عقل: كليد گنج سعادت، ص: 129

[و هو عين الهوية، و لاسيما باعتبار تدليه جمعا إلی وجهة اللّه تعالی و تعلقه بالحق المتعال، تكون السماوات كلها أحياء عقلاء، مسبحين بحمد ربهم لا يسأمون، و متواجدين فی عشق جماله لا يفترون، و ذلك لمكان النفوس المتعلقة بها و عقولها المشبهة بها. و يؤيد ذلك ما فی بعض الآثار النبوية: «أطت السماء و حق لها أن تئط، ما فيها موضع قدم إلا و فيه ملك راكع أو ساجد» (الدر المنثور 5: 273، علم اليقين 1: 259، عوالی اللئالی 4: 107/ 160، مسند أحمد 5: 173، سنن الترمذی 3: 381/ 2441)، فإن الإنسان الكبير ذو العقل و النفس كا الصغير، و الشمس قلب له، كما أن القلب الصنوبری فی الإنسان الصغير أشرف الأعضاء و له الرئاسة، كذلك الشمس فی الإنسان الكبير سيد الكواكب من الرئيسة و المرؤوسة، و تلك المادة العنصرية الأرضية و السماوية فی جنب تلك العوالم الروحانية، كحجر المثانة (شرح المنظومة، قسم الفلسفة، ص 151). و هذا التطبيق فی الجسمانيات بلحاظ هذه المنظومة، و لكن فی الروحانيات تكون جميع العوالم بالنسبة إلی الإنسان الكامل صغيرة، و لذلك قيل:

و فيك انطوی العالم الأكبر. فإن الانطواء دليل أكبرية الإنسان، و الأكبرية دليل علی أن هذا العالم صغير بالنسبة إلی سائر المنظومات الشمسية و المجرات السماوية. و غير خفی: أن كل إنسان فيه قوة كل كمال و جمال، فيكون التطبيق بالقوة، بالنسبة إلی الكاملين يكون التطبيق بالفعل، و إلی بعض ما شرحناه من أعظمية الإنسان الصغير جسما من العالم الكبير معنی و إحاطةيشير ما ورد فی رواياتنا حول بيان حدود أئمتنا، عليهم السلام، و جودا و سعة و كمالا (الكافی 1: 111- 113/ 3- 5 و 7 و 10)، و قد اشير إلی بعض تلك الحدود الروايات السابقة، و كفی فی ذلك ما يقول خادمهم البسطامی: لو أن العرش و ما حواه ألف مرة وقع فی زاوية قلب العارف لما ملأه (تفسير القرآن الكريم، صدر المتألهين 1: 77، الأسفار 8: 311)، و من شاء فليرجع إلی محالها.

- قرطبی نيز در تفسيرش (ج 2، ص 202) می نويسد: «و قال بعض الحكماء: إن كل شی ء فی العالم الكبير له نظير العالم الصغير، الذی هو بدن الانسان، و لذلك قال تعالی:

لقد خلقنا الانسان فی أحسن تقويم. و قال: و فی أنفسكم أفلا تبصرون. فحواس الانسان أشرف من الكواكب المضيئة، و السمع و البصر منها بمنزلة الشمس و القمر فی ]