عقل: كليد گنج سعادت، ص: 12
[المؤمنين عليه السلام تأكيدا للحجة عليهم فيه. فأنزل جلت عظمته عليه: «إيا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك» يعنی فی استخلاف علی بن أبی طالب أمير المؤمنين عليه السلام و النص بالأمامة عليه «و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و اللّه يعصمك من الناس» فأكد به الفرض عليه بذلك، و خوفه من تأخير الأمر فيه، و ضمن له العصمة و منع الناس منه. فنزل رسول اللّه صلی عليه و آله المكان الذی ذكرناه، لما وصفناه من الامر له بذلك و شرحناه، و نزل المسلمون حوله، و كان يوما قائظا شديد الحر، فأمر عليه السلام بدوحات هناك فقم ما تحتها، و أمر بجمع الرحال فی ذلك المكان، و وضع بعضها علی بعض، ثم أمر مناديه فنادی فی الناس بالصلاة. فاجتمعوا من رحالهم إليه، و إن أكثرهم ليلف رداءه علی قدميه من شدة الرمضاء. فلما اجتمعوا صعد عليه و آله السلام علی تلك الرحال حتی صار فی ذروتها، و دعا أمير المؤمنين عليه السلام فرقی معه حتی قام عن يمينه، ثم خطب للناس فحمد اللّه و أثنی عليه، و وعظ فابلغ فی الموعظة، و نعی إلی الأمة نفسه، فقال عليه و آله السلام: «إنی قد دعيت و يوشك أن أجيب، و قد حان منی خفوف من بين أظهركم، و إنی مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا:
ثم نادی بأعلی صوته: «ألست أولی بكم منكم بأنفسكم؟» فقالوا: اللهم بلی، فقال لهم علی النسق، و قد أخذ بضبعی أمير المؤمنين عليه السلام فرفعهما حتی رئی بياض إبطيهما و قال: ثم نزل صلی اللّه عليه و آله و كان وقت الظهيرةفصلی ركعتين، ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الفرض فصلی بهم الظهر، و جلس صلی اللّه عليه و آله فی خيمته، و أمر عليا أن يجلس فی خيمة له بازائه، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنؤوه بالمقام، و يسلموا عليه بأمره المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلهم، ثم أمر أزواجه و جميع نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه، و يسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن. و كان ممن أطنب فی تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب فأظهر له المسرة به و قال فيما قال: بخ بخ ياعلی، أصبحت مولای و مولی كل مؤمن و مؤمنة. و جاء حسان إلی رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله فقال له: يا رسول اللّه، إئذن لی أن أقول فی هذا المقام ما يرضاه اللّه؟ فقال له: «قل يا حسان علی اسم اللّه» فوقف علی نشز من الأرض، و تطاول المسلمون لسماع كلامه، فأنشا يقول: يناديهم يوم الغدير نبيهم/ بخم وأسمع بالرسول ]
