عقل: كليد گنج سعادت، ص: 395

[و مؤازرتی و أداء الامانة إلی، فلما رأيت الزمان علی ابن عمك قد كلب، و العدو عليه قد حرب، و أمانته الناس قد عزت (عرت) (خونت)، و هذه الامور قد فشت، قلبت لابن عمك ظهر المجن، و فارقته مع المفارقين، و خذلته أسوأ خذلان الخاذلين، فكأنك لم تكن تريد اللّه بجهادك، و كأنك لم تكن علی بينة من ربك، و كأنك إنما كنت تكيد أمة محمد (صلی اللّه عليه و آله) علی دنياهم، و تنوی غرتهم، فلما أمكنتك الشدة فی خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة و عجلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الازل دامية المعزی الكسيرة. كأنك لا أبا لك إنما جررت إلی أهلك تراثك من إبيك و أمك، سبحان اللّه، أما تؤمن بالمعاد أو ما تخاف من سوء الحساب أو ما يكبر عليك أن تشتری الاماء و تنكح النساء بأموال الارامل و المهاجرين الذين أفاء اللّه عليهم هذه البلاد؟ اردد إلی القوم أموالهم فواللّه لئن لم تفعل ثم أمكننی اللّه منك لا عذرن اللّه فيك، و اللّه فواللّه لو أن حسنا و حسينا فعلا مثل الذی فعلت لما كانت لهما عندی فی ذلك هوادة، و لا لواحد منهما عندی فيه رخصة، حتی آخذ الحق و أزيح الجور عن مظلومها، و السلام). قال: فكتب إليه عبد اللّه بن عباس (أما بعد، فقد أتانی كتابك تعظم علی إصابة المال الذی أخذته من بيت مال البصرة و لعمری إن لی فی بيت مال اللّه أكثر مما أخذت: و السلام). قال: فكتب إليه علی بن أبی طالب (عليه السلام) (أما بعد، فالعجب كل العجب من تزيين نفسك أن لك فی بيت مال اللّه أكثر مما أخذت، و أكثر مما لرجل من المسلمين، فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل، و ادعاؤك ما لا يكون ينجيك من الاثم، و يحل لك ما حرم اللّه عليك، عمرك اللّه إنك لانت العبد المهتدی إذن! فقد بلغنی أنك اتخذت مكة وطنا و ضربت بها عطنا تشتری مولدات مكة و الطائف، تختارهن علی عينك، و تعطی فيهن مال غيرك! و انی لأقسم باللّه ربی و ربك، رب العزة، ما يسرنی أن أخذت من أموالهم لی حلال أدعه لعقبی ميراثا، فلا غرو أشد باغتباطك تأكله رويدا رويدا، فكأن قد بلغت المدی و عرضت علی ربك المحل الذی تتمنی الرجعة و المضيع للتوبة (كذلك) ذلك و ما ذلك و لات حين مناص، و السلام). قال: فكتب إليه عبد اللّه بن عباس: (أما بعد فقد أكثرت علی، فواللّه لئن ألقی اللّه بجميع ما فی الارض من ذهبها و عقيانها أحب إلی من أن ألقی اللّه ]