عقل: كليد گنج سعادت، ص: 396

[بدم رجل مسلم)". أقول: هذه الرواية و ما قبلها من طرق العامة، و ولاء ابن عباس لامير المؤمنين و ملازمته له (عليه السلام) هو السبب الوحيد فی وضع هذه الاخبار الكاذبة و توجيه التهم و الطعون عليه، حتی أن معاوية لعنه اللّه كان يلعنه بعد الصلاة! مع لعنه عليا و الحسنين و قيس بن عبادة و الاشتر!! كما عن الطبری و غيره، و أقل ما يقال فيهم أنهم صحابة رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله)، فكيف كان يلعنهم و يأمر بلعنهم!! و قال الكشی قبل ترجمة عبد اللّه بن عباس متصلا بها، و فی ترجمة عبيد اللّه ابن عباس (51):" و روی محمد بن عيسی بن عبيد، عن محمد بن سنان، عن موسی بن بكر الواسطی، عن الفضيل بن يسار، عن أبی جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أللهم العن ابنی فلان و أعم أبصارهما، كما أعميت قلوبهما الاجلين (الاكلين) فی رقبتی و اجعل عمی أبصارهما دليلا علی عمی قلوبهما".

و هی ضعيفة بالارسال: أولا لجهالة طريق الكشی إلی محمد بن عيسی بن عبيد، و بمحمد بن سنان و موسی بن بكر الواسطی ثانيا. ثم إن الكلينی قدس سره روی عن محمد بن أبی عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد و محمد بن يحيی، عن أحمد بن محمد، جميعا عن الحسن ابن عباس بن حريش، عن أبی جعفر الثانی (عليه السلام) عن أبی عبد اللّه (عليه السلام)، قال: بينا أبی جالس و عنده نفر إذ استضحك حتی اغرورقت عيناه دموعا، ثم قال: هل تدرون ما أضحكنی؟ قال فقالوا:

لا، قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا، فقلت له: هل رأيت الملائكة يابن عباس تخبرك بولائها لك فی الدنيا و الآخرة مع الامن من الخوف و الحزن؟ قال: فقال: إن اللّه تبارك و تعالی يقول: (إنما المؤمنون إخوة) و قد دخل فی هذا جميع الامة، فاستضحكت (إلی أن قال) ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت يابن عباس ما تكلمت بصدق بمثل أمس، قال لك علی بن أبی طالب: إن ليلة القدر فی كل سنة و أنه ينزل فی تلك الليلة أمر السنة و أن لذلك الامر ولاة بعد رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله)، فقلت من هم، فقال: أنا و أحد عشر من صلبی أئمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله)، فتبدی لك الملك الذی يحدثه، فقال: كذبت يا عبد اللّه رأت عينای الذی حدثك به علی (عليه ]