فارسی
سه شنبه 18 ارديبهشت 1403 - الثلاثاء 27 شوال 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 3
67% این مطلب را پسندیده اند

فى استكشاف الهموم

فى استكشاف الهموم


 «1» ‌يا‌ فَارِجَ الْهَمِّ ، ‌و‌ كَاشِفَ الْغَمِّ ، ‌يا‌ رَحْمَانَ الدُّنْيَا ‌و‌ الآْخِرَةِ ‌و‌ رَحِيمَهُمَا ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ افْرُجْ هَمِّي ، ‌و‌ اكْشِفْ غَمِّي . «2» ‌يا‌ وَاحِدُ ‌يا‌ أَحَدُ ‌يا‌ صَمَدُ ‌يا‌ ‌من‌ لَمْ يَلِدْ ‌و‌ لَمْ يُولَدْ ‌و‌ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، اعْصِمْنِي ‌و‌ طَهِّرْنِي ، ‌و‌ اذْهَبْ بِبَلِيَّتِي . ‌و‌ اقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ‌و‌ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ‌و‌ ‌قل‌ ‌هو‌ اللَّهُ أَحَدٌ ، ‌و‌ ‌قل‌ «3» اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ ‌من‌ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ ، ‌و‌ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ ، ‌و‌ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ ، سُؤَالَ ‌من‌ ‌لا‌ يَجِدُ لِفَاقَتِهِ مُغِيثاً ، ‌و‌ ‌لا‌ لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً ، ‌و‌ ‌لا‌ لِذَنْبِهِ غَافِراً غَيْرَكَ ، ‌يا‌ ذَا الْجَلَالِ ‌و‌ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ عَمَلًا تُحِبُّ ‌به‌ ‌من‌ عَمِلَ ‌به‌ ، ‌و‌ يَقِيناً تَنْفَعُ ‌به‌ ‌من‌ اسْتَيْقَنَ ‌به‌ ‌حق‌ الْيَقِينَ فِي نَفَاذِ أَمْرِکَ . «4» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ اقْبِضْ عَلَى الصِّدْقِ نَفْسِي ، ‌و‌ اقْطَعْ ‌من‌ الدُّنْيَا حَاجَتِي ، ‌و‌ اجْعَلْ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتِي شَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ ، ‌و‌ هَبْ لِي صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ . «5» أَسْأَلُكَ ‌من‌ خَيْرِ كِتَابٍ قَدْ خَلَا ، ‌و‌ أَعُوذُ بِكَ ‌من‌ ‌شر‌ كِتَابٍ قَدْ خَلَا ، أَسْأَلُكَ خَوْفَ الْعَابِدِينَ لَكَ ، ‌و‌ عِبَادَةَ الْخَاشِعِينَ لَكَ ، ‌و‌ يَقِينَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ، ‌و‌ تَوَكُّلَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ . «6» اللَّهُمَّ اجْعَلْ رَغْبَتِي فِي مَسْأَلَتِي مِثْلَ رَغْبَةِ أَوْلِيَائِكَ فِي مَسَائِلِهِمْ ، ‌و‌ رَهْبَتِي مِثْلَ رَهْبَةِ أَوْلِيَائِكَ ، ‌و‌ اسْتَعْمِلْنِي فِي مَرْضَاتِكَ عَمَلًا ‌لا‌ أَتْرُكُ مَعَهُ شَيْئاً ‌من‌ دِينِكَ مَخَافَةَ أَحَدٍ ‌من‌ خَلْقِكَ . «7» اللَّهُمَّ هَذِهِ حَاجَتِي فَأَعْظِمْ فِيهَا رَغْبَتِي ، ‌و‌ أَظْهِرْ فِيهَا عُذْرِي ، ‌و‌ لَقِّنِّي فِيهَا حُجَّتِي ، ‌و‌ عَافِ فِيهَا جَسَدِي . «8» اللَّهُمَّ ‌من‌ أَصْبَحَ لَهُ ثِقَةٌ أَوْ رَجَاءٌ غَيْرُكَ ، فَقَدْ أَصْبَحْتُ ‌و‌ أَنْتَ ثِقَتِي ‌و‌ رَجَائِي فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا ، فَاقْضِ لِي بِخَيْرِهَا عَاقِبَةً ، ‌و‌ نَجِّنِي ‌من‌ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ بِرَحْمَتِكَ ‌يا‌ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . «9» ‌و‌ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ الْمُصْطَفَى ‌و‌ عَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ
 
(يا فارج الهم ‌و‌ كاشف الغم... فرج همى ‌و‌ اكشف غمى...) سبق القول ‌و‌ تكرر ‌ان‌ الله يجرى المسببات على اسبابها ‌و‌ النتائج على مقدماتها... ‌و‌ جميع ظواهر الكون ‌و‌ حالات الانسان ‌و‌ الحيوان ‌و‌ النبات، تقوم على هذا الاساس، على مبدا العله ‌و‌ معلولها ‌و‌ الموثر ‌و‌ اثره بشهاده الحس ‌و‌ البديهه، فالله سبحانه ‌هو‌ الذى اخرج يوسف (ع) ‌من‌ الجب حيث قيض له الركب ‌فى‌ الارض القفر، ‌و‌ ادلى واردهم بدلوه، ‌و‌ عليه يكون معنى «فرج همى
 
و اكشف غمى» ‌ان‌ يسهل سبحانه لقائل هذا الدعاء اسباب الفرج، ‌و‌ يكشف له عنها ‌كى‌ يسرع بدوره اليها، ‌و‌ ينتهز الفرصه قبل فواتها.
 ‌و‌ قد فرق اهل العلم ‌و‌ الوعى بين الواقع ‌و‌ الخرافه بان ‌من‌ السخافه ‌و‌ الخرافه ‌ان‌ نربط الحادثه بغير اسبابها، ‌و‌ نخرجها عن حدود العقل ‌و‌ الدين، اما منطق الواقع فانه يرجع كل حادثه الى السبب الذى يتحكم بها... ‌و‌ ‌لا‌ خروج عن هذا المبدا الا ‌فى‌ المعجزه الخارقه لانها الوسيله لاثبات نبوه الانبياء حيث يقول سبحانه للشى ء ‌كن‌ فيكون تماما كما قال للنار: «يا نار كونى بردا ‌و‌ سلاما على ابراهيم ‌و‌ ارادوا ‌به‌ كيدا فجعلناهم الاخسرين- 70 الانبياء».
 ‌و‌ بعد، فان الله سبحانه جعل الدنيا دارا للسباق ‌و‌ الجهاد ‌لا‌ للدعاء ‌و‌ البكاء ‌و‌ كفى، ‌و‌ ‌لا‌ للكديه ‌و‌ التسول، ‌و‌ ‌لا‌ للقرصنه ‌و‌ اللصوصيه، ‌و‌ ‌لا‌ للاتجار بالدين ‌و‌ اكل اموال الايتام ‌و‌ المشردين، ‌و‌ ايضا ‌ما‌ خلق الله تعالى الانسان وزوده بكل موهبه ‌و‌ طاقه الا للجهد ‌و‌ العمل ‌لا‌ للبطاله ‌و‌ الكسل، ‌و‌ يحدثنا التاريخ ‌ان‌ العديد ‌من‌ الانباء ‌و‌ العلماء الكبار كانوا يكدحون ‌فى‌ سبيل العيش. ‌و‌ قال بعض العارفين: العمل ‌من‌ اجل العيال ساعتين افضل ‌من‌ صلاه ركعتين.
 
(من اشتدت فاقته...): حاجته، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 48 ‌و‌ غيره (و اسالك عملا تحب ‌به‌ ‌من‌ عمل به) ‌و‌ نص القرآن الكريم على ‌ان‌ الله يحب المحسنين ‌و‌ التوابين ‌و‌ المتطهرين ‌و‌ المتقين ‌و‌ الصابرين ‌و‌ المتوكلين ‌و‌ المقسطين- العادلين- ‌و‌ الذين يقاتلون ‌فى‌ سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص (و يقينا تنفع ‌به‌ ‌من‌ استيقن به...) المراد باليقين هنا العلم الذى يكون معه الخوف ‌من‌ الله سبحانه تماما كالخوف منه لو شاهده وراه وجها لوجه، ‌و‌ متى بلغ الخوف هذه المنزله لم يبق للعصيان ‌من‌ سبيل، ‌و‌ الى هذا اشار الامام (ع) بقوله: «فى نفاذ امرك»
 
(و اقبض على الصدق نفسى) ‌اى‌ على الاخلاص ‌فى‌ الايمان بك ‌و‌ ‌فى‌ العمل بموجبه، ‌و‌ ‌لا‌ شى ء اثر ‌فى‌ نفسى اكثر ‌من‌ دعاء سيد الشهداء (ع): «لاتميتنى على غضبك». (و اقطع ‌من‌ الدنيا حاجتى) ‌اى‌ ‌من‌ دنيا الحرام ‌و‌ الا فالانسان ابن الارض، ‌و‌ ‌لا‌ غنى له عنها.
 (شوقا الى لقائك) قيل للنبى (ص): انا نكره الموت ‌يا‌ رسول الله. قال: ‌و‌ لكن المومن اذا حضره الموت بشر برضوان الله ‌و‌ كرامته، فليس شى ء احب ليه مما امامه، ‌و‌ ‌ان‌ الكافر يبشر بعذاب الله، فليس شى ء اكره اليه مما امامه.
 
(اسالك ‌من‌ خير كتاب قد خلا...) المراد بالكتاب هنا ‌ما‌ سطر ‌و‌ سجل فيه اعمال العباد، قال سبحانه: «كان ذلك ‌فى‌ الكتاب مسطورا- 58 الاسراء» ‌و‌ خلا: سبق، ‌و‌ المعنى اسالك ‌ان‌ تقبل ‌ما‌ عملته ‌من‌ خير، ‌و‌ تعفو عما ارتكبته ‌من‌ شر.
 
 خوف العابدين
 
 (اسالك خوف العابدين ‌و‌ عباده الخاشعين لك) ‌فى‌ نهج البلاغه ‌و‌ غيره ‌من‌ آثار اهل البيت (ع) ‌ان‌ قوما عبدوا الله رهبه ‌من‌ عقابه، فتلك عباده العبيد، لانهم ذلوا ‌من‌ عذاب الحريق، ‌و‌ ‌ان‌ قوما عبدوا الله رغبه ‌فى‌ ثوابه، فتلك عباده التجار، لانهم يطلبون الثمن لعبادتهم، ‌و‌ ‌ان‌ قوما عبدوا الله اداء لحقه ‌و‌ شكرا لنعمه عليهم، ‌و‌ مع ذلك يرون انفسهم مقصرين، ‌و‌ يحسون بالخوف منه تعالى ‌ان‌ لايقبل عبادتهم، فتلك عباده الاحرار، لانهم عرفوا الفضل فاكبروه ‌و‌ قاموا بواجبه. ‌و‌ الامام (ع) يسال الله سبحانه ‌ان‌ يرزقه خوف الاحرار ‌لا‌ خوف العبيد ‌اى‌ الخوف ‌من‌ التقصير ‌فى‌ ‌حق‌ الله ‌لا‌ ‌من‌ عقابه.
 اما خشوع العابدين فليس المراد ‌به‌ هنا مجرد الخضوع، بل ‌و‌ الانقطاع الى الله ‌و‌ التعلق ‌به‌ وحده كان ‌لا‌ شى ء ‌فى‌ الوجود سواه... ‌و‌ قد روى الرواه ‌ان‌ الامام السجاد (ع) اذا توضا اصفر لونه، فقيل له: ‌ما‌ هذا الذى يعتريك عند وضوئك؟ قال: ‌من‌ فكره الوقوف بين يدى ملك عظيم. ‌و‌ ‌فى‌ ذات يوم حدث حريق ‌فى‌ بيته ‌و‌ ‌هو‌ يصلى، فمضى ‌فى‌ صلاته ‌و‌ لم يكترث، ‌و‌ لما سئل قال: شغلتنى النار الكبرى عن هذه النار. انظر شرح الدعاء فقره 20 هذا ‌هو‌ الامام السجاد (ع) ‌و‌ الدعاء 49 فقره هذا ‌هو‌ على ‌بن‌ الحسين كالشمس.
 (و يقين المتوكلين عليك ‌و‌ توكل المومنين عليك) ‌و‌ المومن بالله حقا المتوكل عليه يقينا ‌هو‌ الذى تكون ثقته باجر الله ‌و‌ ثوابه اشد ‌و‌ اقوى ‌من‌ ثقته و يقينه بوجوده  
 
(اللهم اجعل رغبتى ‌فى‌ مسالتى مثل رغبه اوليائك...) ‌و‌ سيره الامام (ع) ‌و‌ عبادته شاهدا صدق ‌و‌ عدل على انه سيد الاولياء ‌و‌ امام الاتقياء، ‌و‌ لكن الخوف ‌من‌ التقصير شان الكبار ‌و‌ الاحرار، كما اشرنا (و استعملنى ‌فى‌ مرضاتك...) واضح، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 16 ‌و‌ غيره  
 
(اللهم هذه حاجتى فاعظم فيها رغبتى) هذه اشاره الى مرضاته تعالى، ‌و‌ اعظم رغبتى فيها: احترمها، ‌و‌ المعنى حاجتى لديك ‌يا‌ الهى ‌ان‌ تثيبنى على رغبتى ‌فى‌ مرضاتك (و اظهر فيها عذرى) ‌و‌ اعذرنى اذا سرت ‌فى‌ العمل لوجهك ‌و‌ مرضاتك.
 (و لقنى فيها حجتى) الهمنى ‌ما‌ اقول ‌فى‌ طلب مرضاتك ‌و‌ عند تقصيرى ‌فى‌ العمل ‌من‌ اجلها (و عاف فيها جسدى) قونى على طاعتك  
 
(اللهم ‌من‌ اصبح ‌و‌ له ثقه...) بك اثق ‌لا‌ بسواك، ‌و‌ اياك وحدك ارجو لامر آخرتى ‌و‌ دنياى. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 48 ‌و‌ 52.
 ‌و‌ الحمد لله وحده، ‌و‌ اساله تعالى ‌ان‌ يقبل هذا العمل اليسير لوجه الكريم كشكر على ‌ما‌ سدد ‌و‌ وفق لتاليف الكاشف ‌و‌ التفسير المبين ‌و‌ ‌فى‌ ظلال نهج البلاغه و... علما بان التسديد لهذا الكتاب يستدعى آخر شكرا على الكتاب الشاكر... الى ‌ما‌ ‌لا‌ نهايه لان اللاحق احسان جديد ‌و‌ عتيد، ‌و‌ ‌ان‌ سميته شكرا. ‌و‌ صلى الله على سيدنا محمد رسول الله المصطفى ‌و‌ آله الطاهرين.
 

0
67% (نفر 3)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى الشكر
فى وداع شهر رمضان
طلب العفو
مكارم الاخلاق
فى یوم عرفه
فى رد كید الاعداء
الملائكه
للاستسقاء
فى استكشاف الهموم
فى التذلل لمقام العزه و الجلال

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^