عقل: محرم راز ملكوت، ص: 459

[و سلط الاشرار علی الاخيار، و يفشو الكذب، و تظهر اللجاجة، و نفشو الحاجة، و يتباهون فی اللباس و يمطرون فی غير أوان المطر، و يستحسنون الكوبة و المعازف، و ينكرون الامر بالمعروف و النهی عن المنكر، حتی يكون المؤمن فی ذلك الزمان أذل من الامة و يظهر قراؤهم و عبادهم فيما بينهم التلاوم، فاولئك يدعون فی ملكوت السماوات: الارجاس و الانجاس، قال سلمان: و إن هذا لكائن يا رسول اللّه؟ فقال صلی اللّه عليه و اله: إی و الذی نفسی بيده. يا سلمان فعندها لا يخشی الغنی إلا الفقر حتی أن السائل ليسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع فی يده شيئا، قال سلمان:

و إن هذا لكائن يا رسول اللّه؟ قال صلی اللّه عليه و اله، إی و الذی نفسی بيده. يا سلمان عندها يتكلم الرويبضة، فقال: و ما الرويبضة يا رسول اللّه فداك أبی و امی؟ قال صلی اللّه عليه و اله: يتكلم فی أمر العامة من لم يكن يتكلم، فلم يلبثوا إلا قليلا حتی تخور الارض خورة، فلا يظن كل قوم إلا أنها خارت فی ناحيتهم فيمكثون ما شاء اللّه ثم ينكتون فی مكثهم فتلقی لهم الارض أفلاذ كبدهاقال: ذهب و فضةثم أومأ بيده إلی الاساطين فقال: مثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهب و لا فضة، فهذا معنی قوله:" فقد جاء أشراطها". بيان: قوله صلی اللّه عليه و اله: و يكون الكذب طرفا أی يستطرفه الناس و يعجبهم، و الكوكب المذنب: ذو الذنب. و قال الجزری: يوم قائظ: شديد الحر، و منه حديث أشراط الساعة: يكون الولد غيظا، و المطر قيظا، لان المطر إنما يراد للنبات و برد الهواء، و القيظ ضد ذلك انتهی. و يقال: استبحهم أی استأصلهم. قوله صلی اللّه عليه و اله: يلون امتی من اللون أی يتلونون و يتزينون بألوان مختلفة مما يؤتی إليهم من المشرق و المغرب. قوله صلی اللّه عليه و اله: و يتخذون جلود النمور صفاقا أی يرققونها و يلبسونها، و الثوب الصفيق: ضد السخيف، أو يعملونها للدف و العود و سائر آلات اللهو يقال: صفق العود أی حرك أوتاه، و الصفق: الضرب يسمع له صوت. و القينة: الامة المغنية: و المعازف: الملاهی كالعود و الطنبور. قوله صلی اللّه عليه و اله: يتخذونه مزامير أی يتغنون به، قال الجزری: فی حديث أبی موسی: سمعه النبی صلی اللّه عليه و اله يقرأ فقال: لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داود: شبه حسن صوته و حلاوة نغمته بصوت المزمار انتهی. و التهافت: التساقط، و الكوبة بالضم: النرد]