عقل: كليد گنج سعادت، ص: 357

[بين إسماعيل و داود ألف سنة ولو كان كما قال لكان بينهما أربعون سنة و هذا عين المحال لطول الزمان بالاتفاق بين بناء إبراهيم عليه السلام البيت و بين موسی عليه السلام ثم إن فی نص القرآن أن قصة داود فی قتل جالوت كانت بعد موسی بمدة و قد تعقب الحافظ الضياء بنحو ما أجاب به بن الجوزی و قال الخطابی يشبه أن يكون المسجد الاقصی أول ما وضع بناءه بعض أولياء اللّه قبل داود و سليمان ثم داود و سليمان فزادا فيه و وسعاه فأضيف إليهما بناؤه قال و قد ينسب هذا المسجد إلی إيلياء فيحتمل أن يكون هو بانيه أو غيره و لست أحقق لم أضيف إليه قلت الاحتمال الذی ذكره أولا موجه و قد رأيت لغيره أن أول من أسس المسجد الاقصی آدم عليه السلام و قيل الملائكة و قيل سام بن نوح عليه السلام و قيل يعقوب عليه السلام فعلی الاولين يكون ما وقع ممن بعدهما تجديدا كما وقع فی الكعبة و علی الاخيرين يكون الواقع من إبراهيم أو يعقوب أصلا و تأسيسا و من داود تجديدا لذلك و ابتداء بناء فلم يكمل علی يده حتی أكمله سليمان عليه السلام لكن الاحتمال الذی ذكره بن الجوزی أوجه و قد وجدت ما يشهد له و يؤيد قول من قال أن آدم هو الذی أسس كلا من المسجدين فذكر بن هشام فی كتاب التيجان أن آدم لما بنی الكعبة أمره اللّه بالسير إلی بيت المقدس و أن يبنيه فبناه و نسك فيه و بناء آدم للبيت مشهور و قد تقدم قريبا حديث عبد اللّه بن عمرو أن البيت رفع زمن الطوفان حتی بوأه اللّه لابراهيم و روی بن أبی حاتم من طريق معمر عن قتادة قال وضع اللّه البيت مع آدم لما هبط ففقد أصوات الملائكة و تسبيحهم فقال اللّه له يا آدم إنی قد أهبطت بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشی فانطلق إليه فخرج آدم إلی مكة و كان قد هبط بالهند و مد له فی خطوه فأتی البيت فطاف به و قيل إنه لما صلی إلی الكعبة أمر بالتوجه إلی بيت المقدس فاتخذ فيه مسجدا و صلی فيه ليكون قبلة لبعض ذريته و أما ظن الخطابی أن إيلياء اسم رجل ففيه نظر بل هو اسم البلد فأضيف إليه المسجد كما يقال مسجد المدينة و مسجد مكة و قال أبو عبيد البكری فی معجم البلدان إيلياء مدينة بيت المقدس فيه ثلاث لغات مد آخره و قصره و حذف الياء الاولی قال الفرزدق لوی بن أبی الرقراق عينيه بعد ما دنامن ]