و كان من دعائه عليه السلام اذا نظر الى السحاب و البرق و سمع صوت الرعد
(اللهم ان هذين) الرعد و البرق (آيتان) اى: علامتان (من آياتك) اى: علامات وجودك، فان الاثر يدل على الموثر (و عونان) يعينان فى ما اردت من الامطار و غيره (من اعوانك) التى خلقتها لا لاحتياج اليها بل ليتم حكمك و قضاوك فيما قدرت (يبتدران) اى: يسارعان (طاعتك) و تنفيذ امرك (برحمه نافعه) اذا قدرتهما للرحمه (او نقمه ضاره) اذا قدرت ان يكونا لضرر الناس و نكالهم (فلا تمطرنا) يا رب (بهما مطر السوء) بان يكون مطرهما للخراب و الدمار (و لا تلبسنا بهما لباس البلاء) بان يسببا البلاء بما ياتيان من خراب البناء و افناء الزرع و الضرع.
(اللهم صل على محمد و آله و انزل علينا هذه السحائب) جمع سحاب
(و بركتها) البركه: الخير الدائم من برك الابل اذا نام و استراح (و اصرف عنا اذاها و مضرتها) حتى لا توذينا و لا تضرنا (و لا تصبنا فيها بافه) و ضرر (و لا ترسل على معايشنا عاهه) العاهه كالافه و زنا و معنى.
(اللهم و ان كنت بعثتها) اى: السحائب (نقمه) اى: لاجل الانتقام (و ارسلتها سخطه) اى: لاجل السخطه و الغضب (فانا نستجيرك من غضبك) اى: نلوذ بك فى ان تدفع عنا الغضب (و نبتهل اليك فى سئوال عفوك) الابتهال: التضرع، اى: نتضرع اليك عند سئوالنا لان تعفو عنا (فمل) من مال اذا توجه الى جانب آخر (بالغضب الى المشركين) و الكفار (و ادر رحى نقمتك) كنايه عن التوجيه بالنقمه، و الاتيان بالرحى للتشبيه به فى التحطيم و الكسر (على الملحدين) من الحد: بمعنى انحرف.
(اللهم اذهب محل بلادنا) المحل الجدب (بسقياك) اى: بامطارك
المطر (و اخرج وحر صدورنا) الوحر اشد الغضب (برزقك) فان الفقير و شبهه غاضب الصدر (و لا تشغلنا عنك بغيرك) اذا وقع الانسان فى ازمه من جدب و نحوه اشتغل بذلك و هو يوجب الانصراف عنه سبحانه (و لا تقطع عن كافتنا) اى: جميعنا (ماده برك) اى: احسانك و برك الذى يمد بعضه بعضا (فان الغنى من اغنيت) انت بفضلك (و ان السالم) عن الافات (من وقيت) و حفظت
(ما عند احد دونك) اى: دون ارادتك (دفاع) اذ لا يتمكن احد ان يدفع عن نفسه بلاءا الا بدفاع الله تعالى (و لا باحد عن سطوتك) و عذابك (امتناع) و اعتصام فاذا اردت ايقاع العقاب باحد لا يتمكن من دفع ذلك عن نفسه (تحكم بما شئت) من الاحكام (على من شئت من خلقك) و من المعلوم ان احكامه سبحانه ليست الا من حكمه و صلاح، و هذا بيان لعموم قدرته و سيطرته سبحانه (و تقضى بما اردت) الظاهر ان الحكم يراد به التشريع و القضاء يراد به التكوين (فيمن اردت) اى: ان قضاءك جار فيمن اردت من افراد البشر.
(فلك الحمد على ما وفيتنا) اى: حفظتنا (من البلاء) فان الانسان محل لكل نوع من انواع البلاء، و انما الحافظ له هو الله تعالى.
(و لك الشكر على ما خولتنا) اى: اعطيتنا و منحتنا (من النعماء) اى: النعمه.
(حمدا) كثيرا (يخلف حمد الحامدين ورائه) كما يخلف السريع السير غيره ورائه.
(حمدا يملاء ارضه و سمائه) من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، و الضمير عائد الى الله سبحانه من باب الالتفات من الحاضر الى الغائب ايهاما للتشريف حتى كان المخاطب لعظمته غائب عن المتكلم.
(انك) يا رب (المنان بجسيم الخير) اى: بعظيم النعم (الوهاب لعظيم النعم) جمع نعمه (القابل) اى: تقبل (يسير الحمد) اى: قليله (الشاكر قليل الشكر) و شكره سبحانه اعطاوه الشى ء الحسن لمن شكره (المحسن) الى الناس (المجمل) يقال اجمل الصنيعه اذا احسنها اى: المحسن فى صنعه (ذو الطول) اى: الاحسان (لا اله الا انت اليك) يا رب (المصير) فان العباد يصيرون بعد الموت الى جزاء الله سبحانه و حسابه.