فارسی
چهارشنبه 13 تير 1403 - الاربعاء 25 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

الاستعاذه من المكاره

الاستعاذه ‌من‌ المكاره


 «1» اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ ‌من‌ هَيَجَانِ الْحِرْصِ ، ‌و‌ سَوْرَةِ الْغَضَبِ ، ‌و‌ غَلَبَةِ الْحَسَدِ ، ‌و‌ ضَعْفِ الصَّبْرِ ، ‌و‌ قِلَّةِ الْقَنَاعَةِ ، ‌و‌ شَكَاسَةِ الْخُلْقِ ، ‌و‌ إِلْحَاحِ الشَّهْوَةِ ، ‌و‌ مَلَکَةِ الْحَمِيَّةِ «2» ‌و‌ مُتَابَعَةِ الْهَوَى ، ‌و‌ مُخَالَفَةِ الْهُدَى ، ‌و‌ سِنَةِ الْغَفْلَةِ ، ‌و‌ تَعَاطِي الْكُلْفَةِ ، ‌و‌ إِيثَارِ الْبَاطِلِ عَلَى الْحَقِّ ، ‌و‌ الْإِصْرَارِ عَلَى الْمَأْثَمِ ، ‌و‌ اسْتِصْغَارِ الْمَعْصِيَةِ ، ‌و‌ اسْتِكْبَارِ الطَّاعَةِ . «3» ‌و‌ مُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ ، ‌و‌ الْإِزْرَاءِ بِالْمُقِلِّينَ ، ‌و‌ سُوءِ الْوِلَايَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا ، ‌و‌ تَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ عِنْدَنَا «4» أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظَالِماً ، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً ، أَوْ نَرُومَ ‌ما‌ لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ ، أَوْ نَقُولَ فِي الْعِلْمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ «5» ‌و‌ نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَنْطَوِيَ عَلَى ‌غش‌ أَحَدٍ ، ‌و‌ أَنْ نُعْجِبَ بِأَعْمَالِنَا ، ‌و‌ نَمُدَّ فِي آمَالِنَا «6» ‌و‌ نَعُوذُ بِكَ ‌من‌ سُوءِ السَّرِيرَةِ ، ‌و‌ احْتِقَارِ الصَّغِيرَةِ ، ‌و‌ أَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ ، أَوْ يَنْكُبَنَا الزَّمَانُ ، أَوْ يَتَهَضَّمَنَا السُّلْطَانُ «7» ‌و‌ نَعُوذُ بِكَ ‌من‌ تَنَاوُلِ الْإِسْرَافِ ، ‌و‌ ‌من‌ فِقْدَانِ الْكَفَافِ «8» ‌و‌ نَعُوذُ بِكَ ‌من‌ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ، ‌و‌ ‌من‌ الْفَقْرِ إِلَى الْأَكْفَاءِ ، ‌و‌ ‌من‌ مَعِيشَةٍ فِي شِدَّةٍ ، ‌و‌ مِيتَةٍ عَلَى غَيْرِ عُدَّةٍ . «9» ‌و‌ نَعُوذُ بِكَ ‌من‌ الْحَسْرَةِ الْعُظْمَى ، ‌و‌ الْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى ، ‌و‌ أَشْقَى الشَّقَاءِ ، ‌و‌ سُوءِ الْمَآبِ ، ‌و‌ حِرْمَانِ الثَّوَابِ ، ‌و‌ حُلُولِ الْعِقَابِ «10» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَعِذْنِي ‌من‌ كُلِّ ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ ‌و‌ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ ‌و‌ الْمُؤْمِنَاتِ ، ‌يا‌ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
 
(اللهم انى اعوذ بك ‌من‌ هيجان الحرص) ‌فى‌ الحديث الشريف: اغنى الناس ‌من‌ لم يكن للحرص اسيرا. ‌و‌ ‌فى‌ كتاب الاغانى: ‌ان‌ ابا العتاهيه انشد:
 اذا المرء لم يعتق ‌من‌ المال نفسه
 تملكه المال الذى ‌هو‌ مالكه
 الا انما مالى الذى انا منفق
 ‌و‌ ليس لى المال الذى انا تاركه
 
فقيل له: ‌من‌ اين اخذت هذا؟ قال ‌من‌ قول رسول الله (ص): انما لك ‌من‌ مالك ‌ما‌ اكلت فافنيت ‌او‌ لبست فابليت، ‌او‌ تصدقت فامضيت.
 
 الغضب
 
 (و سوره الغضب) السوره: الحده ‌و‌ الشده، ‌و‌ الغضب لله ‌و‌ الحق واجب، ‌و‌ المحرم منه ‌ما‌ قاد صاحبه الى حرام، ‌و‌ علاجه ‌ان‌ يتذكر الغاضب غضب الله على ‌من‌ عصاه، ‌و‌ قال الامام الصادق (ع): «الغضب مفتاح الشر» لانه- ‌فى‌ الغالب- سبيل الهلاك ‌و‌ الضلال، ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى: قال رجل للنبى (ص): علمنى ‌يا‌ رسول الله. قال له: اذهب ‌و‌ لاتغضب. ‌و‌ لما مضى الى قومه وجدهم فئتين تهياوا للحرب، فحمل السلاح ‌و‌ انضم الى احداهما، ‌و‌ لكن سرعان ‌ما‌ تذكر قول النبى (ص): لاتغضب. فرمى السلاح ‌و‌ اسرع الى الفئه الثانيه ‌و‌ قال: ‌ما‌ كان لكم ‌من‌ جراحه ‌او‌ قتل ‌او‌ ضرب فانا اكفيكموه ‌من‌ مالى. فقالوا له: ‌ما‌ كان فهو لكم. فاصطلح القوم ‌و‌ جنحوا الى السلم.
 ‌و‌ لو اندفع الرجل وراء غضبه لسفكت الدماء، ‌و‌ ترملت النساء، ‌و‌ تيتم العديد ‌من‌ الاطفال... ‌و‌ لكنه فكر ‌و‌ تامل فعاد الى رشده ‌و‌ نجح ‌فى‌ خطته، ‌و‌ تحولت الحرب الى سلم. قال الامام اميرالمومنين (ع): التفكر يدعو الى البر ‌و‌ العمل به... ابدا ‌لا‌ عقل ‌و‌ ‌لا‌ دين مع عاطفه الغضب ‌و‌ سورته. ‌ان‌ الاحتكام الى العاطفه، ايه عاطفه كانت ‌و‌ تكون، معناه الاحتكام الى الجور ‌و‌ التعصب الاعمى... اكتب هذه الكلمات ‌فى‌ صيف سنه 1978، ‌و‌ جزاء المسلم ‌فى‌ بيروت القتل ‌و‌ التمثيل اذا تجرا ‌و‌ تجاوز الخط الاحمر بين شرق المدينه المحارب ‌و‌ غربها المسالم.، علما بان انسان القرن العشرين شق طريقه الى القمر بسهوله- نسبه الى الخطو ‌من‌ المنطقه الغربيه الى الشرقيه- و ‌لا‌ ‌سر‌ الا عاطفه التعصب، ‌و‌ ‌ان‌ كان غيرى يسميها العماله ‌و‌ الخيانه. ‌و‌ ليس الفرق ببعيد بينهما ‌ما‌ دامت هذه العاطفه ملطخه بدم الابرياء.
 ‌و‌ اخيرا، اوصيك ‌ان‌ ‌لا‌ تمارس ‌اى‌ عمل ‌او‌ تنطق بايه كلمه- غير ذكره تعالى- ‌و‌ انت غاضب ‌و‌ الا اسات بنفسك لنفسك، ‌و‌ كنت عند الله ‌و‌ الناس ملوما ‌و‌ مرذولا.
 
 الحسد
 
 (و غلبه الحسد) قيل ‌فى‌ تعريف الحاسد: ‌هو‌ الذى يتمنى زوال النعمه عن اهلها، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: المنافق يحسد، ‌و‌ المومن يغبط، ‌اى‌ يتمنى ‌ان‌ يكون له ‌من‌ النعمه مثل ‌ما‌ لاخيه، ‌و‌ قال العقاد: ليس الحاسد ‌هو‌ الذى يطمع ‌ان‌ يساويك، بل ‌هو‌ الذى يريد ‌ان‌ تساويه تماما كالساقط العياب يتمنى ‌ان‌ تنزل الى مستواه.
 ‌و‌ الحسد ‌من‌ امهات الكبائر تماما كالغيبه ‌و‌ النميمه اذا ظهر اثره ‌فى‌ قول ‌او‌ فعل، ‌و‌ ‌فى‌ عقيدتنا ‌ان‌ الحسد لايجلب شرا الى المحسود، اما قوله تعالى: «و ‌من‌ ‌شر‌ حاسد اذا حسد» فالمراد ‌شر‌ مقاصد الحاسد ‌و‌ سوء اقواله ‌و‌ افعاله ‌ضد‌ الذين ‌هم‌ اكثر منه نعمه ‌و‌ فضلا. ‌و‌ ليس المراد احقاده ‌و‌ نظرات عينيه. ‌و‌ تجدر الاشاره ‌ان‌ ‌ما‌ ‌من‌ احد الا ‌و‌ عليه ‌من‌ نعم الله ‌ما‌ يستوجب الشكر الجزيل، ‌و‌ لكنه يذهل عن ذلك، ‌و‌ لايرى الا الحال، لانه ماده الشهوات، ‌و‌ ‌به‌ يتفاخر الناس ‌و‌ يتكاثرون علما بان المال فداء الصحه ‌و‌ العيال، ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ حاسد ‌هو‌ اعظم نعمه ‌من‌ الذى يحسده.
 (و ضعف الصبر) الرجل القوى لاتحرقه نار الشدائد، ‌و‌ ‌لا‌ يتحطم و ينهار اذا واجه موقفا صعبا ‌فى‌ حياته، بل يبحث عن الاسباب ‌و‌ مواضع النقص، ‌و‌ يعمل جاهدا لازالتها ‌و‌ القضاء عليها، ‌و‌ الضعيف ‌هو‌ الذى ينهار ‌و‌ يفقد القدره على الصبر ‌و‌ الكفاح، ‌و‌ يتهرب ‌من‌ المسووليه ‌و‌ يلقيها على الاخرين. قال الامام على (ع): ‌لا‌ نزداد على كل مصيبه ‌و‌ شده الا ايمانا ‌و‌ مضيا على الحق. ‌و‌ ايضا قال: ‌من‌ لم ينجه الصبر اهلكه الجزع ‌اى‌ تفاقمت مصيبته ‌و‌ ازداد حده ‌و‌ شده.
 (و قله القناعه) ‌فى‌ اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): «ان كان ‌ما‌ يكفيك يغنيك فادنى ‌ما‌ فيها يغنيك، ‌و‌ ‌ان‌ كان ‌ما‌ يكفيك لايغنيك فكل ‌ما‌ فيها لايغنيك» ‌من‌ اقتنع بما يكفيه ‌و‌ يغنيه عن الناس فالطريق الى ذلك واضح ‌و‌ سالك، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ان‌ يعمل لحاجته ‌و‌ دنياه، ‌و‌ يسعى لها بالمعروف ‌و‌ المالوف، ‌و‌ ‌من‌ لم يقتنع بما كفاه ‌و‌ اغناه ‌و‌ تطلع الى المزيد ‌من‌ المال ‌من‌ حيث هو- ارقته الشهوات ‌و‌ كدرت عليه العيش ‌و‌ الحياه، ‌و‌ خرج ‌من‌ الدنيا بحسرته ‌و‌ لوعته.
 (و شكاسه الخلق) المشاكس: المزعج المشاغب الذى ‌لا‌ يالف ‌و‌ لايولف، قال الرسول الاعظم (ص): افاضلكم احسنكم اخلاقا الموطئون اكنافا- الهينون اللينون- الذين يالفون ‌و‌ يولفون. ‌و‌ قال الامام على (ع): اسوا الناس حالا ‌من‌ لم يثق ‌به‌ احد لسوء فعله (و الحاح الشهوه) الشهوه الملحه هى اللاصقه بصاحبها ‌و‌ ‌لا‌ تفارقه بحال، تقول: هذا ابن عمى لحا ‌اى‌ لاصق النسب، ‌و‌ ‌من‌ اسلس القياد لشهوته ‌فى‌ كل شى ء اوردته موارد البلاء ‌و‌ الشقاء، ‌و‌ ‌فى‌ بعض كتب الصوفيه: «للانسان ثلاثه اعداء: عدو ‌من‌ الداخل ‌و‌ ‌هو‌ الشهوه، ‌و‌ عدوان ‌من‌ الخارج ‌و‌ هما الشيطان ‌و‌ المغريات» ‌و‌ ‌لا‌ احد يستطيع التغلب على هذه القوى المعاديه الا بحبل ‌من‌ الله ‌و‌ جبل ‌من‌ صبر الانسان ‌و‌ صموده.
 
(و ملكه الحميه): الانفه التى تمنع ‌من‌ الاذعان للحق  
 
(و متابعه الهوى) عطف تفسير على الشهوه ‌و‌ الحاحها (و سنه الغفله) سنه- بكسر السين- ‌و‌ المراد بها هنا فتور الابدان، ‌و‌ كثيرا ‌ما‌ يفتر الانسان ‌و‌ يضعف عن طاعه الله غفله عن حسابه ‌و‌ عقابه (و تعاطى الكلفه) ‌و‌ ‌هو‌ ‌ان‌ يتعرض المرء لما لايعنيه، ‌و‌ يدعى ‌ما‌ ليس فيه (و ايثار الباطل على الحق) يقيس الحق بشهوته ‌و‌ معدته (و الاصرار على الماثم) ‌لا‌ يزدجر ‌من‌ الله بزاجر، ‌و‌ ‌لا‌ يتعظ منه بواعظ.
 
 ‌لا‌ شى ء يهم الانسان الذى ‌لا‌ يهتم بشى ء
 
 (و استصغار المعصيه ‌و‌ استكثار الطاعه) قال فيلسوف صينى: «و ‌لا‌ شى ء يهم الانسان الذى لايهتم بشى ء» ‌و‌ على ضوء هذه الحقيقه لنا ‌ان‌ نقول: ‌من‌ استخف بمعصيه الله- ‌و‌ لو كانت صغيره- فقد استخف بعظمه الله ‌و‌ هيبته، قال الامام على (ع): «اشد الذنوب ‌ما‌ استخف ‌به‌ صاحبه» لانه استخفاف بامره تعالى. ‌و‌ قال الامام الصادق (ع): «اتقوا المحقرات ‌من‌ الذنوب فانها لاتغتفر. قيل: ‌و‌ ‌ما‌ هى المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لى لو لم يكن لى غير ذلك» ‌و‌ هذا عين التناقض يتجرا على الله ‌و‌ يقول: الخير لى ‌و‌ السعاده!
 ‌و‌ مثله تماما ‌او‌ احقر ‌و‌ اقذر ‌من‌ اطاع الله ‌فى‌ كل شى ء الا ‌فى‌ العجب باعماله، ‌و‌ الافراط ‌فى‌ تقدير نفسه، ‌و‌ ادعائه بانه المتفرد ‌فى‌ تقواه، ‌و‌ المتفوق زهدا ‌فى‌ دنياه! ‌و‌ هذه عين الذاتيه ‌و‌ الغفله عن الله تعالى. قال الامام اميرالمومنين (ع): «لا تعجل ‌فى‌ عيب احد بذنبه فلعله مغفور له، ‌و‌ ‌لا‌ تامن على نفسك صغير معصيه فلعلك معذب عليه». ‌و‌ قال ‌فى‌ وصف غر مجهول: «يستعظم من معصيه غيره ‌ما‌ يستقل اكثر منه ‌من‌ نفسه، ‌و‌ يستكثر ‌من‌ طاعته ‌ما‌ يحتقره ‌من‌ طاعه غيره». ‌و‌ ايضا قال: سيئه تسوك خير ‌من‌ حسنه تعجبك. ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): ‌ان‌ عالما ‌و‌ فاسقا دخلا المسجد، فخرج العابد منه فاسقا، ‌و‌ الفاسق عابدا، لان هذا تاب، ‌و‌ ذاك اعجب بعمله ‌و‌ استكثره.
 
(و مباهاه المكثرين) لاتقاس عظمه الانسان بالمال ‌و‌ الجاه، ‌و‌ ‌لا‌ بالعلم ‌و‌ البلاغه ‌و‌ كفى، ‌و‌ ‌لا‌ بالانتصارات ‌فى‌ المعارك، بل بالتقوى ‌و‌ بما يتركه ‌من‌ عمل نافع لاخيه الانسان (و الازراء بالمقلين) حكى سبحانه ‌فى‌ كتابه ‌ان‌ المترفين الطغاه استنكفوا عن الايمان برسله ‌و‌ انبيائه ‌لا‌ لشى ء الا لان الفقراء المقلين سبقوهم الى الايمان: «قالوا انومن لك ‌و‌ اتبعك الارذلون- 111 الشعراء» ‌و‌ ‌من‌ ازرى ‌و‌ احتقر فقيرا لقلته فهو على سنه العتاه الطغاه. ‌و‌ تجدر الاشاره ‌ان‌ الذين تزدريهم الاعين ‌هم‌ الذين يصنعون للناس الحياه، ‌و‌ لو ‌لا‌ ‌هم‌ ‌ما‌ وجد المترفون قمحا ياكلونه ‌و‌ ‌لا‌ قطنا يلبسونه.
 (و سوء الولايه لمن تحت ايدينا) المراد بالولايه هنا الرعايه بمعنى المحافظه، ‌و‌ تعم ‌و‌ تشمل رعايه الحاكم للمحكومين، ‌و‌ الوالد لاولاده غير الراشدين، ‌و‌ الوصى لوصايته، ‌و‌ الامين لامانته (و ترك الشكر لمن اصطنع العارفه): المعروف، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «اشكر الناس لله اشكرهم للناس» لان البذل ‌و‌ العطاء ‌من‌ حيث ‌هو‌ يستوجب الشكر ايا كان مصدره. ‌و‌ سئل الامام الصادق (ع) عن معنى الشكر فقال: «من علم ‌ان‌ النعمه ‌من‌ الله فقد ادى شكرها ‌و‌ ‌ان‌ لم يحرك لسانه، ‌و‌ ‌من‌ علم ‌ان‌ المعاقب على الذنوب ‌هو‌ الله فقد استغفر ‌و‌ ‌ان‌ لم يحرك لسانه.
 
(او ‌ان‌ نعضد ظالما) قال سبحانه: «و لاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار- 113 هود» ‌و‌ قال ابن عباس: «اذا كان هذا ‌هو‌ حال ‌من‌ لايصدر عنه الا مجرد ركون، ‌و‌ لم يشترك ‌فى‌ قول ‌او‌ فعل، فالويل كل الويل لمن اطرى ‌و‌ شارك» ‌و‌ نعطف على ذلك: ‌ان‌ الساكت عن الظالم بلا عذر شرعى ايضا تمسه النار لقول الرسول الاعظم (ص): الساكت عن الحق شيطان اخرس (او نخذل ملهوفا) كما تحرم اعانه الظالم تجب كفايه اغاثه الملهوف ‌و‌ المضطر، ‌و‌ قد نفى رسول الله (ص) الايمان عمن بات متخما ‌و‌ جاره طاو الى جنبه (او نروم ‌ما‌ ليس لنا بحق) ‌و‌ يشمل هذا كل ‌من‌ يخدع الناس، ‌و‌ يتجاوز قدره وحده. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: هلك امرء لم يعرف قدره.
 
 الجهل بالجهل
 
 (او نقول ‌فى‌ العلم بغير علم) ‌من‌ يعترف بخطئه فهو صادق مع نفسه ‌و‌ مع الناس، ‌و‌ ‌من‌ هنا قيل: الاعتراف بالخطاء فضيله ‌و‌ شجاعه. ‌و‌ ‌لا‌ احد يجرا على القول بغير علم الا منافق ‌او‌ جاهل بجهله، ‌و‌ الحديث مع هذا ضرب ‌من‌ السفه ‌و‌ العبث. قال العقاد: لو ‌ان‌ كل الانس ‌و‌ الجن قالوا للمغرور: انت اجهل الناس ‌و‌ ‌شر‌ الناس ثم خلا بنفسه- لاوهمها انه اعلم الناس ‌و‌ خير الناس، ‌و‌ ‌ان‌ كل الخلق يكذبون.
 
(و نعوذ بك ‌ان‌ ننطوى على ‌غش‌ احد) قال رسول الله (ص): «من غشنا فليس منا، ‌و‌ يحشر يوم القيامه مع اليهود لانهم اغش خلق الله» هذى هى جبلتهم منذ ‌و‌ جدوا... خبث ‌و‌ ‌غش‌ ‌و‌ دسائس ‌و‌ مكائد، ‌و‌ ‌لا‌ يروى نار الحقد ‌فى‌ قلوبهم الا اباده البشريه بالكامل، ‌و‌ يحمل هذه الجبله بالذات كل ‌من‌ ساند ‌و‌ يساند اسرائيل ‌و‌ الصهيونيه ‌فى‌ شرق الارض ‌و‌ غربها (و ‌ان‌ نعجب باعمالنا) المعجب بارائه ‌و‌ اعماله خرافى ‌و‌ احمق لانه ‌لا‌ يرى الا ذاته، ‌و‌ ‌من‌ خلالها ينظر الى الاشياء، فهى دينه ‌و‌ دنياه، ‌و‌ ‌هو‌ يعمى عن نقائضها... يجزم باللمحه، ‌و‌ يحكم بالتهمه، ‌و‌ ‌لا‌ يشك ابدا، ‌و‌ لايضع شيئا ‌فى‌ موضعه (و نمد ‌فى‌ آمالنا) الامل نوعان: مذموم اذا بعث الى العمل للدنيا فقط، ‌و‌ انسى ‌ما‌ وراءها، ‌و‌ ممدوح اذا بعث الى العمل للدنيا ‌و‌ الاخره معا. ‌و‌ ‌فى‌ شتى الاحوال ‌لا‌ حياه بلا عمل، ‌و‌ ‌لا‌ عمل بلا امل. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث الشريف: الامل رحمه لامتى، ‌و‌ لولاه ‌ما‌ ارضعت والده ولدها، ‌و‌ ‌لا‌ غرس غارس شجره.
 
(و نعوذ بك ‌من‌ سوء السريره) ‌و‌ هى النيه ‌و‌ الطويه، ‌و‌ سوءها ‌ان‌ لايشعر المسى ء الا بنفسه ‌و‌ لايغضب الا لها... ‌هو‌ وحده ‌و‌ ‌من‌ بعده الطوفان.
 ‌و‌ حسنها ‌ان‌ يشعر المحسن بالام الاخرين، ‌و‌ يغضب للمظلومين ‌و‌ المحرومين ‌و‌ لو ‌من‌ غير ملته، ‌و‌ يحب لغيره ‌ما‌ يحبه لنفسه، ‌و‌ ‌لا‌ ايمان ‌و‌ نجاه ‌من‌ عذاب الله الا بهذا الشعور ‌و‌ الغضب ‌و‌ الحب، قال سبحانه: «يوم لاينفع مال ‌و‌ ‌لا‌ بنون الا ‌من‌ اتى الله بقلب سليم- 89 الشعراء» (و احتقار الصغيره) ‌اى‌ السيئه الصغيره- كما يراها الفاعل- ‌و‌ هى ‌فى‌ واقعها كبيره لزجره تعالى عنها ‌و‌ نهيه، ‌و‌ تقدم الكلام عن المحقرات قبل قليل.
 (و ‌ان‌ يستحوذ علينا الشيطان) ‌و‌ ‌لا‌ اعرف احدا اخذ الشيطان منه ماخذه، ‌و‌ بلغ منه امله كاى مغرور قال ‌او‌ يقول بلسان المقال ‌او‌ الحال: «من مثلى»! استغفر الله. الا تدل هذه الشطحه ‌او‌ النطحه بنفسها على نفسها تماما كدلاله الناطق على الانسان ‌و‌ الصاهل على الحيوان (او ينكبنا الزمان) ‌و‌ ‌لا‌ عاقل على وجه الارض يامن المخبات ‌و‌ المفاجات بخاصه الثرى ‌و‌ القوى (او يتهضمنا السلطان) كان الامام السجاد (ع) ‌فى‌ عهد الامويين الذين اتخذوا مال الله دولا ‌و‌ عباده خولا. ‌و‌ هذه الفقره تعريض بهم ‌و‌ بجورهم.
 
(و نعوذ بك ‌من‌ تناول الاسراف) ‌و‌ ‌هو‌ اتلاف المال ‌فى‌ الحرام، ‌او‌ ‌فى‌ حلال ‌من‌ غير حكمه ‌و‌ منفعه معقوله ‌و‌ مقبوله عند العرف، قال تعالى: «و الذين اذا انفقوا لم يسرفوا ‌و‌ لم يقتروا ‌و‌ كان بين ذلك قواما- 67 الفرقان» (و ‌من‌ فقدان الكفاف) ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ الرزق ‌ما‌ كفى ‌و‌ اغنى عن الناس، يقال: قوته كفاف حاجته ‌اى‌ مقدار حاجته ‌من‌ غير زياده ‌و‌ نقصان، قال رسول الله (ص): اللهم ارزق محمدا ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ ‌من‌ احب محمدا ‌و‌ ‌آل‌ محمد العفاف ‌و‌ الكفاف  
 
(و نعوذ بك ‌من‌ شماته الاعداء) الشماته ‌من‌ شيم الاوغاد ‌و‌ اللئام، و ‌فى‌ الحديث: ‌لا‌ تبد الشماته باخيك، فيرحمه الله ‌و‌ يبتليك (و ‌من‌ الفقر الى الاكفاء) جمع ‌كف‌ ء بمعنى المثيل ‌اى‌ لاتحوجنى الى عبد مثلى، ‌و‌ ‌من‌ دعاء لرسول الله (ص): اللهم انى اعوذ بك ‌من‌ الفقر الا اليك. ‌و‌ ‌من‌ اقواله: كاد الفقر يكون كفرا (و ‌من‌ معيشه ‌فى‌ شده) عطف تفسير على فقدان الكفاف.
 (و ميته ‌من‌ غير عده) ‌و‌ عده الموت الاعمال الصالحه، ‌و‌ هى اكثر ‌من‌ ‌ان‌ تحصى، ‌و‌ ‌فى‌ طليعتها عمل يخرج منه رغيف لجائع ‌او‌ ثوب لعار ‌او‌ دواء لمريض ‌او‌ كلمه تهدى الى خير ‌او‌ ‌اى‌ شى ء ينتفع ‌به‌ الناس، اما الكلام العقيم فما ‌هو‌ عند الله بشى ء، ‌و‌ ‌ان‌ استوعب مجلدات  
 
(و نعوذ بك ‌من‌ الحسره العظمى...) يوم يتذكر المقصر الخاسر ‌و‌ يقول: ‌يا‌ ليتنى قدمت لحياتى... ‌و‌ هكذا كل مجرم ‌و‌ آثم ‌و‌ جاحد ‌و‌ كافر ‌لا‌ ‌بد‌ ‌ان‌ يقف هذا الموقف امام العداله الالهيه ‌و‌ الرقابه السماويه، ‌و‌ يشعر باخطائه ‌و‌ سيئاته ‌و‌ يجازى عليها بما يستحق ‌و‌ الا كان المسى ء ‌و‌ المحسن بمنزله سواء بل يكون المحسن اسوء حالا ‌من‌ المسى ء.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه

بیشترین بازدید این مجموعه

بعد صلاه اللیل

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^