حديث عقل و نفس آدمی درآيينه قرآن، ص: 241
- الموضع. قال علی، عليه السلام: يا أخا
اليهود، فمكثوا ثلاث مائة سند و تسع سنين، فلما أراد اللّه أن يحييهم أمر إسرافيل
الملك أن ينفخ فيهم الروح، فنفخ فقاموا من رقدتهم، فلما أن بزغت الشمس قال بعضهم:
قد غفلنا فی هذه الليلة عن عبادة إله السماء، فقاموا فإذا العين قد غارت، و إذا
الاشجار قد يبست، فقال بعضهم: إن أمورنا لعجب، مثل تلك العين الغزيرة قد غارت و
الاشجار قد يبست فی ليلة واحدة! و مسهم الجوع، فقالوا: ابعثوا بورقكم هذه إلی
المدينة فلينظر أيها أزكی طعاما فليأتكم برزق منه و ليتلطف و لا يشعرن بكم أحدا،
قال تمليخا: لا يذهب فی حوائجكم غيری، و لكن ادفع أيها الراعی ثيابك إلی. قال:
فدفع الراعی ثيابه و مضی يؤم المدينة، فجعل يری مواضع لا يعرفها، و طريقا هو
ينكرها حتی أتی باب المدينة و إذا عليه علم أخضر مكتوب عليه: لا إله إلا اللّه
عيسی رسول اللّه، قال: فجعل ينظر إلی العلم و جعل يمسح عينيه و يقول: أرانی نائما؟
ثم دخل المدينة حتی أتی السوق فأتی رجلا خبازا فقال:
أيها الخباز، ما اسم مدينتكم هذه؟ قال: أقسوس
قال: و ما اسم ملككم؟ قال: عبد الرحمن، قال: ادفع إلی بهذه الورق طعاما، فجعل الخباز
يتعجب م ثقل الدراهم و من كبرها. قال فوثبت اليهودی و قال: يا علی، و ما كان وزن
كل درهم منها؟ قال: وزن كل درهم عشرة دراهم و ثلثی درهم. فقال الخباز: يا هذا، أنت
أصبت كنزا؟ فقال تمليخا:
ما هذا إلا ثمن تمر بعتها منذ ثلاث، و خرجت
من هذه المدينة، و تركت الناس يعبدون دقيوس الملك، قال: فأخذ الخباز بيد تمليخا و
أدخله علی الملك فقال: ما شأن هذا الفتی؟ قال الخباز: هذا رجل أصاب كنزا، فقال
الملك: يا فتی، لا تخف فإن نبينا عيسی عليه السلام أمرنا أن لا نأخذ من الكنز إلا
خمسها، فأعطنی خمسها و امض سالما. فقال تمليخا: انظر أيها الملك فی أمری ما أصبت
كنزا. أنا رجل من أهل هذه المديند. فقال الملك: أنت من أهلها؟ قال: نعم، قال: فهل
تعرف بها أحدا؟ قال: نعم، قال: ما اسمك؟ قال: اسمی تمليخا، قال: و ما هذه الاسماء
أسماء أهل زماننا، فقال الملك: فهل لك فی هذه المدينة دار؟ قال: نعم اركب أيها
الملك معی، قال: فركب الملك و الناس معه فأتی بهم أرفع دار فی المدينة، قال
تمليخا: هذه الدار لی، فقرع الباب فخرج إليهم شيخ و قد وقع حاجباه علی عينيه من
الكبر، فقال: ما شأنكم؟ فقال-]