حديث عقل و نفس آدمی درآيينه قرآن، ص: 110

- تخرب لكن مات من بناها و سكنها غيره و بالخربة ما خرب و لم يسكنه أحد و كون الترديد من الراوی كما زعم بعيد و حتمل أن يكون أين ساكنوك للخربة و أين بانوك للدار، علی اللف و النشر المرتب لكن كونهما لكل منهما أظهر و الظاهر أن القول بلسان الحال و يحتمل المقال و قوله: مالك لا تتكلمين بيان لغاية ظهور الحال أی العبرة فيك بينة بحيث كان ينبغی أن تتكلم بذلك. و قيل: هو من قبيل ذكر اللازم و إرادة الملزوم، فنفی التكلم كناية عن نفی الاستماع، أی لم لا يستمع الغافلون ما تتكلمين به بلسان الحال جهرا، و قيل استفهام إنكاری أی أنت تتكلمين لكن الغافلون لا يستمعون، و هو بعيد. و يمكن أن يكون كلامها كناية عن تنبيه الغافين أی لم لا تنبه المغرورين بالدنيا مع هذه الحالة الواضحة، و يؤل إلی تعيير الجاهلين بعدم الاتعاظ به كما أنه يقول رجل لوالد رجل فاسق بحضرته: لم لاتعظ ابنك مع أنه يعظه، و إنما يقول ذلك تعييرا للابن».

- بحار الأنوار، ج 68، ص 325: «أروی عن العالم (عليه السلام) أنه قال: طوبی لمن كان صمته فكرا و نظره عبرا، و كلامه ذكرا، و وسعه بيته، و بكی علی خطيئته، و سلم الناس من لسانه و يده. و أروی فكر ساعة خير من عبادة سنة، فسألت العالم (عليه السلام) عن ذلك فقال: تمر بالخربة و بالديار القفار فتقول: أين بانيك؟ أين سكانك؟

مالك لا تكلمين؟ و ليس العبادة كثرة الصلاة و الصيام، و العبادة التفكر فی أمر اللّه جل و علا و أروی التفكر مرآتك تريك سيئاتك و حسناتك».

- قال الصادق عليه السلام: «اعتبروا بما مضی من الدنيا، هل بقی علی أحد؟ أو هل فيها باق من الشريف و الوضيع و الغنی و الفقير و الولی و العدو؟ فكذلك ما لم يأت منها بما مضی أشبه من الماء بالماء، قال رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله): كفی بالموت واعظا و بالعقل دليلا، و بالتقوی زادا، و بالعبادة شغلا، و باللّه مونسا و بالقرآن بيانا. و قال النبی، صلی اللّه عليه و آله: لم يبق من الدنيا إلا بلاء و فتنة، و ما نجا من نجا إلا بصدق الالتجاء. و قال نوح عليه السلام: وجدت الدنيا كبيت له بابان: دخلت من أحدهما و خرجت من الاخر، هذا حال صفی اللّه، كيف حال من اطمأن فيها و ركن إليها، و أضاع عمره فی عمارتها و مزق دينه فی طلبها؟ و الفكرة مرآت الحسنات و كفارة السيئات-]