حديث عقل و نفس آدمی درآيينه قرآن، ص: 240
- قال: فوثب تمليخا فباع تمرا من حائط له بثلاثة الآف درهم و صرها فی ردنه و ركبوا خيولهم و خرجوا من المدينة، فلما ساروا ثلاثة أميال قال لهم تمليخا: يا إخوتاه، جاءت مسكنة الآخرد و ذهب ملك الدنيا، انزلوا عن خيولكم و امشوا علی أرجلكم، لعل اللّه أن يجعل لكم من أمركم فرجا و مخرجا، فنزلوا عن خيولهم و مشوا علی أرجلهم سبعة فراسخ فی ذلك اليوم فجعلت أرجلهم تقطر دما. قال: فاستقبلهم راع فقالوا: يا أيها الراعی، هل من شربة لبن أو ماء؟ فقال الراعی: عندی ما تحبون و لكن أری وجوهكم وجوه الملوك و ما أظنكم إلا هرابا من دقيوس الملك، قالوا: يا أيها الراعی، لا يحل لنا الكذب، أفينجينا منك الصدق؟ فأخبروه بقصتهم فانكب الراعی علی أرجلهم يقبلها و يقول: يا قوم، لقد وقع فی قلبی ما وقع فی قلوبكم و لكن امهلونی حتی أرد الاغنام علی أربابها و ألحق بكم، فتوقفوا له فرد الاغنام و أقبل يسعی يتبعه الكلب له. قال: فوثبت اليهودی فقال: يا علی، ما كان اسم الكلب و مالونه؟ فقال علی، عليه السلام: لا حول و لا قوة إلا باللّه العلی العظيم، أما لون الكلب فكان أبلقا بسواد، و أما اسم الكلب فقطمير. فلما نظر الفتية إلی الكلب قال بعضهم: إنا نخاف أن يفضحنا بنباحه، فألحوا عليه بالحجارة، فأنطق اللّه تعالی جل ذكره الكلب: ذرونی حتی أحرسكم من عدوكم فلم يزل الراعی يسير بهم حتی علاهم جبلا فانحط بهم علی كهف يقال له الوصيد، فإذا بفناء الكهف عيون و أشجار مثمرة، فأكلوا من الثمر و شربوا من الماء و جهنم الليل فآووا إلی الكهف و ربض الكلب علی باب الكهف و مد يديه عليه، فأوحی اللّه تعالی عز و علا إلی ملك الموت بقبض أرواحهم، و وكل اللّه بكل رجل ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلی ذات الشمال، و من ذات الشمال إلی اليمين، فأوحی اللّه تعالی عز و علا إلی خزان الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين، و تقرضهم ذات الشمال، فلما رجع دقيوس من عيده سأل عن الفتية فأخبر أنهم خرجوا هرابا، فركب فی ثمانين ألف حصان، فلم يزل يقفو أثرهم حتی علا فانحط إلی كهفهم.