عقل: كليد گنج سعادت، ص: 391

[ابن عباس: نحن أولی بالسنة منك و نحن علمناك السنة، و إنما بيتك الذی خلفك فيه رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله)، فخرجت منه ظالمة لنفسك غاشية لدينك عاتبة علی ربك عاصية لرسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله)، فإذا رجعت إلی بيتك لم ندخله إلا باذنك و لم نجلس علی متاعك إلا بأمرك، إن أمير المؤمنين علی بن أبی طالب (عليه السلام) بعث اليك يأمرك بالرحيل إلی المدينة و قلة العرجة، فقالت: رحم اللّه أمير المؤمنين ذلك عمر ابن الخطاب! فقال ابن عباس: هذا و اللّه أمير المؤمنين و إن تربدت فيه وجوه و رغمت فيه معاطس، أما و اللّه لهو أمير المؤمنين، و أمس برسول اللّه رحما، و أقرب قرابة، و أقدم سبقا، و أكثر علما، و أعلی منارا، و أكثر آثارا من أبيك و من عمر، فقالت: أبيت ذلك. فقال: أما و اللّه إن كان إباؤك فيه لقصير المدة عظيم التبعة ظاهر الشؤم بين النكد مبين المنكر، و ما كان إباؤك فيه إلا حلب شاة حتی صرت ما تأمرين و لا تنهين و لا ترفعين و لا تضعين، و ما مثلك إلا كمثل ابن الحضرمی بن نجمان أخی بنی أسد حيث يقول: ما زال إهداء القصائد بيننا* شتم الصديق و كثرة الالقاب. حتی تركتم كأن قلوبهم* فی كل مجمعة طنين ذباب* قال: فأراقت دمعتها و أبدت عويلها و تبدی نشيجها، ثم قالت: أخرج و اللّه عنكم فما فی الارض بلد أبغض إلی من بلد تكونون فيه، فقال ابن عباس: فواللّه ماذا بلاؤنا عندك و لا بصنيعنا إليك، إنا جعلناك للمؤمنين أما و أنت بنت أم رومان، و جعلنا أباك صديقا و هو ابن أبی قحافة، فقالت: يا ابن عباس تمنون علی برسول اللّه؟! فقال: و لم لا نمن عليك بمن لو كان منك قلامة منه مننتنا به، و نحن لحمه و دمه و منه و إليه، و ما أنت إلا حشية من تسع حشايا خلفهن بعده لست بأبيضهن لونا، و لا بأحسنهن وجها، و لا بأرشحهن عرقا، و لا بأنضرهن ورقا، و لا بأطرأهن أصلا، فصرت تأمرين فتطاعين، و تدعين فتجابين، و ما مثلك إلا كما قال أخو بنی فهر: مننت علی قومی فأبدوا عداوة* فقلت لهم كفوا العداوة و النكرا/ ففيه رضا من مثلكم لصديق* و أحجی بكم أن تجمعوا البغی و الكفرا قال: ثم نهضت و أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخبرته بمقالتها و ما رددت عليها، فقال: أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك. و قال المفيدقدس سره فی الارشاد: باب ذكر الامام بعد أمير المؤمنين (عليه السلام): روی أبو مخنف لوط بن يحيی، قال:]