فارسی
دوشنبه 01 مرداد 1403 - الاثنين 14 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

عقل: كليد گنج سعادت، ص: 75

[إنه لما كان ههنا مظنة شبهة هی أنه إن كان اللّه عز و جل خلق الاشياء بالمشيئة فبم خلق المشيئة أبمشيئة اخری؟ فيلزم أن تكون قبل كل مشيئة مشيئة إلی ما لا نهاية له فأفاد الامام عليه السلام أن الاشياء مخلوقة بالمشيئة، و أما المشيئة نفسها فلا يحتاج خلقها إلی مشيئة اخری بل هی مخلوقة بنفسها لانها نسبة و إضافة بين الشائی و المشيی ء تتحصل بوجوديهما العينی و العلمی، و لذا أضاف خلقها إلی اللّه سبحانه لان كلا الوجودين له و فيه و منه، و فی قوله عليه السلام: بنفسها دون أن يقول: بنفسه إشارة لطيفة إلی ذلك، نظير ذلك ما يقال: إن الاشياء إنما توجد بالوجود فأما الوجود نفسه فلا يفتقر إلی وجود آخر بل إنما يوجد بنفسه.

الخامس: ما ذكره بعض المحققين بعد ما حقق أن إرادة اللّه المتجددة هی نفس أفعاله المتجددة الكائنة الفاسدة فإرادته لكل حادث بالمعنی الاضافی يرجع إلی إيجاده، و بمعنی المرادية ترجع إلی وجوده قال: نحن إذا فعلنا شيئا بقدرتنا و اختيارنا فأردناه أولا ثم فعلناه بسبب الارادة نشأت من أنفسنا بذاتها لا بإرادة اخری و إلا لتسلسل الامر لا إلی نهاية فالارادة مرادة لذاتها، و الفعل مراد بالارادة، و كذا الشهوة فی الحيوان مشتهاة لذاتها لذيذة بنفسها، و سائر الاشياء مرعوبة بالشهوة فعلی هذا المثال حال مشيئة اللّه المخلوقة، و هی و نفس وجودات الاشياء فإن الوجود خير و مؤثر لذاته و مجعول بنفسه، و الاشياء بالوجود موجودة و الوجود مشيی ء بالذات، و الاشياء مشيئة بالوجود و كما أن الوجود حقيقة واحدة متفاوتة بالشدة و الضعف و الكمال و النقص فكذا الخيرية و المشيئة، و ليس الخير المحض الذی لا يشوبه شر إلا الوجود البحت الذی لا يمازجه عدم و نقص، و هو ذات الباری جل مجده، فهو المراد الحقيقی. إلی آخر ما حققه. و الا وفق باصولنا هو الوجه الاول كما سيظهر لك فی كتاب العدل، و سيأتی بعض الاخبار المناسبة لهذا الباب هناك. و خبر سليمان المروزی فی باب احتجاجات الرضا عليه السلام، و سنورد هناك بعض ما تركنا ههنا إن شاء اللّه تعالی، و قد مر بعضها فی باب نفی الجسم و الصورة، و باب نفی الزمان و المكان.

- بحار الانوار، ج 78، ص 355، ح 9: «الإمام الرضا عليه السلام لما سئل عن المشيئة و الإرادة-:

المشيئة: الاهتمام بالشی ء، و الإرادة: اتمام ذلك الشی ء».

- التوحيد، شيخ صدوق، ص 338، ح 5؛ ص 146، ح 16؛ ص 147، ح 17: «الإمام الرضا عليه السلام: المشيئة و الإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أن اللّه تعالی لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد».]




پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^