و كان من دعائه عليه السلام فى الاعتذار من تبعات العباد و من التقصير فى حقوقهم و فى فكاك رقبته من النار
(اللهم انى اعتذر اليك) اى: اطلب منك العذر بان تعفو عنى (من مظلوم ظلم بحضرتى) اى: حال كونى حاضرا (فلم انصره) و انى قادر على ذلك (و من معروف اسدى الى) فان الاسداء بمعنى الاحسان (فلم اشكره) فان شكر المعروف لازم (و من مسى ء اعتذر الى فلم اعذره) اى: لم اقبل عذره فان من ادب الاسلام ان يقبل الانسان عذر المعتذر (و من ذى فاقه) حاجه (سالنى فلم اوثره) اى: لم اقدمه على نفسى باعطائه و حرمان نفسى (و من حق ذى حق لزمنى لمومن فلم اوفره) اى:
لم اعطه حقه (و من عيب مومن ظهر لى فلم استره) مع ان اللازم ستر عيوب الناس (و من كل اثم) و معصيه (عرض لى) اى: ظهر (فلم اهجره) اى: لم اتركه بل اتيت به
(اعتذر اليك يا الهى منهن) اى: من هذه الخصال الذميمه (و من نظائرهن) اى: امثالهن من سائر الخصال المذمومه (اعتذر ندامه) اى: اعتذارا ناش من الندامه (يكون) ذلك الاعتذار (واعظا لما بين يدى من اشباههن) اى: امثال هذه الصفات المذمومه.
(فصل على محمد و آله و اجعل ندامتى على ما وقعت فيه من الزلات) بان اندم على معاصى التى صدرت منى، و الزلات جمع زله بمعنى العثره شبه العاصى بالعاثر الذى يقع، اذ كل منهما يتضرر هذا جسما و ذاك نفسا (و) اجعل (عزمى على ترك ما يعرض لى من السيئات) بان اعزم و انوى ترك كل سيئه تجول بخاطرى (توبه) مفعول ثان «لا جعل» (توجب) تلك الندامه و هذه العزيمه (لى محبتك) بان تحبنى (يا محب التوابين) فانه يحب التوابين كما فى القرآن الحكيم.