عقل: كليد گنج سعادت، ص: 392

[حدثنی أشعث بن سوار، عن أبی إسحاق السبيعی و غيره، قالوا: خطب الحسن بن علی (عليهما السلام) فی صبيحة الليلة التی قبض فيها أمير المؤمنين (عليه السلام)، فمحمد اللّه و أثنی عليه و صلی علی رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله)، ثم قال: لقد قبض فی هذه الليلة رجل لم يسبقه الاولون بعمل، و لا يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله) فيقيه بنفسه ... (إلی أن قال) و ما خلف صفراء و لا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لاهله إلی أن قال-: فالحسنة مودتنا أهل البيت، ثم جلس فقام عبد اللّه بن العباس رحمه اللّه بين يديه فقال: معاشر الناس هذا ابن نبيكم و وصی إمامكم فبايعوه، فاستجاب له الناس، فقالوا: ما أحبه إلينا و أوجب حقه علينا، و بادروا إلی البيعة له بالخلافة و ذلك فی يوم الجمعة الحادی و العشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، فرتب العمال و أمر الامراء، و أنفذ عبد اللّه بن العباس إلی البصرة، و نظر فی الامور ... (إلخ). هذا و الاخبار المروية فی كتب السير و الروايات الدالة علی مدح ابن عباس و ملازمته لعلی و من بعده الحسن و الحسين (عليهم السلام) كثيرة، و قد ذكر المحدث المجلسی قدس سره- مقدارا كثيرا منها فی أبواب مختلفة من كتابه البحار، من أراد الاطلاع عليها فليراجع سفينة البحار فی مادة عبس. و نحن و إن لم نظفر برواية صحيحة مادحة، و جميع ما رأيناه من الروايات فی إسناده ضعف، إلا أن استفاضتها أغنتنا عن النظر فی إسناده، فمن المطمأن به صدور بعض هذه الروايات عن المعصومين إجمالا. و بازاء هذه الروايات روايات قادحة ذكرها الكشی و هی كما تلی: جعفر بن معروف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد الانباری، عن حماد بن عيسی، عن إبراهيم بن عمر اليمانی، عن الفضيل بن يسار، عن أبی جعفر (عليه السلام)، قال: أتی رجل أبی (عليه السلام)، فقال: إن فلانايعنی عبد اللّه بن العباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت فی القرآن فی أی يوم نزلت، و فيم نزلت، قال: فسله فی من نزلت: (و من كان فی هذه أعمی فهو فی الآخرة أعمی و أضل سبيلا) و فيم نزلت: (و لا ينفعكم نصحی إن أردت أن أنصح لكم) و فيم نزلت: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا). فأتاه الرجل، و قال:

وددت الذی أمرك بهذا و اجهنی به فاسئله، و لكن سله ما العرش و متی خلق و كيف ]