عقل: كليد گنج سعادت، ص: 287
[قلت فی نفسی: ما تكون منزلة أعظم من هذه المنزلة، فالتفت إلی فقال: لعلك تقول مثل الثلاثة هيهات هيهات، قال: قلت: و ما علمه أنه يقتل فی ذلك اليوم؟ قال: إنه لما رأی الحرب لا تزداد إلا شدة و القتل لا يزداد إلا كثرة ترك الصف و جاء إلی أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين هو هو؟ قال: إرجع إلی صفك. فقال له ذلك ثلاث مرات كل ذلك يقول له: إرجع إلی صفك، فلما أن كان فی الثالثة، قال له: نعم، فرجع إلی صفه و هو يقول: اليوم ألقی الأحبة محمدا و حزبه.
- محمد بن أحمد بن أبی عوف البخاری و محمد بن سعيد بن يزيد الكشی، قالا: حدثنا أبو علی المحمودی محمد بن أحمد بن حماد المروزی، قال: عمار بن ياسر الذی قال فيه رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله و قد ألقته قريش فی النار- (يا نار كونی بردا و سلاما علی عمار كما كنت بردا و سلاما علی إبرهيم)، فلم يصبه منها مكروه، و قتلت قريش أبويه و رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله يقول: صبرا يا آل ياسر، موعدكم الجنة، ما تريدون من عمار؟ عمار مع الحق و الحق مع عمار حيث كان، عمار جلدة بين عينی و أنفی، تقتله الفئة الباغية. و قال وقت قتلهم إياه: اليوم ألقی الأحبة محمدا و حزبه، عمار يدعوهم إلی الجنة و يدعونه إلی النار.
- حمدويه و إبراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم ابن حميد، عن فضيل الرسان، قال: سمعت أبا داود، و هو يقول: حدثنی بريدة الأسلمی، قال: سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله يقول: إن الجنة تشتاق إلی ثلاثة. قال: فجاء أبو بكر فقيل له: يا أبا بكر أنت الصديق! و أنت ثانی اثنين إذ هما فی الغار، فلو سألت رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله من هؤلاء الثلاثة؟ قال: إنی أخاف أن أسأله فلا أكون منهم فتعيرنی بذلك بنو تيم، قال: ثم جاء عمر، فقيل له: يا أبا حفص، إن رسول اللّه عليه و آله قال: إن الجنة تشتاق إلی ثلاثة، و أنت الفاروق، و أنت الذی ينطق الملك علی لسانك! فلو سألت رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله من هؤلاء الثلاثة؟
فقال: إنی أخاف أن أسأله فلا أكون منهم، فتعيرنی بنو عدی، ثم جاء علی عليه السلام فقيل له:
يا أبا الحسن إن رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله قال: إن الجنة لتشتاق إلی ثلاثة فلو سألته من هؤلاء الثلاثة؟ فقال: أسأله إن كنت منهم حمدت اللّه و إن لم أكن منهم حمدت اللّه، قال: فقال علی عليه السلام: يا رسول اللّه إنك قلت: إن الجنة لتشتاق إلی ثلاثة، فمن هؤلاء الثلاثة؟ قال:
أنت منهم و أنت أولهم و سلمان الفارسی، فإنه قليل الكبر و هو لك ناصح، فاتخذه لنفسك، و عمار بن ياسر يشهد معك مشاهد غير واحدة ليس منها إلا و هو فيها، كثير خير ضی ء نوره عظيم أجره.]