عقل: محرم راز ملكوت، ص: 466

[رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله. فقلت للاخری: ما اسمك؟ قلت: عمارة. قلت: و لم سميت عمارة؟ قالت: لانی لعمار بن ياسر، صاحب رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله.

فأهدين إلی هدية، أخبأت لك منها ثم أخرجت لی طبقا أبيض، فيه رطب أكبر من الخشكنانج، أبيض من الثلج، و أذكی من المسك، و أعطتنی منها عشر رطبات، عجزت عن حملها، فقالت:" كلهن عند إفطارك، وعد إلی بعجمهن. قال سلمان: فخرجت من عندها أريد منزلی، فما مررت بأحد و لا بجمع من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله إلا قالوا: يا سلمان، رائحة المسك الاذفر معك. قال سلمان: كتمت أن معی شيئا حتی أتيت منزلی، فلما كان وقت الافطار أفطرت عليهن، فلم أجد لهن عجما فغدوت إلی فاطمة، و قرعت الباب عليها، فأذنت لی بالدخول، فدخلت و قلت: يا بنت رسول اللّه، أمرتنی أن آتيك بعجمته، و أنا لم أجد لها عجما! فتبسمت، و لم تكن ضحكت عليها السلام. ثم قالت: يا سلمان، هی من نخيل غرسها اللّه تعالی لی فی دار السلام بدعاء علمنيه أبی رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله كنت أقول غدوة و عشية قلت:

علمينی الكلام سيدتی. قالت: إن سرك أن تلقی اللّه تعالی و هو عنك راض غير غضبان، و لا تضرك وسوسة الشيطان ما دمت حيا، فواظب عليه. و فی رواية أخری:

إن سرك أن لا تمسك الحمی ما عشت فی دار الدنيا، فواظب عليه، فقال سلمان:

فقلت: علمينی. قالت عليها السلام: بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه النور، بسم اللّه نور النور، بسم اللّه نور علی نور، بسم اللّه الذی هو مدبر الامور، بسم اللّه الذی خلق النور من النور، الحمد اللّه الذی خلق النور من النور، و أنزل النور علی الطور، فی كتاب مسطور، فی رق منشور، و البيت المعمور و السقف المرفوع و البحر المسجور بقدر مقدور علی نبی محبور، الحمد اللّه الذی هو بالعز مذكور، و بالخير مشهور، و علی السراء و الضراء مشكور. قال سلمان: فتعلمته، و قد لقنت أكثر من ألف نفس من أهل المدينة و مكة ممن بهم علل الحمی، و كلهم برئوا بإذن اللّه تعالی. و فی رواية أخری: فی شكوی و وسوسة الشيطان، و قد نزل عليها السلام الرزق من السماء، و كثيرا ما تدور الرحی فی بيتها و هی نائمة أو مشتغلة بأمر آخر، و الرواية فيها متظافرة.

- الثاقب فی المناقب، ص 301: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قد استقرض من ]