و كان من دعائه عليه السلام فى طلب الستر و الوقايه
(اللهم صل على محمد و آله و افرشنى) اى: افرش لى (مهاد كرامتك) المهاد: ما يمهد للانسان حتى يستقر عليه و يستريح فوقه (و اوردنى مشارع رحمتك) مشارع: جمع مشروع و هو المحل الذى يرد الانسان منه على الماء، و كان الرحمه شط يرد الانسان فيه للارتواء منها (و احللنى) اى: اجعلنى حالا و نازلا (بحبوحه جنتك) بحبوحه الشى ء وسطه (و لا تسمنى) من وسم يسم بمعنى جعل العلامه (بالرد عنك) بان تردنى فيكون ذلك علامه لى بان هذا مردود مطرود (و لا تحرمنى بالخيبه منك) بان اخيب و لا احصل على ما اريد
(و لا تقاصنى بما اجترحت) اجتراح السيئه: العمل بها، اى: لا تقابلنى بسيئاتى. بان تعاقبنى (و لا تناقشنى بما اكتسبت) من السيئات، و المناقشه الدقه فى المحاسبه (و لا تبرز) اى: لا تظهر (مكتومى) اى: ما كتمته من النوايا و الاعمال السيئه (و لا تكشف
مستورى) حتى يطلع الناس على سيئاتى (و لا تحمل على ميزان الانصاف) و العدل (عملى) اذ العدل موجب لهلاك الانسان، و انما يطلب الانسان فضله سبحانه و احسانه فى محاسبته يوم القيامه (و لا تعلن على عيون الملاء) اى: الجماعه من الناس (خبرى) و ما عملته من الاثام
(اخف) يا رب (عنهم ما يكون نشره على عارا) اى: موجبا للعار و الفضيحه (و اطو عنهم ما يلحقنى عندك شنارا) «اطو» من طوى بمعنى اخفى ضد «نشر» و الشنار بمعنى العار.
(شرف درجتى برضوانك) اى: بان ترضى عنى، حتى تكون لى درجه شريفه (و اكمل كرامتى بغفرانك) اذ المغفره عن الذنب تكمل لكرامه الانسان، قال سبحانه: «و لقد كرمنا بنى آدم» (و انظمنى) اى: اجعلنى (فى اصحاب اليمين) الذين هم فى طرف يمين القيامه يوخذ بهم الى الجنه، مقابل اصحاب الشمال (و وجهنى فى مسالك الامنين) اى: ارشدنى الى الطريق الذى يامن من سلكه (و اجعلنى فى فوج الفائزين) اى: فى جماعتهم (و اعمر بى) اى: بسببى (مجالس الصالحين) بان اكون فى مجالسهم (آمين رب العالمين) اى: استجب يا الله ما دعوتك.