فارسی
چهارشنبه 13 تير 1403 - الاربعاء 25 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

اللجوء الى الله تعالى

اللجوء الى الله تعالى


 «1» اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ تَعْفُ عَنَّا فَبِفَضْلِكَ ، ‌و‌ إِنْ تَشَأْ تُعَذِّبْنَا فَبِعَدْلِكَ «2» فَسَهِّلْ لَنَا عَفْوَكَ بِمَنِّكَ ، ‌و‌ أَجِرْنَا ‌من‌ عَذَابِكَ بِتَجَاوُزِكَ ، فَإِنَّهُ ‌لا‌ طَاقَةَ لَنَا بِعَدْلِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ نَجَاةَ لِأَحَدٍ مِنَّا دُونَ عَفْوِكَ «3» ‌يا‌ غَنِيَّ الْأَغْنِيَاءِ ، ‌ها‌ ، نَحْنُ عِبَادُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، ‌و‌ أَنَا أَفْقَرُ الْفُقَرَاءِ إِلَيْكَ ، فَاجْبُرْ فَاقَتَنَا بِوُسْعِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَقْطَعْ رَجَاءَنَا بِمَنْعِكَ ، فَتَكُونَ قَدْ أَشْقَيْتَ ‌من‌ اسْتَسْعَدَ بِكَ ، ‌و‌ حَرَمْتَ ‌من‌ اسْتَرْفَدَ فَضْلَكَ «4» فَإِلَى ‌من‌ حِينَئِذٍ مُنْقَلَبُنَا عَنْكَ ، ‌و‌ إِلَى أَيْنَ مَذْهَبُنَا عَنْ بَابِكَ ، سُبْحَانَكَ نَحْنُ الْمُضْطَرُّونَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ إِجَابَتَهُمْ ، ‌و‌ أَهْلُ السُّوءِ الَّذِينَ وَعَدْتَ الْكَشْفَ عَنْهُمْ «5» ‌و‌ أَشْبَهُ الْأَشْيَاءِ بِمَشِيَّتِكَ ، ‌و‌ أَوْلَى الْأُمُورِ بِكَ فِي عَظَمَتِكَ رَحْمَةُ ‌من‌ اسْتَرْحَمَكَ ، ‌و‌ غَوْثُ ‌من‌ اسْتَغَاثَ بِكَ ، فَارْحَمْ تَضَرُّعَنَا إِلَيْكَ ، ‌و‌ أَغْنِنَا إِذْ طَرَحْنَا أَنْفُسَنَا بَيْنَ يَدَيْکَ «6» اللَّهُمَّ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ شَمِتَ بِنَا إِذْ شَايَعْنَاهُ عَلَى مَعْصِيَتِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تُشْمِتْهُ بِنَا بَعْدَ تَرْكِنَا إِيَّاهُ لَكَ ، ‌و‌ رَغْبَتِنَا عَنْهُ إِلَيْكَ
 
(اللهم ‌ان‌ تشا تعف فبفضلك) اختلفوا: هل ثواب ‌من‌ اطاع الله ‌هو‌ لزوم ‌و‌ استحقاق كما قال المعتزله، ‌او‌ كرم ‌و‌ تفضل كما قال الاشاعره؟.
 
و ‌فى‌ راينا انه ‌لا‌ مبادله بين الخالق ‌و‌ المخلوق، ‌و‌ ‌لا‌ عوض ‌و‌ معوض بين الواجب ‌و‌ الممكن، فالملك كله لله ‌و‌ ‌لا‌ احد يملك معه شيئا. ‌و‌ لكنه، تقدست كلماته، ‌هو‌ الذى تفضل ‌و‌ جعل الثواب على طاعته حتما ‌و‌ حقا على رحمته كما قال: «ان الله اشترى ‌من‌ المومنين انفسهم ‌و‌ اموالهم بان لهم الجنه يقاتلون ‌فى‌ سبيل الله فيقتلون ‌و‌ يقتلون وعدا عليه حقا- 111 التوبه» ‌و‌ ‌فى‌ الايه 54 ‌من‌ الانعام: «كتب ربكم على نفسه الرحمه» اشترى سبحانه الانفس ‌و‌ الاموال ‌من‌ عباده ‌و‌ ‌هو‌ بها املك، ‌و‌ لكنه تعالى وعد بالثواب، ‌و‌ وعده ‌حق‌ لازم لمن وعد علما بانه تعالى لايجب عليه ‌ان‌ يعد ‌و‌ ‌لا‌ ‌ان‌ يثيب لولا الوعد، ‌و‌ لكن اصبح الثواب واجبا بالوعد تماما كما يجب علينا الوفاء بالعهد ‌و‌ النذر ‌و‌ اليمين. ‌و‌ بهذا نجد تفسير قوله تعالى: «ادخلوا الجنه بما كنتم تعملون- 32 النحل» ‌اى‌ بضميمه قوله سبحانه: «مثل الجنه التى وعد المتقون- 35 الرعد».
 
 حكمه الله اسبق ‌من‌ رحمته
 
 (و ‌ان‌ تشا ‌ان‌ تعذبنا فبعدلك) العدل: وضع الشى ء ‌فى‌ موضعه، ‌و‌ يختلف هذا الوضع تبعا للمورد ‌و‌ الموضوع، فالعدل ‌فى‌ القسمه ‌ان‌ تعطى كل ذى ‌حق‌ حقه بلا زياده ‌او‌ نقصان، ‌و‌ مثله العدل بالحكم ‌و‌ القضاء، ‌و‌ العدل ‌فى‌ الحساب ‌ان‌ تستقصى ‌و‌ تحصى بحيث ‌لا‌ تترك شيئا ‌من‌ الداخل، ‌و‌ ‌لا‌ تضيف شيئا ‌من‌ الخارج، ‌و‌ العدل ‌فى‌ الاجر ‌و‌ الجزاء ‌ما‌ يعادل العمل دون اجحاف فان زاد فتفضل.
 ‌و‌ الله سبحانه امر عباده بالعدل، ‌و‌ عاملهم ‌هو‌ بالرحمه ‌و‌ المغفره الا الذين اشركوا به، ‌و‌ الذين عاملوا عباده ‌و‌ عياله بالعسف ‌و‌ الجور، ‌و‌ الذين
 
حرفوا دينه ‌و‌ شريعته عن قصد ‌و‌ تصميم، ‌و‌ بكلمه ‌ان‌ الله سبحانه لايغفر ‌و‌ ‌لا‌ يرحم جزافا ‌و‌ تشهيا، بل بموجب علمه ‌و‌ حكمته، ‌و‌ معنى هذا ‌ان‌ حكمته تسبق رحمته كما تسبق رحمته غضبه.
 ‌و‌ بالمناسبه: قتل رجل ‌من‌ اصحاب الامام على (ع) جماعه ‌من‌ جيش معاويه ‌فى‌ حرب صفين، ثم اخذ اسيرا، ففرح معاويه ‌و‌ قال له: الحمد لله الذى امكننى منك.
 فقال له الاسير: ‌لا‌ تقل ذلك ‌يا‌ معاويه، فان اسرى مصيبه نزلت بك.
 فرد معاويه: كلا، انها نعمه ‌و‌ ايه نعمه اعظم ‌من‌ ‌ان‌ اتمكن ‌من‌ رجل قتل العديد ‌من‌ اصحابى؟ ثم نادى معاويه: ‌يا‌ غلام اضرب عنقه.
 فقال الاسير مناجيا اله الخلق: اللهم اشهد ‌ان‌ معاويه لم يقتلنى فيك، ‌و‌ انما يقتلنى ‌من‌ اجل حطام الدنيا، فان فعل فافعل ‌به‌ ‌ما‌ ‌هو‌ اهله، ‌و‌ ‌ان‌ لم يفعل فافعل ‌به‌ ‌ما‌ انت اهله. فقال معاويه: ويحك لقد سببت فابلغت، ‌و‌ دعوت فاحسنت، ثم امر باخلاء سبيله.
 
(يا غنى الاغنياء) عن كل شى ء، لايستغنى عنه شى ء (فاجبر فاقتنا بوسعك) ‌اى‌ يسر لنا طريق الرزق ‌و‌ العيش بهدايتك ‌و‌ توفيقك. ‌و‌ ‌فى‌ الايه 10 ‌من‌ الكهف «و هيى ء لنا ‌من‌ امرنا رشدا» (فتكون قد اشقيت ‌من‌ استعبدبك) ‌اى‌ استعبد بنعمتك، ‌و‌ المعنى تفضلت سبحانك على عبدك بالكثير ‌من‌ النعم حيث خلقته ‌فى‌ احسن تقويم، ‌و‌ منحته البصر ‌و‌ البصيره ‌و‌ السمع ‌و‌ البيان... الى ‌ما‌ لايحصيه الا انت، ابعد منك عليه بكل ‌ما‌ انعمت تحرقه بنارك؟.
 ‌و‌ قد يقول قائل: ‌ان‌ الله ليس بظلام للعبيد، ‌و‌ انه تعالى ‌ما‌ عاقب ‌من‌ عاقب الا بعد ‌ان‌ تمرد ‌و‌ استنكف عن طاعته، ‌و‌ ابى ‌ان‌ يشكر الله على نعمته، ‌و‌ عليه يكون هذا اشبه بالجراه على العداله الالهيه.
 الجواب: ليس ‌فى‌ هذا الخطاب جراه ‌و‌ ‌لا‌ عتاب، ‌و‌ انما ‌هو‌ فرار ‌من‌ عذاب الله الى مغفرته، ‌و‌ ‌من‌ عدله الى رحمته، ‌هو‌ ثقه بالله ‌و‌ لطفه ‌و‌ لجوء الى ظله ‌و‌ كنفه... هذا الى ‌ان‌ الله سبحانه ‌هو‌ الذى جرا عباده على الالحاح ‌و‌ طلب النجده منه بكل صيحه ‌و‌ صرخه حيث قال، ‌عز‌ ‌من‌ قائل: «انه لايياس ‌من‌ روح الله الا القوم الكافرون- 87 يوسف»
 
(فالى ‌من‌ حينئذ منقلبنا... ‌و‌ الى اين يلتجى ء المخلوق الا الى خالقه؟ ‌و‌ الى ‌من‌ يذهب العبد الا الى سيده؟ ‌و‌ ‌فى‌ مزامير داود: «ارحمنى ‌يا‌ رب فحتى متى؟».
 (سبحانك نحن المضطرون...) قلت ‌يا‌ رب العالمين: «امن يجيب المضطر اذا دعاه ‌و‌ يكشف السوء- 62 النمل» ‌و‌ قد مسنا السوء، ‌و‌ اضطررنا الى رحمتك، ‌و‌ ‌ها‌ نحن ندعوك، فاكشف عنا البلاء ‌و‌ الضراء كما قلت ‌و‌ وعدت  
 
(و اشبه الاشياء بمشيئتك ‌و‌ اولى الامور ‌فى‌ عظمتك رحمه ‌من‌ استرحمك...) رحمه خبر لاشبه الاشياء، ‌و‌ المعنى انت ‌يا‌ الهى الجلال ‌و‌ الكمال المطلق الذى يفيض البر ‌و‌ الخيرات على عباده، ‌و‌ قد توسلنا اليك، ‌و‌ سالناك امرا ‌هو‌ ‌من‌ آثار سلطانك ‌و‌ احسانك (فارحم تضرعنا...) يسر امرنا، ‌و‌ اكشف عنا ‌ما‌ انت اعلم ‌به‌ منا... ‌و‌ سوالنا هذا ‌حق‌ ‌و‌ عدل ‌ما‌ دام المسوول اهل الجود ‌و‌ الفضل.
 
(اللهم ‌ان‌ الشيطان قد شمت بنا اذ شايعناه على معصيتك...) شمت ابليس بادم بعد ‌ان‌ اغراه بالشجره، ‌و‌ نال جزاءه بالخروج منها، ثم تاب آدم عن قريب ‌و‌ عفا الله عما سلف... ‌و‌ الان قد مثل الشيطان معنا نحن اولاد آدم نفس الدور، ‌و‌ اسرفنا على انفسنا تماما كما اسرف الوالد، ‌و‌ قد تبنا كما تاب، فاصفح ‌و‌ تسامح عن الاولاد كما سمحت ‌و‌ صفحت ‌من‌ قبل عن السيد الوالد.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه

بیشترین بازدید این مجموعه

بعد صلاه اللیل

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^