فارسی
شنبه 09 تير 1403 - السبت 21 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

و كان من دعائه علیه السلام یوم الاضحى و یوم الجمعه

و كان ‌من‌ دعائه عليه السلام يوم الاضحى ‌و‌ يوم الجمعه
 
 
(اللهم هذا) اليوم (يوم مبارك) ذو بركه ‌و‌ ثبات (ميمون) له يمن ‌و‌ اقبال (و المسلمون فيه مجتمعون ‌فى‌ اقطار ارضك) اقطار: جمع قطر، بمعى القطعه الوسيعه ‌من‌ الارض، ‌و‌ المراد اجتماعهم لاجل العيد (يشهد) اى: يحضر ‌فى‌ الاجتماعات (السائل منهم) ‌و‌ ‌هو‌ الفقير (و الطالب) للحاجه (و الراغب) ‌فى‌ امر (و الراهب) اى: الخائف، ‌او‌ المراد: الذى يسالك ‌و‌ يطلب منك ‌و‌ يرغب اليك ‌و‌ يرهب منك، يحضرون للدعاء (و انت الناظر ‌فى‌ حوائجهم) اى: تنظر الى ‌ما‌ سالوك لتقضيها،
 (فاسالك بجودك ‌و‌ كرمك ‌و‌ هوان ‌ما‌ سالتك عليك) فان سئوال الانسان هين ‌و‌ سهل بالنسبه اليه تعالى (ان تصلى على محمد ‌و‌ آله) بان تتفضل عليهم بالعطف ‌و‌ الرحمه:
 
(و اسئلك اللهم) ‌يا‌ (ربنا ب)سبب (ان لك الملك) ‌و‌ المالك يتمكن ‌من‌ قضاء الحاجه (و لك الحمد) اذ النعم كلها منك فلك كل حمد (لا اله الا انت الحليم الكريم الحنان) تحن ‌و‌ تعطف على عبادك (المنان) تمن عليهم باعطائهم النعم (ذو الجلال) فانت اجل ‌و‌ ارفع ‌من‌ الصفات الذميمه (و الاكرام) فانت تكرم عبادك، ‌او‌ انهم يكرمونك (بديع السماوات ‌و‌ الارض) قد ابدعتهما ‌و‌ خلقتهما على غير مثال (مهما قسمت بين عبادك المومنين ‌من‌ خير ‌او‌ عافيه ‌او‌ بركه ‌او‌ هدى) بان هديتهم (او عمل بطاعتك) بان وفقتهم لذلك (او خير تمن ‌به‌ عليهم) لعل المراد بالخير الاول مطلق الخير، ‌و‌ بالخير الثانى افضل انواعه الذى يوجب المنه قال تعالى: «لقد ‌من‌ الله على المومنين اذ بعث» (تهديهم به) اى: بذلك الخير (اليك) بان يعرفوك ‌و‌ يطيعوك (او ترفع لهم عندك درجه) ‌فى‌ مقامهم عندك ‌و‌ منزلتهم لديك (او تعطيهم به) اى: بسبب ذلك الخير الذى تمن ‌به‌ عليهم (خيرا ‌من‌ خير الدنيا ‌و‌ الاخره) اى: ‌من‌ اقسامهما
 
(ان توفر حظى ‌و‌ نصيبى منه) متعلق بقوله: «اسالك».
 
(اسالك اللهم بان لك الملك ‌و‌ الحمد ‌لا‌ اله الا انت) يحتمل ‌ان‌ يكون الباء للقسم، كما يحتمل ‌ان‌ تكون سببيه- كما تقدم- (ان تصلى على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد عبدك ‌و‌ رسولك) لعل تقديم العبد ‌فى‌ قبال قول النصارى ‌و‌ اليهود بان رسلهم ابناء الله ‌و‌ شركائه (و حبيبك ‌و‌ صفوتك) الذى اصطفيته (و خيرتك ‌من‌ خلقك) اى: الذى اخترته ‌من‌ الناس (و على ‌آل‌ محمد الابرار) جمع بر: بمعنى المحسن (الطاهرين) عن الادناس (الاخيار) صلوه ‌لا‌ يقوى على احصائها الا انت) لكثرتها (و ‌ان‌ تشركنا ‌فى‌ صالح ‌من‌ دعاك ‌فى‌ هذا اليوم) اى: ‌فى‌ صالح دعاء ‌من‌ دعاك (من عبادك المومنين ‌يا‌ رب العالمين) العالمون باعتبار مختلف العوالم البشر ‌و‌ الملائكه ‌و‌ الجن ‌و‌ الارض ‌و‌ السماء ‌و‌ الجنه ‌و‌ النار ‌و‌ ‌ما‌ الى ذلك (و ‌ان‌ تغفر لنا ‌و‌ لهم) اى: لمن دعاك ‌فى‌ هذا اليوم (انك على كل شى ء قدير) نقدر ‌ان‌ تفعل ‌ما‌ سالتك
 
(اللهم اليك تعمدت) اى: قصدت (بحاجتى) لتقضيها (و بك انزلت اليوم فقرى ‌و‌ فاقتى) ‌اى‌ شكوت ذلك اليك ‌و‌ طلبت منك رفعه (و مسكنتى) المسكنه: اشد الفقر (و انى بمغفرتك ‌و‌ رحمتك) اى: بان تغفر لى ‌و‌ ترحمنى (اوثق منى بعملى) اذ عمل الانسان ‌لا‌ يسلم غالبا ‌من‌ الاخطاء فلا يوثق ‌به‌ تمام الثقه بخلاف غفرانه سبحانه (و لمغفرتك) اللام للتاكيد (و رحمتك اوسع ‌من‌ ذنوبى) ‌و‌ لذا تسعان ذنوب اناس كثيرين (فصل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ تول قضاء كل حاجه هى لى) تولى القضاء: القيام بالاتيان ‌به‌ (بقدرتك عليها) اى: بسبب انك قادر على تلك الحاجه ‌و‌ قضائها (و تيسير ذلك) القضاء، اى: يسره ‌و‌ سهولته (عليك) فان كل امر ‌فى‌ غايه السهوله بالنسبه اليه تعالى: «انما امره اذا اراد شيئا ‌ان‌ يقول له ‌كن‌ فيكون» (و بفقرى اليك) اى: بسبب احتياجى اليك (و غناك عنى) فان الغنى الذى يسهل عليه الامر ‌لا‌ يرد الفقير (فانى له لم اصب) ‌و‌ لم احصل (خيرا قط) اى: ابدا ‌و‌ ‌فى‌ ‌اى‌ وقت ‌من‌ الاوقات (الا منك ‌و‌ لم يصرف عنى سوءا قط احد غيرك) فانه سبحانه ‌هو‌ السبب الاول ‌و‌ ‌ما‌ عدا ذلك فهى
 
اسباب ثانويه ‌و‌ لذا تصح النسبه اليه تعالى كما تصح النسبه الى غيره ‌من‌ سائر الاسباب قال سبحانه: «و ‌من‌ يضلل الله» ‌و‌ قال: «ضلوا ‌من‌ قبل» ‌و‌ قال تعالى: «من يهدى الله» ‌و‌ قال: «و ‌من‌ اهتدى فانما يهتدى لنفسه» ‌و‌ هكذا (و ‌لا‌ ارجو لامر آخرتى ‌و‌ دنياى) اى: اصلاحهما (سواك) فان مفاتيح السعاده بيده تعالى.
 
(اللهم ‌من‌ تهياء ‌و‌ تعباء) اى: جعل عب ء الطاعه ‌و‌ ثقلها (و اعد) نفسه (و استعد) بشخصه (لوفاده) اى: قدوم (الى مخلوق رجاء رفده) اى: لانه يرجو عطائه (و نوافله) بمعنى العطيه (و طلب نيله) اى: ‌ما‌ ينال منه ‌من‌ الخير (و جائزته) هى العطيه التى تعطى بعنوان الاكرام ‌و‌ ‌ما‌ اشبه (فاليك ‌يا‌ مولاى) ‌و‌ سيدى (كانت اليوم تهيئتى ‌و‌ تعبئتى ‌و‌ اعدادى ‌و‌ استعدادى) ‌لا‌ الى غيرك فانى جئتك سائلا ‌و‌ لم اذهب الى ‌من‌ سواك اطلب منه حاجتى ‌و‌ ارغب ‌فى‌ ‌ما‌ عنده (رجاء عفوك) عن ذنوبى (و رفدك) ‌اى‌ عطائك لى (و طلب نيلك ‌و‌ جائزتك) بان انال ‌ما‌ عندك ‌و‌ تعطينى الجائره.
 
(اللهم فصل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ ‌لا‌ تخيب اليوم ذلك) الطلب (من رجائى) بيان «ذلك» يقال خيبه: اذا رده خائبا بدون ‌ان‌ يقضى حاجته (يا ‌من‌ ‌لا‌ يحفيه) اى: ‌لا‌ يستقصيه ‌و‌ ‌لا‌ يبلغ آخر ‌ما‌ عنده (سائل) فان اساله الناس بالنسبه الى ‌ما‌ عنده تعالى اقل ‌من‌ جزء ‌من‌ ملايين الاجزاء (و ‌لا‌ ينقصه نائل) اى: عطاء (فانى لم آتك) طالبا منك حوائجى (ب)سبب (عمل صالح قدمته) فاتيت اريد الجزاء (و ‌لا‌ شفاعه مخلوق رجوته) بان شفعت احدا فاتيت اطلب منك حاجتى اعتمادا على تلك الشفاعه (الا شفاعه محمد ‌و‌ اهل بيته عليه ‌و‌ عليهم سلامك) اى: انى اجعلهم شفعائى عندك، ‌و‌ اقسم بحقهم، ‌و‌ هذه هى الشفاعه المراده هنا، ‌لا‌ الشفاعه اللغويه اذ ‌لا‌ دليل للداعى بانهم شفعوا له (اتيتك مقرا بالجرم ‌و‌ الاسائه الى نفسى) اى: انى اسئت الى نفسى حيث ارتكبت الذنوب  
 
(اتيتك ارجو عظيم عفوك الذى عفوت به) اى: بسبب ذلك العفو العظيم (عن
 
الخاطئين) الذين اخطئوا ‌و‌ اثموا، ‌و‌ الاثم خطاء ‌و‌ ‌ان‌ اتى ‌به‌ الاثم عمدا، لانه انحراف عن طريق الصواب (ثم لم يمنعك طول عكوفهم) اى: استمرارهم ‌و‌ بقائهم (على عظيم الجرم اذ عدت) ‌من‌ عاد بمعنى رجع (عليهم بالرحمه ‌و‌ المغفره) بان غفرت ذنبهم ‌و‌ ترحمت عليهم  
 
(فيا ‌من‌ رحمته واسعه ‌و‌ عفوه عظيم ‌يا‌ عظيم ‌يا‌ عظيم) التكرار للتاكيد ‌و‌ لاحضار القلب ‌من‌ الداعى (يا كريم ‌يا‌ كريم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد وعد على برحمتك) كانه سبحانه اعرض عن العبد حين عصاه فيطلب منه ‌ان‌ يعود ‌و‌ يرجع اليه، ‌و‌ المراد اعاده الرحمه ‌و‌ الفضل بعد قطعهما (و تعطف على بفضلك) التعطف العطف (و توسع على بمغفرتك) اى: اجعلنى ‌فى‌ سعه عن ضيق الذنب.
 
(اللهم ‌ان‌ هذا المقام) قالوا: المراد مقام صلاه الجمعه ‌و‌ العيد الذى كان يحضره الخلفاء ‌و‌ يظهر هناك ابهه الخلافه ‌و‌ الملك (لخلفائك ‌و‌ اصفيائك) الذين اصطفيتهم (و مواضع امنائك) الذين ‌هم‌ امناء عندك فوضت اليهم دينك ‌و‌ جعلتهم دعات الناس (فى الدرجه الرفيعه التى اختصصتهم
 
بها) اى: ‌فى‌ جمله تلك الدرجه، فان جعل الدرجه الرفيعه لهم يلازم ‌ان‌ يكون هذا المقام ‌و‌ الموضع لهم دون سواهم (قد ابتزوها) اى: قطعوها ‌و‌ سرقوها، ‌و‌ المبتزون ‌هم‌ خلفاء الجور ‌و‌ ملوك الباطل (و انت المقدر لذلك) اذ شاء سبحانه ‌ان‌ يكون المقام تاره بيد الحق ‌و‌ تاره بيد الباطل، ليمتحن الناس بذلك، ‌و‌ ليس المراد تقدير جبر، بل تقدير تخطيط ‌و‌ ارسال ليكون كيف يريد الناس حتى يظهر خباياهم (لا يغالب امرك) اى: ‌لا‌ يتمكن احد ‌ان‌ يغلب على امرك (و ‌لا‌ يجاوز المحتوم ‌من‌ تدبيرك) اى: ‌لا‌ يتمكن احد ‌ان‌ يتجاوز ‌ما‌ حتمته ‌و‌ حكمته ‌من‌ تدبيرك ‌و‌ تنظيمك الامور (كيف شئت ‌و‌ انى شئت) اى: ‌فى‌ ‌اى‌ وقت شئت ذلك (و لما انت اعلم به) فهو سبحانه اعلم بالصلاح ‌و‌ الفساد ‌و‌ حسب علمه ‌و‌ حكمته جعل نظام الكون بهذا الترتيب (غير متهم على خلقك) اى: انت ‌لا‌ تتهم بانك عملت خلاف الحكمه ‌و‌ الصواب (و ‌لا‌ لارادتك) اى: ‌لا‌ تتهم فيما اردت، ‌و‌ كان الاول للتكوين ‌و‌ الثانى للتقدير ‌و‌ التشريع (حتى عاد) اى: ابتزوها حتى صار (صفوتك) اى: اصفياك (و خلفائك) بالحق ‌و‌ ‌هم‌ الائمه عليهم السلام (مغلوبين مقهورين) يقال: قهره اذا غلبه (مبتزين) اى:
 
قد اخذ منهم ‌ما‌ لهم (يرون حكمك مبدلا) قد بدله الاشرار (و كتابك) القرآن الحكيم (منبوذا) اى: مطروحا قد طرح العمل ‌به‌ (و فرائضك محرفه عن جهات اشراعك) فانهم قد ازادوا ‌فى‌ الفرائض ‌و‌ نقصوا منها ‌و‌ غيروا ‌و‌ بدلوا كما ‌هو‌ معلوم ‌فى‌ الوضوء المنكوس ‌و‌ الصلاه ذات «آمين» ‌و‌ غير ذلك (و سنن نبيك متروكه) السنن: الطرق الدينيه التى سنها رسول الله (ص) للناس.
 
(اللهم العن اعدائهم) اى: اعداء خلفائك (من الاولين ‌و‌ الاخرين) اى: الذين عاصروهم ‌و‌ الذين جاءوا ‌من‌ بعدهم ‌و‌ لكنهم خالفوهم (و ‌من‌ رضى بفعالهم ‌و‌ اشياعهم) ‌من‌ شايعه اذا اتبعه (و اتباعهم) ‌و‌ هذا تاكيد للاول:
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد انك حميد) اى: محمود ‌فى‌ فعالك (مجيد) ذو مجد ‌و‌ عظمه (كصلواتك ‌و‌ بركاتك ‌و‌ تحياتك على اصفيائك) السابقين (ابراهيم ‌و‌ ‌آل‌ ابراهيم) اسماعيل ‌و‌ اسحاق ‌و‌ يعقوب ‌و‌ ذريتهم الانبياء
 
و التشبيه ‌فى‌ اصل الصلاه، ‌و‌ ذلك ‌لا‌ ينافى كون المطلوب بالنسبه الى محمد (ص) اكثر ‌و‌ اعظم ‌من‌ صلاته تعالى على ابراهيم ‌و‌ ‌آل‌ ابراهيم (و عجل) اللهم (الفرج ‌و‌ الروح) ‌هو‌ النسيم، فكان الانسان المضيق عليه ‌لا‌ يستنشق الهواء البارد بخلاف الذى يكون ‌فى‌ السعه (و النصره ‌و‌ التمكن ‌و‌ التاييد لهم) المراد للائمه ‌و‌ اتباعهم.
 
(اللهم ‌و‌ اجعلنى ‌من‌ اهل التوحيد ‌و‌ الايمان بك) بان اكون مومنا موحدا (و التصديق برسولك) بان اصدقه، ‌و‌ المراد الاستمرار على هذه الصفات، ‌من‌ قبيل قوله تعالى: «اهدنا الصراط المستقيم» اذ لكل ‌آن‌ هدايه (و الائمه الذين حتمت طاعتهم) بان اصدقهم (ممن تجرى ذلك) النصر ‌و‌ التمكين (به) اى: بسببه (و على يديه) ‌و‌ ‌هو‌ الامام الحجه المهدى عجل الله تعالى فرجه (آمين) بمعنى استجب ‌يا‌ (رب العالمين) خالق كل عالم ‌و‌ مربيه.
 
(اللهم ليس يرد غضبك الا حلمك) ‌و‌ المراد: ‌ان‌ حلمه سبحانه مانع ‌من‌ ‌ان‌ يعاقب الشخص (و ‌لا‌ يرد سخطك الا عفوك) فالعفو مانع
 
عن السخط (و ‌لا‌ يجير ‌من‌ عقابك) اجاره. بمعنى حفظه عن ‌ان‌ يناله سوء (الا رحمتك) ‌و‌ الا فليس يتمكن المذنب ‌من‌ اجاره نفسه بسبب عمله (و ‌لا‌ ينجنى منك الا التضرع اليك) الضراعه: الاستكانه (و بين يديك) اى: امامك.
 (فصل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد وهب لنا ‌يا‌ الهى ‌من‌ لدنك) اى: ‌من‌ عندك (فرجا بالقدره التى بها تحيى اموات العباد) ‌و‌ ‌فى‌ هذا كنايه عن ‌ان‌ الداعى كالميت لكثره ذنوبه (و بها تنشر ميت البلاد) ‌و‌ نشر البلاد كنايه عن ايجاد الحركه ‌و‌ العمران فيها بعد ‌ان‌ ابيد اهلها ‌و‌ خمدوا
 
(و ‌لا‌ تهلكنى ‌يا‌ الهى غما) بان اموت ‌من‌ جهه الغم ‌فى‌ عدم احيائهم بالعفو ‌و‌ الرحمه (حتى تستجيب لى) ‌ما‌ دعوتك (و تعرفنى الاجابه ‌فى‌ دعائى) بان اعرف انك استجبت ‌ما‌ دعوتك (و اذقنى طعم العافيه) عن اخطار الجسم ‌و‌ اخطار الروح (الى منتهى اجلى) المراد بالاجل: المده ‌اى‌ الى انتهاء مده كونى ‌فى‌ الدنيا (و ‌لا‌ تشمت ‌بى‌ عدوى) بان ينزل بلاء ‌بى‌ فيفرح العدو لذلك (و ‌لا‌ تمكنه
 
من عنقى) اى: ‌لا‌ تجعل للعدو تمكنا منى لينال منى ‌ما‌ يريد (و ‌لا‌ تسلطه على) تاكيد للجمله السابقه.
 
(الهى ‌ان‌ رفعتنى فمن ذا الذى يضعنى) فانه ‌لا‌ احد يقدر على مقابله الله تعالى ‌فى‌ ارادته (و ‌ان‌ وضعتنى فمن ذا الذى يرفعنى) اى: ‌لا‌ احد يقدر على رفعى اذا انت وضعتنى ‌و‌ انزلت مكانى (و ‌ان‌ اكرمتنى فمن ذا الذى يهيننى ‌و‌ ‌ان‌ اهنتنى فمن ذا الذى يكرمنى) قال سبحانه: «و ‌من‌ يهن الله فما له ‌من‌ مكرم» (و ‌ان‌ عذبتنى) ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره (فمن ذا الذى يرحمنى؟) ‌و‌ يخلصنى ‌من‌ العذاب (و ‌ان‌ اهلكتنى) بالانتقام منى الموجب لهلاكتى عن السعاده (فمن ذا الذى يعرض لك ‌فى‌ عبدك) ليقول: لماذا فعلت ‌به‌ هذا؟ ‌و‌ الاستفهام للانكار، اى: ‌لا‌ احد يعترض (او يسئلك عن امره) اى: شان العبد الذى اهلكته (و قد علمت) انك ‌ان‌ فعلت ذلك ‌بى‌ فليس ذلك ظلما لى (انه ليس ‌فى‌ حكمك ظلم) ‌و‌ انما حكمك عدل (و ‌لا‌ ‌فى‌ نقمتك عجله) ‌و‌ ذلك مما يسبب خوف الانسان لانه ‌لا‌
 
يدرى هل انه استحق العقاب ‌و‌ لم يعجل الله عليه ‌ام‌ لم يستحق (و انما يعجل ‌من‌ يخاف الفوت) فان العجله اما ‌من‌ الخوف ‌او‌ ‌من‌ الاحتياج، ‌و‌ كلاهما منفيان بالنسبه اليه تعالى (و انما يحتاج الى الظلم الضعيف) اذ الذى ‌لا‌ قوه ‌و‌ ‌لا‌ قدره له يحتاج ‌فى‌ تمشيه اموره ‌و‌ تنفيذ ارادته الى الظلم، اما ‌من‌ ‌هو‌ قادر قوى فلا يحتاج الى الظلم للوصول الى مطلبه (و قد تعاليت) اى: ارتفعت (يا الهى عن ذلك) الظلم (علوا كبيرا) فانت ‌لا‌ تحتاج الى الظلم اطلاقا.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ ‌لا‌ تجعلنى للبلاء غرضا) بان ياتنى البلاء كما ياتى السهم نحو الغرض (و ‌لا‌ لنقمتك) اى: انتقامك (نصبا) ‌هو‌ الشى ء الذى ينصب يقصده الناس كالاعلام ‌فى‌ الطرق (و مهلنى) اى: اعطنى المهله حتى اتوب (و نفسنى) يقال: نفس كربته اذا ازالها (و اقلنى عثرتى) العثره: الذنب، ‌و‌ الاقاله: بمعنى العفو (و ‌لا‌ تبتلينى ببلاء على اثر بلاء) فان ذلك اوجب لانهيار الانسان ‌و‌ شقائه (فقد ترى) ‌يا‌ رب
 
(ضعفى ‌و‌ قله حيلتى) الحيله: العلاج اى: ‌لا‌ اقدر على علاج الامور (و تضرعى اليك) اى: استكانتى ‌و‌ خشوعى.
 
(اعوذ بك اللهم اليوم) الجمعه ‌او‌ الاضحى (من غضبك فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اعذنى) اى: احفظنى ‌من‌ ‌ان‌ تغضب على.
 
(و استجير بك ‌من‌ سخطك) استجار ‌به‌ اى: طلب منه الاجاره ‌و‌ الحفظ مما يخاف (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجرنى) حتى ‌لا‌ يصل الى سخطك.
 
(و اسالك امنا ‌من‌ عذابك فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ آمنى) اى: ‌لا‌ تعذبنى ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ ‌لا‌ ‌فى‌ الاخره.
 
(و استهديك) اى: اطلب هدايتك (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اهدنى) ‌و‌ المراد الاستمرار ‌فى‌ الهدايه، نحو قوله تعالى: «اهدنا الصراط المستقيم»
 
(و استنصرك) اى: اطلب نصرك.
 (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ انصرنى) بنصرك على اعدائى  
 
(و استرحمك)
 
اى: اطلب رحمتك.
 (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ارحمنى) برحمتك.
 
(و استكفيك) اى: اطلب كفايتك (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اكفنى) ‌ما‌ اهمنى ‌من‌ امر دنياى ‌و‌ آخرتى.
 
(و استرزقك) اى: اطلب ‌ان‌ ترزقنى (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ارزقنى) ‌و‌ المراد بالرزق: ‌ما‌ يحتاج اليه الانسان ‌من‌ ماكل ‌و‌ ملبس ‌و‌ ‌ما‌ اشبه ‌لا‌ خصوص الماكل.
 
(و استعينك) اى: اطلب منك ‌ان‌ تعيننى ‌فى‌ حوائجى (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اعنى) فيما اريد.
 
(و استغفرك) اى: اطلب غفرانك (لما سلف) ‌و‌ مضى (من ذنوبى فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اغفر لى).
 
(و استعصمك) اى: اطلب منك ‌ان‌ تعصمنى ‌و‌ تحفظنى (فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اعصمنى) ‌و‌ الظاهر ‌ان‌ المراد العصمه ‌من‌ الذنوب بقرينه قوله: (فانى لن اعود لشى ء كرهته منى) ‌من‌ الاثام (ان شئت ذلك
 
 
يا رب ‌يا‌ رب) بان تصرفنى عن مكروهك ‌و‌ ‌لا‌ يخفى ‌ان‌ هذا ‌لا‌ ينافى الاختيار ‌و‌ انما ينافيه الجبر ‌و‌ ليس هذا بالجبر.
 
(يا حنان) ‌من‌ حن بمعنى عطف (يا منان) ‌من‌ من بمعنى انعم (يا ذا الجلال) اى: ‌من‌ ‌هو‌ اجل ‌من‌ النقائص (و الاكرام) الذى ‌هو‌ اهل لان يكرم (صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ استجب لى) الاستجابه ‌و‌ الاجابه بمعنى (جميع ‌ما‌ سالتك ‌و‌ طلبت اليك) باعتبار انتهائه الى المطلوب منه يعدى ب«الى» (و رغبت فيه اليك) فان الانسان يرغب ‌فى‌ مطلوبه (و ارده) ‌من‌ الاراده، اى: ارد ‌ان‌ تعطينى مطلوبى (و قدره) التقدير ‌هو‌ التخطيط (و اقضه) اى: احكم بان يكون (و امضه) اى: وقعه حتى يحتم كونه (و خر لى) يقال: خار له، اذا سهل عليه (فيما تقضى منه) اى: ‌فى‌ الشى الذى تحكم ‌من‌ طلبى، ‌و‌ المعنى: اجعله سهلا (و بارك لى ‌فى‌ ذلك) بان يكون له نماء ‌و‌ ثبات (و تفضل على ‌به‌ ‌و‌ اسعدنى بما تعطينى منه) حتى اكون سعيدا بفضلك ‌و‌ ‌لا‌ اشقى بعطائك حسب قوله تعالى: «ان
 
الانسان ليطغى ‌ان‌ رآه استغنى» (و زدنى ‌من‌ فضلك) على ‌ما‌ سالتك، ‌او‌ على ‌ما‌ انعمت ‌به‌ ‌فى‌ الحال (و سعه ‌ما‌ عندك فانك واسع) العطاء (كريم وصل ذلك) الاعطاء، ‌من‌ وصل يصل (بخير الاخره ‌و‌ نعيمها ‌يا‌ ارحم الراحمين) حتى تتصل النعمتان ‌و‌ السعادتان.
 «ثم تدعو بما بدالك» اى: بما شئت «و تصلى على محمد ‌و‌ آله الف مره» فانه «هكذا كان يفعل» الامام السجاد «عليه السلام» بعد انتهائه ‌من‌ الدعاء.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

و كان من دعائه علیه السلام فى یوم عرفه
و كان من دعائه علیه السلام فى التذلل لله عز و ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا اعترف بالتقصیر عن ...
و كان من دعائه علیه السلام بعد الفراغ من صلوه ...
و كان من دعائه علیه السلام اذا دخل شهر رمضان
و كان من دعائه علیه السلام فى الالحاح على الله ...
و كان من دعائه علیه السلام فى استكشاف الهموم
و كان من دعائه علیه السلام فى التضرع و ...
و كان من دعائه علیه السلام فى الزهد
و كان من دعائه علیه السلام فى دفاع كید الاعداء ...

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^