عقل: كليد گنج سعادت، ص: 390

[الذی مات فيه، قال: فأغمی عليه فی البيت فأخرج إلی صحن الدار، قال: فأفاق، فقال: إن خليلی رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله) قال: أنی سأهجر هجرتين و أنی سأخرج من هجرتی، فهاجرت هجرة مع رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله)، و هجرة مع علی (عليه السلام)، و أنی سأعمی فعميت، و أنی سأغرق فأصابتنی حكة فطرحنی أهلی فی البحر فغفلوا عنی فغرقت ثم استخرجونی بعد. و أمرنی أن أبرأ من خمسة:

من الناكثين و هم أصحاب الجمل، و من القاسطين و هم أصحاب الشام، و من الخوارج و هم أهل النهروان، و من القدرية و هم الذين ضاهوا النصاری فی دينهم فقالوا لا قدر، و من المرجئة الذين ضاهوا اليهود فی دينهم فقالوا: اللّه أعلم، قال: ثم قال: اللهم إنی أحيی علی ما حيی عليه علی بن أبی طالب، و أموت علی ما مات عليه علی بن أبی طالب. قال: ثم مات فغسل و كفن ثم صلی علی سريره، قال: فجاء طائران أبيظان فدخلا فی كفنه فرأی الناس إنما هو فقهه فدفن. جعفر بن معروف قال: حدثنی محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن (ابن شريح) بن جريح، عن أبی عبد اللّه (عليه السلام)، أن ابن عباس لما مات و أخرج خرج من كفنه طير أبيض يطير ينظرون إليه يطير نحو السماء حتی غاب عنهم، فقال: و كان أبی يحبه حبا شديدا، و كانت أمه تلبسه ثيابه و هو غلام فينطلق إليه فی غلمان بنی عبد المطلب، قال: فأتاه بعد ما أصيب ببصره، فقال: من أنت؟ قال: أنا محمد بن علی بن الحسين، فقال: حسبك من لم يعرفك فلا عرفك. جعفر بن معروف، قال: حدثنی الحسين بن علی بن النعمان، عن أبيه، عن معاذ بن مطر، قال: سمعت إسماعيل بن الفضل الهاشمی، قال: حدثنی بعض أشياخی، قال: لما هزم علی بن أبی طالب صلوات اللّه عليه أصحاب الجمل بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) عبد اللّه بن عباس إلی عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل و قلة العرجة، قال ابن عباس: فأتيتها و هی فی قصر بنی خلف فی جانب البصرة، قال:

فطلبت الاذن عليها فلم تأذن فدخلت عليها من غير اذنها فإذا بيت قفار لم يعد لی فيه مجلس، فإذا هی من وراء سترين، قال: فضربت ببصری فإذا فی جانب البيت رحل عليه طنفسه، قال: فمددت الطنفسة فجلست عليها، فقالت من وراء الستر: يا ابن عباس أخطأت السنة! دخلت بيتنا بغير اذننا، و جلست علی متاعنا بغير اذننا، فقال لها]