للاستسقاء
«1» اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ ، و انْشُرْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِغَيْثِكَ الْمُغْدِقِ من السَّحَابِ الْمُنْسَاقِ لِنَبَاتِ أَرْضِكَ الْمُونِقِ فِي جَمِيعِ الْافَاقِ . «2» و امْنُنْ عَلَى عِبَادِكَ بِإِينَاعِ الَّثمَرَةِ ، و أَحْيِ بِلَادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ ، و أَشْهِدْ مَلَائِكَتَكَ الْكِرَامَ السَّفَرَةَ بِسَقْيٍ مِنْكَ نَافِعٍ ، دَائِمٍ غُزْرُهُ ، وَاسِعٍ دِرَرُهُ ، وَابِلٍ سَرِيعٍ عَاجِلٍ . «3» تُحْيِي به ما قَدْ مَاتَ ، و تَرُدُّ به ما قَدْ فَاتَ و تُخْرِجُ به ما هو آتٍ ، و تُوَسِّعُ به فِي الْأَقْوَاتِ ، سَحَاباً مُتَرَاكِماً هَنِيئاً مَرِيئاً طَبَقاً مُجَلْجَلًا ، غَيْرَ مُلِثٍّ وَدْقُهُ ، و لا خُلَّبٍ بَرْقُهُ . «4» اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيعاً مُمْرِعاً عَرِيضاً وَاسِعاً غَزِيراً ، تَرُدُّ به النَّهِيضَ ، و تَجْبُرُ به الْمَهِيضَ «5» اللَّهُمَّ اسْقِنَا سَقْياً تُسِيلُ مِنْهُ الظِّرَابَ ، و تَمْلَأُ مِنْهُ الْجِبَابَ ، و تُفَجِّرُ به الْأَنْهَارَ ، و تُنْبِتُ به الْأَشْجَارَ ، و تُرْخِصُ به الْأَسْعَارَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ ، و تَنْعَشُ به الْبَهَائِمَ و الْخَلْقَ ، و تُكْمِلُ لَنَا به طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ ، و تُنْبِتُ لَنَا به الزَّرْعَ و تُدِرُّ به الضَّرْعَ و تَزِيدُنَا به قُوَّةً إِلَي قُوَّتِنَا . «6» اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنَا سَمُوماً ، و لا تَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنَا حُسُوماً ، و لا تَجْعَلْ صَوْبَهُ عَلَيْنَا رُجُوماً ، و لا تَجْعَلْ مَاءَهُ عَلَيْنَا أُجَاجاً . «7» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آل مُحَمَّدٍ ، و ارْزُقْنَا من بَرَكَاتِ السَّمَاوَاتِ و الْأَرْضِ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ
اذا قست الطبيعه و الظروف على الانسان، و عجز العلم و شى الوسائل عن العلاج و المقاومه- اتجه بكله تلقائيا الى خالق الطبيعه و ناداه خاشعا متضرعا... حتى فرعون الذى ادعى الربوبيه اتجه الى السماء حين ادركه الغرق و قال: لا اله الا الله و انا من المسلمين... و فى ذات سنه منعت السماء ماءها عن الارض و اهلها فاستسقى الامام (ع) بهذا الدعاء و قال: (اللهم اسقنا الغيث و انشر علينا رحمتك بغيثك المغدق) الغيث: المطر. و اغدق المطر: كثر قطره (لنبات ارضك المونق) من الاناقه بمعنى الحسن و الجمال (فى جميع الافاق): جمع افق بمعنى الجهه و الناحيه
(و اشهد ملائكتك الكرام السفره) اى الكتبه، قال سبحانه: «بايدى سفره كرام برره- 16 عبس» و هم الذين يكتبون فى الصحف المطهره، و طلب الامام (ع) حضور هولاء السفره ليسجلوا سحائب فضله و نعمه على عباده (غزره) من الغزاره بمعنى الكثره
(طبقا) طبق السحاب الجو: ملاه و غطاه (مجلجلا) الجلجله: صوت الرعد (غير ملث و دقه) غير دائم مطره و الا افسد الارض بعد اصلاحها و عن النبى (ص) انه استسقى، و لما استمر المطر قال: اللهم حوالينا و لا علينا
(مريعا ممرعا) خصيبا مخصبا (ترد به النهيض) اى النبات الناهض المرتفع (المهيض) الكسير.
(تسيل منه الظراب) جمع ظرب بفتح الظاء و كسر الراء: الجبل الصغير اى الرابيه (الجباب) جمع جب بضم الجيم و هو البئر.
التسعير
(و ترخص به الاسعار) اختلف الفقهاء فى التسعير اذا وقع الغلاء، و الذى نراه ان الفوضى اذا عمت فى الاسواق، و تحكم التاجر بالمستهلك المضط تبعا لرغبته و شهوته و تجاوز كل حد- فللحاكم العادل ان يسعر مراعيا مصلحتى البائع و المستهلك، اما حديث «المسعر هو الله» المروى عن النبى (ص) فهو اشبه بقول الخوارج: «لا حكم الا لله» اجل، له الحكم و التسعير اصلا و تشريعا، و للفقيه العمل تفريعا و تطبيقا، كما فى حديث: «علينا ان نلقى اليكم الاصول و عليكم ان تفرعوا» و حكم الله هنا حمايه المصالح العامه و رعايتها بدفع الضرر و القضاء على الفوضى و الاستغلال.
(و تنبت لنا به الزرع، و تدر به الضرع، و تزيدنا به قوه على قوتنا) هذا اقتباس من قوله تعالى: «استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا و يزدكم قوه الى قوتكم- 52 هود»
(لاتجعل ظله علينا سموما) جمع سم، و المعنى لاتجعل اثر المطر علينا ضارا كالسم القاتل (حسوما): شرا و شوما (و لاتجعل صوبه): نزوله (رجوما): عذابا (اجاجا) ملحا.