عقل: كليد گنج سعادت، ص: 394

[طاووس، قال: كنا علی مائدة ابن عباس و محمد بن الحنفية حاضر فوقعت جرادة فأخذها محمد، ثم قال: هل تعرفون ما هذه النقط السود فی جناحها؟ قالوا: اللّه أعلم.

فقال: أخبرنی أبی علی بن أبی طالب (عليه السلام) أنه كان مع النبی (صلی اللّه عليه و آله)، ثم قال: هل تعرف يا علی هذه النقط السود فی جناح هذه الجرادة؟ قال: قلت اللّه و رسوله أعلم، فقال (صلی اللّه عليه و آله): مكتوب فی جناحا (أنا اللّه رب العالمين خلقت الجراد جندا من جنودی أصيب به من أشاء من عبادی). فقال ابن عباس: فما بال هؤلاء القوم يفتخرون علينا يقولون انهم أعلم منا؟ فقال محمد: ما ولدهم إلا من ولدنی، قال: فسمع ذلك الحسن بن علی (صلوات اللّه عليهما) فبعث إليهما و هما بالمسجد الحرام. فقال لهما: أما انه قد بلغنی ما قلتما إذ وجدتما جرادة، فأما أنت يا ابن عباس ففی من نزلت هذه الآية (فلبئس المولی و لبئس العشير) فی أبی أو فی أبيك؟! و تلا عليه آيات من كتاب اللّه كثيرا، ثم قال: أما و اللّه لولا ما تعلم (نعلم) لاعلمتك عاقبة أمرك ما هو و ستعلمه، ثم إنك بقولك هذا مستنقص فی بدنك، و يكون الجرموز من ولدك، ولو أذن لی فی القول لقلت ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه و أنكروه". أقول: الرواية ضعيفة بعدة من رواتها." قال الكشی: روی علی بن يزداد الصائغ الجرجانی، عن عبد العزيز بن محمد بن عبد الاعلی الجزری، عن خلف المخزومی البغدادی، عن سفيان بن سعيد، عن الزهری، قال: سمعت الحارث يقول:

استعمل علی (صلوات اللّه عليه) علی البصرة عبد اللّه بن عباس، فحمل كل مال فی بيت المال بالبصرة و لحق بمكة و ترك عليا (عليه السلام)، و كان مبلغة ألفی ألف درهم، فصعد علی (عليه السلام) المنبر حين بلغه ذلك فبكی، فقال: هذا ابن عم رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله) فی علمه و قدره يفعل مثل هذا فكيف يؤمن من كان دونه، أللهم إنی قد مللتهم فأرحنی منهم، و اقبضنی إليك غير عاجز و لا ملول"." قال الكشی: قال شيخ من أهل اليمامة يذكر عن معلی بن هلال، عن الشعبی، قال: لما احتمل عبد اللّه بن عباس بيت مال البصرة، و ذهب به إلی الحجاز، كتب إليه علی بن أبی طالب (عليه السلام): (من عبد اللّه علی بن أبی طالب إلی عبد اللّه بن عباس أما بعد فإنی كنت أشركتك فی أمانتی، و لم يكن أحد من أهل بيتی فی نفسی أوثق منك لمواساتی ]