عقل: محرم راز ملكوت، ص: 13
[فقال الحسين عليه السلام: إنی لا أراك تقنع ببيعتی ليزيد سرا حتی ابايعه جهرا فيعرف ذلك الناس، فقال له الوليد: أجل. فقال الحسين: فتصبح و تری رأيك فی ذلك، فقال له الوليد: انصرف علی اسم اللّه تعالی حتی تأتينا مع جماعة الناس. فقال له مروان: و اللّه لئن فارقك الحسين الساعة و لم يبايع لا قدرت منه علی مثلها أبدا حتی تكثر القتلی بينكم و بينه احبس الرجل و لا يخرج من عندك حتی يبايع أو تضرب عنقه، فوثب الحسين عليه السلام عند ذلك و قال: أنت يا ابن الزرقاء تقتلنی أم هو؟ كذبت و اللّه و أثمت، و خرج يمشی و معه مواليه حتی أتی منزله (ارشاد المفيد ص 182 و 183 و هكذا ما بعده). قال السيد: كتب يزيد إلی الوليد يأمره بأخذ البيعة علی أهلها (يعنی المدينة) و خاصة علی الحسين عليه السلام و يقول: إن أبی عليك فاضرب عنقه، و ابعث إلی برأسه، فأحضر الوليد مروان و استشاره فی أمر الحسين، فقال: إنه لا يقبل، و لو كنت مكانك ضربت عنقه، فقال الوليد، ليتنی لم أك شيئا مذكورا. ثم بعث إلی الحسين عليه السلام فجاءه فی ثلاثين من أهل بيته و مواليه و ساق الكلام إلی أن قال-: فغضب الحسين عليه السلام ثم قال: ويلی عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقی؟ كذبت و اللّه و أثمت. ثم أقبل علی الوليد فقال: أيها الأمير! إنا أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائكة، و بنا فتح اللّه، و بنا ختم اللّه، و يزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، و مثلی لا يبايع مثله، و لكن نصبح و تصبحون، و ننظر و تنظرون، أينا أحق بالبيعةو الخلافة، ثم خرج عليه السلام (كتاب الملهوف، ص 17 و 18). و قال ابن شهر آشوب: كتب إلی الوليد بأخذ البيعة من الحسين عليه السلام و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير، و عبد الرحمان بن أبی بكر أخذا عنيفا ليست فيه رخصة، فمن يأبی عليك منهم فاضرب عنقه، و ابعث إلی برأسه. فشاور فی ذلك مروان فقال: الرأی أن تحضرهم و تأخذ منهم البيعة قبل أن يعلموا. فوجه فی طلبهم و كانوا عند التربة، فقال عبد الرحمان و عبد اللّه: ندخل دورنا و نغلق أبوابنا، و قال ابن الزبير: و اللّه ما ابايع يزيد أبدا و قال الحسين: أنا لا بد لی من الدخلول علی الوليد و ذكر قريبا مما مر (مناقب آل أبی طالب، ج 4، ص 88). قال المفيد: فقال مروان للوليد: عصيتنی لا و اللّه لا يمكنك مثلها من نفسه أبدا فقال الوليد:]