فارسی
شنبه 09 تير 1403 - السبت 21 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

و كان من دعائه علیه السلام عند ختم القرآن

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام عند ختم القرآن
 
 
(اللهم انك اعنتنى على ختم كتابك) بان وفقتنى لان اقراه الى آخره (الذى انزلته نورا) لهدايه الناس (و جعلته مهيمنا) اى: مشرفا (على كل كتاب انزلته) فان القرآن يدل على ‌ما‌ حرف ‌و‌ بدل ‌فى‌ الكتب السابقه، ‌من‌ الامور المربوطه بالمبداء ‌و‌ الرساله ‌و‌ المعاد ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و فضلته على كل حديث قصصته) ‌و‌ بينته للناس  
 
(و فرقانا) بمعنى فارقا (فرقت ‌به‌ بين حلالك ‌و‌ حرامك) اى: ‌ما‌ حللته ‌و‌ ‌ما‌ حرمته ‌من‌ التكاليف ‌و‌ الاحكام (و قرآنا اعربت به) اى: اظهرت بسببه (عن شرائع احكامك) شرائع جمع شريعه اصلها بمعنى الطريق الى الماء، ثم استعمل ‌فى‌ كل طريق الى حكم الله تعالى (و كتابا فصلته لعبادك تفصيلا) بان بينت فيه كل حكم ‌و‌ قصه مفصلا بدون اجمال ‌و‌ ادماج (و وحيا انزلته على نبيك محمد صلواتك
 
عليه ‌و‌ آله تنزيلا) مصدر تاكيدى  
 
(و جعلته نورا نهتدى) ‌به‌ (من ظلم الضلاله ‌و‌ الجهاله باتباعه) فان الظلام كما يسبب عدم رويه الانسان للاشياء كذلك الجهل ‌و‌ الضلاله يسببان عدم رويه الانسان للحقائق فاذا جاء الهدى كان نورا يسبب رويه الانسان لها (و شفاءا لمن انصت) ‌من‌ اعطى اذنه (بفهم التصديق) اى: كان انصاته لان يفهم ‌و‌ يصدق (الى استماعه) متعلق بانصت (و ميزان قسط) اى: عدل (لا يحيف) اى: ‌لا‌ يميل (عن الحق لسانه) لسان الميزان ‌هو‌ وسط عوده الذى يوخذ ‌به‌ ليعرف الوزن (و نور هدى) اى: نور ‌من‌ جنس الهدى ‌لا‌ ‌من‌ جنس النور الخارجى (لا يطفاء عن الشاهدين برهانه) الشاهدان الرسول (ص) ‌و‌ الائمه لقوله سبحانه: «لتكونوا شهداء على الناس ‌و‌ يكون الرسول عليكم شهيدا» ‌و‌ هذان الشاهدان يستدلان بالقرآن ‌و‌ يكون القرآن برهانا لهما فلا يطفاء ‌و‌ ‌لا‌ يخمد برهان القرآن عنهما (و علم نجاه ‌لا‌ يضل ‌من‌ ام) اى: قصد (قصد سنته) اى: نحو سنته، كما ‌لا‌ يضل ‌من‌ قصد العلامه ‌فى‌ العراء (و ‌لا‌ تنال ايدى الهلكات ‌من‌ تعلق بعروه عصمته) عروه الكوز يده، فكان للقرآن عروه تعصم المستمسك بها ‌من‌ الهلكه.
 
(اللهم فاذ افدتنا المعونه على تلاوته) اى: اعنتنا على قرائه القرآن (و سهلت جواسى السنتنا) جواسى: جمع جاسيه بمعنى الغليط اى: صلاب الالسنه ‌و‌ غلاظها (بحسن عبارته) فان العباره الحسنه الجميله حيث توافق النفس تكون اسهل على اللسان (فاجعلنا ممن يرعاه ‌حق‌ رعايته) ‌فى‌ العمل ‌به‌ كما امرت (و يدين لك) اى: ينقاد (باعتقاد التسليم لمحكم آياته) اى: يعتقد ‌ان‌ اللازم ‌ان‌ يسلم لايات القرآن المحكمه الظاهره الدلاله مقابل المتشابه ‌و‌ تخصيص المحكم بالذكر. لان المتشابه يجب ‌رد‌ علمه الى الله تعالى قال سبحانه: «اما الذين ‌فى‌ قلوبهم زيغ فيتبعون ‌ما‌ تشابه» (و يفزع) اى: يلجاء (الى الاقرار بمتشابهه) ‌و‌ المتشابه ‌هو‌ الذى يحتمل معان متعدده، ‌و‌ انما يلجئون كما قال سبحانه: «يقولون آمنا ‌به‌ كل ‌من‌ عند ربنا» ‌و‌ انما كان ‌فى‌ القرآن التشابه لامتحان الناس (و موضحات بيناته) اى: ‌و‌ الى الاقرار بصحه ادلته البينه الظاهره، خلافا لاهل الفساد الذين ‌لا‌ يعترفون بادله القرآن البينه ‌و‌ انما يشككون فيها.
 
(اللهم انك انزلته) اى: القرآن، ‌و‌ الانزال اما باعتبار المرتبه فان الشى ء اذا جاء ‌من‌ قبل الارفع منزله، يقال: نزل، ‌و‌ اما باعتبار
 
ان المنزول كان ‌من‌ طرف السماء ‌و‌ السماء فوق الارض حسا (على نبيك محمد صلى الله عليه ‌و‌ آله مجملا) اما المراد: نزل مجمل المعنى ثم فسر، ‌او‌ ‌هو‌ ‌من‌ قولهم الاجمال ‌فى‌ الطلب، اى: الطلب الجميل، فالمراد نزولا جميلا (و الهمته) اى: الرسول (ص) ‌و‌ الالهام الالقاء الخفى (علم عجائبه مكملا) اى: كاملا، اذ قد بينت للرسول (ص) ‌ما‌ للقرآن ‌من‌ العجائب (و ورثتنا علمه) اى: اعطيتنا علم القرآن، ‌و‌ معانيه، ارثا ‌من‌ الرسول (ص) ‌فى‌ حال كونه (مفسرا) قد فسر ‌و‌ بين المراد منه (و فضلتنا على ‌من‌ جهل علمه) اذ العالم بالقرآن افضل ‌من‌ الجاهل ‌به‌ بالضروره (و قويتنا عليه) فان العالم اقوى نفسا ‌من‌ الجاهل اذ قوه النفس بالعلم ‌و‌ الفضيله (لترفعنا فوق ‌من‌ لم يطق حمله) ‌من‌ الكفار، ‌و‌ عدم الطاقه، بمعنى عدم القبول ‌لا‌ عدم القدره.
 
(اللهم فكما جعلت قلوبنا له حمله) جمع حامل، ‌و‌ المراد حمله للقرآن (و عرفتنا برحمتك شرفه) اذ نعرف ‌ما‌ للقرآن ‌من‌ شرف ‌و‌ منزله ‌فى‌ مقابل الكفار الذين ‌لا‌ يعرفون ذلك (و فضله) اى: انه ذو فضل
 
و رفعه (فصل على محمد الخطيب به) اى: الذى خوطب بالقرآن، ‌او‌ الذى خاطب الناس بالقرآن (و على آله الخزان له) جمع خازن بمعنى الحافظ، فان اهل البيت حفظوا القرآن عن التغيير ‌و‌ التحريف ‌فى‌ لفظه ‌او‌ معناه (و اجعلنا ممن يعترف بانه ‌من‌ عندك) ‌لا‌ كالكفار الذين ينكرون ذلك، ‌و‌ المراد باجعلنا، اجعلنا مستمرين بهذا الاعتراف، مثل «اهدنا الصراط المستقيم» ‌لا‌ ‌ان‌ المراد ابتداء الجعل حتى يقال كيف يطلب الامام ذلك مع انه مجعول قبلا (حتى ‌لا‌ يعارضنا) ‌و‌ ‌لا‌ يعرض على قلوبنا (الشك ‌فى‌ تصديقه) بان نشك هل ‌هو‌ ‌من‌ عندك ‌ام‌ ‌لا‌ (و ‌لا‌ يختلجنا) الاختلاج الوسوسه (الزيغ) اى: الميل (عن قصد طريقه) بان ‌لا‌ يدخل ‌فى‌ قلوبنا الميل عن طريق القرآن الذى ‌هو‌ قصد اى: وسط ‌لا‌ انحراف فيه.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعلنا ممن يعتصم بحبله) كان القرآن حبل بين الله ‌و‌ بين الناس فاذا اخذه الانسان رفع ‌به‌ الى الدرجات العلى كما ‌ان‌ ‌من‌ ياخذ الحبل يرتفع الى الاعلى، فيما اذا وقع ‌فى‌ هوه ‌و‌ يجره العالى الى فوق (و ياوى ‌من‌ المتشابهات) اوى: بمعنى اتخذ الماوى ‌و‌ المنزل ‌و‌ المتشابهات هى الامور التى ‌لا‌ يدرى الانسان انها صواب ‌و‌ ايها خطا
 
(الى حرز معقله) المعقل: الملجاء، كان الانسان يعقل ‌و‌ يربط هناك بعيره فيما اذا جاء ‌من‌ السفر، ‌و‌ المعنى: رجوع الانسان الى القرآن ‌فى‌ الامور المتشابهه ليعرف الحق ‌من‌ الاطراف المحتمله، مثلا اذا ‌شك‌ ‌فى‌ ‌ان‌ الله هل يرى ‌ام‌ ‌لا‌ يرى يرجع الى قوله: «لا تدركه الابصار» ‌و‌ هكذا (و يسكن ‌فى‌ ظل جناحه) كان للقرآن جناحا اذا سكن الانسان تحته وقاه ‌من‌ المراره (و يهتدى) الى طريق الحق (بضوء صباحه) اى: بسبب ضياء صبح القرآن (و يقتدى بتبلج اسفاره) اسفر بمعنى اظهر، ‌و‌ التبلج بمعنى ظهور النور، ‌اى‌ يقتدى بنوره الذى يوجب ظهور الحق (و يستصبح بمصباحه) اى: يهتدى بسبب مصباح القرآن، الى الحقائق ‌و‌ الشرائع (و ‌لا‌ يلتمس) اى: ‌لا‌ يطلب (الهدى ‌فى‌ غيره) كان يطلب الهدايه ‌من‌ الكتب السالفه ‌او‌ اقوال الفلاسفه.
 
(اللهم ‌و‌ كما نصبت به) اى: بسبب القرآن (محمدا) «ص» (علما للدلاله عليك) فان الرسول علم يدل الناس الى الله، بسبب آيات القرآن (و انهجت) اى: جعلت النهج ‌و‌ الطريق (باله) اى: بسبب ‌آل‌ الرسول (ص)(سبل الرضا اليك ) فان ‌آل‌ الرسول (ص)يبينون
 
الطرق الموجبه لرضى الله سبحانه ‌و‌ الوصول الى رحمته ‌و‌ رضوانه.
 (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعل القرآن وسيله لنا الى اشرف منازل الكرامه) بان توفقنا للعمل بالقرآن حتى نصل الى اشرف المنازل عندك، التى تكرم اصحاب تلك المنازل، ‌و‌ المراد: المنازل المعنويه ‌او‌ منازل الجنه (و سلما نعرج فيه الى محل السلامه) كان الانسان ‌فى‌ درك موجب للخطر، ‌و‌ بسبب القرآن يرقى الى محل السلامه (و سببا نجزى به) اى: نعطى الجزاء بسبب ذلك القرآن (النجاه ‌فى‌ عرصه القيامه) اى: ساحتها (و ذريعه) اى: وسيله (نقدم بها) اى: نرد بسبب تلك الذريعه (على نعيم دار المقامه) هى الجنه لانها دار ‌لا‌ آخر لها بل يقيم الانسان فيها الى الابد
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ احطط) فعل امر، ‌من‌ حط الحمل اذا وضعه ‌من‌ عاتقه (بالقرآن عنا ثقل الاوزار) جمع وزر بمعنى الذنب فان للذنب ثقلا على النفس، كما ‌ان‌ الدين ثقل على النفس، ‌و‌ الانسان بسبب العمل بالقرآن يمحو ذنبه، فان الحسنات يذهبن السيئات (وهب لنا حسن شمائل الابرار) الشمائل جمع شمال بالكسر بمعنى الخلق، اى:
 
حسن اخلاق الابرار، ‌و‌ ‌هو‌ جمع ‌بر‌ بمعنى المحسن، فان الانسان بسبب القرآن تكون اخلاقه اخلاقا حسنه (واقف بنا) قفا يقفو، بمعنى تبع، كقوله سبحانه: «و ‌لا‌ تقف ‌ما‌ ليس لك علم به» اجعلنا تابعين (آثار الذين قاموا لك به) اى: القرآن، ‌و‌ المراد قيامهم بالقرآن تعلما ‌و‌ تعليما ‌و‌ عملا ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (آناء الليل) جمع «آن» بمعنى الساعه، اى: ساعات الليل (و اطراف النهار) اوله ‌و‌ آخره ‌و‌ وسطه (حتى تطهرنا ‌من‌ كل دنس) ‌و‌ قذاره (بتطهيره) اى: بسبب تطهير القرآن لنا، اذ القرآن يبين الاعمال ‌و‌ الاخلاق الحسنه فيكتسبها الانسان ‌و‌ يتخلق بها (و تقفو بنا آثار الذين استضاءوا بنوره) اى: تجعلنا تابعين ‌من‌ عمل بالقرآن، ‌و‌ استفاد ‌من‌ نوره ‌فى‌ السير ‌و‌ العمل، كما يستفيد الانسان ‌من‌ نور المصباح ‌فى‌ رويه الاشياء حتى يسير سالما، ‌و‌ يصل الى ‌ما‌ يريده (و لم يلههم الامل) يقال: الهاه الامل، اذا اشغله ‌و‌ غره فلم يعمل للاخره، ‌و‌ الامل ‌ما‌ يرجوه الانسان ‌من‌ زخارف الدنيا ‌و‌ طول العمر فيها (عن العمل) لاجل الاخره (فيقطعهم بخدع غروره) خدع جمع خدعه، ‌و‌ هى ارائه الانسان شيئا يقصده حتى يقع ‌فى‌ مكروه مخفى عليه ‌و‌ المراد قطعهم ‌و‌ منعهم عن تحصيل الاخره.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعل القرآن لنا ‌فى‌ ظلم الليالى مونسا)
 
المونس: ‌هو‌ الذى يوجب ذهاب الوحشه ‌من‌ النفس ‌و‌ القرآن يشع ‌فى‌ نفس الانسان معانى الخير، ‌و‌ الالتفات الى الله تعالى يزيل وحشه الظلمه التى يسببها الليل (و ‌من‌ نزغات الشيطان) جمع نزغه بمعنى الوسوسه (و خطرات الوساوس) الخطرات ‌ما‌ يخطر ببال الانسان ‌من‌ التشكيك ‌فى‌ امور الدنيا ‌و‌ الدين (حارسا) حتى يحفظنا عن ذلك (و لاقدامنا) جمع قدم (عن نقلها الى المعاصى حابسا) بان يحبسنا القرآن عن ‌ان‌ ننقل اقدامنا الى معاصيك، كالسرقه ‌و‌ ‌ما‌ اشبه مما يذهب الانسان بقدمه نحوه (و ‌لا‌ لسنتنا عن الخوض ‌فى‌ الباطل) اى: الدخول فيه ( ‌من‌ غير ‌ما‌ آفه) اى: بدون ‌ان‌ تكون بلساننا آفه ‌و‌ مرض توجب الخرس (مخرسا) بان يكون القرآن ‌هو‌ المسكت لنا حتى ‌لا‌ نتكلم بالباطل (و لجوارحنا عن اقتراف الاثام) اقترف الاثم بمعنى ارتكبه (زاجرا) بان ‌لا‌ نعصى باحد اعضائنا (و لما طوت الغفله عنا) كان الغفله تلف ‌و‌ تجمع الشى ء حتى ‌لا‌ يرى الانسان باطن الحقائق (من تصفح الاعتبار) اى: ملاحظه ‌ما‌ يوجب العبره، ‌و‌ درك الحقائق الموجبه لعدم عمل الانسان بما يضره (ناشرا) فينشر القرآن ‌ما‌ طوته الغفله مما يوجب اعتبارنا (حتى توصل الى قلوبنا
 
فهم عجائبه) بان نفهم عجائب القرآن، التى تورث عجب الانسان ‌و‌ فهم الحقائق، اذ العجب يثير النفس ‌و‌ يجلب الالتفات (و زواجر امثاله) اى: امثاله التى توجب زجر الانسان ‌و‌ منه عن الاثام ‌و‌ الرذائل (التى ضعفت الجبال الرواسى) جمع راسيه بمعنى الثابته (على صلابتها) اى: مع ‌ان‌ الجبال ‌فى‌ غايه الصلابه (عن احتماله) اى: تحمل القرآن اشاره الى قوله سبحانه: «و لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرايته خاشعا متصدعا ‌من‌ خشيه الله).
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ادم بالقرآن صلاح ظاهرنا) اى: وفقنا لان نديم صلاح ظاهرنا بسبب العمل بالقرآن، فان العمل بالقرآن يوجب ‌ان‌ يكون ظاهر الانسان ظاهرا صالحا (و احجب به) اى: امنع بسبب القرآن (خطرات الوساوس) اى: ‌ما‌ يخطر ببال الانسان ‌من‌ وساوس الشيطان (عن صحه ضمائرنا) اى: ضمائرنا الصحيحه حتى ‌لا‌ تفسد بواطننا بالوسوسه التى يلقيها الشيطان ‌فى‌ قلوبنا (و اغسل به) اى: بالقرآن (درن) اى: قذاره (قلوبنا) ‌و‌ المراد الرذائل العالقه بالقلب كالحسد ‌و‌ الكبر ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و علائق اوزارنا) اى: الاثام التى علقت بنا
 
(و اجمع به) اى: بسبب القرآن (منتشر امورنا) اى: امورنا المتشتته التى تحتاج الى الجمع فان تشتت امور الانسان يوجب تبعثر قواه ‌و‌ تغرق فكره فلا يتمكن ‌من‌ العمل ‌و‌ التقدم (و ارو) ‌من‌ الروى بمعنى الارتواء (به) اى: بالقرآن (فى موقف العرض عليك) ‌فى‌ الاخره (ظماء) اى: عطش (هو اجرنا) جمع هاجره ‌و‌ هى الساعه الحاره، فالاسناد الى الزمان مجازا، ‌و‌ الا فالظماء للانسان (و اكسنا به) اى: بالقرآن (حلل الامان) كان الامان ‌من‌ المخاوف حله يلبسها الانسان (يوم الفزع الاكبر) فان الخوف ‌فى‌ يوم القيامه اعظم ‌من‌ كل خوف (فى نشورنا) اى: بعثنا.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجبر بالقرآن خلتنا) اى: الثغره الموجوده فينا (من عدم الاملاق) الاملاق الفقر، ‌و‌ اضافه العدم اليه ‌من‌ باب البيان اى: الاملاق الذى ‌هو‌ عدم (وسق الينا به) بسبب القرآن (رغد العيش) اى: الواسع ‌من‌ العيش (و خصب) مقابل الجدب بمعنى القحط (سعه الارزاق) حتى تكون ارزاقنا واسعه (و جنبنا به)
 
اى: بالقرآن (الضرائب) جمع ضريبه بمعنى الطبيعه (المذمومه) كالجبن ‌و‌ البخل ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (و مدانى الاخلاق) اى: الاخلاق الدنيئه (و اعصمنا به) اى: بالقرآن (من هوه الكفر) الهوه المنخفض ‌من‌ الارض ‌و‌ قد شبه بها الكفر لكونه ترد ‌و‌ انحطاطا (و دواعى النفاق) اى: الصفات ‌و‌ الامور التى تدعو الى النفاق، بان ‌لا‌ نبتلى بما يوجب على الانسان ‌ان‌ يكون منافقا (حتى يكون) القرآن (لنا ‌فى‌ القيامه الى رضوانك ‌و‌ جنانك قائدا) يقودنا الى رضاك ‌و‌ جنتك (و لنا ‌فى‌ الدنيا عن سخطك) ‌و‌ غضبك (و تعدى حدودك) ‌اى‌ احكامك (ذائدا) اى: مانعا فلا نعمل ‌ما‌ يوجب غضبك (و لما عندك) متعلق «شاهدا» اى: يكون القرآن لنا شاهدا (بتحليل حلاله ‌و‌ تحريم حرامه شاهدا) اى: يشهد بان ‌فى‌ الدنيا حللنا حلالك ‌و‌ حرمنا حرامك ‌و‌ لم نخالف امرك.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ هون بالقرآن) اى: سهل بسبب القرآن (عند الموت على انفسنا كرب السياق) السياق: حاله سوق المحتضر
 
من الدنيا الى الاخره، ‌و‌ كربه همه ‌و‌ اتعابه (و جهد الانين) حتى ‌لا‌ يوجب الانين لنا جهدا ‌و‌ مشقه ‌و‌ تعبا (و ترادف الحشارج) جمع حشرجه: بمعنى الغرغره عند الموت ‌و‌ تردد النفس، ‌و‌ ترادفها ترددها ذهابا ‌و‌ ايابا مما يوجب المشقه، اى: هون ذلك علينا (اذا بلغت النفوس التراقى) جمع ترقوه: العظم المحيط بالرقبه، قال سبحانه: «كلا اذا بلغت التراق» فانها اشد حالات المحتضر (و قيل ‌من‌ راق) اى: قالت الملائكه: ‌من‌ يرقى بروح هذا الميت الى الملاء الاعلى، ‌و‌ محل العرض للمحاكمه امام الله تعالى؟ (و تجلى ملك الموت) اى: ظهر الملك الموكل بموت الانسان (لقبضها) اى: اخذ النفوس ‌من‌ الابدان (من حجب الغيوب) متعلق بتجلى اى: ظهر ‌من‌ حجاب الغيب، فانه غائب عن الابصار كالمستتر بستر (و رماها) اى: رمى ملك الموت النفوس (عن قوس المنايا) اى: القوس التى يرمى بها الموت، منايا جمع منيه بمعنى الموت (باسهم وحشه الفرآق) اى: بالسهم الذى يوجب وحشه الانسان بسبب فراقه لبدنه ‌و‌ اهله ‌و‌ سائر الامور الدنيويه (و داف) داف الدواء: اذا خلطه بالماء (لها) اى: للنفوس، ‌و‌ فاعل داف ملك الموت (من ذعاف الموت) اى: خالصه (كاسا مسمومه المذاق)
 
اى: ‌من‌ ذوقها يوجب تسمم الانسان (و دنا) اى: قرب (منا الى الاخره رحيل ‌و‌ انطلاق) اى: ‌ان‌ نرحل ‌و‌ ‌ان‌ ننطلق (و صارت الاعمال) التى عملناها ‌فى‌ الدنيا ( قلائد) اى: كالقلائد (فى الاعلاق) فان كانت خيرا زانتنا ‌و‌ ‌ان‌ كانت شرا شانتنا (و كانت القبور هى الماوى) اى: المحل الذى ناوى اليه ‌و‌ نتخذه منزلا (الى ميقات) اى: وقت (يوم التلاق) اى: تلاقى الروح ‌و‌ الجسد ‌فى‌ الاخره، حيث يحيى الناس للعرض الاكبر.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ بارك لنا ‌فى‌ حلول) اى: حلولنا (دار البلى) اى: الفناء، ‌و‌ المباركه بمعنى الثبات ‌فى‌ الخير (و طول المقامه) اى: الاقامه ‌و‌ البقاء (بين اطباق الثرى) اطباق جمع طبق (و اجعل القبور بعد فراق الدنيا) اى: مفارقتنا للدنيا (خير منازلنا) فان حسن المنزل الاول للمسافر الغريب افضل ‌من‌ حسن المنازل الاخر، لاستيناس الانسان بالسفر بعد ذلك (و افسح لنا برحمتك ‌فى‌ ضيق ملاحدنا)
 
اللحد: ‌هو‌ الشق ‌فى‌ القبر الذى يوضع فيه الميت، ‌و‌ المراد فسحته المعنويه (و ‌لا‌ تفضحنا ‌فى‌ حاضرى القيامه) اى: الذين يحضرون القيامه (بموبقات آثامنا) الموبقه المهلكه، ‌و‌ آثام هى الذنوب التى يرتكبها الانسان  
 
(و ارحم ب)سبب (القرآن ‌فى‌ موقف العرض عليك) اى: المحل الذى نعرض عليك لاجل المحاسبه ‌و‌ المجازات (ذل مقامنا) فان الانسان هناك ذليل خائف (و ثبت به) اى: بسبب القرآن (عند اضطراب جسر جهنم) الذى ‌هو‌ بين المحشر ‌و‌ بين الجنه، ممدود على جهنم يسقط منه الاثيم الى النار ‌و‌ ينجو المومن المطيع (يوم المجاز عليها) اى: العبور على النار (زلل اقدامنا) حتى ‌لا‌ نزل ‌و‌ ‌لا‌ نسقط (و نور به) اى: بالقرآن (قبل البعث) اى: قبل ‌ان‌ تقوم القيامه (سدف قبورنا) اى: ظلمه قبور (و نجنا به) اى: بالقرآن (من كل كرب يوم القيامه) فان للقيامه كربا كثيره (و شدائد اهوال يوم الطامه) ‌من‌ طم بمعنى علا، لانه يعلى الانسان بشدائده ‌و‌ اهواله  
 
(و بيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمه) جمع ظالم، فان المخلوف ‌و‌ الغبار ‌و‌ ‌ما‌ اشبه توجب اسوداد الوجه، بخلاف الافراح ‌و‌ النظافه ‌و‌ ‌ما‌ اشبه فانها توجب
 
ابيضاض الوجه (فى يوم الحسره) فانه يتحسر الانسان لماذا لم يفعل بالطاعات ( ‌و‌ الندامه) فانه يندم الانسان لما فات منه ‌من‌ الخير الذى ‌لا‌ يمكن تداركه (و اجعل لنا ‌فى‌ صدور المومنين ودا) اى: حبا بان يحبوننا (و ‌لا‌ تجعل الحياه لنا نكدا) اى: صعبا:
 
(اللهم صل على محمد عبدك ‌و‌ رسولك) لعل تقديم العبد لمقابله ‌ما‌ يزعم اليهود ‌و‌ النصارى ‌من‌ ‌ان‌ انبيائهم ابناء الله ‌و‌ شركاء له (كما بلغ رسالتك) اى: ‌فى‌ مقابل تبليغه لدينك (و صدع بامرك) اى: قام بانفاذه (و نصح لعبادك ) ‌و‌ ارشدهم.
 
(اللهم اجعل نبينا صلواتك عليه ‌و‌ على آله يوم القيامه اقرب النبيين منك مجلسا) المراد: القرب المعنوى ‌و‌ الا فانه سبحانه ليس بجسم، ‌و‌ هذا ‌من‌ باب تشبيه المعقول بالمحسوس (و امكنهم منك شفاعه) بان يكون اكثر تمكنا ‌من‌ شفاعه المذنبين لديك فتقبل شفاعته (و اجلهم عندك قدرا) بان يكون ارفع شانا ‌من‌ سائرهم (و اوجههم عندك جاها) اى: مقاما ‌و‌ منزله.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ شرف بنيانه) اى: بنائه، ‌و‌ كان المراد بذلك دينه الذى بناه، ‌و‌ تشريفه تعظيمه ‌و‌ جعله شريفا (و عظم برهانه) حتى يكون دليله ‌و‌ حجته عظيما ‌لا‌ يتمكن احد ‌من‌ نقضه (و ثقل ميزانه) بالحسنات (و تقبل شفاعته) بان تغفو عمن شفع (ص) له (و قرب وسيلته) حتى يكون السبب الذى بينك ‌و‌ بينه اقرب ‌من‌ سائر الاسباب (و بيض وجهه) كنايه عن اعطائه ‌ما‌ يريد حتى يسر ‌و‌ يفرح (و اتم نوره) بان يبلغ اقصى الحد الممكن (و ارفع درجته) ‌فى‌ الجنه، ‌و‌ ‌فى‌ رضوانك  
 
(و احينا على سنته) اى: طريقته ‌و‌ دينه (و توفنا) اى: امتنا (على ملته) اى: دينه ‌و‌ طريقته (و خذ بنا منهاجه) بان نسير ‌فى‌ النهج الذى جعله (و اسلك بنا سبيله) بان توفقنا لان نسلك ‌فى‌ الطريق الذى قرره ‌و‌ ‌هو‌ الاسلام (و اجعلنا ‌من‌ اهل طاعته) فنكون مطيعين لاوامره (و احشرنا ‌فى‌ زمرته) اى: جماعته، ‌و‌ الحشر: الجمع يوم القيامه (و اوردنا حوضه) ‌هو‌ حوض الكوثر الذى ‌من‌ شرب منه ارتوى ‌من‌ عطش يوم القيامه (و اسقنا بكاسه) اى: الكاس التى يملاها، ‌و‌ هذا كنايه عن كوننا ‌من‌ امته ‌و‌ تحت لوائه.
 
(و صل اللهم على محمد ‌و‌ آله صلوه تبلغه بها) اى: بسبب تلك الصلوه ‌و‌ الرحمه منك اليه (افضل ‌ما‌ يامل) الرسول (ص)(من خيرك ‌و‌ فضلك ‌و‌ كرامتك) له (انك) ‌يا‌ رب (ذو رحمه واسعه) تسع كل ‌ما‌ تريد (و فضل كريم) يوجب كرامه الانسان الذى تفضلت عليه.
 
(اللهم اجزه) اى: الرسول (ص)(ب)مقابل (ما بلغ ‌من‌ رسالاتك) فان كل حكم رساله (و ادى) اى: جاء الى الناس (من آياتك) آيات القرآن، ‌او‌ الادله الداله عليه تعالى (و نصح لعبادك) بان ارشدهم (و جاهد ‌فى‌ سبيلك) ‌و‌ لاعلاء دينك (افضل ‌ما‌ جزيت احدا ‌من‌ ملائكتك المقربين) الذين لهم القرب لديك (و انبيائك المرسلين المصطفين) اى: الذين اصطفيتهم ‌و‌ اخترتهم (و السلام عليه ‌و‌ على آله الطيبين) عن الخبائث (الطاهرين) عن الاقذار (و رحمه الله ‌و‌ بركاته) عليه ‌و‌ على آله.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

و كان من دعائه علیه السلام فى یوم عرفه
و كان من دعائه علیه السلام فى التذلل لله عز و ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا اعترف بالتقصیر عن ...
و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان
و كان من دعائه علیه السلام فى الالحاح على الله ...
و كان من دعائه علیه السلام فى استكشاف الهموم
و كان من دعائه علیه السلام فى التضرع و ...
و كان من دعائه علیه السلام فى الزهد
و كان من دعائه علیه السلام فى دفاع كید الاعداء ...

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^