فارسی
چهارشنبه 13 تير 1403 - الاربعاء 25 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

دعوه المظلوم

دعوه المظلوم


 «1» ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يَخْفَى عَلَيْهِ أَنْبَاءُ الْمُتَظَلِّمِينَ «2» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يَحْتَاجُ فِي قَصَصِهِمْ إِلَى شَهَادَاتِ الشَّاهِدِينَ . «3» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ قَرُبَتْ نُصْرَتُهُ ‌من‌ الْمَظْلُومِينَ «4» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ بَعُدَ عَوْنُهُ عَنِ الظَّالِمِينَ «5» قَدْ عَلِمْتَ ، ‌يا‌ إِلَهِي ، ‌ما‌ نَالَنِي ‌من‌ فُلَانِ ‌بن‌ فُلَانٍ مِمَّا حَظَرْتَ ‌و‌ انْتَهَكَهُ مِنِّي مِمَّا حَجَزْتَ عَلَيْهِ ، بَطَراً فِي نِعْمَتِكَ عِنْدَهُ ، ‌و‌ اغْتِرَاراً بِنَكِيرِکَ عَلَيْهِ . «6» اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ خُذْ ظَالِمِي ‌و‌ عَدُوِّي عَنْ ظُلْمِي بِقُوَّتِكَ ، ‌و‌ افْلُلْ حَدَّهُ عَنِّي بِقُدْرَتِكَ ، ‌و‌ اجْعَلْ لَهُ شُغْلًا فِيما يَلِيهِ ، ‌و‌ عَجْزاً عَمَّا يُنَاوِيهِ «7» اللَّهُمَّ ‌و‌ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تُسَوِّغْ لَهُ ظُلْمِي ، ‌و‌ أَحْسِنْ عَلَيْهِ عَوْنِي ، ‌و‌ اعْصِمْنِي ‌من‌ مِثْلِ أَفْعَالِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْنِي فِي مِثْلِ حَالِهِ «8» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ‌و‌ أَعْدِنِي عَلَيْهِ عَدْوَى حَاضِرَةً ، تَكُونُ ‌من‌ غَيْظِي ‌به‌ شِفَاءً ، ‌و‌ ‌من‌ حَنَقِي عَلَيْهِ وَفَاءً . «9» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ عَوِّضْنِي ‌من‌ ظُلْمِهِ لِي عَفْوَكَ ، ‌و‌ أَبْدِلْنِي بِسُوءِ صَنِيعِهِ بِي رَحْمَتَكَ ، فَكُلُّ مَكْرُوهٍ جَلَلٌ دُونَ سَخَطِكَ ، ‌و‌ كُلُّ مَرْزِئَةٍ سَوَاءٌ مَعَ مَوْجِدَتِکَ . «10» اللَّهُمَّ فَكَمَا كَرَّهْتَ إِلَيَّ أَنْ أُظْلَمَ فَقِنِي ‌من‌ أَنْ أَظْلِمَ . «11» اللَّهُمَّ ‌لا‌ أَشْكُو إِلَى أَحَدٍ سِوَاكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ أَسْتَعِينُ بِحَاكِمٍ غَيْرِكَ ، حَاشَاكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ صِلْ دُعَائِي بِالْإِجَابَةِ ، ‌و‌ اقْرِنْ شِكَايَتِي بِالتَّغْيِيرِ . «12» اللَّهُمَّ ‌لا‌ تَفْتِنِّي بِالْقُنُوطِ ‌من‌ إِنْصَافِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَفْتِنْهُ بِالْأَمْنِ ‌من‌ إِنْكَارِكَ ، فَيُصِرَّ عَلَى ظُلْمِي ، ‌و‌ يُحَاضِرَنِي بِحَقِّي ، ‌و‌ عَرِّفْهُ عَمَّا قَلِيلٍ ‌ما‌ أَوْعَدْتَ الظَّالِمِينَ ، ‌و‌ عَرِّفْنِي ‌ما‌ وَعَدْتَ ‌من‌ إِجَابَةِ الْمُضْطَرِّينَ . «13» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ وَفِّقْنِي لِقَبُولِ ‌ما‌ قَضَيْتَ لِي ‌و‌ عَلَيَّ ‌و‌ رَضِّنِي بِمَا أَخَذْتَ لِي ‌و‌ مِنِّي ، ‌و‌ اهْدِنِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ، ‌و‌ اسْتَعْمِلْنِي بِمَا ‌هو‌ أَسْلَمُ . «14» اللَّهُمَّ ‌و‌ إِنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لِي عِنْدَكَ فِي تَأْخِيرِ الْأَخْذِ لِي ‌و‌ تَرْكِ الِانْتِقَامِ مِمَّنْ ظَلَمَنِي إِلَى يَوْمِ الْفَصْلِ ‌و‌ مَجْمَعِ الْخَصْمِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَيِّدْنِي مِنْكَ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ ‌و‌ صَبْرٍ دَائِمٍ «15» ‌و‌ أَعِذْنِي ‌من‌ سُوءِ الرَّغْبَةِ ‌و‌ هَلَعِ أَهْلِ الْحِرْصِ ، ‌و‌ صَوِّرْ فِي قَلْبِي مِثَالَ ‌ما‌ ادَّخَرْتَ لِي ‌من‌ ثَوَابِكَ ، ‌و‌ أَعْدَدْتَ لِخَصْمِي ‌من‌ جَزَائِكَ ‌و‌ عِقَابِكَ ، ‌و‌ اجْعَلْ ذَلِكَ سَبَباً لِقَنَاعَتِي بِمَا قَضَيْتَ ، ‌و‌ ثِقَتِي بِمَا تَخَيَّرْتَ «16» آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ، ‌و‌ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ
 
(يا ‌من‌ لايخفى عليه انباء المتظلمين) ‌اى‌ اخبار الذين يعانون الظلم، ‌و‌ يشتكون منه،
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ لايحتاج ‌فى‌ قصصهم الى شهاده الشاهدين) لانه بكل شى ء عليم، بل ‌فى‌ العديد ‌من‌ الايات «و الله عليم بالظالمين... ‌و‌ ‌لا‌ تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون». ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): «اوحى الله الى نبى ‌من‌ انبيائه انى ‌لا‌ ادع ظلامه المظلومين ‌و‌ ‌ان‌ كانوا كفارا» لان الظلم قبيح بالذات تماما كنتانه الجيفه ‌و‌ قذارتها. ‌و‌ ‌فى‌ حديث آخر: «من اذنب غير معتد على الناس كان للعفو اهلا» لانه اساء الى نفسه دون سواها. ‌و‌ ‌فى‌ حديث ثالث عن النبى (ص): «و الله ‌لا‌ يومنون ‌و‌ الله ‌لا‌ يومنون، ‌و‌ الله ‌لا‌ يومنون. فقيل: ‌من‌ ‌هم‌ ‌يا‌ رسول الله؟ قال: ‌من‌ ‌لا‌ يامن جاره بوائقه» ‌اى‌ يبيح لنفسه الاساءه الى جاره، ‌و‌ ‌لا‌ يبيح لجاره ‌ان‌ يسى ء اليه. ‌و‌ ‌فى‌ رابع: «من اعان ظالما، ‌و‌ ‌هو‌ يعلم انه ظالم فقد برى ء ‌من‌ الاسلام» حيث شاركه ‌فى‌ الظلم ‌و‌ العدوان، ‌و‌ ‌فى‌ الايه 254 ‌من‌ البقره: «و الكافرون ‌هم‌ الظالمون» ‌و‌ لنا ‌ان‌ نقول- استنادا الى هذه الادله ‌و‌ غيرها- ‌ان‌ ‌من‌ يتعمد الظلم يعامل معامله الكافر ‌فى‌ الاخره، ‌و‌ معامله المسلم ‌فى‌ الدنيا ‌ان‌ نطق بالشهادتين.
 ‌و‌ قال عالم متمكن ‌فى‌ تفسير قوله تعالى: «و ليست التوبه للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الان ‌و‌ ‌لا‌ الذين يموتون ‌و‌ ‌هم‌ كفار- 18 النساء قال هذا العالم: المراد ب«الذين يموتون ‌و‌ ‌هم‌ كفار» الظلمه ‌من‌ المسلمين، لان الكلام ‌فى‌ التوبه، ‌و‌ الذى يموت على الكفر لم يتب كما ‌هو‌ الفرض. ‌و‌ عليه يكون معنى الايه ‌ان‌ الله لايقبل التوبه ممن حضره الموت، ‌و‌ ‌لا‌ ‌من‌ الذين ينطقون بالشهادتين ‌و‌ ‌هم‌ يظلمون عباد الله ‌و‌ عياله، بل هولاء يموتون على الكفر اللهم الا ‌ان‌ يودوا الى المظلومين حقوقهم بالكامل.
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ قربت نصرته ‌من‌ المظلومين) ‌فى‌ الامثال: ظلم المرء يصرعه ‌و‌ ‌يا‌ ظالم لك يوم. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: «يوم العدل على الظالم اشد ‌من‌ يوم الجور على المظلوم». ‌و‌ يوم العدل آت ‌لا‌ محاله عاجلا ‌او‌ آجلا
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ بعد عونه عن الظالمين) ‌فى‌ الايه 13 ‌من‌ ابراهيم «لنهلكن الظالمين» ‌و‌ 18 ‌من‌ هود «الا لعنه الله على الظالمين» ‌و‌ هل ‌من‌ شى ء اكثر خزيا ‌و‌ خذلانا ‌من‌ عذابه تعالى ‌و‌ لعنته؟.
 
(قد علمت ‌يا‌ الهى ‌ما‌ نالنى ‌من‌ فلان...) لايريد الامام (ع) بدعائه هذا ‌ان‌ يلجا المظلوم توا الى الله دون ‌ان‌ يبذل ‌اى‌ جهد ‌فى‌ مقاومه الظالم ‌و‌ الدفاع عن نفسه، كيف؟ ‌و‌ قد خاض النبى (ص) ‌و‌ المسلمون ‌فى‌ عهده ‌و‌ ‌من‌ بعده اقسى الحروب ‌و‌ اشد المعارك، ‌و‌ هل ‌من‌ بلد تحرر ‌من‌ الرق ‌و‌ الاستغلال الا بالجهاد ‌و‌ النضال؟ ‌و‌ الايات القرآنيه ‌و‌ الروايات النبويه تنص بكل وضوح على ‌ان‌ الاسلام ‌هو‌ دين الكفاح ‌و‌ الجهاد ‌و‌ التضحيه بالنفس ‌و‌ النفيس ‌ضد‌ الظلم ‌و‌ الشر ‌و‌ الفساد ‌فى‌ الارض، ‌و‌ قلنا فيما سبق: ‌من‌ نام على الظلم بلا عذر مشروع فقد ظلم نفسه، ‌و‌ ‌ان‌ الظالم لو علم روح الاستماته ‌من‌ المظلوم دفاعا عن كرامته لتحاماه.
 ‌و‌ اذن فمراد الامام ‌من‌ هذا الدعاء ‌ان‌ على المظلوم اولا ‌و‌ قبل شى ء ‌ان‌ يغضب لحقه، ‌و‌ يذود عنه بكل ‌ما‌ يملك ‌من‌ جهد ‌و‌ قوه ‌و‌ حكمه ‌و‌ خبره مستمدا ‌من‌ الله العون ‌و‌ التوفيق، فان عجز ‌اى‌ كان دفاعه هلاكا ‌و‌ انتحارا بلا جدوى بل قوه للباغين ‌و‌ اغراء له ‌فى‌ العتو ‌و‌ التمادى- رفع شكواه الى القوه العليا ‌و‌ تربص حتى ياتى امر الله.
 
(و خذ ظالمى عن ظلمى بقدرتك) اكفنى شره، ورد عنى كيده، انك على كل شى ء قدير (و افلل) اكسر، وحد السيف: مقطعه، ‌و‌ المعنى جرده ‌من‌ كل سلاح يشهره على عبادك ‌و‌ عيالك (و اجعل له شغلا فيما يليه) ‌اى‌ هيى ء له عملا يتولاه ‌و‌ يقوم ‌به‌ ‌و‌ يشغله عن اذى الناس ‌و‌ الاساءه اليهم (و عجزا عما يناويه) ‌من‌ المناواه بمعنى المعاداه ‌و‌ المشاغبات  
 
(و ‌لا‌ تسوغ) ‌لا‌ تسهل (و احسن عليه عونى) اعنى عليه بفضلك ‌و‌ احسانك (و اعصمنى ‌من‌ مثل افعاله) اعوذ بك ‌ان‌ اسى ء الى احد ‌من‌ خلقك كما يفعل السفهاء ‌و‌ الاشقياء
 
(واعدنى عليه عدوى حاضره، تكون ‌من‌ غيظى ‌به‌ شفاء، ‌و‌ ‌من‌ حنقى عليه وفاء) اعدنى: انصرنى تقول: استعديت فلانا على خصمى فاعدانى ‌اى‌ طلبت منه النصر فنصرنى، ‌و‌ العدوى: النصره، ‌و‌ حاضره: عاجله، ‌و‌ الغيظ: اشد الغضب، ‌و‌ الحنق: اشد الغيظ... ‌و‌ حاشا العتره الطاهره الزاكيه ‌من‌ الحقد ‌و‌ التشفى... انهم الكاظمون العافون المحسنون. قال الامام اميرالمومنين (ع) ‌فى‌ وصيته لولده الامام الحسن (ع): تجرع الغيظ فانى لم ار جرعه احلى منها عاقبه، ‌و‌ ‌لا‌ الذ مغبه، ‌و‌ قال: متى اشفى غيظى اذا غضبت؟ احين اعجز عن الانتقام فيقال لى لو صبرت ‌ام‌ حين اقدر عليه فيقال لى لو عفوت؟ ‌و‌ سيره العتره اقوى حجه ‌و‌ اصدق دليل على انهم امتداد لجدهم الرسول الاعظم (ص) الذى بعث ليتم مكارم الاخلاق، ‌و‌ ‌من‌ اجل هذا تدين الملايين بامامتهم ‌و‌ عصمتهم، ‌و‌ قال الامام السجاد (ع) صاحب هذا الدعاء فيما ياتى: «اللهم ‌و‌ ايما عبد نال منى ‌ما‌ حظرت عليه ‌و‌ انتهاك ‌ما‌ حجرت عليه، فمضى بظلامتى ميتا فاغفر له ‌ما‌ الم ‌به‌ منى».
 ‌و‌ غير بعيد ‌ان‌ يكون المقصود بهذا الدعاء قتله الامام الحسين (ع) ‌و‌ غيره ‌من‌ الذريه ‌و‌ القربى المحمديه الذين امر الله بمودتهم ‌فى‌ الايه ‌من‌ الشورى، و قال سبحانه: «من قتل نفسا بغير نفس ‌او‌ فساد ‌فى‌ الارض فكانما قتل الناس جميعا- 32 المائده» ‌و‌ ‌فى‌ الحديث الشريف: «لو ‌ان‌ اهل السموات السبع ‌و‌ اهل الارضين السبع اشتركوا ‌فى‌ ‌دم‌ مومن- بغير نفس ‌او‌ فساد ‌فى‌ الارض- لاكبهم الله جميعا ‌فى‌ النار» بل ‌ان‌ رسول الله (ص) قتل اسيرين ‌من‌ اسرى بدر لقسوتهما ‌فى‌ اذائه ‌و‌ اذاء الصحابه، ‌و‌ لم يقبل الفديه منهما كما فعل مع سائر الاسرى.
 
(و عوضنى ‌من‌ ظلمه عفوك) اجعل عفوك عنى عوضا عما لاقيت ‌و‌ عانيت ‌من‌ ظلم ‌من‌ اعتدى على (و ابدلنى بسوء صنيعه ‌بى‌ رحمتك) عطف تكرار (فكل مكروه جلل دون سخطك) تطلق كلمه جلل على الخطير ‌و‌ اليسير، ‌و‌ المراد هنا المعنى الثانى، ‌و‌ غضب الله سبحانه: ناره ‌و‌ عقابه، ‌و‌ رضاه: جنته ‌و‌ ثوابه. ‌و‌ كل نعيم دون الجنه فهو محقور، ‌و‌ كل بلاء دون النار عافيه. كما قال الامام اميرالمومنين (ع). ‌و‌ ‌فى‌ الاشعار «و الجرح يسكنه الذى آلم» (و كل مرزئه سواء مع موجدتك) المرزئه بكسر الزاى: المصيبه ‌و‌ الموجده: الغضب، ‌و‌ المعنى ‌لا‌ ابالى ضاقت الدنيا على ‌او‌ اتسعت، ‌ان‌ سلمت ‌من‌ غضب الله ‌و‌ عذابه، ‌و‌ مثله قول الرسول الاعظم (ص): «ان لم يكن بك غضب على فلا ابالى».
 
(اللهم فكما كرهت الى ‌ان‌ اظلم فقنى ‌من‌ ‌ان‌ اظلم) الظلم ظلمات ‌و‌ اشد المحرمات ‌فى‌ حكم الله ‌و‌ شريعته بل ‌و‌ العرف ‌و‌ العقل ‌و‌ بديهته سواء اكان المظلوم نبيا ‌ام‌ شقيا، ‌و‌ لكن بعض الناس يحرم الظلم ‌ان‌ كان على نفسه، ‌و‌ يستبيحه ‌ان‌ كان منها ‌و‌ لها، ‌و‌ الامام (ع) يسال الله سبحانه ‌ان‌ لايجعله ‌من‌ الذين يعظون ‌و‌ لايتعظون، ‌و‌ ينهون ‌و‌ لاينتهون  
 
(اللهم ‌لا‌ اشكو الى سواك...) بل انت موضع شكواى، ‌و‌ بك وحدك استعين على ‌ما‌ عجزت عنه، ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: ‌من‌ شكا الحاجه الى مومن فكانه شكا الى الله، ‌و‌ ‌من‌ شكاها الى كافر فكانما شكا الله (حاشاك) كلمه تنزيه تتضمن هنا معنى التعجب ممن يستعين بغير الله، ‌و‌ يرفع شكواه الى سواه.
 (و صل دعائى بالاجابه) ارحم ‌من‌ دعاك، ‌و‌ لاتقطع رجاء ‌من‌ رجاك (و اقرن شكايتى بالتغيير) اكشف كربتى، ‌و‌ ازل ‌ما‌ اشكو منه  
 
(اللهم لاتفتنى بالقنوط ‌من‌ انصافك) الفتنه: الابتلاء، ‌و‌ القنوط: الياس، ‌و‌ المعنى اخشى على نفسى ‌ان‌ تبتلى بالياس ‌من‌ عدلك ‌ان‌ سلم المعتدى ‌من‌ عقابك. ‌و‌ هذه صوره ‌من‌ حياه العديد ‌من‌ الناس اذا اشتدت عليهم الازمات ‌و‌ ضاقت الحلقات، ‌و‌ اسنغاثوا بلا مغيث حيث يغلبهم الياس فيتفوهون بكلمه الكفر ‌لا‌ جاحدين بل بدافع الضغوط القاسيه ‌و‌ الانهيار العصبى (و ‌لا‌ تفتنه بالامن ‌من‌ انكارك) ‌اى‌ ‌من‌ غضبك ‌و‌ عذابك، ‌و‌ المعنى ‌لا‌ تمد الباغى فيزداد بغيا ‌و‌ يصر (على ظلمى) ‌و‌ يحاضرنى ‌اى‌ يغالبنى ‌و‌ ينازعنى حقى (و عرفه) اذقه عقوبه الظالمين (و عرفنى) اذقنى حلاوه الخلاص ‌من‌ الكرب ‌و‌ الهم.
 
(و وفقنى لقبول ‌ما‌ قضيت لى ‌و‌ على) الفرق بين القضاء ‌و‌ القدر ‌ان‌ القدر تصميم ‌و‌ تخطيط يتضمن الاسس التى ينبغى مراعاتها عند العمل ‌و‌ التنفيذ تماما كهندسه البناء، ‌و‌ القضاء انتقال ‌من‌ المشروع ‌و‌ التخطيط الى التجهيز ‌و‌ التنفيذ الذى ‌لا‌ معقب له ‌و‌ ‌لا‌ مرد «اذا قضى الله امرا فانما يقول له ‌كن‌ فيكون- 47 ‌آل‌ عمران» ‌و‌ قد يقضى سبحانه لعبده بما يجب، فيرزقه- مثلا- امراه صالحه ‌و‌ ولدا بارا، ‌او‌ يقضى له بما يكره، فيبتليه بمراه سوء ‌و‌ ولد عاق، ‌و‌ القضاء الاول للعبد ‌و‌ الثانى عليه، فان كان ‌و‌ ‌لا‌ ‌بد‌ مما ليس منه ‌بد‌ فليرض المبتلى بقضاء الله ‌و‌ يصبر على بلائه. ‌و‌ ‌لا‌ اعرف حكمه اصدق ‌و‌ ابلغ ‌من‌ قول الامام على (ع): ‌من‌ عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها، ‌و‌ قد شاهدت ذلك بالحس ‌و‌ العيان مرات.
 
فى الحياه خير ‌و‌ ‌شر‌
  (و استعملنى بما ‌هو‌ اسلم) لى دنيا ‌و‌ آخره، ‌و‌ ‌فى‌ الدعاء رقم 20 «استفرغ ايامى فيما خلقتنى له». ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ الله سبحانه خلق الانسان للعلم ‌و‌ العمل لحياه افضل، ‌و‌ زوده بكل ‌ما‌ يحقق ‌و‌ يومن له هذه الغايه ‌من‌ عقل ‌و‌ غرائز ‌و‌ حواس ‌و‌ اعضاء، ‌و‌ الامام (ع) يدعو الله سبحانه ‌ان‌ يوفقه للعمل ‌فى‌ هذه السبيل.
 ‌و‌ تسال: لقد اكتشف الانسان ‌و‌ اخترع ‌و‌ فعل الكثير... سخر السماء ‌و‌ اجواءها، ‌و‌ سبر البحار ‌و‌ اعماقها، ‌و‌ استغل الارض ‌و‌ خيراتها، ‌و‌ لكن كيف استغلت هذه الخيرات ‌و‌ المخترعات؟ ‌و‌ الى ‌اى‌ شى ء تحولت؟ الى الشرور ‌و‌ الاثام ‌و‌ الحروب ‌و‌ ادواتها الجهنميه! ‌و‌ هذا ‌هو‌ تاريخ الانسان ‌من‌ لدن قابيل ‌و‌ هابيل حتى الان، كله دماء ‌و‌ جرائم، ‌و‌ ارهاب ‌و‌ مظالم، ‌و‌ عليه فان اراد الامام (ع) بدعائه هذا نفسه بالخصوص فلا كلام، ‌و‌ ‌ان‌ اراد كل النفوس- كما ‌هو‌ شانه- فقد رغب ‌فى‌ غير مطمع.
 الجواب: ‌ما‌ ‌من‌ شى ء- ‌ما‌ عدا خالق الاشياء ‌و‌ مالكها- الا ‌و‌ فيه جانبان: سلب ‌و‌ ايجاب، ‌و‌ ‌من‌ يركز على جانب السلب فقط ‌او‌ جانب الشر فقط فقد انحاز الى جانب ‌و‌ تجاهل الاخر، ‌و‌ معنى هذا ‌ان‌ الحياه فيها خير ‌و‌ شر، ‌و‌ انهما ‌فى‌ صراع دائم، فتاره تكون لانصار الخير، ‌و‌ تاره لانصار الشر، ‌و‌ حينا ‌لا‌ غالب ‌و‌ ‌لا‌ مغلوب. ‌و‌ هكذا ‌دو‌ اليك، ‌و‌ ليس لاحدهما غلبه دائمه ‌و‌ الا كانت الحياه لذه بغير الم ‌او‌ الما بغير لذه. ‌و‌ الامام (ع) يسال الله سبحانه ‌ان‌ يجعله ‌و‌ كل الناس ‌من‌ اعوان الخير ‌و‌ انصاره.
 
(اللهم ‌ان‌ كانت الخيره لى عندك ‌فى‌ تاخير الاخذ...) جواب «ان» محذوف، ‌و‌ المعنى الذى يريده الامام (ع) انه بعد ‌ان‌ رفع شكواه الى الله تعالى ‌من‌ ظالمه راغبا اليه ‌فى‌ عقابه على ظلمه- قال له: ‌ان‌ كان لى ‌ان‌ اختار تاخير عقابه الى يوم تجمع فيه الخصوم للحساب ‌و‌ الجزاء، فذاك ‌ما‌ ابغى، على ‌ان‌ تمدنى بنيه خالصه لوجهك الكريم ‌و‌ صبر على طاعتك (و اعذنى ‌من‌ سوء الرغبه) احفظنى ‌و‌ اصرفنى عن كل هوى ‌و‌ ميل لايرضيك عنى (و هلع اهل الحرص) الهلع: الجزع، ‌و‌ اهل الحرص ‌هم‌ ابناء الدنيا الذين يجزعون ‌و‌ ياسفون على ‌ما‌ فاتهم ‌من‌ حطامها ‌و‌ طعامها، ‌و‌ الامام (ع) يستجير بالله ‌ان‌ يكون ‌من‌ هذه الزمره.
 
(و صور ‌فى‌ قلبى...) انت ‌يا‌ الهى تثيب غدا المظلوم، ‌و‌ تنتقم ‌من‌ الظالم، فهل تلهمنى الان ‌ما‌ اعددت لى ‌من‌ الثواب ‌و‌ لظالمى ‌من‌ العقاب، ‌و‌ ترسم ذلك ‌فى‌ عقلى حتى كانى اراه بالحس ‌و‌ العيان؟ ‌و‌ الامام (ع) يومن بالله ‌و‌ انه منجز وعده، ‌و‌ لكن ليطمئن قلبه كما قال خليل الرحمن (ع)، ‌و‌ الى هذا اشار الامام بقوله بلا فاصل: (و اجعل ذلك سببا لقناعتى...) مهد لى الاسباب الموجبه للرضا بما حكمت ‌و‌ اعطيت  
 
(آمين) اسم فعل بمعنى استجب.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه

بیشترین بازدید این مجموعه

بعد صلاه اللیل

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^