حديث عقل و نفس آدمی درآيينه قرآن، ص: 239

- عن يساره. فقال اليهودی: ما كان أسماء الثلاثة و الثلاثة؟ فقال علی، عليه السلام: الذين عن يمينه أسماؤهم تمليخا [تلميخا نيز ضبط شده است ] و مكسلمينا و ميشيلينا، و أما الذين عن يساره فأسماؤهم مرنوس و ديرنوس و شاذريوس، و كان يستشيرهم فی جميع أموره. و كان يجلس فی كل يوم فی صحن داره و البطارقة عن يمينه و الهراقلة عن يساره، و يدخل ثلاثة غلمة فی يد أحدهم جام من ذهب مملوء من المسك المسحوق، و فی يد الآخر جام من فضة مملوء من ماء الورد، و فی يد الآخر طائر أبيض له منقار أحمر. فإذا نظر الملك إلی ذلك الطائر صفر به فيطير الطائر حتی يقع فی جام ماء الورد فيتمرغ فيه، ثم يقع علی جام المسك فيحمل ما فی الجام بريشه و جناحه، ثم يصفر به الثانية فيطير الطائر علی تاج الملك فينفذ ما فی ريشه و جناحه علی رأس الملك. فلما نظر الملك إلی ذلك عتا و تجبر فادعی الربوبية من دون اللّه، و دعا إلی ذلك وجوه قومه، فكل من أطاعه علی ذلك أعطاه و حباه و كساه، و كل من لم يبايعه قتله فاستجابوا له رأسا، و اتخذ لهم عيدا فی كل سنة مرة، فبيناهم ذات يوم فی عيد و البارقة عن يمينه و الهراقلة عن يساره إذ أتاه بطريق فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيه فاغتم لذلك حتی سقط التاج عن رأسه فنظر إليه أحد الثلاثد الذين كانوا عن يمينه يقال له تمليخاو كان غلامافقال فی نفسه: لو كان دقيانوس إلها كما يزعم إذا ما كان يغتم و لا يفزع، و ما كان يبول و لا يتغوط، و ما كان ينام، و ليس هذه من فعل الاله، قال: و كان الفتية الستة كل يوم عند أحدهم و كانوا ذلك اليوم عند تمليخا، فاتخذ لهم من طيب الطعام، ثم قال لهم: يا إخوتاه، قد وقع فی قلبی شئ منعنی الطعام و الشراب و المنام. قالوا: و ما ذاك يا تمليخا؟ قال: أطلت فكری فی هذه السماء فقلت: من رفع سقفها محفوظة بلا عمد و لا علاقة من فوقها؟ و من أجری فيها شمسا و قمرا آيتان مبصرتان؟ و من زينها بالنجوم؟ ثم أطلت الفكر فی الارض فقلت:

من سطحها علی ظهر اليم الزاخر؟ و من حبسها بالجبال أن تميد علی كل شئ؟ و أطلت فكری فی نفسی من أخرجنی جنينا من بطن أمی؟ و من غذانی؟ و من ربانی؟ إن لها صانعا و مدبرا غير دقيوس الملك، و ما هو إلا ملك الملوك و جبار السماوات. فانكبت الفتية علی رجليه يقبلونها و قالوا: بك هدانا اللّه من الضلالة إلی الهدی فأشر علينا.-]