عقل: كليد گنج سعادت، ص: 23

[الجارية، فطلب أبو خالد الذی شرطوا له فلم يعطوه، فرجع أبو خالد مغتما كئيبا، فقال له علی بن الحسين عليه السلام: مالی أراك كئيبا يا أبا خالد، ألم أقل لك إنهم يغدرون بك؟ دعهم فإنهم سيعودون إليك، فإذا لقوك فقل لهم لست أعالجها حتی تضعوا المال علی يدی علی بن الحسين عليه السلام، فعادوا إلی أبی خالد يلتمسون مداواتها، فقال لهم أبو خالد: إنی لا أعالجها حتی تضعوا المال علی يد علی بن الحسين، فإنه لی ولكم ثقة، فرضوا و وضعوا المال علی يدی علی بن الحسين، فرجع أبو خالد إلی الجارية و أخذ بأذنها اليسری، ثم قال:

يا خبيث، يقول لك علی بن الحسين عليه السلام: أخرج من هذه الجارية، ولا تعرض لها إلا بسبيل خير، فإنك إن عدت أحرقتك بنار اللّه الموقدة التی تطلع علی الافئدة، فخرج منها و لم يعد إليها، و دفع المال إلی أبی خالد، فخرج إلی بلاده».

و تقدم فی ترجمة سلمان عده من حواری علی بن الحسين عليه السلام. و تقدم فی ترجمة سعيد بن المسيب عن الفضل بن شاذان، أنه من الخمسة الذين كانوا مع علی بن الحسين عليه السلام فی أول أمره، قال الفضل: أبو خالد الكابلی و اسمه وردان، و لقبه كنكر. و تقدم فی القاسم بن محمد بن أبی بكر، أن أبا خالد الكابلی من ثقات علی ابن الحسين عليه السلام، و يأتی فی ترجمة يحيی بن أم الطويل أنه أحد الثلاثة الذين لم يرتدوا بعد قتل الحسين عليه السلام.

بقی هنا أمران: الاول: ما تقدم من الروايات لا يدل علی و ثاقة الرجل، لانه لم يصح إسنادها، نعم الرواية الاخيرة المذكورة فی ترجمة يحيی بن أم الطويل معتبرة إلا أنها تدل علی حسن عقيدته فقط. الثانی: أن صريح الشيخ، أن كنكر و وردان رجلان كل منهما يكنی أبا خالد، و كنكر أكبر من وردان، إلا أن الفضل بن شاذان ذكر أن اسمه وردان و لقبه كنكر، فهو رجل واحد، و يؤيد ما ذكره الشيخ ما تقدم من رواية الكشی من أن كنكر كان اسمه الذی سمته به أمه، و يؤيد ما ذكره الفضل من الاتحاد: ما رواه فی الخرايج من رواية أن أمه سمته وردان، فجاء أبوه و أمرها بأن تسميه كنكر. (البحار: الجزء 46، باب النصوص علی الخصوص علی إمامته (علی بن الحسين) عليه السلام، الحديث 48). و كيف كان فلا شك فی أنه علی فرض التعدد، فالمنصرف من أبی خالد الكابلی هو كنكر، فإنه هو المشهور المعروف الذی كان له كتاب. و طريق الشيخ إليه ضعيف بأبی المفضل، و محمد بن سنان، علی أن كلا]