوخره لحظه عن الاجل الموعود... بلى، يمكن التعجيل ‌و‌ لكن بالانتحار «حكمه بالغه فما تغنى النذر- 5 القمر» ‌و‌ الموت اول ساعه ‌من‌ الاخره ‌و‌ آخر ساعه ‌من‌ الدنيا ‌و‌ بها تختم الحياه الاولى. ‌و‌ الامام (ع) يساله تعالى ‌و‌ يقول له: اجعل هذه الساعه (ختام ‌ما‌ تحصى علينا كتبه اعمالنا توبه مقبوله) سجل علينا الملائكه الكاتبون ‌ما‌ اقترفناه ‌من‌ الذنوب ‌و‌ مساوى ء الاعمال، ثم ندمنا ‌و‌ تبنا الى الله، ‌و‌ سالناه الصفح، فاستجاب ‌و‌ عفا عما سلف، ‌و‌ اصبحنا كمن ‌لا‌ ذنب له تماما كما خلقنا، ‌و‌ ‌هو‌ سبحانه المسوول ‌ان‌ يميتنا على هذه الحال، ‌و‌ يرجع اليه انفسنا «راضيه مرضيه».
 (لا توقفنا بعدها على ذنب اجترحناه) ‌لا‌ توقفنا: ‌لا‌ تحاسبنا ‌من‌ الوقوف بين يدى الله للحساب، ‌و‌ اجترحناه: فعلناه، ‌و‌ بعدها ‌اى‌ بعد التوبه المقبوله ‌و‌ المعنى نسالك اللهم الهدايه ‌و‌ التوفيق الى ترك الذنوب كيلا نقف بين يديك للحساب، على ‌ما‌ تكره، ‌و‌ مثله تماما قولك لمن ‌لا‌ شى ء له عليك: لاتطلبنى بدين. ‌و‌ بتعبير اهل المنطق: سالبه بانتفاء الموضوع، ‌و‌ الدليل على اراده هذا المعنى قوله بلا فاصل: (و ‌لا‌ معصيه اقترفناها) ‌و‌ ‌لا‌ عقاب بلا معصيه  
 
(و لاتكشف عنا سترا سترته على رووس الاشهاد) جمع شاهد ‌اى‌ حاضر، ‌و‌ المعنى صفحت اللهم ‌و‌ غفرت، ‌و‌ اذن ‌لا‌ موجب للفضيحه ‌و‌ كشف العوره امام اهل المحشر (يوم تبلو اخبار عبادك) تكشف سترهم على رووس الاشهاد لتميز بين الطيب ‌و‌ الخبيث: «ما كان الله ليذر المومنين على ‌ما‌ انتم عليه حتى يميز الخبيث ‌من‌ الطيب- 179 ‌آل‌ عمران».
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه
فى الشكر

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^