فى رد كيد الاعداء
«1» إِلَهِي هَدَيْتَنِي فَلَهَوْتُ ، و وَعَظْتَ فَقَسَوْتُ ، و أَبْلَيْتَ الْجَمِيلَ فَعَصَيْتُ ، ثُمَّ عَرَفْتُ ما أَصْدَرْتَ إِذْ عَرَّفْتَنِيهِ ، فَاسْتَغْفَرْتُ فَأَقَلْتَ ، فَعُدْتُ فَسَتَرْتَ ، فَلَكَ إِلَهِي الْحَمْدُ . «2» تَقَحَّمْتُ أَوْدِيَةَ الْهَلَاكِ ، و حَلَلْتُ شِعَابَ تَلَفٍ ، تَعَرَّضْتُ فِيهَا لِسَطَوَاتِكَ و بِحُلُولِهَا عُقُوبَاتِكَ . «3» و وَسِيلَتِي إِلَيْكَ التَّوْحِيدُ ، و ذَرِيعَتِي أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً ، و لَمْ أَتَّخِذْ مَعَكَ إِلَهاً ، و قَدْ فَرَرْتُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي ، و إِلَيْكَ مَفَرُّ الْمُسي ءِ ، و مَفْزَعُ الْمُضَيِّعِ لِحَظِّ نَفْسِهِ الْمُلْتَجِىِ . «4» فَكَمْ من عَدُوٍّ انْتَضَى عَلَيَّ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ ، و شَحَذَ لِي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ ، و أَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ ، و دَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ ، و سَدَّدَ نَحْوِي صَوَائِبَ سِهَامِهِ ، و لَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ ، و أَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي الْمَكْرُوهَ ، و يُجَرِّعَنِي زُعَاقَ مَرَارَتِهِ . «5» فَنَظَرْتَ يا إِلَهِي إِلَى ضَعْفِي عَنِ احْتَِمالِ الْفَوَادِحِ ، و عَجْزِي عَنِ الِانْتِصَارِ مِمَّنْ قَصَدَنِي بِمُحَارَبَتِهِ ، و وَحْدَتِي فِي كَثِيرِ عَدَدِ من نَاوَانِي ، و أَرْصَدَ لِي بِالْبَلَاءِ فِيما لَمْ أُعْمِلْ فِيهِ فِكْرِي . «6» فَابْتَدَأْتَنِي بِنَصْرِكَ ، و شَدَدْتَ أَزْرِي بِقُوَّتِكَ ، ثُمَّ فَلَلْتَ لِي حَدَّهُ ، و صَيَّرْتَهُ من بَعْدِ جَمْعٍ عَدِيدٍ وَحْدَهُ ، و أَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ ، و جَعَلْتَ ما سَدَّدَهُ مَرْدُوداً عَلَيْهِ ، فَرَدَدْتَهُ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ ، و لَمْ يَسْكُنْ غَلِيلُهُ ، قَدْ عَضَّ عَلَى شَوَاهُ و أَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ أَخْلَفَتْ سَرَايَاهُ . «7» و كم من بَاغٍ بَغَانِي بِمَكَايِدِهِ ، و نَصَبَ لِي شَرَكَ مَصَايِدِهِ ، و وَكَّلَ بِي تَفَقُّدَ رِعَايَتِهِ ، و أَضْبَأَ إِلَيَّ إِضْبَاءَ السَّبُعِ لِطَرِيدَتِهِ انْتِظَاراً لِانْتِهَازِ الْفُرْصَةِ لِفَرِيسَتِهِ ، و هو يُظْهِرُ لِي بَشَاشَةَ الْمَلَقِ ، و يَنْظُرُنِي عَلَى شِدَّةِ الْحَنَقِ . «8» فَلَمَّا رَأَيْتَ يا إِلَهِي تَبَاركْتَ و تَعَالَيْتَ دَغَلَ سَرِيرَتِهِ ، و قُبْحَ ما انْطَوَى عَلَيْهِ ، أَرْكَسْتَهُ لِأُمِّ رَأْسِهِ فِي زُبْيَتِهِ ، و رَدَدْتَهُ فِي مَهْوَى حُفْرَتِهِ ، فَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ذَلِيلًا فِي رِبَقِ حِبَالَتِهِ الَّتِي كَانَ يُقَدِّرُ أَنْ يَرَانِي فِيهَا ، و قَدْ كَادَ أَنْ يَحُلَّ بِي لَوْ لا رَحْمَتُكَ ما حل بِسَاحَتِهِ . «9» و كم من حَاسِدٍ قَدْ شَرِقَ بِي بِغُصَّتِهِ ، و شَجِيَ مِنِّي بِغَيْظِهِ ، و سَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ ، و وَحَرَنِي بِقَرْفِ عُيُوبِهِ ، و جَعَلَ عِرْضِي غَرَضاً لِمَرَامِيهِ ، و قَلَّدَنِي خِلَالًا لَمْ تَزَلْ فِيهِ ، و وَحَرَنِي بِكَيْدِهِ ، و قَصَدَنِي بِمَكِيدَتِهِ . «10» فَنَادَيْتُكَ يا إِلَهِي مُسْتَغِيثاً بِكَ ، وَاثِقاً بِسُرْعَةِ إِجَابَتِكَ ، عَالِماً أَنَّهُ لا يُضْطَهَدُ من أَوَى إِلَى ظِلِّ كَنَفِكَ ، و لا يَفْزَعُ من لَجَأَ إِلَى مَعْقِلِ انْتِصَارِكَ ، فَحَصَّنْتَنِي من بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ . «11» و كم من سَحَائِبِ مَكْرُوهٍ جَلَّيْتَهَا عَنِّي ، و سَحَائِبِ نِعَمٍ أَمْطَرْتَهَا عَلَيَّ ، و جَدَاوِلِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا و ، عَافِيَةٍ أَلْبَسْتَهَا ، و أَعْيُنِ أَحْدَاثٍ طَمَسْتَهَا ، و غَوَاشِيَ کُرُبَاتٍ کَشَفْتَهَا . «12» و كم من ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ ، و عَدَمٍ جَبَرْتَ ، و صَرْعَةٍ أَنْعَشْتَ ، و مَسْكَنَةٍ حَوَّلْتَ . «13» كُلُّ ذَلِكَ إِنْعَاماً و تَطَوُّلًا مِنْكَ ، و فِي جَمِيعِهِ انْهِمَاكاً مِنِّي عَلَى مَعَاصِيكَ ، لَمْ تَمْنَعْكَ إِسَاءَتِي عَنْ إِتْمَامِ إِحْسَانِكَ ، و لا حَجَرَنِي ذَلِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ ، لا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ . «14» و لَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ ، و لَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ ، و اسْتُمِيحَ فَضْلُكَ فَمَا أَكْدَيْتَ ، أَبَيْتَ يا مَوْلَايَ إِلَّا إِحْسَاناً و امْتِنَاناً و تَطَوُّلًا و إِنْعَاماً ، و أَبَيْتُ إِلَّا تَقَحُّماً لِحُرُمَاتِكَ ، و تَعَدِّياً لِحُدُودِكَ ، و غَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ إِلَهِي من مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، و ذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ . «15» هَذَا مَقَامُ من اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النِّعَمِ ، و قَابَلَهَا بِالتَّقْصِيرِ ، و شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالتَّضْيِيعِ . «16» اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالُْمحَمَّدِيَّةِ الرَّفِيعَةِ ، و الْعَلَوِيَّةِ الْبَيْضَاءِ ، و أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِمَا أَنْ تُعِيذَنِي من شر كَذَا و كَذَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَضِيقُ عَلَيْكَ فِي وُجْدِكَ ، و لا يَتَكَأَّدُكَ فِي قُدْرَتِکَ و أَنْتَ عَلَي کُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «17» فَهَبْ لِي يا إِلَهِي من رَحْمَتِكَ و دَوَامِ تَوْفِيقِكَ ما أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ به إِلَى رِضْوَانِكَ ، و آمَنُ به من عِقَابِكَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
(الهى هديتنى فلهوت، و وعظت فقسوت...) ارشدتنى الى طريق حياتى و نجاتى، و اكرمتنى بالكثير من معروفك و احسانك، و حذرتنى من سوء العاقبه، و عزمت بدورى على السمع و الطاعه... و لكن عند العمل و التنفيذ جذبنى هواى، و غلبت على شقوتى، فتجاوزت و اسرفت، و الان عدت الى رشدى بتوفيق منك، و اقلعت عن سوء فعلى و اساءتى، فاقبل تضرعى، و اغفر خطيئتى يا خير من سئل، و ارحم من استرحم.
و من المفيد ان نذكر بهذه المناسبه ما قاله حول الموعظه و آثارها عمر ابن محمد السهروردى فى كتاب عوارف المعارف، و نلخصه بما يلى:
اقسام الموعظه
ذهب فلاح الى ارضه، و ملا كفه بحبات القمح، و راح يبذرها ذات اليمين و ذات الشمال، و تنقسم هذه الحبات بالنظر الى اماكنها اربعه اقسام:
1- قسم منها وقع على صخره ملساء لا تراب عليها، فانحط عليه الطير و اختطفه.
2- و قسم وقع على حجر تغطيه طبقه رقيقه من التراب، و يبلله قليل من الندى، فنبت الحب حتى اذا وصلت عروقه الى سطح الحجر لم تجد طريقا لها فيبس النبت و مات.
3- و شى ء من البذر وقع فى ارض طيبه لكنها مليئه بالاشواك، فنبت البذر حتى اذا اراد ان يرتفع خنقته الاشواك فذوى و انتهى.
4- و شى ء آخر من البذر وقع فى ارض طيبه و لا اشواك فيها و ما اشبه، فنبتت الحبه و نمت و آتت اكلها.
و مثل الحبه التى وقعت على الصخره الملساء و التقطها الطير، كمثل موعظه نافعه شافيه يسمعها اعمى القلب، فيدير عنها اذنيه حتى لايسمعها، فما يلبث الشيطان ان يختطفها من قلبه ليتركه خاويا.
و مثل الحبه التى وقعت على الحجر المغطى بقليل من التراب، كمثل الرجل الذى يستحسن ما يسمع، و لكنه لايجد فى قلبه اى عزم على العمل لقسوته و صلابته، فيذهب القول النافع هباء.
و مثل الحبه التى وقعت فى ارض طيبه يكتنفها الشوك، كمثل الرجل يسمع منك المفيد، و يهم بالعمل على موجبه، لكنه يجد من الشهوات العمياء ما يصرفه عن كل خير.
و اخيرا فمثل الحبه التى وقعت فى ارض طيبه لا شى ء فيها من عوائق النمو كمثل الرجل يتقبل الموعظه الحسنه، فيفهمها و يعمل بها دون ان يصده عنها اى شى ء من اعماقه.
(تقحمت اوديه الهلاك، و حللت شعاب...): جمع شعب يكسر الشين، و هو الطريق فى الجبل و مسيل الماء، و المعنى تعرضت بسوء اختيارى لغضبك و عذابك، و اتوب اليك فى مقامى هذا
(و وسيلتى اليك التوحيد...) فسبحانك لا اله الا انت، انى كنت من الظالمين (و قد فررت اليك...) مستغيثا برحمتك و مغفرتك متوكلا على جودك و حلمك.
(فكم من عدو انتضى على سيف عداوته...) انتضى: جرد، جرد، و شحد: احد، و الظبه: حد السيف و ما اشبه، و شبا السنان: طرفه المحدود، وداف: خلط، و معنى هذا الكلام بجملته الشكوى اليه تعالى من ظالم غاشم، يضمر الشر للامام (ع) و يجرعه مراره العسف و التكنيل... و غير بعيد ان تكون هذه الشكوى من الدوله الامويه حيث كانت فى عهد الامام (ع) و كان من ضحاياها مجزره الطف و وقعه الخرى و احراق الكعبه... و كان هذا الدعاء و غيره كثير امضى من سيوف المسلمين على رووس الامويين.
(فنظرت يا الهى الى ضعفى عن احتمال الفوادح...): الخطوب و المصائب (و وحدتى فى كثير عدد من ناوانى...) و مثله قول والده سيد الشهداء (ع) يوم كربلا: و انى زاحف بهذه الاسره مع قله العدد، و كثره العدو، و خذلان الناصر.
(فابتداتنى بنصرك، و شددت ازرى بقوتك) و من مظاهر هذا النصر و الازر قصته مع هشام بن عبدالملك ساعه الطواف حول الكعبه و قصيده الفرزدق التى يقول فيها:
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقى النقى الطاهر العلم
اذا راته قريش قال قائلها
الى مكارم هذا ينتهى الكرم
الله شرفه قدما و عظمه
جرى بذاك له فى لوحه القلم
ينمى الى ذروه العز التى قصرت
عن نيلها عرب الاسلام و العجم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرته
كالشمس ينجاب عن اشراقها الظلم
من معشر حبهم دين و بغضهم
كفر و قربهم ملجا و معتصم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم
فى كل بدء و مختوم به الكلم
ان عد اهل التقى كانوا ائمتهم
او قيل من خير اهل الارض قيل هم
و اخيرا انظر شرح الدعاء 20 فقره هذا هو الامام السجاد.
من هنا الى آخر الدعاء لا شى ء وراء المعنى الظاهر، لذا نوجز و لا نطيل (ثم فللت): كسرت او ثلمت (و اعليت كعبى عليها) الكعب: قبه القدم و عقده القصب و غير ذلك، و المراد هنا رفعت شانى على شانه (و جعلت ما سدده...): رددت كيده الى نحره (غليله): حقده و غيظه «قل موتوا بغيظكم- 119 آل عمران» (على شواه): على اصابعه، لان الشوى يطلق على الاطراف من اليدين و الرجلين (قد اخلفت سراياه): تاخرت جيوشه و تقهقرت.
(و وكل بى...) اقام على عيونا تراقب ما اقول و افعل، و يشعر هذا بان حكام الجور كانوا يتجسسون اخبار اهل البيت (ع) عن طريق العملاء و الاجراء (و اضبا الى...) قال الشيخ الطريحى فى مجمع البحرين ما نصه بالحرف: «فى الدعاء: اضبا الى اضباء السبع لطريدته اى لجاء الى ملازما لى... و الطريده بمعنى مفعوله اى مطروده السبع» (الملق): التودد الكاذب (الحنق: الغيظ
(دغل): انطوى على الشر و الغدر، و الدليل على اراده هذا المعنى قول الامام (ع) بلا فاصل: و قبح ما انطوى عليه (اركسته لام راسه فى زبيته) بضم الزاى: الحفره و ام الراس: جلده رقيقه على الدماغ، و المعنى قلبته على راسه فى حفرته (ورددته فى مهوى حفرته) عطف تكرار.
(فاقمع): فاقهر (ربق) بكسر الراء: حبل فيه عرى، و معنى الجمله حاول العدو ان يقتنصنى بحبله، و كاد يفوز بما اراد، و لكن نجوت منه برحمتك و عنايتك.
(قد شرق) يقال: شرق بريقه او بالماء اذا غص به (شجى): كل ما اعترض فى الحلق (و حرنى) اشتد على غيظه (بقرف): بتهمه (عرضى) شرفى (خلالا): خصالا
(ظل كنفك): مناعه جانبك
(و كم من سحائب مكروه...) اسبغت النعم، و كشفت النقم. و تقدم فى الدعاء 45 و غيره
(لم تمنعك اساءتى...) عارضتك بالعصيان فعارضتنى بالاحسان. تقدم فى الدعاء 46 و غيره.
(و لقد سئلت فاعطيت...) يعطى من سال و من لا يسال تحننا منه و كرما (و استميح فضلك): اطلب عطاءك (فما اكديت): فما قطعت آلاءك و نعماءك (الا احسانا و امتنانا و تطولا و انعاما) المعنى واحد (و ابيت الا تقحما.. الا اقداما بلا رويه على انتهاك ما حرمت، و المعنى ابيت انت يا الهى الا ما يليق بكرمك من الاحسان، و ايضا ابيت انا الا ما يليق بلومى من الاساءه. و هذا تكرار لقوله قبل لحظه: «لم تمنعك اساءتى عن اتمام احسانك».
(هذا مقام من اعترف...) الاعتراف بالذنب كفاره له. جاء فى اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): «ما خرج عند من ذنب الا باقرار... ان العبد ليذنب الذنب فيدخله الله به الجنه... اذا كان لا يزال خائفا منه ماقتا لنفسه، فيرحمه الله» «بالمحمديه): سنه محمد (ص) اى قوله و فعله و تقريره «من يطع الرسول فقد اطاع الله- 80 النساء
(و العلويه): ولايه على (ع) لحديث «من كنت مولاه فعلى مولاه» اى من يطع عليا فقد اطاع الرسول (وجدك) بضم الواو: الغنى (لايتكادك): لايشق عليك.
(و دوام توفيقك...) ابدا، ما من شى ء يحدث فى الكون الاوراءه قوه فاعله توفق او تفرق، تيسر او تعسر. و ما شهدنا الا بما راينا و جربنا و ما من شك انه تعالى لايقضى و يقدر الا على اساس العلم بالواقع و الحكمه البالغه.