عقل: محرم راز ملكوت، ص: 58

[يقول: يا غلام اعلف البكر. قال و بكر فی ناحية الدار فقال له عدی بن حاتم: أمجنون أنت؟ أكلمك بما أكلمك به و أنت تقول: يا غلام اعلف البكر؟ فقال عدی لا صحابه: ما كنت أظن هذا البائس بلغ به الضعف كل ما أری، فنهض القوم عنه و أتوا زيادا فأخبروه ببعض و خزنوا بعضا و حسنوا أمره، و سألوا زيادا الرفق به، فقال: لست إذا لابی سفيان، فأرسل إليه الشرط و البخارية فقاتلهم بمن معه ثم انفضوا عنه و أتی به زياد و بأصحابه فقال له: ويلك مالك؟ فقال: إنی علی بيعتی لمعاوية لا أقيلها و لا أستقيلها، فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة فقال: اكتبوا شهادتكم علی حجر و أصحابه، ففعلوا. ثم و فدهم علی معاوية و بعث بحجر و أصحابه إليه، و بلغ عائشة الخبر فبعثت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومی إلی معاوية تسأله أن يخلی سبيلهم، فقال عبد الرحمن بن عثمان الثقفی: يا أمير المؤمنين جدادها حدادها لا تعن بعد العام أبرا. فقال معاوية: لا أحب أن أراهم و لكن اعرضوا علی كتاب زياد فقرئ عليه الكتاب و جاء الشهود فشهدوا، فقال معاوية بن أبی سفيان: أخرجوهم إلی عذری فاقتلوهم هنالك، قال: فحملوا إليها، فقال حجر: ما هذه القرية؟ قالوا: عذراء، قال:

الحمد للّه، أما و اللّه إنی لاول مسلم نبح كلابها فی سبيل اللّه ثم أتی بی اليوم إليها مصفودا، و دفع كل رجل منهم إلی رجل من أهل الشام ليقتله، و دفع حجر إلی رجل من حمير فقدمه ليقتله ...»، بحار الأنوار، ج 18، ص 124: «عن عبد اللّه بن زرير الغافقی قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: «يا أهل العراق سيقتل سبعة نفر بعذراء مثلهم كمثل أصحاب الاخدود، فقتل حجر بن عدی و أصحابه».]

[ (10). الأربعون حديثا، منتجب الدين بن بابويه، ص 81: «عن علی بن محمد قال: رأيت ابنة أبی الاسود الدؤلی و بين يدی أبيها خبيص فقالت: يا أبه أطعمنی فقال: افتحی فاك. [قال:] ففتحت فوضع فيه مثل اللوزة، ثم قال لها: عليك بالتمر فهو أنفع و أشبع.

فقالت: هذا أنفع و أنجع؟ فقال: هذا الطعام بعث به إلينا معاوية يخدعنا به عن حب علی بن أبی طالب عليه السلام. فقالت: قبحه اللّه، يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر، تبا لمرسله و آكله، ثم عالجت نفسها و قاءت ما أكلت منه، و أنشأت تقول باكية: أبالشهد المزعفر يا ابن هند* نبيع إليك إسلاما و دينا/ فلا و اللّه ليس يكون ]