الاستعاذه من المكاره
«1» اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ من هَيَجَانِ الْحِرْصِ ، و سَوْرَةِ الْغَضَبِ ، و غَلَبَةِ الْحَسَدِ ، و ضَعْفِ الصَّبْرِ ، و قِلَّةِ الْقَنَاعَةِ ، و شَكَاسَةِ الْخُلْقِ ، و إِلْحَاحِ الشَّهْوَةِ ، و مَلَکَةِ الْحَمِيَّةِ «2» و مُتَابَعَةِ الْهَوَى ، و مُخَالَفَةِ الْهُدَى ، و سِنَةِ الْغَفْلَةِ ، و تَعَاطِي الْكُلْفَةِ ، و إِيثَارِ الْبَاطِلِ عَلَى الْحَقِّ ، و الْإِصْرَارِ عَلَى الْمَأْثَمِ ، و اسْتِصْغَارِ الْمَعْصِيَةِ ، و اسْتِكْبَارِ الطَّاعَةِ . «3» و مُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ ، و الْإِزْرَاءِ بِالْمُقِلِّينَ ، و سُوءِ الْوِلَايَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا ، و تَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ عِنْدَنَا «4» أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظَالِماً ، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً ، أَوْ نَرُومَ ما لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ ، أَوْ نَقُولَ فِي الْعِلْمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ «5» و نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَنْطَوِيَ عَلَى غش أَحَدٍ ، و أَنْ نُعْجِبَ بِأَعْمَالِنَا ، و نَمُدَّ فِي آمَالِنَا «6» و نَعُوذُ بِكَ من سُوءِ السَّرِيرَةِ ، و احْتِقَارِ الصَّغِيرَةِ ، و أَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ ، أَوْ يَنْكُبَنَا الزَّمَانُ ، أَوْ يَتَهَضَّمَنَا السُّلْطَانُ «7» و نَعُوذُ بِكَ من تَنَاوُلِ الْإِسْرَافِ ، و من فِقْدَانِ الْكَفَافِ «8» و نَعُوذُ بِكَ من شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ، و من الْفَقْرِ إِلَى الْأَكْفَاءِ ، و من مَعِيشَةٍ فِي شِدَّةٍ ، و مِيتَةٍ عَلَى غَيْرِ عُدَّةٍ . «9» و نَعُوذُ بِكَ من الْحَسْرَةِ الْعُظْمَى ، و الْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى ، و أَشْقَى الشَّقَاءِ ، و سُوءِ الْمَآبِ ، و حِرْمَانِ الثَّوَابِ ، و حُلُولِ الْعِقَابِ «10» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و أَعِذْنِي من كُلِّ ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ و جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ و الْمُؤْمِنَاتِ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
(اللهم انى اعوذ بك من هيجان الحرص) فى الحديث الشريف: اغنى الناس من لم يكن للحرص اسيرا. و فى كتاب الاغانى: ان ابا العتاهيه انشد:
اذا المرء لم يعتق من المال نفسه
تملكه المال الذى هو مالكه
الا انما مالى الذى انا منفق
و ليس لى المال الذى انا تاركه
فقيل له: من اين اخذت هذا؟ قال من قول رسول الله (ص): انما لك من مالك ما اكلت فافنيت او لبست فابليت، او تصدقت فامضيت.
الغضب
(و سوره الغضب) السوره: الحده و الشده، و الغضب لله و الحق واجب، و المحرم منه ما قاد صاحبه الى حرام، و علاجه ان يتذكر الغاضب غضب الله على من عصاه، و قال الامام الصادق (ع): «الغضب مفتاح الشر» لانه- فى الغالب- سبيل الهلاك و الضلال، و فى اصول الكافى: قال رجل للنبى (ص): علمنى يا رسول الله. قال له: اذهب و لاتغضب. و لما مضى الى قومه وجدهم فئتين تهياوا للحرب، فحمل السلاح و انضم الى احداهما، و لكن سرعان ما تذكر قول النبى (ص): لاتغضب. فرمى السلاح و اسرع الى الفئه الثانيه و قال: ما كان لكم من جراحه او قتل او ضرب فانا اكفيكموه من مالى. فقالوا له: ما كان فهو لكم. فاصطلح القوم و جنحوا الى السلم.
و لو اندفع الرجل وراء غضبه لسفكت الدماء، و ترملت النساء، و تيتم العديد من الاطفال... و لكنه فكر و تامل فعاد الى رشده و نجح فى خطته، و تحولت الحرب الى سلم. قال الامام اميرالمومنين (ع): التفكر يدعو الى البر و العمل به... ابدا لا عقل و لا دين مع عاطفه الغضب و سورته. ان الاحتكام الى العاطفه، ايه عاطفه كانت و تكون، معناه الاحتكام الى الجور و التعصب الاعمى... اكتب هذه الكلمات فى صيف سنه 1978، و جزاء المسلم فى بيروت القتل و التمثيل اذا تجرا و تجاوز الخط الاحمر بين شرق المدينه المحارب و غربها المسالم.، علما بان انسان القرن العشرين شق طريقه الى القمر بسهوله- نسبه الى الخطو من المنطقه الغربيه الى الشرقيه- و لا سر الا عاطفه التعصب، و ان كان غيرى يسميها العماله و الخيانه. و ليس الفرق ببعيد بينهما ما دامت هذه العاطفه ملطخه بدم الابرياء.
و اخيرا، اوصيك ان لا تمارس اى عمل او تنطق بايه كلمه- غير ذكره تعالى- و انت غاضب و الا اسات بنفسك لنفسك، و كنت عند الله و الناس ملوما و مرذولا.
الحسد
(و غلبه الحسد) قيل فى تعريف الحاسد: هو الذى يتمنى زوال النعمه عن اهلها، و فى الحديث: المنافق يحسد، و المومن يغبط، اى يتمنى ان يكون له من النعمه مثل ما لاخيه، و قال العقاد: ليس الحاسد هو الذى يطمع ان يساويك، بل هو الذى يريد ان تساويه تماما كالساقط العياب يتمنى ان تنزل الى مستواه.
و الحسد من امهات الكبائر تماما كالغيبه و النميمه اذا ظهر اثره فى قول او فعل، و فى عقيدتنا ان الحسد لايجلب شرا الى المحسود، اما قوله تعالى: «و من شر حاسد اذا حسد» فالمراد شر مقاصد الحاسد و سوء اقواله و افعاله ضد الذين هم اكثر منه نعمه و فضلا. و ليس المراد احقاده و نظرات عينيه. و تجدر الاشاره ان ما من احد الا و عليه من نعم الله ما يستوجب الشكر الجزيل، و لكنه يذهل عن ذلك، و لايرى الا الحال، لانه ماده الشهوات، و به يتفاخر الناس و يتكاثرون علما بان المال فداء الصحه و العيال، و كم من حاسد هو اعظم نعمه من الذى يحسده.
(و ضعف الصبر) الرجل القوى لاتحرقه نار الشدائد، و لا يتحطم و ينهار اذا واجه موقفا صعبا فى حياته، بل يبحث عن الاسباب و مواضع النقص، و يعمل جاهدا لازالتها و القضاء عليها، و الضعيف هو الذى ينهار و يفقد القدره على الصبر و الكفاح، و يتهرب من المسووليه و يلقيها على الاخرين. قال الامام على (ع): لا نزداد على كل مصيبه و شده الا ايمانا و مضيا على الحق. و ايضا قال: من لم ينجه الصبر اهلكه الجزع اى تفاقمت مصيبته و ازداد حده و شده.
(و قله القناعه) فى اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): «ان كان ما يكفيك يغنيك فادنى ما فيها يغنيك، و ان كان ما يكفيك لايغنيك فكل ما فيها لايغنيك» من اقتنع بما يكفيه و يغنيه عن الناس فالطريق الى ذلك واضح و سالك، و هو ان يعمل لحاجته و دنياه، و يسعى لها بالمعروف و المالوف، و من لم يقتنع بما كفاه و اغناه و تطلع الى المزيد من المال من حيث هو- ارقته الشهوات و كدرت عليه العيش و الحياه، و خرج من الدنيا بحسرته و لوعته.
(و شكاسه الخلق) المشاكس: المزعج المشاغب الذى لا يالف و لايولف، قال الرسول الاعظم (ص): افاضلكم احسنكم اخلاقا الموطئون اكنافا- الهينون اللينون- الذين يالفون و يولفون. و قال الامام على (ع): اسوا الناس حالا من لم يثق به احد لسوء فعله (و الحاح الشهوه) الشهوه الملحه هى اللاصقه بصاحبها و لا تفارقه بحال، تقول: هذا ابن عمى لحا اى لاصق النسب، و من اسلس القياد لشهوته فى كل شى ء اوردته موارد البلاء و الشقاء، و فى بعض كتب الصوفيه: «للانسان ثلاثه اعداء: عدو من الداخل و هو الشهوه، و عدوان من الخارج و هما الشيطان و المغريات» و لا احد يستطيع التغلب على هذه القوى المعاديه الا بحبل من الله و جبل من صبر الانسان و صموده.
(و ملكه الحميه): الانفه التى تمنع من الاذعان للحق
(و متابعه الهوى) عطف تفسير على الشهوه و الحاحها (و سنه الغفله) سنه- بكسر السين- و المراد بها هنا فتور الابدان، و كثيرا ما يفتر الانسان و يضعف عن طاعه الله غفله عن حسابه و عقابه (و تعاطى الكلفه) و هو ان يتعرض المرء لما لايعنيه، و يدعى ما ليس فيه (و ايثار الباطل على الحق) يقيس الحق بشهوته و معدته (و الاصرار على الماثم) لا يزدجر من الله بزاجر، و لا يتعظ منه بواعظ.
لا شى ء يهم الانسان الذى لا يهتم بشى ء
(و استصغار المعصيه و استكثار الطاعه) قال فيلسوف صينى: «و لا شى ء يهم الانسان الذى لايهتم بشى ء» و على ضوء هذه الحقيقه لنا ان نقول: من استخف بمعصيه الله- و لو كانت صغيره- فقد استخف بعظمه الله و هيبته، قال الامام على (ع): «اشد الذنوب ما استخف به صاحبه» لانه استخفاف بامره تعالى. و قال الامام الصادق (ع): «اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لاتغتفر. قيل: و ما هى المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لى لو لم يكن لى غير ذلك» و هذا عين التناقض يتجرا على الله و يقول: الخير لى و السعاده!
و مثله تماما او احقر و اقذر من اطاع الله فى كل شى ء الا فى العجب باعماله، و الافراط فى تقدير نفسه، و ادعائه بانه المتفرد فى تقواه، و المتفوق زهدا فى دنياه! و هذه عين الذاتيه و الغفله عن الله تعالى. قال الامام اميرالمومنين (ع): «لا تعجل فى عيب احد بذنبه فلعله مغفور له، و لا تامن على نفسك صغير معصيه فلعلك معذب عليه». و قال فى وصف غر مجهول: «يستعظم من معصيه غيره ما يستقل اكثر منه من نفسه، و يستكثر من طاعته ما يحتقره من طاعه غيره». و ايضا قال: سيئه تسوك خير من حسنه تعجبك. و فى اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): ان عالما و فاسقا دخلا المسجد، فخرج العابد منه فاسقا، و الفاسق عابدا، لان هذا تاب، و ذاك اعجب بعمله و استكثره.
(و مباهاه المكثرين) لاتقاس عظمه الانسان بالمال و الجاه، و لا بالعلم و البلاغه و كفى، و لا بالانتصارات فى المعارك، بل بالتقوى و بما يتركه من عمل نافع لاخيه الانسان (و الازراء بالمقلين) حكى سبحانه فى كتابه ان المترفين الطغاه استنكفوا عن الايمان برسله و انبيائه لا لشى ء الا لان الفقراء المقلين سبقوهم الى الايمان: «قالوا انومن لك و اتبعك الارذلون- 111 الشعراء» و من ازرى و احتقر فقيرا لقلته فهو على سنه العتاه الطغاه. و تجدر الاشاره ان الذين تزدريهم الاعين هم الذين يصنعون للناس الحياه، و لو لا هم ما وجد المترفون قمحا ياكلونه و لا قطنا يلبسونه.
(و سوء الولايه لمن تحت ايدينا) المراد بالولايه هنا الرعايه بمعنى المحافظه، و تعم و تشمل رعايه الحاكم للمحكومين، و الوالد لاولاده غير الراشدين، و الوصى لوصايته، و الامين لامانته (و ترك الشكر لمن اصطنع العارفه): المعروف، و فى الحديث: «اشكر الناس لله اشكرهم للناس» لان البذل و العطاء من حيث هو يستوجب الشكر ايا كان مصدره. و سئل الامام الصادق (ع) عن معنى الشكر فقال: «من علم ان النعمه من الله فقد ادى شكرها و ان لم يحرك لسانه، و من علم ان المعاقب على الذنوب هو الله فقد استغفر و ان لم يحرك لسانه.
(او ان نعضد ظالما) قال سبحانه: «و لاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار- 113 هود» و قال ابن عباس: «اذا كان هذا هو حال من لايصدر عنه الا مجرد ركون، و لم يشترك فى قول او فعل، فالويل كل الويل لمن اطرى و شارك» و نعطف على ذلك: ان الساكت عن الظالم بلا عذر شرعى ايضا تمسه النار لقول الرسول الاعظم (ص): الساكت عن الحق شيطان اخرس (او نخذل ملهوفا) كما تحرم اعانه الظالم تجب كفايه اغاثه الملهوف و المضطر، و قد نفى رسول الله (ص) الايمان عمن بات متخما و جاره طاو الى جنبه (او نروم ما ليس لنا بحق) و يشمل هذا كل من يخدع الناس، و يتجاوز قدره وحده. و فى نهج البلاغه: هلك امرء لم يعرف قدره.
الجهل بالجهل
(او نقول فى العلم بغير علم) من يعترف بخطئه فهو صادق مع نفسه و مع الناس، و من هنا قيل: الاعتراف بالخطاء فضيله و شجاعه. و لا احد يجرا على القول بغير علم الا منافق او جاهل بجهله، و الحديث مع هذا ضرب من السفه و العبث. قال العقاد: لو ان كل الانس و الجن قالوا للمغرور: انت اجهل الناس و شر الناس ثم خلا بنفسه- لاوهمها انه اعلم الناس و خير الناس، و ان كل الخلق يكذبون.
(و نعوذ بك ان ننطوى على غش احد) قال رسول الله (ص): «من غشنا فليس منا، و يحشر يوم القيامه مع اليهود لانهم اغش خلق الله» هذى هى جبلتهم منذ و جدوا... خبث و غش و دسائس و مكائد، و لا يروى نار الحقد فى قلوبهم الا اباده البشريه بالكامل، و يحمل هذه الجبله بالذات كل من ساند و يساند اسرائيل و الصهيونيه فى شرق الارض و غربها (و ان نعجب باعمالنا) المعجب بارائه و اعماله خرافى و احمق لانه لا يرى الا ذاته، و من خلالها ينظر الى الاشياء، فهى دينه و دنياه، و هو يعمى عن نقائضها... يجزم باللمحه، و يحكم بالتهمه، و لا يشك ابدا، و لايضع شيئا فى موضعه (و نمد فى آمالنا) الامل نوعان: مذموم اذا بعث الى العمل للدنيا فقط، و انسى ما وراءها، و ممدوح اذا بعث الى العمل للدنيا و الاخره معا. و فى شتى الاحوال لا حياه بلا عمل، و لا عمل بلا امل. و فى الحديث الشريف: الامل رحمه لامتى، و لولاه ما ارضعت والده ولدها، و لا غرس غارس شجره.
(و نعوذ بك من سوء السريره) و هى النيه و الطويه، و سوءها ان لايشعر المسى ء الا بنفسه و لايغضب الا لها... هو وحده و من بعده الطوفان.
و حسنها ان يشعر المحسن بالام الاخرين، و يغضب للمظلومين و المحرومين و لو من غير ملته، و يحب لغيره ما يحبه لنفسه، و لا ايمان و نجاه من عذاب الله الا بهذا الشعور و الغضب و الحب، قال سبحانه: «يوم لاينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم- 89 الشعراء» (و احتقار الصغيره) اى السيئه الصغيره- كما يراها الفاعل- و هى فى واقعها كبيره لزجره تعالى عنها و نهيه، و تقدم الكلام عن المحقرات قبل قليل.
(و ان يستحوذ علينا الشيطان) و لا اعرف احدا اخذ الشيطان منه ماخذه، و بلغ منه امله كاى مغرور قال او يقول بلسان المقال او الحال: «من مثلى»! استغفر الله. الا تدل هذه الشطحه او النطحه بنفسها على نفسها تماما كدلاله الناطق على الانسان و الصاهل على الحيوان (او ينكبنا الزمان) و لا عاقل على وجه الارض يامن المخبات و المفاجات بخاصه الثرى و القوى (او يتهضمنا السلطان) كان الامام السجاد (ع) فى عهد الامويين الذين اتخذوا مال الله دولا و عباده خولا. و هذه الفقره تعريض بهم و بجورهم.
(و نعوذ بك من تناول الاسراف) و هو اتلاف المال فى الحرام، او فى حلال من غير حكمه و منفعه معقوله و مقبوله عند العرف، قال تعالى: «و الذين اذا انفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما- 67 الفرقان» (و من فقدان الكفاف) و هو من الرزق ما كفى و اغنى عن الناس، يقال: قوته كفاف حاجته اى مقدار حاجته من غير زياده و نقصان، قال رسول الله (ص): اللهم ارزق محمدا و آل محمد و من احب محمدا و آل محمد العفاف و الكفاف
(و نعوذ بك من شماته الاعداء) الشماته من شيم الاوغاد و اللئام، و فى الحديث: لا تبد الشماته باخيك، فيرحمه الله و يبتليك (و من الفقر الى الاكفاء) جمع كف ء بمعنى المثيل اى لاتحوجنى الى عبد مثلى، و من دعاء لرسول الله (ص): اللهم انى اعوذ بك من الفقر الا اليك. و من اقواله: كاد الفقر يكون كفرا (و من معيشه فى شده) عطف تفسير على فقدان الكفاف.
(و ميته من غير عده) و عده الموت الاعمال الصالحه، و هى اكثر من ان تحصى، و فى طليعتها عمل يخرج منه رغيف لجائع او ثوب لعار او دواء لمريض او كلمه تهدى الى خير او اى شى ء ينتفع به الناس، اما الكلام العقيم فما هو عند الله بشى ء، و ان استوعب مجلدات
(و نعوذ بك من الحسره العظمى...) يوم يتذكر المقصر الخاسر و يقول: يا ليتنى قدمت لحياتى... و هكذا كل مجرم و آثم و جاحد و كافر لا بد ان يقف هذا الموقف امام العداله الالهيه و الرقابه السماويه، و يشعر باخطائه و سيئاته و يجازى عليها بما يستحق و الا كان المسى ء و المحسن بمنزله سواء بل يكون المحسن اسوء حالا من المسى ء.