حديث عقل و نفس آدمی درآيينه قرآن، ص: 155

- طالب قالت: اخرجا إلی عمی ليزوجنی من محمد فقد قلت له فی ذلك، فدخلا علی عمها، و خطب أبو طالب الخطبة المعروفة، و عقد النكاح، فلما قام محمد صلی اللّه عليه و آله ليذهب مع أبی طالب قالت خديجة: إلی بيتك، فبيتی بيتك، و أنا جاريتك».

- بحار الأنوار، ج 16، ص 4: «زوج أبو طالب خديجة من النبی، و ذلك أن نساء قريش اجتمعن فی المسجد فی عيد، فإذا هن بيهودی يقول: ليوشك أن يبعث فيكن نبی، فأيكن استطاعت أن تكون له أرضا يطأها فلتفعل، فحصبنه، وقر ذلك القول فی قلب خديجة، و كان النبی صلی اللّه عليه و آله قد استأجرته خديجة علی أن تعطيه بكرين، و يسير مع غلامها ميسرة إلی الشام، فلما أقبلا فی سفرهما نزل النبی صلی اللّه عليه و آله تحت شجرة فرآه راهب يقال له: نسطور، فاستقبله و قبل يديه و رجليه و قال:

أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أشهد أن محمدا رسول اللّه، لما رأی منه علامات، و إنه نزل تحت الشجرة، ثم قال لميسرة: طاوعه فی أوامره و نواهيه فإنه نبی، و اللّه ما جلس هذا المجلس بعد عيسی عليه السلام أحد غيره، و لقد بشر به عيسی عليه السلام، و مبشرا برسول يأتی من بعدی اسمه أحمد، و هو يملك الارض بأسرها، و قال ميسرة: يا محمد، لقد جزنا عقبات بليلة كنا نجوزها بأيام كثيرة، و ربحنا فی هذه السفرة ما لم نربح من أربعين سنة ببركتك يا محمد، فساتقبل خديجة، و أبشرها بربحنا، و كانت و قتئذ جالسة علی منظرة لها، فرأت راكبا علی يمينه ملك مصلت سيفه، و فوقه سحابة معلق عليها قنديل من زبرجدة، و حوله قبة من ياقوتة حمراء فظنت ملكا يأتی بخطبتها و قالت: اللهم إلی و إلی داری، فلما أتی كان محمدا و بشرها بالارباح، فقالت:

و أين ميسرة؟ قال: يقفو أثری، قالت: فارجع إليه و كن معه، و مقصوداها لتستيقن حال السحابة، فكانت السحابة تمر معه، فأقبل ميسرة إلی خديجة و أخبرها بحاله، و قال لها:

إنی كنت آكل معه حتی يشبع و يبقی الطعام كما هو، و كنت أری وقت الهاجرة ملكين يظللانه، فدعت خديجة بطبق عليه رطب، و دعت رجالا و رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله فأكلوا حتی شبعوا، و لم ينقص شيئا، فأعتقت ميسرة و أولاده و أعطته عشرة آلاف درهم لتلك البشارة، و رتبت الخطبة من عمرو بن أسد عمها. قال النسوی فی تاريخه:

أنكحه إياها أبوها خويلد بن أسد، فخطب أبو طالب بما رواه الخركوشی فی شرف-]